105 أيام على الحرب التى تفجّرت يوم السابع من أكتوبر الماضى فى قطاع غزة، إثر الهجوم المباغت الذى شنّته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية فى غلاف غزة، والتى بدأت تثقل كاهل إسرائيل بقوة، إذ أظهرت مسودة معدلة لميزانية 2024 أن عجز الميزانية من المتوقع أن يرتفع من 2.25% إلى 6.6% من الناتج المحلى الإجمالى خلال العام الحالى، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.

وبيّنت المسودة أن الحرب على غزة أدت إلى تراجع النمو الاقتصادى الإسرائيلى للعام الحالى بمقدار 1.1 نقطة مئوية بعد خسائر متوقعة قدرها 1.4 نقطة مئوية العام الماضى. كما قدّر الأثر المالى للحرب بنحو 150 مليار شيكل «40.25 مليار دولار» فى الفترة 2023 - 2024.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فى تقرير نشرته، إنه نظراً للتسريح الجماعى لعشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين فى الأيام الأخيرة بلغت التكلفة حالياً 600 مليون شيكل «164.11 مليون دولار» يومياً، كما تم دفع 300 شيكل يومياً لكل «جندى احتياط»، فبلغت 9 مليارات شيكل «2.34 مليار دولار»، كما وصلت التعويضات للشركات المتضرّرة إلى 10 مليارات شيكل «2.6 مليار دولار»، أيضاً وصلت أضرار الممتلكات فى المستوطنات الحدودية إلى 5 - 7 مليارات شيكل، وأيضاً تكبّدت أضرار ممتلكات غلاف غزة 15 - 20 مليار شيكل، ووصل دعم النازحين الإسرائيليين إلى مليارات الشواكل، وكل تلك الخسائر أدت إلى عجز فى ميزانية الدولة بلغ 111 مليار شيكل «28.86 مليار دولار».

وهذه الخسائر ليست الوحيدة على الجانب الإسرائيلى، فارتفع العدد الإجمالى لقتلى قوات الاحتلال منذ بداية الحرب إلى أكثر من 523 ضابطاً وجندياً، فى حين وصل عددهم إلى 189 قتيلاً منذ بداية الهجوم البرى على قطاع غزة، وأصيب أكثر من 30 ألف إسرائيلى بإعاقات مختلفة، وفقاً لشبكة «سكاى نيوز عربية».

وقال إفرايم هاليفى، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية «موساد»، إن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، فشل فى إخضاع المقاومة الفلسطينية، وينبغى أن يرحل الآن. وأكد «هاليفى» فى تصريحات لصحيفة «التايمز» البريطانية، أن «رئيس حماس فى قطاع غزة يحيى السنوار، ومقاتلى المقاومة لم يفقدوا إرادة القتال، ولهذا يرفضون التفاوض». وأشار الرئيس الأسبق للموساد إلى أنه يعتقد أن خسائر إسرائيل مؤلمة، موضحاً أنه دعا إلى لقاء رئيس الموساد الحالى ديفيد برنيع عدة مرات لحل الأزمة.

بدوره، قال محمد اليمنى، خبير علاقات دولية فى العلوم السياسية بجامعة ديانا إنتل البريطانية، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن الاحتلال الإسرائيلى تكبّد خسائر فادحة منذ بداية عملية طوفان الأقصى، فى الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر 2023، إذ كانت نقطة البداية للخسارة الحقيقية لدى إسرائيل، حيث شهد القطاع التكنولوجى لصناعة الأسلحة الذى يحتل أكثر من 25% من الإنتاج المحلى تأثراً كبيراً، حيث تم إلغاء عدد كبير من المباحثات والاتفاقات التى جرت الموافقة عليها بشأن تصنيع الأسلحة قبل الحرب، مما تسبّب فى خسارة نحو أكثر من 30 مليار دولار.

الرئيس السابق لـ«موساد»: رئيس الوزراء فشل فى إخضاع المقاومة الفلسطينية ويجب أن يرحل.. وخسارة 58 مليار دولار فى القطاع العسكرى

وأضاف «اليمنى» أن الاحتلال واجه عجزاً شديداً فى مجال التشييد والإعمار، فليست لديه عمالة كافية، واعتمد بشكل أساسى على أكثر من 80 ألف مواطن فلسطينى فى الضفة الغربية غادروا العمل، كما أن جميع المؤسسات والمنشآت الإسرائيلية شهدت توقفاً كاملاً لجميع المصالح الإدارية نتيجة عجز الدولة عن سداد رواتب الموظفين، أما على صعيد الخسائر البشرية، فإن أكثر من 1600 جندى قتلوا فى أماكن متفرقة بقطاع غزة. وأشار إلى أن إسرائيل خسرت نحو 58 مليار دولار فى القطاع العسكرى، إذ يدفع جيش الاحتلال نحو 2 مليار دولار شهرياً لـ300 ألف «جندى احتياط»، وهذه بمثابة نقطة ضعف لدى إسرائيل خلال حربها، وقد تدفعها إلى سحب قواتها أمام الفصائل الفلسطينية فى أى لحظة. وتابع: إن جميع الخسائر التى تكبّدتها إسرائيل ربما قد تكون سبباً واضحاً لوقف الحرب، ولكن ما زال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يسعى جاهداً لمعالجة هذه الخسائر، بمساعدة الولايات المتحدة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين إسرائيل ملیار دولار أکثر من

إقرأ أيضاً:

بعد 8 أشهر من الحرب.. كيف تستمر المقاومة في إلحاق الخسائر بجيش الاحتلال؟

تتوالى إعلانات فصائل المقاومة الفلسطينية عن استهدافات تلحق الخسائر بجيش الاحتلال، كان آخرها إعلان كتائب القسام -أول أمس الأربعاء- قتل وجرح أكثر من 15 جنديا شرق رفح، في حين أكدت الأحد الماضي أسر وقتل وجرح جنود خلال عملية مركبة بعد استدراج جنود لأحد الأنفاق في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وذلك رغم 8 أشهر من الحرب توقع الجيش الإسرائيلي أن تُضعف المقاومة.

ورغم ادعاء جيش الاحتلال أنه تمكن من دراسة أساليب القتال التي تتبعها فصائل المقاومة بعد مقتل وإصابة جنود في الشهر الأول من بدء العملية البرية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ليعود بأساليب قتالية "أكثر نجاعة" بعد الهدنة التي انتهت في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإن عمليات المقاومة المركبة استمرت في تكبيد إسرائيل الخسائر العسكرية.

خطط مستدامة وتصنيع عسكري

فالعقيدة العسكرية والقتالية المتقدمة لدى فصائل المقاومة تراعي خصوصية القطاع وحجم التهديد الإسرائيلي والتسليح المتوفر لديه، وبالتالي اعتمدت خططا عسكرية في هذا السياق بشكل مستديم ومنظم، وفق المختص في الشؤون العسكرية والأمنية أسامة خالد.

ففي رفح (جنوبي القطاع) التي بدأ الاحتلال عمليته العسكرية شرقها في السابع من مايو/أيار الجاري متجاهلا التحذيرات الدولية وزاعما أن الضغط العسكري سيدفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للموافقة على شروطه، أعلنت المقاومة عن عشرات العمليات ضد قوات الاحتلال، كان أبرزها الإجهاز على 15 عسكريا يوم 18 من الشهر ذاته بعد اشتباك من المسافة صفر باقتحام منزل كان يتحصن فيه الجنود الإسرائيليون.

وفي هذا الصدد، يذكر أن كتائب القسام عملت لمدة 50 يوما في الإعداد والتخطيط والمراقبة لتنفيذ الكمين المركب في الزنة بخان يونس جنوبي القطاع في أبريل/نيسان الماضي، الذي أدى لمقتل أكثر من 10 عسكريين، بعد مهاجمتهم وتفجير منزل مفخخ بهم.

وبالإضافة إلى العقيدة العسكرية التي جعلت عمليات المقاومة تستمر في إيقاع الخسائر بالقوات الإسرائيلية، يشير أسامة خالد إلى أن التصنيع العسكري الذاتي في مجالات السلاح بأنواعه عزز عملية الإسناد القتالي للقوات في الميدان، وهذا التصنيع كان خطًا إستراتيجيا تعتمده المقاومة منذ 24 عاما.

تغيير التكتيكات

ويشرح الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن قدرة فصائل المقاومة على تنفيذ عمليات تُلحق الخسائر بالجيش الإسرائيلي تأتي من قدرتها على تغيير تكتيكاتها العسكرية بما يفقد الاحتلال قوة العمل الاستخباراتي، لأن المعلومات التي يجمعها عن المقاتلين وطرق عملهم، سرعان ما تتغير وقائعها.

ويردف أن فصائل المقاومة استطاعت تعديل خططها العسكرية بعد دراسة تكتيكات الجيش الإسرائيلي وفهم أسلوبه العسكري لتقاتل بقوة أكبر بعد انتهاء الهدنة، موضحا أنها في بداية العملية البرية اعتمدت على تقسيم القطاع إلى 3 مناطق دفاعية تتمتع كل منها بشكل قتالي خاص.

لكن بعد انتهاء الهدنة، قسّمت القطاع إلى بقع قتالية مستقلة، بحيث تقاتل كل بقعة بشكل مركزي مستقل، وتقوم البقع الأخرى بدور الإسناد فقط، وذلك ما يجعل وصول فصائل المقاومة إلى مرحلة الاستنزاف صعبا جدا، وذلك ما نراه في خوض الفصائل عمليات مختلفة في كل من رفح وجباليا في الوقت نفسه، حسب زياد.

ويتابع أن أهم ميزات الفصائل هو أنها جيش غير نظامي، على عكس الجيش الإسرائيلي الذي يتحرك بثقل نتيجة التدريب الطويل، فذلك ما يمكنها من التطور التكتيكي السريع والتكيف مع متغيرات ساحة المعركة، مضيفا أن هذه الميزة اتضحت مع تنفيذ القسام ضربات أشد قوة في معركتي جباليا وحي الزيتون الثانيتين عن المعركتين في الشهور الأولى من العملية العسكرية.

عمليات مركبة وتستر إسرائيلي

ويتضح التغيير بتكتيكات المقاومة القتالية، مع اتجاهها نحو العمليات والكمائن المركبة التي قتلت عددا كبيرا من الجنود والضابط، وذلك بدلا من الضربات المتفرقة.

ولا يعترف الجيش الإسرائيلي بعدد قتلاه، وفق تأكيدات المستشفيات التي أعلنت أنها تستقبل عددا أكبر من المصابين مما يقر به الجيش، وحسب ما أكدته أيضا وسائل إعلام إسرائيلية.

إذ أعلن جيش الاحتلال مقتل 644 عسكريا وإصابة 3657 آخرين منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منهم 293 قتلوا و1843 أصيبوا خلال العملية البرية المستمرة، غير أن كتائب القسام قالت إن العدد أكبر من ذلك.

والجدير بالذكر أن النسبة الكبرى من قتلى الجيش الإسرائيلي الذين يُعلن عنهم من الضباط، وهو ما يشكّل خسارة تحتاج سنوات لتعويضها بالتدريب والخبرة العسكريَّين.

ففي منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، نفّذت القسام كمينا في حي الشجاعية بغزة، فجّروا خلاله عبوات ناسفة بمجموعة من لواء غولاني الإسرائيلي، وأعلن الاحتلال حينها مقتل 6 ضباط مقابل 4 جنود فقط.

ويوضح زياد أن جيش الاحتلال لم يستطع حتى الآن فهم طرق عمل المقاومة، لذلك لم يحقق أهدافا عسكرية حاسمة أو يحمي جنوده، لا سيما مع اعتماد الفصائل الكمائن المركبة واستهداف عدد من فرق الاحتلال وليس فصيل واحد في العملية، مثل عمليات بيت حانون وتدمير الدبابات في جباليا.

الروح المعنوية

وفي حين يقاتل المقاومون بروح معنوية عالية تجعل تنفيذ العمليات المركبة بالنسبة لهم ممكنة، يقاتل الجنود الإسرائيليون بمعنويات منخفضة، لا سيما أن مجتمعهم وعائلات الأسرى تطالب بإنهاء الحرب، وفق زياد.

ويشرح أن السلطات الإسرائيلية تعمد لإخفاء عدد المصابين والقتلى الحقيقي، في محاولة منها للتلاعب بالروح المعنوية في الجيش الإسرائيلي.

من جانبه، يؤكد المختص في الشؤون العسكرية والأمنية أسامة خالد أن الروح المعنوية العالية لدى مقاتلي المقاومة كسرت حاجز الخوف بينهم وبين دبابات الاحتلال، مما يرفع مستوى القتال في المعارك، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه خسر نصف عدد الدبابات التي كان يملكها قبل 10 سنوات نتيجة معارك غزة.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: إصابة 46 جندياً في قطاع غزة منذ يوم الخميس بينهم حالات خطرة
  • مؤسسة بارزاني توزع أكثر من مليون و500 ألف دولار على أيتام كوردستان بتعاون إماراتي
  • بنك اليابان يضخ أكثر من 62 مليار دولار لمواجهة تراجع الين
  • أكثر من 7 مليارات دولار.. مؤسسة النفط تكشف عن تحويلاتها إلى المصرف المركزي خلال 2024
  • توريمبيني يقدر خسائر الاقتصاد الإيطالي بسبب العقوبات ضد روسيا
  • سعيد أبو علي : الخسائر الاقتصادية لحرب الإبادة بلغت ما يقرب من 33 مليار دولار
  • غزة تُثقل كاهل إسرائيل بحرب الـ 67 مليار دولار
  • التمثيل التجاري المصري: الإمارات أكبر مستثمر في مصر دوليا
  • بعد 8 أشهر من الحرب.. كيف تستمر المقاومة في إلحاق الخسائر بجيش الاحتلال؟
  • 67 مليار دولار خسائر الكيان الصهيونى من الحرب على غزة