تشهد الصين انخفاضًا تاريخيًا فى معدل المواليد بسبب سياسة الطفل الواحد والتحول الحضرى السريع. ويثير هذا الانخفاض المستمر قلقًا بشأن تأثيره على نمو الاقتصاد واستدعاءً لمواجهة تحديات تكاليف رعاية المسنين وتخطيط التقاعد.

ولقد تسارع الانحدار السكانى فى الصين، مع تسجيل معدلات الولادات للسنة الثانية على التوالى انخفاضا غير مسبوق.

وفقًا لما ذكرته صحيفة “الجارديان” البريطانية.

وقال المكتب الوطنى للإحصاء يوم الثلاثاء إن إجمالى عدد السكان فى الصين انخفض بمقدار ٢.٧٥ مليون  أو ٠.٢٪ – إلى ١.٤٠٩ مليار فى عام ٢٠٢٣. وتجاوز هذا الانخفاض ما تم تسجيله فى عام ٢٠٢٢، والذى بلغ حوالى ٨٥٠ ألف نسمة - وهى المرة الأولى التى ينخفض فيها عدد السكان المسجل منذ الوفيات الجماعية فى المجاعات فى عهد ماو.

وفى عام ٢٠٢٣، ارتفع إجمالى الوفيات بنسبة ٦.٦٪ إلى ١١.١ مليون، مع وصول معدل الوفيات إلى أعلى مستوى منذ عام ١٩٧٤ خلال الثورة الثقافية. وفى الوقت نفسه، انخفض عدد الولادات الجديدة بنسبة ٥.٧٪ إلى ٩.٠٢ مليون. وكان معدل المواليد هو الأدنى على الإطلاق حيث بلغ ٦.٣٩ ولادة لكل ١٠٠٠ شخص، بانخفاض عن معدل ٦.٧٧ ولادة فى عام ٢٠٢٢.

وظلت الصين لسنوات تكافح الاتجاهات التى أدت إلى شيخوخة السكان، والتى كانت مدفوعة بسياسات سابقة للسيطرة على السكان بما فى ذلك سياسة الطفل الواحد والإحجام المتزايد بين الشباب عن إنجاب الأطفال. وفى عام ٢٠٢٣، تجاوزتها الهند كأكبر دولة فى العالم من حيث عدد السكان، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

ويخشى المسئولون الصينيون التأثير الذى قد تخلفه هذه "القنبلة الديموغرافية الموقوتة" على الاقتصاد، مع تعرض التكاليف المتزايدة لرعاية المسنين والدعم المالى لخطر عدم القدرة على تلبيتها من قِبَل تقلص عدد السكان من دافعى الضرائب العاملين.

وتوقعت الأكاديمية الصينية للعلوم التى تديرها الدولة أن نظام التقاعد فى شكله الحالى سوف ينفد من المال بحلول عام ٢٠٣٥. وبحلول ذلك الوقت فإن عدد الأشخاص فى الصين الذين تزيد أعمارهم عن ٦٠ عاما سن التقاعد الوطنى سوف يرتفع من حوالى ٢٨٠ مليون شخص. إلى ٤٠٠ مليون.

فشلت مجموعة من السياسات فى تشجيع الناس على إنجاب المزيد من الأطفال، أو لم يتم تنفيذها بشكل صحيح من قبل الحكومات المحلية، التى تعانى من نقص فى الميزانية بعد سنوات من إدارة نظام القضاء على كوفيد الذى يتطلب موارد مكثفة.

كثيرًا ما يستشهد الناس بارتفاع تكاليف المعيشة فى الصين وخاصة فى المدن الكبرى فضلًا عن ضعف الدعم المقدم للنساء فى الوظائف، كأسباب لعدم إنجاب الأطفال. كما ساهمت الأدوار التقليدية للجنسين والتوقعات العائلية.
وقال هى دان، مدير مركز أبحاث السكان والتنمية الصيني، لصحيفة جلوبال تايمز الرسمية: "على الرغم من أن المدن أصدرت عددًا كبيرًا من السياسات لدعم النساء الحوامل على الولادة، إلا أن توقعات الجمهور لم تتم تلبيتها بعد".

من جهتها؛ ذكرت صحيفة جلوبال تايمز أن خبراء الديموغرافيا اقترحوا المزيد من الإصلاحات لسياسات دعم الخصوبة. كما استمد البعض الأمل من الاقتراحات التى تشير إلى أنه قد يكون هناك المزيد من الأطفال الذين يولدون فى عام ٢٠٢٤ فى طفرة المواليد بعد الوباء، أو لأن الناس يرغبون فى إنجاب أطفال يولدون فى عام التنين الصيني، الذى يبدأ فى فبراير.

وكان آخرون أكثر تشككا، قائلين إن طفرة المواليد لمدة عام واحد من شأنها أن تجعل الحياة صعبة بالنسبة لأولئك الأطفال الذين سيتقدمون لاحقا لامتحان القبول بالجامعات الذى يتميز بتنافسية عالية فى الصين.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصين المواليد عدد السکان فى الصین فى عام

إقرأ أيضاً:

الأمطار الغزيرة تشتد بالصين.. وإجلاء الآلاف وسط تحذيرات

بكين- رويترز

أعلنت السلطات الصينية أنها أجلت أكثر من 4400 شخص بعد اشتداد الأمطار الغزيرة حول العاصمة بكين والمقاطعات المجاورة لها في شمال البلاد اليوم الاثنين، مما زاد من مخاطر الكوارث التي تشمل الانهيارات الأرضية والفيضانات.

استمر هطول الأمطار الغزيرة على منطقة ميون في ضاحية بكين، مما تسبب في حدوث سيول وانهيارات أرضية بالإضافة إلى تضرر العديد من القرى وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية.

وأظهرت صورٌ متداولة على تطبيق وي شات الصيني مناطق في ميون حيث كانت السيارات والشاحنات تطفو على طريق غمرته المياه التي ارتفع منسوبها إلى حد كبير لدرجة أنها غطت جزءا من مبنى سكني.

وأضافت هيئة الإذاعة والتلفزيون أن انقطاع الكهرباء يؤثر أيضا على أكثر من عشرة آلاف شخص في المنطقة.

وشهد شمال الصين هطول أمطار قياسية في السنوات القليلة الماضية، مما عرّض المدن المكتظة بالسكان ومنها بكين لمخاطر الفيضانات. ويربط بعض العلماء زيادة هطول الأمطار في شمال الصين، الذي عادة ما يكون جافا، بظاهرة الاحتباس الحراري.

وتُعد العواصف جزءا من نمط أوسع من الطقس المتطرف في جميع أنحاء الصين بسبب الرياح الموسمية في شرق آسيا، والتي تسبب اضطرابات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

مقالات مشابهة

  • انخفاض عقود الصلب في الصين إلى 3265 يوان لـ الطن
  • نواب: تراجع سعر الدولار وتحسن المؤشرات الاقتصادية يفتحان الباب لخفض أسعار السلع في الأسواق المصرية
  • الصين تُغري الآباء بـ1500 دولار لكل طفل لمواجهة أزمة المواليد
  • الصين ترفع إنفاقها الاجتماعي إلى أعلى مستوى منذ جيل
  • 6 خطوات.. طريقة الاستفادة من خدمة تسجيل المواليد عبر أبشر
  • 6 خطوات.. طريقة الاستفادة من خدمة تسجيل المواليد عبر أبشر - عاجل
  • تصعيد برّاك يثير المخاوف من انسداد الوساطة الأميركية وحصرية السلاح امام مجلس الوزراء
  • العراق.. انخفاض معدل الخصوبة وارتفاع نسبة السكان بسن العمل
  • 5 لاعبين يمثلون منتخب الجودو في «جراند برى» بالصين
  • الأمطار الغزيرة تشتد بالصين.. وإجلاء الآلاف وسط تحذيرات