انطلقت أمس الأحد، بالتزامن مع اليوم المئة من العدوان الهمجي على غزة، فعاليات المؤتمر الدولي لنصرة غزة ودعم المقاومة، بمدينة إسطنبول التركية، تحت شعار "الحرية لفلسطين".

وعُقدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بمشاركة حشد كبير من الرموز والمفكرين والقيادات الشعبية والسياسية وممثلي الأديان الثلاثة من مختلف أنحاء العالم.



وتضمّنت جلسة الافتتاح عددا من الكلمات ألقاها ضيوف المؤتمر، واستهلت الجلسة بكلمة الجهات القائمة على المؤتمر، ألقاها أمين عام المنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري، وتحدّث فيها عن أهداف المؤتمر وأبرز ما يسعى إلى تحقيقه.

وركز الفاعوري في كلمته على رسالة المؤتمر وأهدافه الكبرى، التي تتمحور حول تأصيل شرعية المقاومة، على أثر محاولات الاحتلال المتكررة لتشويه صورتها أمام العالم، وحول إبراز الوجه القبيح للصهيونية وما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.



وفي سياق كلمات الجهات المنظمة، ألقى رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر كلمة، قال فيها إن الكيان الصهيوني هو كيان وظيفي، اختلقته الدول الاستعمارية لتحقيق مصالحها في المنطقة العربية، وإن "طوفان الأقصى" جاء ليكشف عن تقاعس الحكومات العربية والإسلامية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته.

الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس العالمية@Qii_Media

لقد ساعدتنا الحرب على #غزة في كسب شركاء عالميين مثل جنوب أفريقيا، التي وقفت أمام محكمة العدل الدولية وكل من حضر مؤتمر اليوم. #free4pal#فلسطين
⁧#غزة⁩ ⁧#نصرة_غزة⁩ ⁧#الحرية⁩ ⁧#حرية_فلسطين… pic.twitter.com/r99fiA2r3C — freedom4palestinear (@freedom4ps2024) January 14, 2024

وألقى كلمة وفد جنوب إفريقيا حفيد المناضل نيلسون مانديلا النائب الجنوب أفريقي مانديلا زويليفليل مانديلا الذي أكّد وقوف بلاده إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمها نضاله حتى نيله حرّيته.

وأشار إلى ضرورة وقف الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة. وتسلّم، في ختام كلمته، درعًا قدّمها له ثلاثة أطفال ناجين من العدوان على غزة، تقديرًا لتقديم جنوب إفريقيا دعوى ضدّ الاحتلال لدى محكمة العدل الدولية، ما جعلها السبّاقة في رفع هذه القضية في المحاكم الدولية، وإحراج الاحتلال دوليًا.

مانديلا زويليفليل مانديلا @nkoszwelivelile
حفيد الزعيم والمناضل الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، والنائب في برلمان جنوب إفريقيا

أولاً، الحرية لفلسطين مطلقة؛ تمامًا مثلما فعلنا في جنوب أفريقيا، حيث رغبنا في التحرر من نظام الفصل العنصري والاستعمار الغربي بعد 300 عام من العنصرية.
نحن… pic.twitter.com/saJBxxgp3G — freedom4palestinear (@freedom4ps2024) January 14, 2024

كما ألقى كلمة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئيسه علي القره داغي الذي أشاد بالمقاومة وما حققته من إعداد وإثخان في العدو، وأشار إلى أن أداء المقاومة أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة الإعلامية والسياسية، وكان له آثار جليلة في مختلف المجالات. وأكد الشيخ القره داغي أن خذلان غزة هو خذلان لله تعالى ورسوله.



واختتم الافتتاح بكلمات لفصائل المقاومة، حيث وجه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، رسالة لكشف القناع عن الاحتلال وإجرامه.

وأكد هنية أن "طوفان الأقصى" ردٌ مباشر على محاولات تصفية القضية الفلسطينية، ومواجهة المخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية.

وأشار إلى أنّنا  في مرحلة مصيريّة لا تصلح معها الطرق التقليدية في مقاومة الاحتلال في ظلّ تمادي الاحتلال في القدس والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، واستمرار حصار غزة منذ أكثر من 17 عامًا واعتقال الفلسطينيين ومحاولة شطب قضيتهم. 

وأكد هنية أن الصهيونية حركة "استعمارية استعلائية، وظيفيّة، استيطانية"، لا تعترف بوجود الآخر وتسعى إلى إلغائه.

وختم هنية كلمته بالدعوة إلى تشكيل حلف "الحرية والعدالة لفلسطين" استمرارًا للجهود الشعبية والرسمية لكشف جرائم الاحتلال ومساندة الشعب الفلسطيني، في طريقه لنيل حريته، بالإضافة إلى تشكيل تحالف إنساني لإغاثة غزة.


من جهته قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي إن هدف العدوان على قطاع غزة هو استئصال المقاومة واجتثاثها لأنها تقف في وجه المشروع الأمريكي والإسرائيلي للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف الهندي، أن الحرب على القطاع مصيرية، وسيكون لها آثارٌ ليس على المنطقة وحسب، بل على العالم أجمع، وختم كلمته بالتشديد على ضرورة الوحدة السياسية في مرحلة الحرب، بالإضافة إلى أهمية الدعم العربي والإسلامي.



وتستمرّ جلسات المؤتمر على مدى يومين، تناقش فيها عنصرية الفكرة الصهيونية وخطورتها على العالم، وقضية تجريم المقاومة والخلط المتعمد بينها وبين "الإرهاب"، وجملة من القضايا يبحثها لفيف من الخبراء والمفكرين، على أن يُختتم المؤتمر بإطلاق مبادرتي "الصهيونية عنصرية" و"المقاومة حقٌ وواجب".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العدوان غزة المؤتمر الاحتلال غزة اسطنبول الاحتلال مؤتمر العدوان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

المقاومة ليست خيارا ديمقراطيا

في زمن خُلطت فيه المفاهيم، وغُيّبت فيه المعايير، باتت المقاومة تُساءل كما تُساءل الحكومات، ويُحاكم المقاوم كما يُحاكم الفاسد، ويُطلب منه ما لا يُطلب حتى من المحتل. وهي مفارقة أخلاقية قبل أن تكون سياسية.

المقاومة، في جوهرها، ليست خيارا ديمقراطيا، ولا خاضعة لمعادلات التصويت وصناديق الاقتراع، ولا ينتظر أصحابها نتائج استطلاع رأي ليقرروا ما إذا كان من "اللائق" أن يقاوموا أم لا. هذا المنطق، في ذاته، يحمل كارثة فكرية وإنسانية؛ لأنك ببساطة تساوي بين شعب واقع تحت الاحتلال، ومحتلٍ غاصبٍ يستبيح الأرض والإنسان.

من قرر أن يقاوم لا يحتاج إلى تفويض من أحد، ولا يستأذن المقهورين في الدفاع عنهم.. لا ينتظر أن يُنصَّب رسميّا على مشروع الدفاع، فالمقاومة ليست وظيفة تُرشَّح لها، بل هي فعل ينبثق من أعماق الروح الحرة التي ترفض الذل. حتى لو قرر الناس كلهم أن يرضخوا، فمن حق الفرد أن يتمرد، ولو خضع الملايين تحت نير الاستعمار، فصوت واحد يصرخ في وجه الباطل كافٍ ليبدأ التغيير.

يُساءل المقاوم عن مصير المدنيين، بينما يُعفى المحتل من أي مساءلة وهو يقصف البيوت، ويدفن العائلات تحت الأنقاض، ويهدم المدارس والمساجد والمستشفيات
تاريخ الأمم يعلّمنا أن التحرر لا يُنتزع بتوقيع العرائض، ولا يُنال ببلاغات الشجب وحدها.. لم يُقم ثوار الجزائر استفتاء عاما قبل أن يبدأوا ثورتهم ضد المستعمر الفرنسي، ولم ينظّم الفيتناميون مؤتمرات حوار قبل أن يخرجوا لمواجهة المحتل الأمريكي، ولم يكن الجيش الجمهوري الأيرلندي بحاجة إلى أغلبية برلمانية لكي يدافع عن حقوق شعبه. هذه النماذج وغيرها لم تفكر بمفردات "التوافق الوطني" تحت وطأة الاحتلال؛ لأنها ببساطة كانت تعرف أن الحرية لا تأتي على طبق من فضة، ولا تهبط عبر البريد السياسي.

في المقابل، نحن نعيش اليوم حالة غريبة من "الترف السياسي"، حيث يُطلب من المقاوم أن يقدم تقريرا شاملا عن جدوى فعله، وتكلفته، وتداعياته الاقتصادية والدبلوماسية. يُساءل المقاوم عن مصير المدنيين، بينما يُعفى المحتل من أي مساءلة وهو يقصف البيوت، ويدفن العائلات تحت الأنقاض، ويهدم المدارس والمساجد والمستشفيات. يُطلب من المقاوم أن "يُراعي"، وأن "يتأنى"، وأن "يفكر بعقل الدولة"، مع أنه لا يملك دولة أصلا، ولا أرضا آمنة، ولا سيادة على شبر واحد من بلاده.

صحيح أننا نحب أن يُراعي المقاوم شعبه، وأن يحفظ ما استطاع من الأرواح، ولكن لا يمكن أن نحمّله وحده مسؤولية جرائم عدوه، ولا يجوز أن نخضعه لمقاييس الدولة المستقرة وهو يواجه كيانا عدوانيّا مسلحا مدعوما من أقوى القوى على وجه الأرض. من الظلم أن يُساءل من يدافع، بينما يُترك من يعتدي.

ليست القضية هنا أن نقدّس المقاومة أو نمنع انتقادها، ولكن أن نُعيد الأمور إلى نصابها، أن نفهم أن الاحتلال هو أصل الجريمة، وأن كل ما يتبعه من دم ودمار، هو نتيجة مباشرة له. ومن الظلم أن تُلقى الفاتورة على من يقاوم بدل أن تُحاسب من يحتل
ثم ما البديل؟ هل يُطلب من الناس أن ينتظروا رحمة المحتل؟ أم أن يقيموا مؤتمرات "سلام داخلي" وهو يذبح أبناءهم؟ هل المطلوب أن يُجروا انتخابات تحت الحراب ليقرروا إن كانوا يحبون المقاومة أم لا؟! وهل يفترض بالمقاوم أن يختبر شعبيته تحت القصف؟ هذا العبث لا يُقال في سياق الاحتلال، بل في أروقة دول تعيش استقرارا نسبيّا وتملِك قرارها السيادي، أما نحن، فالمعادلة مختلفة تماما.

أحيانا، حين تكثر الأصوات التي تُسائل المقاومة، أشعر أن البعض يتمنى لو لم تكن هناك مقاومة أصلا، كي لا يُحرَج أمام العالم، أو كي لا يضطر لتبرير موقفه. وهنا يصبح الخطاب الإنساني أداة للهروب من المعركة، بدل أن يكون حافزا لها. نريد مقاوما بلا معركة، ونضالا بلا ثمن، وتحررا بلا مواجهة. وهذا لا يحدث إلا في الخيال أو في كتب الأطفال.

إن المقاومة، بطبيعتها، مكلفة، وكل مقاومة حقيقية تحمل في طياتها ثمنا باهظا. هذا لا يعني أن نستسلم للفجائع، ولا أن نحتفي بالألم، ولكن أن نُدرك أن الصراع مع المحتل ليس مباراة متكافئة، بل هو معركة وجود، ومن يطالب المقاوم بأن يتصرف كما لو أنه يعيش في دولة ذات سيادة فإنه ببساطة لا يفهم معنى الاحتلال.

ليست القضية هنا أن نقدّس المقاومة أو نمنع انتقادها، ولكن أن نُعيد الأمور إلى نصابها، أن نفهم أن الاحتلال هو أصل الجريمة، وأن كل ما يتبعه من دم ودمار، هو نتيجة مباشرة له. ومن الظلم أن تُلقى الفاتورة على من يقاوم بدل أن تُحاسب من يحتل.

إن من حق كل شعب واقع تحت الاحتلال أن يختار طريقه نحو الحرية، ومن حقه أن يخطئ، وأن يتعلم، ولكن لا أحد يملك الحق أن يسلبه هذا الخيار باسم الديمقراطية أو الواقعية السياسية؛ لأن الحرية لا تُقاس بحسابات صندوق، ولا تُمنح بإجماع النخب، بل تنتزع بقرار فردٍ يرفض أن يعيش عبدا.

مقالات مشابهة

  • دعوات ليوم عالمي نصرة لفلسطين وغزة في هذا التوقيت
  • 3 آب: دعوات لتصعيد الحراك ضد الإبادة في اليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى
  • مؤتمر “حلّ الدولتين”.. خدعة سياسية لتصفية المقاومة وتجميل وجه الاحتلال
  • “ألوان الحرية”.. أطفال وشباب من حمص يرسمون لفلسطين
  • وزير الخارجية يدعو لضغط دولي لوقف الكارثة الإنسانية في غزة ودعم حل الدولتين
  • حصري.. إدارة ترامب قلقة من فصائل تحت مظلة الحشد تقوض أمن العراق
  • الجيش الإسرائيلي يعرض خطة على المجلس الوزاري لاحتلال قطاع غزة بالكامل
  • مؤتمر نيويورك لحل الدولتين: خطوة مهمة نحو السلام في ظل تحديات دولية وإقليمية
  • أسطول الحرية يؤكد استمرار محاولات كسر الحصار على غزة رغم اعتداءات الاحتلال
  • المقاومة ليست خيارا ديمقراطيا