كيف رأى صبري موسى مستقبل الإنسان عام 2481 في «السيد من حقل السبانخ»؟
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
يوافق اليوم الذكرى السادسة على وفاة الكاتب صبري موسى، المولود في دمياط 19 فبراير عام 1932، والذي تنوعت أعماله الروائية منها «فساد الأمكنة» تناول خلالها المجتمع الصحراء، فيما طرح تصوراته لما سيكون عليه الإنسان في المستقبل في روايته «السيد من حقل السبانخ» الصادرة طبعتها الأولى في 1982م.
ويناقش الكاتب في هذه الرواية موقف الإنسان من التطور التكنولوجي المتسارع، من خلال استشراف المستقبل ومصير الإنسان في ظل تزايد اعتماده على الآلة وتعاملاته المختلفة مع مظاهر هذا التطور، داخل المجتمع الجديد الممثل بـ(القبة الزجاجية) وهو النموذج الذي يحاكي المدينة الفاضلة، أو اليوتوبيا التي ما زالت حلما يراود البشر عبر الأزمنة ومنذ أفلاطون (428- 347 ق.
ويأخذنا صبري موسى في رحلة مع الرواية إلى سنة 2481 م، يقدم فيها نموذجا جديدا مغايرا للمدن الفاضلة القائمة على القيم والأخلاق عند كل من أفلاطون والفارابي، لكنها قائمة على العلم هذه المرة في رواية «السيد من حقل السبانخ»، وبالمقابل تجد يوتوبيا صبري موسى من يعارضها من داخلها حيث يحمل أحد سكان المدينة وهو البطل هومو (السيد) عددا من المفاهيم الفلسفية المجردة والجدلية مثل الحرية والإرادة والجمال وغيرها، والتي تشتبك مع مظاهر التقدم داخل هذه المدينة أو القبة الكائنة (خارج نطاق كوكب الأرض)
تقدم الرواية أيضا نوعا من التحذير الخفي، إلى جانب نقد مضمر للواقع الإنساني المعاصر ومآلات صراعات القوى الدولية المتناحرة من أجل الأرض والقوميات، والتي سيكون مصيرها الهلاك بسبب توظيفها للتطور التكنولوجي في الحروب فيما تطلق عليه الرواية الحرب الالكترونية، والتي بلغت فيها الآلة مبلغا هائلا من التطور مكّنها من التسيُد على الإنسان نفسه، ومن بعدها لم تعد الأرض مكانا صالحا لحياة البشر.
وتطرح أيضا فكرة اغتراب الإنسان رغم كل الرفاه المادي المتواجد فيه، سؤالا جوهريا أساسيا عن ماهية طموحات الإنسان، وهل يشعر بالرضا والسعادة إذا حصل على العيش الآمن، والحرية (شبه المطلقة)، والعدالة الاجتماعية؟.
تقدم الرواية حكاية هومو البالغ من العمر 50 سنة، والموظف في حقل السبانخ، والمتمرد على النظام القائم، المنشق عن الطابور، وهو رجل يشعر بالملل والتعاسة، لذلك يبدأ في تبني آخر ثورة - لم تكن ثورته (العاطفية) تحمل أية أهداف في البداية- لذلك ينقطع عن ممارساته المعتادة ولا يعود إلى بيته وزوجته، ويضطر في النهاية إلى الانتظار في العراء لليوم الثاني لدخول حقل السبانخ، لكن مركز التحقيقات الآلي يستدعيه للاستفسار، تلبية لرغبة زوجته التي أبلغت النظام عن تغيب زوجها وعدم عودته إلى البيت في الموعد المعتاد.
يستعرض المؤلف مظاهر التطور التكنولوجي بتصوير الوسائل المستخدمة من رفع جودة الحياة ورفاهية الإنسان، والتي تحمل أيضا تطلعاته المشروعة للمستقبل، وفق منهج علمي بحت ينظر إلى التفكير العاطفي باحتقار. إذ يقدم المجتمع الجديد حلولا للمشكلات التي يعاني منها الإنسان المعاصر، بل يلبي مطالب الثورات زيادة من؛ عيش، حرية، كرامة اجتماعية، هذا إلى جانب الحرية المتاحة للأفراد للتعبير عن أنفسهم بلا محاذير، وإتاحة المعلومات، وممارسة العلاقات الجنسية ببساطة وبدون تعقيدات في نوادي الحب الحر.
القضية الفلسفية للسيد هومو:فقدان الحرية: القضية الأساسية التي يطرحها صبري موسى من خلال هومو تتضمن، قضية فقدان الحرية الشخصية عند الإنسان لهذا السبب ينشق هومو عن الطابور (من دون أن يكون لديه خطة ما سوى الحنين للأرض) قضية فقدان الشغف: هومو بات فاقدا للشغف الذي يدفعه للتفاعل مع كل ما هو متاح من رفاهية في مدينته الفاضلة (داخله روح فنان تعجز عن الانخراط في المجموع، لذلك تشعر بالألم)
إحساس بفقدان الإرادة: إذ لا يشتبك مع شيء بعينه، بعد أن حل النظام جميع المشكلات
الحنين إلى ملامسة الطبيعة وبالتالي العودة إلى الأرض، والذي يدفعه إلى طلب الخروج من القبة الزجاجية في النهاية.
- تشابه البشر: ما اشتكى منه هومو في الفصل الثامن "إن البشر أصبحوا متشابهين إلى درجة مقلقة"
مصير هومو:
النظام العام في المدينة يواجه حجج هومو وفريقه، بتقدم مشروع إصلاحي لتصحيح مساره، ويطرح المشروع للتصويت عليه حتى لا تتكرر الانشقاقات في المستقبل. وهو المشروع الذي يلاقي تأييدا واسعا من أهل المدينة، في حين لا يقدم هومو وفريقه أية مشاريع، وإنما يكتفي بعرض أطروحات كلامية، وقرارا عاطفيا أهوج وغير مدروس بالعودة إلى الأرض، وبالتالي يكون مصيره الهلاك وهو بالمناسبة مصير مماثل للبشر حين أفرطوا في استخدام التكنولوجيا ومصير هومو ورفاقه الذين قرروا رفض استخدام وسائل التكنولوجيا، وكأن الرواية تحذر القارئ من هذه وتلك على السواء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صبري موسى المستقبل يوتوبيا صبری موسى
إقرأ أيضاً:
مصمم الأزياء جان بيار خوري: التعاون مع ميريام فارس وياسمين صبري له شروطه
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "دائمًا ما أتخيّلها امرأة تفكر خارج الصندوق، تُقدّر الفن وتتقبّل التيارات الجديدة في الموضة. وواثقة من نفسها، وذات أنوثة بارزة"..هذا ما قاله المصمم اللبناني جان بيار خوري عن المرأة التي يحب التصميم لها.
في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، يتحدث خوري عن بداياته وموقفه من الجرأة والتصميم، ويكشف عن كواليس تعاونه مع نجمات عربيات، ويشاركنا أبرز مشاريعه المقبلة.
كيف بدأت رحلتك في عالم تصميم الأزياء، وما اللحظة التي شعرت فيها بأن هذا المجال هو قدرك المهني؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: كل شيء بدأ مع والدتي، إيزابيلا بوستاني، وهي أيضًا مصممة أزياء. نشأت في مشغلها، ألعب بالأقمشة، وأشكّلها على دمى صغيرة منذ أن كنت في الرابعة من عمري.
أما والدي، روجر خوري، رسام وعازف بيانو، فقد استوحيت منه الكثير من الفن والموسيقى. عند وصولي إلى الجامعة، أنهيت دراستي في سنة واحدة فقط، مما سمح لي بدخول المجال باكرًا في عمر الـ 19 عامًا.
نلاحظ أنك تميل إلى التفاصيل الدقيقة والأنوثة الطاغية في تصاميمك، هل هذا توجه دائم في هوية علامتك التجارية؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: أُطلق على أسلوبي أحيانًا اسم "الحد الأدنى المفرِط"، إذ قد تبدو بعض التصاميم بسيطة للوهلة الأولى، لكنها في الحقيقة شديدة التعقيد وتستغرق ساعات طويلة لتنفيذها. والسر يكمن في استخدامي لعنصرين فقط من التطريز في فستان واحد، وهو أمر عُرفت به، رغم أنني أحب التجربة بشكل دائم.
حدّثنا عن مجموعتك الأخيرة، ما القصة التي أردت إيصالها من خلالها؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: كانت مجموعتي الأخيرة مختلفة؛ لم تحمل قصة واحدة كاملة كما اعتدت، بل كانت مزيجًا من الصور والنقشات التي أعادتني إلى مرحلة طفولتي. المجموعة كانت ملوّنة، ومرِحة، وفاخرة، وسهلة الارتداء. وتُعتبر من أكثر المجموعات مبيعًا حتى الآن.
View this post on InstagramA post shared by Jean Pierre Khoury (@jean.pierre.khoury)
متى يمكن أن تظلم الجرأة الفستان، ومتى يمكن أن تبرز جماله؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: إذا كنت تقصدين بـ"الجرأة" التعرّي، فأنا لا أعير ذلك أهمية كبيرة ما دام يخدم التصميم والفكرة ككل. الجرأة قد تكون مزعجة أحيانًا بحسب الثقافة، والمجتمع، والجمهور، وحتى شكل الجسم. لكن طالما الإطلالة جميلة ومتقنة، فلا أجد مشكلة. بالطبع، عندما نصمم لعميلاتنا، نأخذ بعين الاعتبار التوازن بين الاحتشام والجاذبية، لكن دائمًا بطريقة أنيقة.
من هي المرأة التي تخيّلتها ترتدي تصاميم هذه المجموعة؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: دائمًا ما أتخيّلها امرأة تفكر خارج الصندوق، تُقدّر الفن وتتقبّل التيارات الجديدة في الموضة. وواثقة من نفسها، وذات أنوثة بارزة.
كيف تختار النجمات اللواتي تتعاون معهن؟ وهل هناك معايير معينة؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: نعم، أنا أختار النجمات اللواتي أعمل معهن بدقة، لأنهن يمثّلن صورة العلامة. يجب أن أُعجب بهن، وأحترمهن، وأحبهن.
View this post on InstagramA post shared by Jean Pierre Khoury (@jean.pierre.khoury)
حدّثنا عن تعاونك مع المغنية اللبنانية ميريام فارس. هل العمل مع نجمة استعراضية يفرض قيودًا على التصميم؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: أحب العمل مع ميريام، فهي منفتحة جدًا ودائمًا تبحث عن كل ما هو جديد ومختلف في الموضة. يختلف التصميم للمسرح عن السجادة الحمراء، لكنه لا يفرض قيودًا بل يدفعك للتفكير بشكل مختلف.
View this post on InstagramA post shared by Jean Pierre Khoury (@jean.pierre.khoury)
تألّقت الممثلة المصريّة ياسمين صبري بتصاميمك في مهرجان كان، ما تفاصيل تلك الإطلالات؟ وكيف ترّد على الانتقادات؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: ياسمين واحدة من أكثر النجمات المفضلات لديّ للتعاون معهن. في المناسبات الكبيرة مثل مهرجان كان، نبدأ التحضير قبل الحدث بثلاثة أشهر، مع عدّة جلسات قياس، لأننا نسعى دائمًا إلى إطلالة خالدة ومثالية.
في كل مرة أصمّم فيها فستانًا لياسمين، أحرص أن يبدو وكأنه يمكن ارتداؤه في أي عام، بعيدًا عن الصيحات الموسمية والألوان الرائجة؛ نحن نبتكر أسلوبنا الخاص.
أما فيما يخص الانتقادات، فأنا أشكر كل من أثنى على الإطلالات، وحتى من انتقدها، لأن ذلك يعني أنهم اهتموا بما قدمناه وهذا بحدّ ذاته أمر جميل.
وأحب أن أذكّر بأن ياسمين هي من أكبر سفيرات المجوهرات لعلامات عالمية مثل "شوبارد" و"كارتييه"، ما يعني أن العقود الضخمة ستكون جزءًا من الإطلالة دائماً، وهذا بالتأكيد يحد من خيارات تصميم فتحة الرقبة المناسبة.
View this post on InstagramA post shared by Jean Pierre Khoury (@jean.pierre.khoury)
ماذا عن التصميم الذي ارتدته ميرندا كير؟ وكيف تم التعاون؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: إطلالة ميرندا كانت من التصاميم غير المعروضة علنًا في مجموعتي "track04: Ardor". هذا الفستان كان جزءًا من مجموعة حصرية مخصّصة لكبار الشخصيات، لا نقوم عادةً بنشرها أو عرضها على المنصات. تم طلبه خصيصًا من قبل ممثل فريق العلاقات العامة الخاص بي في لوس أنجلوس، داني ماكغوري، وتم تنسيقه ببراعة على يد منسقة الإطلالات الموهوبة جيسيكا باستر.
من هي النجمة التي تحلم بتصميم فستان لها، ولم تتحقق الفرصة بعد؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: لدينا مشاريع حالية مع نجمات عالميات، لكن لا أستطيع الإفصاح عن الأسماء الآن. آمل أن تُكشف الأمور في الوقت المناسب.
ما المشاريع المستقبلية التي تعمل عليها حاليًا؟
مصمم الأزياء اللبناني جان بيار خوري: بسبب الطلب الكبير، نحن نعمل على إطلاق خطّ جاهز للارتداء من فساتين السهرة والعرائس، سيتم طرحه في عام 2026.
أمريكافرنسالبنانأزياءفساتينمشاهيرموضةنجومنشر الثلاثاء، 01 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.