يرى المحلل السياسي الليبي إدريس احميد، أن الدول الثلاث المجاورة لليبيا، وهي مصر وتونس والجزائر، “ترتبط بعلاقات متينة مع ليبيا على المستويات الجغرافية والاجتماعية والتجارية والاقتصادية والأمنية”، ويعتقد أن “الأزمة الليبية، التي انفرد مجلس الأمن الدولي بإدارتها وتبعها التدخل الأجنبي عام 2011، قد وقعت في غياب واضح لهذه الدول”.

وأوضح احميد في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن “مصر، في تلك الفترة، كانت منشغلة بتداعيات أحداثها الداخلية، فيما انطوت الجزائر على نفسها خشية تأثيرات التدخل الأجنبي في ليبيا، أما تونس فقد كانت غارقة في ترتيباتها الداخلية بعد الثورة، وبهذا، تم إقصاء الدور الإقليمي لهذه الدول عن لعب أي دور حقيقي في حل الأزمة الليبية”.

وأشار احميد إلى أن “مصر تابعت ما يجري في ليبيا، بدقة وقلق بالغ، وكان لها دور مهم في إنهاء حرب عام 2019، حينما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن منطقة سرت خط أحمر، وهو ما ساهم في منع مزيد من التصعيد وحدّد ملامح الأمن الليبي في تلك المرحلة، ونجحت القاهرة في احتواء الموقف نسبيًا خلال تلك الفترة الحساسة”.

أما تونس، فيؤكد احميد أنها “ترتبط بعلاقات قوية مع ليبيا جغرافيا واقتصاديا واجتماعيا، وقد لعبت دورا بارزا في احتضان عدد من الحوارات السياسية الليبية، كما تسعى بوضوح إلى دعم مسار الاستقرار السياسي في ليبيا”، وأشار إلى أن “العلاقة بين البلدين ظلت مرنة ومفتوحة رغم التحديات التي تواجه تونس داخليا”.

ويرى أن “هذه المخاوف دفعت الجزائر إلى تبني سياسة الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، خاصة في الملف الأمني”، لكنه شدد على أنه “من الضروري أن توضح الجزائر موقفها بشكل أكبر، وأن تسهم بشكل فعلي في دعم جهود إيجاد حل حقيقي للأزمة الليبية”.

وأكد إدريس احميد أن على “هذه الدول الثلاث أن تعمل إلى جانب الدول الكبرى، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي يمكن أن تلعب دورا مؤثرا بالتعاون مع مصر، في خلق حل سياسي حقيقي للأزمة الليبية، يقوم على دعم الحل “الليبي – الليبي”، ويبتعد عن التدخلات الخارجية”.

وواصل المحلل السياسي الليبي، بالقول: “يتوجب على هذه الدول أن تذهب إلى تنسيق موقف واضح وموحد، والعمل سويا على دعم الليبيين في حل أزمتهم بأنفسهم، ومساندة الحراك الوطني الليبي للخروج من حالة الانسداد السياسي، بعيدًا عن أية تدخلات أجنبية تعيق المسار نحو الاستقرار”.

المصدر: صحيفة الساعة 24

إقرأ أيضاً:

“ترامب” يعيد النظر بالبطاقات الخضراء لمواطني 10 دول أفريقية بينها ليبيا

الوطن| متابعات

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمراجعة فورية لإجراءات فحص البطاقة الخضراء لعشر دول أفريقية، بينها ليبيا، بعد الهجوم الذي تعرض له عناصر الحرس الوطني في العاصمة واشنطن.

وأوضح مدير إدارة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية جو إدلو، عبر منصة «إكس»، أن إعادة النظر ستشمل جميع بطاقات الإقامة الممنوحة لكل أجنبي من «كل دولة مثيرة للقلق»، مشيرًا إلى أن الدول الـ19 المدرجة في إعلان رئاسي صدرت في يونيو، منها عشرة دول أفريقية، تخضع لهذه الإجراءات.

وتشمل الدول المستهدفة: بوروندي وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وليبيا وسيراليون والصومال والسودان وتوغو، بالإضافة إلى أفغانستان وميانمار وكوبا وهايتي وإيران ولاوس وتركمانستان وفنزويلا واليمن، ضمن إطار تشديد إجراءات الهجرة بعد حادث إطلاق النار على اثنين من أفراد خدمة الحرس الوطني بالقرب من البيت الأبيض.

الوسومالولايات المتحدة الأمريكية ترمب ليبيا

مقالات مشابهة

  • ليبيا بين الدول الأقل قدرة على السفر دون تأشيرة وفق تقرير عالمي
  • قيود سفر أمريكية كندية جديدة تشمل مواطني ليبيا وعدة دول إفريقية
  • الاتحاد الليبي لرفع الأثقال يختتم منافسات بطولة ليبيا لعام 2025
  • “ترامب” يعيد النظر بالبطاقات الخضراء لمواطني 10 دول أفريقية بينها ليبيا
  • إعلامي جزائري لـعربي21: الخطة الأمريكية واعتقال بوعقبة تهز المشهد السياسي
  • تونس تؤكد دعمها لجهود البعثة الأممية في ليبيا
  • وزير الخارجية التونسي يبحث مع تيتيه مستجدات المسار السياسي الليبي
  • مصر تعلن استعادة 131 مواطنا من ليبيا بالتعاون مع السلطات الليبية
  • “نصية” يحذر من استمرار الأزمة المالية والارتفاع المستمر لسعر الصرف في ليبيا
  • حمي الماربورج.. الصحة توضح إجراءات السفر من وإلى الدول الموبوءة