مسقط- الرؤية

تنفذ وزارة التراث والسياحة حفرية خليجية مشتركة تضم مختصين من الجهات المعنية بالتراث الثقافي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك بموقع صنب بولاية بوشر في محافظة مسقط، خلال الفترة من 13 إلى 22 يناير الجاري. 

وتهدف الحفرية إلى توثيق الموقع المتأثر بالزحف العمراني ومعرفة مكوناته الأثرية لفهم مختلف الجوانب الحضارية لفترة الاستيطان البشري، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين المختصين من دول مجلس التعاون وتجسيد أهداف أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية المقرة لهذا البرنامج، إذ يشمل البرنامج زيارة عدد من البعثات الأثرية العاملة في سلطنة عمان للتعرف على المواقع الأثرية العمانية وطبيعة عملها.

يشار إلى أن وزارة التراث والسياحة أجرت العديد من المسوحات والتنقيبات الأثرية في ولاية بوشر، والتي تضم عددًا من المواقع الأثرية التي تعود لفترات زمنية مختلفة، حيث قامت الوزارة بعمل حفرية إنقاذية للمدافن الأثرية المتأثرة بالمخططات السكنية بقرية صنب بولاية بوشر.

وتم اختيار مدافن قرية صنب للقيام بالحفرية الخليجية المشتركة لعدة أسباب، ومن أبرزها وجود مدافن في قائمة المواقع الأثرية المهددة بالخطر نتيجة للتوسع العمراني والتعديات على تلك المدافن، إضافة لعوامل طبيعية تمثلت في الفيضانات المتتالية بسبب الأنواء المناخية المتتالية.

وتتضمن خطة عمل الحفرية تصوير وتوثيق الموقع وتهيئته ومسح المناطق المجاورة باتباع الأساليب العلمية، ومعاينة وتوثيق كل ما يشتبه بأنه شاهد أثري وتهيئة وتنظيف المدافن لبدء عملية التنقيب، وتسجيل بيانات المدافن الأثرية حسب مراحل العمل، بالإضافة إلى تسجيل القطع الأثرية المكتشفة وتوضيح كافة بيانات اللقى الأثرية وحفظها بالطريقة العلمية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل

تزخر محافظة أصفهان، التي كانت تُستهدف بشكل دوري بسبب احتضانها منشأة "فوردو" النووية، بمعالم خلابة تعود إلى عصر ازدهار الإمبراطورية الفارسية في القرن السابع عشر. اعلان

فيما كانت الهجمات الإسرائيلية والأمريكية تستهدف المواقع الاستراتيجية للنظام الإيراني، أثيرت مخاوف بشأن احتمال تعرض التراث الحضاري الإيراني، وخاصة في مدن أثرية مثل أصفهان، للضرر.

فمحافظة أصفهان، التي استُهدفت على مدى الأيام الماضية بسبب احتضانها منشأة "فوردو"، أحد المفاعلات النووية الرئيسية في البلاد، تزخر بمعالم خلابة تعود إلى عصر ازدهار الإمبراطورية الفارسية في القرن السابع عشر.

جسر الثلاثة والثلاثين قوسًا"، الذي بُني عام 1602، يتباين مع مبنى مكاتب حديث وقمم جبل كوه إي سوفه المُسننة في أصفهان، إيران، يوليو 1971. AP Photo/Horst Faas

وتضم المدينة معالم من عهد الأسرة الصفوية، وهي معروفة بأنها أول من أرسى أساسات الفن الزخرفي باستخدام البلاط، ومنها عدة معالم مهمة مثل ميدان نقش جهان، المعروف بساحة الشاه أو الإمام، والمحاط بالمساجد والقصور والسوق، التي تُعتبر ثاني أكبر ساحة عامة في العالم. إلى جانب جسري خاجو، الذي يعود إلى عام 1650، وجسر سي وسه بل، أي جسر الثلاثة والثلاثين قوسًا، والذي بُني بين عامي 1599 و1602.

وقد بلغت المدينة ذروة ازدهارها في عهد الملك عباس الأول، الذي ربطها بطريق الحرير، مما ساهم في إدخال السجاد الفارسي إلى منازل الأوروبيين الأثرياء.

Relatedبوتين يُدين الهجمات الأمريكية على إيران: لا مبرر لهاالصواريخ الإيرانية تجبر الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ لأطول مدة منذ بدء الحربمن البحرين الى الإمارات.. تعرّف إلى خريطة الانتشار العسكري الأميركي في الشرق الأوسط

ومع أنه لم ترد تقارير عن تعرض أي من المعالم التاريخية فيها للضرر طيلة فترة المواجهة، أرسلت إيران في اليومين الماضيين طلبًا رسميًا إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، دعت فيه إلى اتخاذ إجراء فوري لحماية تراثها الثقافي والطبيعي من التهديدات التي كانت تشكلها "الاعتداءات " العسكرية الإسرائيلية.

لقطة من سوق خارج مسجد الجمعة في أصفهان، إيران، يوليو 1971. Horst Faas/1971 AP

تقع منشأة فوردو على بعد حوالي 14 ميلاً (حوالي 22.5 كيلومترًا) شرق مدينة أصفهان، وهي بعيدة عن المواقع الأثرية، لكن قلق المعنيين كان ينبع من احتمال تعرض المنطقة المحيطة لأي أضرار أو تأثيرات نتيجة العمليات العسكرية.

ويبقى هذا الأمر مطروحًا على الطاولة ريثما تتضح معالم وقف إطلاق النار المعلن عنه حديثًا بين طهران وتل أبيب.

40 ألف نصب تذكاري و28 موقعًا على قائمة التراث العالمي

وكان قد جاء في جزء من رسالة الحكومة أنه وفقًا للإحصائيات الرسمية، "تستضيف إيران أكثر من 40,000 نصب تذكاري مسجل على المستوى الوطني و28 موقعًا مسجلًا على قائمة التراث العالمي، تشمل أكثر من 100 موقع تاريخي وطبيعي وثقافي. كما توجد أكثر من 50 نصبًا تذكاريًا أخرى على القائمة المؤقتة لليونسكو للتسجيل ضمن التراث العالمي."

وقالت طهران إن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة كانت تهدد بشكل مباشر وغير مباشر تلك المعالم.

وفي وقت سابق، أعلن نائب وزير الثقافة والسياحة والحرف اليدوية علي دارابي أنه طلب من أمناء المتاحف "اتباع بروتوكولات الأزمات، ونقل القطع إلى مواقع آمنة، والإغلاق الفوري لجميع المتاحف والمواقع التاريخية."

وقالت ليلى خسروي، المديرة العامة للمتاحف الإيرانية، لصحيفة "همشهري" الحكومية: إنهم على أتم الاستعداد لحماية هذه الأصول والكنوز الوطنية الإيرانية، "حتى في هذه الأزمة ستبقى محفوظة بأمان كما كانت في الماضي."

الممتلكات الثقافية وخطر التدمير أثناء النزاعات

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، اعتمدت منظمة اليونسكو اتفاقية لاهاي لعام 1954، التي وضعت قواعد واضحة لحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة. كانت هذه الاتفاقية أول معاهدة دولية تهدف بشكل خاص إلى حماية التراث الثقافي في أوقات الحرب، مؤكدة على أهمية التراث المشترك للبشرية ككل.

رغم ذلك، ما تزال الممتلكات الثقافية تواجه مخاطر كبيرة بالتدمير أو السرقة، سواء من قبل عصابات منظمة أو حتى دول تدعمها، خصوصًا في ظل الفوضى التي تصاحب الصراعات المسلحة

في سوريا مثلا، دمرت الحرب الأهلية العديد من المواقع الأثرية والمدن التاريخية، حيث تعرضت جميع مواقع التراث العالمي الستة في البلاد لأضرار بالغة، لا سيما في مدينة حلب القديمة وقلعة الحصن.

وتشير تقارير اليونسكو إلى أن بعض تلك المواقع استُخدمت لأغراض عسكرية، ما جعلها هدفًا لقصف مباشر بالقنابل والانفجارات.

ويتجلى هذا الدمار بشكل واضح في مدينة تدمر التاريخية، التي لم يتبق من أقواسها وتماثيلها ومعابدها إلا الركام، وصورة في الذاكرة لمدينة كانت تعتبر من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم.

أما في العراق، فقد شهدت السنوات التي تلت غزو الولايات المتحدة سرقة واسعة النطاق للآثار، سواء من المتاحف مثل المتحف الوطني العراقي، أو عبر الحفريات غير القانونية في المواقع الأثرية المختلفة، في ظل الفوضى الأمنية التي شهدتها البلاد.

ولا يزال علماء الآثار في بغداد يعملون على استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة أو المدمرة، والتي تعرضت للسرقة أو التدمير على يد جماعات إرهابية مثل "داعش"، التي نهبت موقع النمرود الشهير.

وفي الحرب الأخيرة في لبنان، تعرض السور الروماني المحيط بثكنة غورو في قلعة بعلبك القديمة للدمار بعد استهداف الجيش الإسرائيلي لمحيطه، وفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية.

ويُعد هذا السور جزءًا أساسيًا من القلعة ويمثل امتدادًا لبوابتها الشمالية، وهو مدرج ضمن قائمة الجرد العام للأبنية الأثرية بموجب المرسوم رقم 456 الصادر عام 1936.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
  • المعولي يشارك في اجتماع رؤساء المجالس التشريعية الخليجية مع رئيسة البرلمان الأوروبي
  • عبدالله بن زايد يستقبل وفد رؤساء المجالس التشريعية الخليجية
  • هيئة التراث تسجل 5,900 موقع ومبنى جديد
  • تسجيل أكثر من 5,900 موقع ومبنى جديد ضمن سجل التراث العمراني
  • تسجيل 5,969 موقعًا ومبنى تراثيًا جديدًا ضمن سجل التراث العمراني
  • متنزه رمال بوشر .. مشروع سياحي برؤية مستدامة
  • مجلس التعاون: عدم رصد أي مؤشرات إشعاعية غير طبيعية بالدول الخليجية
  • مجلس التعاون: عدم رصد أي مؤشرات إشعاعية غير طبيعية بالدول الخليجية-عاجل
  • تفاصيل المرسوم السلطاني بتطوير رمال بوشر في محافظة مسقط