ترقّب لاجتماع ممثليدول الخماسية والراعي يرفض ربط انتخاب الرئيس بوقف حرب غزة
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
تقدم الواقع الكارثي الشامل لطوفان السيول والأمطار والانهيارات الذي عمّ تقريبا معظم المناطق اللبنانية، على اي ملف آخر.
وكان مشهد عكار المنكوبة بطوفان حقيقي وانهيارات عارمة، وحده كافيا لتظهير حجم الكارثة التي تمددت طولا وعرضا وفي كل الاتجاهات لتغمر بفائض الطوفان الكرنتينا وضبية وطريق المطار والضاحية بمعظم مناطقها وصولا امس الى اقفال الشريان الحيوي عند جسر النملية في ضهر البيدر بسبب انهيار الأتربة وإقفال الطريق الدولية والتسبب باختناق سير لساعات مديدة.
في المقابل لم يطرأ أيّ مستجد على المستوى السياسي الرئاسي، سوى أن ممثلي "دول الخماسية" سوف يجتمعون نهاية هذا الشهر للبحث في هذا الملف وتقييم زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الأخيرة إلى بيروت تمهيداً لزيارة الأخير المقبلة إليها حاملاً معه طرح الخماسية.
ويبدي المعنيون اقتناعاً أن لا تفاهمات رئاسية قريبة وأن الكلام اليوم هو للميدان الذي سيتحكّم بقواعد اللعبة السياسيّة.
ويقول مصدر سياسي بارز ل" البناء" إن تلبية رئيس تيار المرده سليمان فرنجية دعوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الى العشاء اليوم لا صلة لها بالملف الرئاسي خاصة أن موقف كلا الطرفين معروف، إلا أن الاتصالات التي يقوم بها الاشتراكي عبر جنبلاط الأب والابن هي من أجل تحصين الساحة اللبنانية وإرساء نوع من الاستقرار. وأشار المصدر الى ارتياح جنبلاط للقاء فرنجية قائد الجيش العماد جوزاف عون، ومرد ذلك أن هذا اللقاء يمكن ان يبنى عليه في المستقبل من الأيام على المستوى الرئاسي.
واعتبر المصدر ان ملف رئاسة الأركان سوف يطرح على طاولة العشاء لكن الأكيد وفق المصدر ان فرنجية ليس من يعطل هذا التعيين والتعيينات الأخرى، ومن تؤول إليه المسؤولية هو وزير الدفاع الوطني موريس سليم.
وكتبت" الديار": شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد على أنّه «لا يمكن القبول بربط انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزة»، مشيرًا إلى أنّه «كثر الحديث عن حركة دوليّة تهدف إلى ترسيم الحدود، على الرغم من ان هذه الحدود مرسمة ومثبة، وكل هذا يجري وموقع الرئاسة الأولى شاغر، ومع حكومة غير مكتملة الصلاحيات»، موضحًا «أننا ندعو إلى تنفيذ القرارات الدولية بشأن الجنوبية، وندعو لعدم إجراء أي تعديل حدودي في ظل الفراغ الرئاسي».
وردت مصادر «الثنائي الشيعي» على الراعي، فأكدت ان حزب الله وحركة «أمل» لا يربطان بين الحرب في غزة والرئاسة، اذ لديهما مرشحهما بخلاف باقي القوى المشتتة، لافتة لـ «الديار» الى ان «من ينتظر تعليمات خارجية من اللجنة الخماسية وسواها ليس الثنائي ،انما القوى التي اعتادت رهن قرارها الداخلي للخارج».
من جهتها، قالت مصادر نيابية معارضة ان «حزب الله رهن مصير الرئاسة بنتائج الحرب في غزة ، ولذلك فان الرئيس بري لا يدعو لجلسات الا اذا تعهّد كل النواب انتخاب فرنجية. وهذه قمة مخالفة الدستور».
واضافت المصادر لـ «الديار»: «ولكن الانكى من ذلك ان الرئيس بري والحزب يحاولان حرف الحقائق باتهامنا بالارتهان للخارج، فيما المُرتهن والذي ينفذ اجندة خارجية معروف من الجميع».
ورأت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء»ان ما تسرب من معلومات غير رسمية بالتداول، الى ان المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين لم يحمل مبادرة متكاملة إلى المسؤولين اللبنانيين، بل افكار او طروحات، تتناول كيفية مقاربة الاوضاع المتفجرة على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل وتخفيف حدة التوتر والتصعيد الحاصل، ومواصلة البحث بالمشاكل العالقة بخصوص ترسيم الحدود ومشكلة مزارع شبعا المحتلة.
وأوضحت ان الوسيط الاميركي حرص في كل لقاءاته بتأكيد الولايات المتحدة الاميركية على سلامة واستقرار وسيادة لبنان ، لافتا الى الجهود التي تبذلها بإستمرار مع إسرائيل وغيرها، لمنع توسع الحرب الدائرة في غزة الى مناطق اخرى وتحديدا باتجاه لبنان. ولكنه اثار في الوقت نفسه ضرورة ان تعمل الحكومة اللبنانية مابوسعها لوقف التصعيد الحاصل جنوبا، وتساعد لتنفيذ القرر ١٧٠١ .
واختصرت المصادر ما تم تداوله مع هوكشتاين بخمس نقاط اساسية، تضمنت اولها وقف شامل لاطلاق النار وكل الاعمال العدائية من الجيش الاسرائيلي،والقوى والعناصر المتمركزة على جانبي الحدود اللبنانية والإسرائيلية والثانية، انسحاب القوى من الجانبين إلى المراكز والنقاط التي كانت تتواجد فيها قبل السابع من شهر تشرين الاول الماضي، والثالثه المباشرة والالتزام بتنفيذ مضمون القرار الدولي رقم١٧٠١، والرابعة معاودة التفاوض حول النقاط المختلف عليها في عملية ترسيم الحدود بين البلدين والخامسة هي التفاوض على منطقة مزارع شبعا المحتلة من قبل إسرائيل والتي تشكل عائقا كبيرا، بسبب الرفض الاسرائيلي ،لضمها الى اي اتفاق يتم التوصل اليه ضمن الوساطة الاميركية الحالية، وتاجيله لوقت لاحق، بسبب التعقيدات التي تحوط بها،وارتباطها بالجانب السوري ايضا.
وشددت المصادر على ان بعض هذه الافكار طرحت عليه بعض التعديلات من الجانب اللبناني وكانت موضع نقاش تفصيلي ، وكان تركيز المسؤولين اللبنانيين على أهمية قيام الولايات المتحدة الاميركية بالضغط الفعلي، لوضع حدٍ للحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، لكي يمكن تنفيذ اي اتفاق يتم التوصل اليه بخصوص الحدود اللبنانية الجنوبية، في حين كشفت المصادر ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري سأل خلال لقائه هوكشتاين وأكثر من مرة عن الجهة الضامنة لالتزام إسرائيل بمضمون اي اتفاق يتم التوصل اليه و وما هي الضمانات التي ستعطى للبنان بهذا الخصوص ، وعدم تكرار إسرائيل التملص منه وخرقه كما فعلت منذ صدور القرار ١٧٠١ ،والالية التي ستعتمد لتنفيذه ومتابعته، والاصرار على ان يكون ادراج حل مشكلة احتلال مزارع شبعا، ضمن اي اتفاق يتم التوصل اليه.
واشارت المصادر الى ان هوكشتاين أكد ان الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الضامنة لاي اتفاق يتم التوصل اليه بين لبنان وإسرائيل،مذكرا بالضمانات التي تضمنها اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين سابقا والتي اثبتت الالتزام والجدية بالتنفيذ.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ترسیم الحدود
إقرأ أيضاً:
إسرائيل خارج المعادلة في اتفاق صنعاء وواشنطن
11 مايو، 2025
بغداد/المسلة: ناجي الغزي
في تطور مفاجئ ومثير في مشهد الصراع الإقليمي، أُعلن عن تفاهم غير مباشر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأنصار الله في اليمن، يفضي إلى تهدئة ميدانية في البحر الأحمر، وسط مؤشرات على تحوّل نوعي في طبيعة الصراع بين (الحوثيين) وواشنطن، وتراجع أمريكي واضح عن سياسة الهجوم المباشر التي استمرت لأكثر من شهرين، دون تحقيق نتائج استراتيجية ملموسة.
المعلومات التي كشف عنها الإعلام الأمريكي، إلى جانب تصريحات الحوثيين، تشير إلى أن واشنطن – وعبر قنوات غير تقليدية – طلبت من صنعاء وقف استهداف السفن المرتبطة بالمصالح الأمريكية، مقابل تعهد أمريكي بالتوقف عن قصف الأراضي اليمنية. اللافت في الأمر أن هذه الرسائل لم تمر فقط عبر القناة التقليدية، وهي سلطنة عُمان، بل شارك فيها أيضاً سفير الولايات المتحدة في الكويت، أمير غالب، وهو من أصول يمنية، ونُقلت الرسائل شفهياً وليس كتابياً، في دلالة على حساسية الموقف، ورغبة الأطراف في عدم تحويله إلى اتفاق مُلزم سياسياً يُحرج الحلفاء الإقليميين، خصوصاً إسرائيل.
الضغط السعودي: كوابح الجغرافيا والمصالح
مصادر متعددة أشارت إلى أن السعودية، التي تسعى جاهدة إلى ضمان استقرار إقليمي نسبي قبل زيارة ترامب المرتقبة إلى الرياض وأبو ظبي والدوحة، كانت لها اليد الطولى في دفع إدارة ترامب إلى مراجعة موقفها. التحذير السعودي كان واضح؛ استمرار التصعيد في البحر الأحمر قد ينسف زيارته، ويعرض أمنه الشخصي وحجم التعاون المتوقع مع دول الخليج للخطر.
من هنا، يمكن قراءة اصطفاف دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مصر والأردن، خلف التفاهم، ليس كدعم لمحور المقاومة أو انتصار لصنعاء، وإنما كتحرك استراتيجي لحماية مصالحهم الاقتصادية والأمنية، ومنع تدحرج كرة النار نحو الخليج.
صنعاء تفاوض من موقع القوة
الأهم في هذه المعادلة أن صنعاء لم تطلب التهدئة، بل قدمت رداً مبدئياً على طلب أمريكي، مؤكدة أنها لم تكن تستهدف السفن الأمريكية إلا بعد أن تورطت واشنطن في حماية الملاحة الإسرائيلية. كانت الرسالة الحوثية بسيطة؛ توقفوا عن دعم العدوان الإسرائيلي، وسنتوقف عن الرد على عدوانكم.
هذا الخطاب يضع صنعاء – وفق المنظور الاستراتيجي – في موقع المتفوق ميدانياً، الذي فرض معادلة ردع جديدة دفعت أمريكا إلى التراجع، لا إلى التفاوض من موقع الندية فقط، بل إلى تقديم تنازلات غير معلنة.
*الصدمة الإسرائيلية *
من وجهة نظر إسرائيل، الاتفاق الأمريكي – الحوثي لا يُقرأ إلا كتخلٍ واضح عنها. صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” وصفت الحدث بأنه “طعنة في الظهر” من حليفها الأكبر، فيما نقلت “يسرائيل هيوم” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشعر بـ”خيبة أمل” من بنيامين نتنياهو، وسيتحرك في الشرق الأوسط من دون التنسيق الكامل معه.
في البعد الاستراتيجي، هذا يعني أن إسرائيل الآن في مواجهة مباشرة مع محور صنعاء – وربما لاحقًا حزب الله – دون غطاء أمريكي ميداني صريح، ما يفتح الباب أمام تصعيدات غير متوقعة من محور المقاومة، ويعيد خلط أوراق الحرب في المنطقة.
انعكاسات الاتفاق على المشهد الإقليمي
هذا الاتفاق لا يشبه ترتيبات خفض التصعيد التي حدثت سابقًا في لبنان أو غزة. فهنا، صنعاء انتزعت اعترافاً غير مباشر بدورها البحري، وفرضت توازناً بحرياً جديداً في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما يشكل نقطة تحول استراتيجية ستعيد رسم خرائط النفوذ في المنطقة.
كما أنه يكرّس حقيقة واضحة، أن الردع البحري الصاروخي أصبح جزءاً من أدوات التفاوض السياسي، ويمنح اليمن لأول مرة منذ عقود، وزناً إقليمياً يتجاوز نطاقه الجغرافي.
هل نجحت إيران؟
في خلفية المشهد، يظهر الدور الإيراني على نحو باهت أو ربما متعمَّد الغياب. فحتى الآن، لم تظهر طهران دعماً مباشراً أو تدخلاً واضحاً في التصعيد الأخير. وقد يكون هذا جزءاً من تفاهمات إيرانية – أمريكية غير معلنة، ربما سابقة على مفاوضات الملف النووي، شملت تهدئة الجبهات الإقليمية مقابل مساحة تفاوض مرنة.
صنعاء ومعادلة الردع الإقليمي
إن الاتفاق الأمريكي-الحوثي، جاء بوساطة عُمانية ودفع خليجي، وهو ما يعكس تحولاً استراتيجياً في معادلات الردع والصراع. فهو ليس مجرد تفاهم ميداني مؤقت، بل بداية لمرحلة جديدة من التموضع الإقليمي، تدخل فيها صنعاء كرقم صعب، لا فقط في الحرب، بل في معادلات التفاوض أيضاً.
ويبقى السؤال الأهم: هل يكون هذا الاتفاق بداية مسار جديد من التفاهمات الإقليمية؟ أم مجرد هدنة ظرفية تنفجر لاحقاً على جبهات أوسع؟
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts