تزامنًا مع سباق الشركات العالمية نحو السعودية باعتبارها أحد أقوى الأسواق نموًا بين اقتصادات مجموعة العشرين في 2023، أعلنت مجموعة يونيك، الشركة الرائدة عالميًا في مجال التقنيات والهندسة تحت سطح البحر، اليوم عن افتتاح منشأتها الجديدة في الدمام، حيث تمثل هذه المنشأة أولى مبادرات المجموعة التي تهدف لنقل التقنيات المتقدمة في الهندسة تحت سطح البحار بعد سنوات من التعاون المثمر مع الشركاء الرئيسيين مثل أرامكو، نيوم، إن سي دبليو، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية (GEOSA) وريد سي جلوبال بشكل مباشر أو من خلال ارتباطات تعاقدية ، وتماشياً مع رؤية المملكة 2030 يؤكد الحضور المعزز لمجموعة يونيك في المملكة العربية السعودية على التزامها بتقديم الحلول المتطورة التي تدفع الصناعة المحلية إلى الأمام.

وتأتي هذه المبادرة لتعزيز جهود "صنع في السعودية" والتي تتمثل في نقل إنتاج وتجميع التقنيات والهندسة البحرية التي تميز مجموعة يونيك محلياً مما يساهم في توطين الوظائف بالإضافة إلى جعل الدمام مركزاً مهم لهذا القطاع.

كما سيتم الانتهاء من تصنيع وتجميع 50% من أنظمة الغوص الهوائي، وحزم الطاقة، ووحدات استبدال الغوص في المملكة، مما يؤدي إلى استخدام ما لا يقل عن 40% من القوى العاملة المحلية.

وتبلغ مساحة المنشأة التي تم افتتاحها حديثًا 2000 مترًا مربعًا، لديها القدرة لتجهيز مجموعة متنوعة من المعدات، بما فيها أدوات المسح البحري، السفن السطحية غير المأهولة، حلول الغوص ودعم الحياة، معدات الطفو والأوزان المائية المتاحة للبيع والتأجير، كما توسع خطوط الانتاج عروضها لتشمل منتجات وخدمات الرفع والإرساء الأول من نوعه في المنطقة ، بالإضافة إلى تقديمها المعايرة والخدمة للجهات الرائدة تحت مظلة الرفع والإرساء، مما يعزز توافر التكنولوجيا المتطورة في السوق المحلية. كما أنها تستضيف أكبر منصة اختبار ديناميكية للرافعات في المملكة العربية السعودية بقدرة سحب ثابتة تبلغ 600 طن وقدرة اختبار حمولة حية ديناميكية تصل إلى 40 طنًا.

وأعرب ساهيل غاندي، الرئيس التنفيذي لمجموعة يونيك، قائلاً: "إن التوسع الاستراتيجي لعملياتنا في المملكة العربية السعودية يمثل لحظة محورية بالنسبة لمجموعة يونيك، حيث نقدم قسم حلول الرفع والإرساء ونبدأ التجميع المحلي لمعدات الغوص. هذه المبادرة تؤكد التزامنا الثابت بتلبية المتطلبات المميزة لعملائنا في المنطقة."

يعد إنشاء ورشة العمل المتطورة في الدمام بمثابة دليل ملموس على تفاني مجموعة يونيك في إقامة شراكات قوية مع المتعاونين الموقرين في المنطقة. تضع هذه المنشأة معيارًا صناعيًا لتقدم حزمة حلول شاملة متكاملة لا مثيل لها في ندرتها.

وأكد غاندي أيضًا: "نحن على ثقة من أن هذه المبادرات الإستراتيجية سترفع دعمنا للعملاء في المملكة العربية السعودية بشكل كبير، بحيث يمكننا معالجة تحدياتهم بشكل شامل بتقديم منتجات عالية الجودة ,خدمات متكاملة وحلول فعالة من حيث التكلفة. هذا الإنجاز المهم لا يمثل ذلك لحظة محورية في التقدم المستمر لشركتنا فحسب، بل يساهم أيضًا في نمو وازدهار المملكة."

الجدير بالذكر أن مجموعة يونيك ترتبط بتعاون قوي يمتد لعقدين من الزمن مع الهيئات الحكومية البارزة والجامعات ومنظمات المسح الهيد وغرافي البحري في المملكة العربية السعودية. وقد تم تعزيز هذه الشراكات الدائمة من خلال التنفيذ الناجح لمشاريع واسعة النطاق، ساهمت في التطورات الرائدة في منطقة البحر الأحمر ونيوم.

كانت مجموعة يونيك شريكًا ناجحًا مع الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية (GEOSA)، حيث أكد بعض أعضاء GEOSA على أهمية هذا التعاون قائلين: "لقد كانت مجموعة يونيك شريكًا طويل الأمد لمشاريعنا. التزامهم الثابت بالتميز و لعبت التكنولوجيا المتطورة دورًا محوريًا في العديد من مبادرات عملنا الناجحة، ونحن نقدر تفاني مجموعة يونيك وخبرتها والحلول عالية الجودة التي تقدمها باستمرار، مما يساهم بشكل كبير في تطوير أعمالنا البحرية وأهداف المعلومات الجغرافية المكانية.

يؤكد الاستثمار الاستراتيجي في هذه المنشأة المتطورة من خلال الشراكات الرئيسية والمواءمة مع رؤية السعودية 2030 - مما يعزز التزام مجموعة يونيك بتعزيز القدرات المحلية والابتكار التكنولوجي. وتعكس المنشأة تفانيها في تقديم حلول رفيعة المستوى تتناغم مع تطلعات المملكة للنمو المتنوع.

وبالنظر إلى المستقبل، تظل مجموعة يونيك ثابتة في التزامها برعاية المواهب المحلية، والمساهمة في الازدهار الاقتصادي، وتطوير الحدود التكنولوجية داخل مجتمع الدمام النابض بالحياة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الدمام فی المملکة العربیة السعودیة

إقرأ أيضاً:

تركيا تطلق مشروع غواصة ميلدن.. هل تنافس الغواصات الأوروبية المتطورة؟

سلط تقرير نشره موقع "شيناري إيكونومتشي" الإيطالية الضوء على إطلاق تركيا مشروع الغواصة "ميلدن"، أول غواصة تُصمَّم وتُبنى محلياً، في خطوة تمثل تحدياً مباشراً لهيمنة الغواصات الألمانية والإيطالية في السوق العالمية.

وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تركيا أدركت خلال العشرين عامًا الأخيرة، أن السيادة السياسية من دون سيادة صناعية ليست سوى وهم، وقرّرت أن تتحول من مستهلك للأسلحة في حلف شمال الأطلسي إلى مصنّع ومورّد.

وأضاف، أن انطلاق مشروع بناء "ميلدن" في أحواض غولجوك ليس حدثا معزولا، إذ تشهد إسطنبول في الوقت ذاته بداية أعمال بناء أول مدمّرة محلية مضادة للطائرات من طراز "تي إف-2000"، وتوقيع عقود بقيمة 6.5 مليار دولار لإنجاز "القبة الفولاذية" التركية.



مواصفات ميلدن
اعتبر الموقع أن صنع غواصة محلية بالكامل يعد مشروعا طموحا جدا لدولة كانت حتى الأمس القريب تكتفي بتجميع فرقاطات ألمانية، خاصة أن ميلدن غواصة عملاقة يبلغ وزنها 2.700 طن ويتجاوز طولها 80 مترًا، مقارنة بالغواصة الإيطالية "سالفاتوري تودارو" التي يقل وزنها فوق سطح الماء عن 1500 طن.

أما عن المواصفات الفنية، فإن ميلدن تعمل بنظام دفع لاهوائي محلي الصنع، يجمع بين إعادة تشكيل الميثانول وخلايا وقود غشاء تبادل البروتون، ويعمل ببطاريات أيونات الليثيوم، بهدف بقاء الغواصة تحت الماء عدة أيام دون استخدام أنبوب التنفس تحت الماء، وهو أمر غير ممكن للغواصات التي تعمل بالديزل.

وعلى صعيد التسليح، سيتم تزويد الغواصة بـ8 أنابيب عيار 533 مليمتر، دون استخدام معدات أمريكية أو ألمانية، إذ سيتم إطلاق طوربيدات تركية ثقيلة من طراز "أكيا" وصواريخ "أتماكا" المضادّة للسفن (بمدى يتجاوز 220 كم)، كما يتم الحديث عن إمكانية دمج صاروخ "جيزجين" المجنح، والمصمم لضرب أهداف برّية.

ومن المنتظر أن تتكون أجهزة الاستشعار من السونار وأنظمة كهروبصرية تركية الصنع.

تحدٍّ كبير
يتابع الموقع متسائلا: هل تستطيع غواصة ميلدن أن تفرض نفسها كمنافس للغواصات الغربية المتقدمة؟

ويقول في هذا السياق إن تركيا راكمت الكثير من الخبرات منذ عدة سنوات عبر تجميع غواصات "تايب 214" الألمانية (فئة ريس)، لكن ذلك يختلف تماما عن تصميم غواصة كاملة تعمل بكفاءة، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالهيدروديناميكا الصامتة ودمج نظام الدفع اللاهوائي.

ويقارن الموقع بين ميلدن وغواصة "يو 212 إن إف إس" الإيطالية الألمانية، مؤكدا أن الغواصة التي تصنعها شركة "فينكانتيري" الإيطالية عبارة عن آلة حربية متطورة فائقة التقنية، وهي ثمرة عقود طويلة من التطوير، ويبلغ وزنها على السطح حوالي 1.600 طن. في المقابل، يبلغ وزن ميلدن 2.700 طن، بحجم أقرب إلى الغواصات اليابانية الجديدة من فئة "تايغي"، أو الغواصات الإسبانية "إس-80".

ولفت الموقع إلى أن إسبانيا أرادت في مشروعها "إس-80" العمل بمفردها بعيدًا عن الفرنسيين، فانتهى بها الأمر إلى غواصة لم تستطع أن تطفو في البداية بسبب ثقل وزنها. وبالتالي فإن تركيا تواجه -وفقا للموقع- تحديا كبيرا في إنجاز هذا المشروع المحلي ليعمل بكفاءة وينجح منذ المحاولة الأولى.



اعتبارات جيوسياسية واقتصادية 
أكد الموقع أن هدف أنقرة لا يقتصر على الدفاع عن المجال البحري بل يتعداه إلى التحرر من قيود التصدير، حيث إن السلاح الألماني أو الأمريكي يتطلب الإذن لاستخدامه أو لإعادة بيعه، بينما يمكن لتركيا بعد صنع "ميلدن" أن تبيع لأي دولة من دون المرور عبر برلين أو واشنطن.

وحسب الموقع، فإن بيع أول فرقاطة من فئة "حصار" إلى رومانيا (وهي دولة عضو في حلف الناتو) يُظهر أن الصناعة البحرية التركية لم تعد مجرد دعاية، بل واقعا ملموسا بتكلفة منخفضة وكفاءة عالية ومرونة في التصدير.  

وأضاف الموقع أن نجاح تركيا في صنع غواصتها المحلية بالمواصفات التي تم الكشف عنها، سيجعلها مطلوبة في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط باعتبار أنها منخفضة التكلفة وكثيفة التسليح، وهو ما تحبّذه هذه الأسواق مقارنة بعامل السرعة الذي توفره الغواصات الألمانية والإيطالية. 

واختتم الموقع بأن هذه الخطوة التركية لن تؤثر علي الصناعة الأوروبية على المدى القصير، حيث سيواصل زبائن "الفئة الممتازة" (بحريات الناتو من الصف الأول) الاعتماد على الغواصات الألمانية والإيطالية، لكن على المدى المتوسط، ستتحول تركيا إلى منافس شرس في أمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وشمال أفريقيا.

مقالات مشابهة

  • «قفز السعودية».. منصة عالمية لتأهيل كوادر الفروسية التحكيمية المحلية
  • المملكة تحقق تقدمًا دوليًا في مؤشر تغطية الخدمات الصحية الأساسية «UHC»
  • نائب «السعودية لتقويم الأسنان»: القطاع الصحي في المملكة يتصدر في استخدام الذكاء الاصطناعي
  • منتخب السعودية يحسم القمة العربية ويعبر إلى نصف نهائي كأس العرب بفوز مثير على فلسطين «فيديو»
  • الفطيم BYD السعودية تكشف عن ATTO 8: سيارة الدفع الرباعي العائلية الهجينة فائقة القدرة في المملكة
  • 40 مليار ريال.. المياه السعودية تكشف لـ ”اليوم” عن مشاريعها بالشرقية ومناطق المملكة
  • صور.. «ديوانية مشراق» تتحول لملتقى يخدم ذوي الإعاقة بالدمام
  • تركيا تطلق مشروع غواصة ميلدن.. هل تنافس الغواصات الأوروبية المتطورة؟
  • أمانة العاصمة المقدسة: 8 تنبيهات لمرتادي الأسواق المركزية
  • الموضة السعودية تفرض حضورها في مهرجان البحر الأحمر