دراسة: الوباء أدى إلى شيخوخة أدمغة الأطفال
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
أظهرت دراسة حديثة أن أدمغة المراهقين تعرضت لتسارع وشيخوخة خلال جائحة كوفيد-19، وأشارت النتائج إلى أن عمليات الإغلاق كان لها تأثير ضار بشكل غير متناسب على نمو الدماغ لدى الفتيات على الأخص. فمع تطور الدماغ، تبدأ الطبقة الخارجية لأكبر مناطقه -وهي القشرة الدماغية- في الترقق. وتؤدي المصاعب في مرحلة الطفولة، مثل التعرض للعنف أو الإهمال، إلى تسريع هذا الترقق، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، مثل الاكتئاب.
ولمعرفة ما إذا كانت جائحة كوفيد-19 قد أثرت على هذه العملية، قامت نيفا كوريجان -من جامعة واشنطن في سياتل- وزملاؤها بمقارنة نتائج مسح أدمغة الأطفال والمراهقين التي تم إجراؤها قبل وأثناء الوباء. حيث استخدموا عمليات المسح المأخوذة في عام 2018 من 109 مراهقين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 و13 و15 و17 عامًا لإنشاء نموذج لكيفية تغير سمك القشرة القشرية مع تقدم العمر. بعد ذلك، في عام 2021، أثناء الوباء، قاموا بمسح أدمغة مجموعة منفصلة مكونة من 54 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و14 و16 عامًا. وكان جميع المشاركين من منطقة سياتل الكبرى ويتشاركون أوضاعا اجتماعية واقتصادية مماثلة.
ووجد الباحثون أن المراهقين قد تسارع لديهم ترقق القشرة الدماغية أثناء الوباء. وفي المتوسط، كانت هذه المدة تعادل أربع سنوات من الشيخوخة لدى الفتيات، بينما كانت تعادل الشيخوخة عامين تقريبًا لدى الفتيان.
يقول كوريجان: «لسنا المجموعة الأولى التي أبلغت عن ترقق القشرة الدماغية المرتبط بجائحة كوفيد-19 لدى المراهقين. ولكن هذه هي الدراسة الأولى التي أظهرت هذه الاختلافات بين الجنسين».
وأظهرت النتائج زيادة في الترقق لدى الفتيات في 35 منطقة، بينما أصيب الفتيان بالترقق في ثلاث مناطق فقط. وكانت المناطق الأكثر تأثرا بين الفتيات هي تلك المرتبطة بمعالجة المعلومات البصرية، وخاصة الوجوه. وكان التداخل الوحيد بينهم وبين الفتيان في الترقق المتسارع للقشرة القذالية الجانبية اليمنى واليسرى، وهي المناطق التي تساعدنا على التعرف على الأشياء.
يقول كوريجان: «من الممكن أنه خلال الوباء، كان للعزلة تأثير أكثر ضررًا على دماغ الأنثى لمجرد أنها بحكم طبيعتها تعودت أن تكون أكثر انسجامًا في العلاقات مع الأقران، والتي تعتبر سمة بالغة الأهمية لنمو دماغها».
ومع ذلك، فمن غير الواضح، بناءً على هذه النتائج، ما إذا كانت الزيادات المرتبطة بالوباء في ترقق القشرة القشرية دائمة. يقول جوتليب: «من الممكن تمامًا أن يتوقف التسارع في الترقق أو يتباطأ ليعيد هؤلاء المراهقين إلى المسار الطبيعي لنمو الدماغ». ويقول: لن نعرف ذلك حتى يتم إجراء دراسات المتابعة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
دراسة: موجات الحر تسرع عملية الشيخوخة
أميرة خالد
تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة يسرع أيضًا عملية شيخوخة الجسم.
ولفتت نتائج دراسة ألمانية، نُشرت عام 2023 في دورية Environment International، إلى أن ارتفاع درجات حرارة الهواء يرتبط بشيخوخة أسرع على المستوى الخلايا.
وأوضحت الدراسة أن التعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة مرتفعة يمكن أن يجعل الجسم يشيخ أسرع من عمره الزمني، وهي ظاهرة تُعرف باسم “تسارع العمر فوق الجيني”.
ويقيس العلماء هذه العملية باستخدام الساعات فوق الجينية، التي تُحلل العلامات الكيميائية التي تُسمى “مثيلة الحمض النووي”، والتي تُشغّل الجينات وتُعطّلها.
وتوصلت الدراسة إلى أنه في المناطق التي يكون فيها متوسط درجة الحرارة السنوية أعلى بدرجة مئوية واحدة، يميل الناس إلى إظهار علامات شيخوخة مُتسارعة على المستوى الخلوي.
ويكتشف العلماء الآن أيضًا الآليات البيولوجية التي تُساهم في الشيخوخة المبكرة. وصرحت وينلي ني، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في “كلية هرفارد للصحة العامة”، والباحثة الرئيسية للدراسة الألمانية، بأن التعرض للحرارة يمكن أن يُحدث تغييرات في مثيلة الحمض النووي DNA، وهي عملية بيولوجية تؤثر على التعبير الجيني ووظائف الخلايا.
وأضافت ني أنه “يمكن أن يؤدي التعرض للحرارة أيضًا إلى الإجهاد التأكسدي، مما يُسبب تلفًا في الحمض النووي، والذي يمكن أن يُغير أنماط مثيلة الحمض النووي ويؤثر على الشيخوخة”.