مستوطنون عسكريون يزيدون معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
بعد أسبوع من هجمات السابع من أكتوبر، صعدت الفلسطينية عائشة العزة (19 عاما)، إلى سطح منزلها بمدينة الخليل بالضفة الغربية، لتجد نفسها أمام مستوطن يسكن في المنزل المجاور، لكنه ظهر بملابس مختلفة عن المعتاد تمثلت في "زي عسكري كامل"، حاملا بندقية من طراز "إم 16".
قالت الشابة لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إنها عندما ظهرت أمامه قام بسبها، مضيفة أنه "لقم سلاحه" قبل أن يبدأ بعدها في إلقاء الحجارة نحوها، حتى اختفت من أمام عينيه من على سطح منزلها.
وقبل شهر، حينما كانت العزة في طريقها نحو منزلها، ومرت بنقطة تفتيش عسكرية، وهناك وجدت مستوطن آخر يسكن قريبا من منزلها، بزي عسكري أيضًا. وأضافت للصحيفة أنه طلب منها إبراز هويتها وإعطاءه هاتفها، وحينما رفضت تسليمه الهاتف هدد باحتجازها.
وقالت الشابة: "المستوطنون أكثر قسوة كجنود من الجنود العاديين. وهم يتولون المسؤولية حاليا".
وأشار تقرير هآرتس إلى تزايد العنف الذي يسببه المستوطنون، وذلك في أعقاب تجنيد وتسليح الآلاف منهم، إثر هجمات السابع من أكتوبر التي شنتها حركة حماس على إسرائيل.
"اعتداءات وسرقات"وأوضحت الصحيفة، أن "حوالي 5500 مستوطن تم تجنيدهم فيما يعرف بكتائب (الدفاع الإقليمي) للخدمة في مستوطناتهم، وبالقرب من القرى الفلسطينية المجاورة لهم".
وبحسب ما نقلته "هآرتس" عن مصدر عسكري إسرائيلي، فإن عدد المنضوين تحت تلك الكتائب يبلغ "نحو 7 آلاف شخص، وزع الجيش عليهم حوالي 7 آلاف قطعة سلاح".
وأضافت الصحيفة نقلا عن الجيش الإسرائيلي، أن عملية التجنيد المكثفة "ضرورية لحماية المستوطنات، بعد تغيير تمركز القوات الأساسية من الضفة إلى شمالي وجنوبي إسرائيل".
ووفق "هآرتس"، فإن "مستوطنا واحدا على الأقل تم تجنيده ومنحه سلاحا، اعترف سابقا في إطار صفقة إقرار بالذنب، بالاعتداء على فلسطيني وناشط يساري". وفي حالة أخرى، حصل مستوطن على سلاح "رغم اعترافه في صفقة مشابهة بالسرقة ومهاجمة الفلسطينيين".
ومنذ بدء خدمة المستوطنين، انتشرت مقاطع فيديو وروايات مباشرة عن مشاركة أفراد معروفين من المستوطنين في أعمال العنف والتهديدات وتدمير الممتلكات الفلسطينية، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أنه في بعض الوقائع، قرر الجيش فصلهم من الخدمة ومصادرة أسلحتهم، بينما في حالات أخرى كان الحديث فقط يدور حول "تشديد اللوائح".
من جانبه، قال الناشط من الخليل، عيسى عمرو: "في الماضي، لو رأيت مستوطنا تم تجنيده ويخدم في الجيش بالمنطقة، ويعيش قريبا منا، كنا نقدم شكوى ويتم نقله".
وأضاف لهآرتس أنه "منذ اليوم الأول للحرب الجارية حاليا، تعرض للاحتجاز بواسطة مستوطنين جنود يعيشون بالقرب من منزله"، وقال إنهم "قيدوه وأغموا عينيه وضربوه وهددوه، لحوالي 10 ساعات".
وقائع متكررةفي يوم 16 أكتوبر، هاجم جنود من بينهم مستوطن، قرية خربة سوسة ومعهم جرافة. تعرف الفلسطينيون بالقرية على سائق الجرافة وهو مستوطن يعيش في الجوار.
وبحسب رواياتهم، دمر الجنود والمستوطنون البنى التحتية والمحاصيل، واقتلعوا أشجار الزيتون من جذورها، ودمروا 3 آبار مياه، حسب هآرتس.
דחפור בו נהג מתנחל בליווי חיילים שהרס מבנים ותשתיות בכפר סוסיא, באוקטובר pic.twitter.com/MtrtH78HKF
— הארץ חדשות (@haaretznewsv) January 5, 2024بعد أسبوعين آخرين، روى الفلسطيني أحمد جابر، إنه في يوم 28 أكتوبر، وصل جنود بعضهم ملثمين إلى منزله، وأثاروا رعب ابنتيه البالغتين 7 و8 سنوات، وأخرجوه من منزله واعتدوا عليه بالضرب.
ونقلت هآرتس أن جندي قال له: "أمامك 24 ساعة لهدم منزلك بنفسك. لو جئت هنا مرة أخرى وكان المنزل كما هو، سأطلق عليك النار". وأضاف جابر أنه أصيب في رأسه ولم يتمكن من الذهاب إلى المستشفى، لأن الطريق كان مغلقا في المنطقة.
ولفتت صحيفة هآرتس، أنها تواصلت مع الجيش الإسرائيلي لطلب تعليق عن الواقعة، وأن متحدثا باسمه قال إنه "لا علم لديه" عن التفاصيل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم تتمكن من التأكد مما إذا كان الجنود الذين وصلوا بسيارتين غير عسكريتين، من كتائب الدفاع الإقليمية أم مدنيين يتظاهرون بأنهم جنود، أم أنهم بالفعل جنود عاديون.
وذكرت أيضا أن جنديين اثنين دخلا في 12 نوفمبر إلى مدرسة في قرية التواني جنوبي الخليل، وحاولوا إزالة العلم الفلسطيني، وتم تصوير أحدهما وهو يقول لفلسطيني: "أنا في منزلي".
ونقلت الصحيفة عن ضابط في الجيش الإسرائيلي، أنه تم فتح 13 تحقيقا من قبل الشرطة العسكرية فيما يتعلق بسلوك جنود الاحتياط في الضفة الغربية.
وحسب مكتب المتحدث باسم الجيش، فإن اثنين من تلك التحقيقات تتعلق بجنود في كتائب الدفاع الإقليمي.
وفي الثامن من ديسمبر، شاركت إحدى كتائب الدفاع الإقليمية في نشاط جنوبي الخليل، حيث تمت مداهمة قرية فلسطينية بواسطة الكتيبة التي تضم نحو 21 جنديا من المستوطنات، بهدف جمع معلومات استخباراتية والبحث عن أسلحة.
وأوضحت "هآرتس" أن الجنود دخلوا القرية في سيارة دفع رباعي مدنية، فيما وصل آخرون في مركبات بيضاء.
وفي حديث للصحيفة، قال سكان بالقرية إن المداهمة "كانت عنيفة، ودمر الجنود الممتلكات، مثل شاشات التلفاز وألواح الطاقة الشمسية، بجانب سرقة أموالهم".
ونفى الجيش الإسرائيلي سرقة أي أموال من سكان القرية، لكنه أشار بعد ذلك إلى أن الأمر قيد الفحص.
وبدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.
في المقابل، أعلنت إسرائيل الحرب بهدف "القضاء على حماس"، وشنت غارات جوية مدمرة على قطاع غزة ترافقت بتدخل بري واسع النطاق بدأ 27 أكتوبر، مما أسفر عن وقوع 24448 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.
وفي الضفة الغربية، وصل عدد القتلى الفلسطينيين إلى 347 شخصا، فيما بلغ إجمالي عدد القتلى في الضفة من الفلسطينيين أكثر من 520 فلسطينيا خلال عام 2023.
من جانبه، يقول الجيش الإسرائيلي إن عملياته في الضفة الغربية تهدف إلى "البحث عن مطلوبين بتهم إرهابية".
ويقيم نحو 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، حيث يعيش أيضا نحو 500 ألف إسرائيلي في مستوطنات "غير قانونية" وفقا للمجتمع الدولي.
وذكرت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية في تقرير الصادر هذا الشهر، أن عدد المستوطنات العشوائية والطُرق الجديدة المقامة للمستوطنين "زاد بشكل غير مسبوق" في الضفة الغربية المحتلة، منذ بداية الحرب في قطاع غزة.
واستنادا إلى هذه المنظمة، أقيمت "9 بؤر استيطانية" في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب الحالية.
وشهدت الضفة الغربية التي يحتلها الجيش الإسرائيلي منذ عام 1967، ارتفاعا حادا في أعمال العنف منذ بداية الحرب في غزة، وزيادة في أنشطة بعض المستوطنين الهادفة إلى "تهميش" الفلسطينيين هناك، وفق منظمة "السلام الآن".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة غیر مسبوق فی غزة
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يقتلون أمريكيا من أصول فلسطينية في الضفة.. ودعوة للتحقيق
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الجمعة أن رجلا يحمل الجنسية الأمريكية، ويبلغ 23 عاما تعرّض للضرب حتى الموت على يد مستوطنين إسرائيليين في بلدة سنجل الواقعة في الضفة الغربية المحتلة والتي شهدت صدامات قبل أسبوع.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة أنس أبو العز وكالة فرانس برس بأن سيف الدين مصلط "قضى بعدما تعرّض لضرب شديد في كل أنحاء جسده على يد مستوطنين عصرا في سنجل".
ضربوه حتى الموت..
استشهاد الشاب سيف الدين مصلط (23 عاماً)؛ جراء اعتداء المستوطنين عليه بوحشية، في بلدة سنجل شمال رام الله. pic.twitter.com/PnJ1jfgz8k — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 11, 2025
أظهرت لقطات من أمام مستشفى في رام الله مئات الأشخاص يرافقون جثمان الضحية الموضوع على نقالة والملفوف بالعلم الفلسطيني.
وقال عبد الصمد عبد العزيز المقيم في بلدة مجاورة لسنجل إن "الشاب أصيب وبقي على هذه الحال لمدة أربع ساعات. لقد منعَنا الجيش من الوصول إليه ولم يسمح لنا بنقله.
عندما تمكنّا في نهاية المطاف من الوصول إليه، كان يلفظ أنفاسه الأخيرة".
وأعلنت القوات الإسرائيلية أنها استخدمت "وسائل تفريق الشغب ردا على المواجهة العنيفة" وأنها تحقّق في معلومات تفيد بمقتل الرجل.
وارتفعت وتيرة العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، منذ هجوم طوفان الأقصى على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 واندلاع الحرب في غزة.
وقتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون مذاك ما لا يقل عن 954 فلسطينيا.
من جانبها، دعت عائلة مصلط، السبت، وزارة الخارجية الأمريكية إلى إجراء تحقيق في مقتله.
الشهيدان سيف مصلط، محمد شابي ارتقيا خلال التصدي للمستوطنين في قرية المزرعة الشرقية برام الله. pic.twitter.com/Yrt7p71XNX — شجاعية (@shejae3a) July 11, 2025
وقالت العائلة في بيان نقلته ممثلتها ديانا حلوم، إنّ سيف الدين مصلط البالغ من العمر عشرين عاما، كان يعيش في فلوريدا حيث وُلد، وزار الضفة الغربية في أوائل حزيران/يونيو "لقضاء بعض الوقت مع أقربائه".
وتابعت العائلة "هذا كابوس لا يمكن تصوّره، وظلم لا ينبغي لأي عائلة أن تمرّ به".
وأضافت "نطالب وزارة الخارجية الأمريكية بإجراء تحقيق فوري وأن تتم محاسبة المستوطنين الإسرائيليين الذين قتلوا سيف على جرائمهم".
وفي وقت لاحق، أفات السلطات الفلسطينية عن استشهاد فلسطيني ثانٍ هو محمد رزق حسين الشلبي (23 عاما) في المواجهات نفسها "جراء إصابته بطلق ناري في الصدر".