احميد: على الجزائر أن توضح موقفها بشكل أكبر من الأزمة الليبية
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
يرى المحلل السياسي الليبي إدريس احميد، أن الدول الثلاث المجاورة لليبيا، وهي مصر وتونس والجزائر، “ترتبط بعلاقات متينة مع ليبيا على المستويات الجغرافية والاجتماعية والتجارية والاقتصادية والأمنية”، ويعتقد أن “الأزمة الليبية، التي انفرد مجلس الأمن الدولي بإدارتها وتبعها التدخل الأجنبي عام 2011، قد وقعت في غياب واضح لهذه الدول”.
وأوضح احميد في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن “مصر، في تلك الفترة، كانت منشغلة بتداعيات أحداثها الداخلية، فيما انطوت الجزائر على نفسها خشية تأثيرات التدخل الأجنبي في ليبيا، أما تونس فقد كانت غارقة في ترتيباتها الداخلية بعد الثورة، وبهذا، تم إقصاء الدور الإقليمي لهذه الدول عن لعب أي دور حقيقي في حل الأزمة الليبية”.
وأشار احميد إلى أن “مصر تابعت ما يجري في ليبيا، بدقة وقلق بالغ، وكان لها دور مهم في إنهاء حرب عام 2019، حينما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن منطقة سرت خط أحمر، وهو ما ساهم في منع مزيد من التصعيد وحدّد ملامح الأمن الليبي في تلك المرحلة، ونجحت القاهرة في احتواء الموقف نسبيًا خلال تلك الفترة الحساسة”.
أما تونس، فيؤكد احميد أنها “ترتبط بعلاقات قوية مع ليبيا جغرافيا واقتصاديا واجتماعيا، وقد لعبت دورا بارزا في احتضان عدد من الحوارات السياسية الليبية، كما تسعى بوضوح إلى دعم مسار الاستقرار السياسي في ليبيا”، وأشار إلى أن “العلاقة بين البلدين ظلت مرنة ومفتوحة رغم التحديات التي تواجه تونس داخليا”.
ويرى أن “هذه المخاوف دفعت الجزائر إلى تبني سياسة الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، خاصة في الملف الأمني”، لكنه شدد على أنه “من الضروري أن توضح الجزائر موقفها بشكل أكبر، وأن تسهم بشكل فعلي في دعم جهود إيجاد حل حقيقي للأزمة الليبية”.
وأكد إدريس احميد أن على “هذه الدول الثلاث أن تعمل إلى جانب الدول الكبرى، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي يمكن أن تلعب دورا مؤثرا بالتعاون مع مصر، في خلق حل سياسي حقيقي للأزمة الليبية، يقوم على دعم الحل “الليبي – الليبي”، ويبتعد عن التدخلات الخارجية”.
وواصل المحلل السياسي الليبي، بالقول: “يتوجب على هذه الدول أن تذهب إلى تنسيق موقف واضح وموحد، والعمل سويا على دعم الليبيين في حل أزمتهم بأنفسهم، ومساندة الحراك الوطني الليبي للخروج من حالة الانسداد السياسي، بعيدًا عن أية تدخلات أجنبية تعيق المسار نحو الاستقرار”.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
السهولي: الإحصاءات لا تعكس حجم مأساة السرطان في ليبيا والفساد يعمّق المعاناة
???? ليبيا | طبيب أورام: الإحصاءات قد تُخفي كارثة.. والفساد يمر عبر الانقسام
ليبيا – حذّر طبيب الأورام الليبي رجب السهولي من أن الإحصاء الأخير لمرضى السرطان قد لا يعكس حقيقة الواقع الصحي في البلاد، مشيرًا إلى أن ما هو مخفي قد يكون أسوأ بكثير بسبب الانقسام الحكومي المستمر.
???? الفساد يعمّق الأزمة في ملف الأدوية ????
السهولي، وفي تصريحات خاصة لموقع “العربي الجديد” القطري، أكد أن كلا الحكومتين تتعاملان مع الملف بشكل متراخٍ، ما يتيح للفساد التسلل بسهولة، ويزيد من تعقيد الأزمة الصحية.
???? هيئة مكافحة السرطان الأفضل.. ولكنها مكبلة ⛓️
وأضاف أن هيئة مكافحة السرطان تظل أكثر الهيئات الحكومية موثوقية نظراً لاحتوائها على خبراء طبيين، لكنها في الوقت ذاته تواجه عراقيل إدارية تُعيق تدفق الأدوية إلى المرضى.
???? القطاع الخاص يستنزف المرضى ماليًا ????
وأشار السهولي إلى أن هذه العراقيل تجبر المرضى على اللجوء إلى القطاع الخاص لشراء أدوية السرطان بأسعار باهظة، في ظل غياب حلول حكومية فعالة.