الجزيرة:
2025-12-14@17:33:33 GMT

مفرج عنهم من مخيم طولكرم: شتموا أمهاتنا وعذبونا

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

مفرج عنهم من مخيم طولكرم: شتموا أمهاتنا وعذبونا

طولكرم- في ساحة زراعية واسعة ظهر رجال يخرجون من بناية سكنية عالية على شكل مجموعات، فيما تظهر على عدد منهم آثار الضرب والتعذيب، إنهم ثلة من شباب مخيم طولكرم سمحت قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم بمغادرة البناية التي احتجزتهم فيها لأكثر من 48 ساعة، للتحقيق معهم عقب مداهمة منازلهم واعتقالهم خلال العملية العسكرية الواسعة التي تنفذها على مخيمات مدينة طولكرم شمال غرب الضفة الغربية منذ فجر أول أمس الأربعاء.

يقول الشاب الثلاثيني هيثم غانم إن قوة من جنود الاحتلال داهمت منزله في مخيم طولكرم، واعتدت عليه بالضرب المبرح، قبل أن تكبل يديه وتعصب عينيه وتقتاده إلى بناية في ضاحية شويكة المحاذية للمخيم.

ويضيف "دخل عدد من جنود الاحتلال إلى منزلي وبدؤوا بسؤالي عن أحد المقاومين رغم نفيي معرفته، ضربوني بقوة وأعادوا السؤال مرات ومرات، قلت لهم: نحن لا نعرف أين يوجد هؤلاء المقاومون، ومع ذلك اعتقلوني أمام أسرتي وجروني إلى مركتبهم العسكرية، ونزعوا عني لباسي الشتوي، ثم أعطاني أحدهم كنزة حمراء وأمرني بارتدائها".

مجموعة كبيرة من الشباب الذين تم اعتقالهم والتحقيق معهم لساعات بعد السماح لهم بالخروج من نقطة التحقيق الميداني في طولكرم (الجزيرة)

ومثل هيثم احتجزت قوات الاحتلال المئات من سكان المخيم في بناية سكنية بعد أن أفرغت سكانها منها وحولتها إلى نقطة احتجاز وتحقيق.

ويصف هيثم ساعات التحقيق القاسية التي عاشوها، والمعاملة الوحشية التي تعرضوا لها من جنود الاحتلال بالقول "عندها سمحوا لي بالمغادرة، كان يوجد في البناية قرابة 300 شخص لا يزالون رهن الاعتقال، حققوا مع الكل، والسؤال الأبرز كان عن شباب المقاومة وعن أي معلومة قد توصلهم إليهم، مرت ساعات طويلة علينا ونحن نتعرض للإهانة والشتائم، شتموا أمهاتنا بألفاظ نابية جدا، وضربونا بأرجلهم، تعرضت للكماتهم لأكثر من مرة على وجهي".

وبحسب تقديرات نادي الأسير الفلسطيني، فإن قرابة 500 شخص قد جرى اعتقالهم ونقلهم من داخل مخيم طولكرم إلى نقطة التحقيق الميداني في ضاحية شويكة بمدينة جنين.

وذكر النادي في بيان أن قوات الاحتلال احتجزت أهالي المخيم لساعات طويلة في ظروف مذلة وتمس الكرامة الإنسانية، وأنها اشترطت على من أفرج عنهم عدم العودة إلى المخيم حتى صباح الجمعة، فيما يؤكد شهود عيان أن عمليات التحقيق مستمرة في منازل الأهالي التي يقتحمها جنود الاحتلال.

أحد الشبان المفرج عنهم بعد تعرضه للضرب المبرح خلال اعتقاله حيث تضرر عنقه واحتاج للنقل إلى المستشفى (الجزيرة) ضرب وإهانات

بدوره، يقول محمود مصيلح (36 عاما) إن الجنود اقتحموا منزله بحدود الساعة العاشرة من مساء الأربعاء بطريقة أرعبت أطفاله، وجمعوا هويات الرجال في المنزل، وبعد أن دققوا في هويته وعلموا أنه يعمل في أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية سألوه عن سلاحه، فقال لهم إنه تركه داخل مقر عمله.

ويتابع مصيلح أن الجنود اعتقلوه معصوب العينين مع أشقائه، وفي نقطة التحقيق الميداني في البناية السكينة قاموا بفصل الشباب بحسب أعمارهم، حيث تم وضع من تقل أعمارهم عن 35 عاما في شقة ومن يزيدون على 35 عاما في شقة أخرى.

ويؤكد الشاهد ذاته أن قوات الاحتلال تشدد في التحقيق على الشبان الأقل عمرا، حيث يتم ضربهم بعنف وإهانتهم وإبقاؤهم رهن الاحتجاز لمدة أطول.

وكانت طواقم الإسعاف تقدم إسعافات أولية للمفرج عنهم ممن تعرضوا للضرب والتنكيل في الساحة، فيما احتاج شاب للنقل بواسطة حمالة الإسعاف بعد تضرر عنقه وأضلاع ظهره من شدة الضرب الذي تعرض له من قبل الجنود.

وقال شاب آخر ظهر جرح كبير على جبينه إن جنديا إسرائيليا استمر في ضرب رأسه بباب حديدي قبيل اعتقاله من منزله في إحدى حارات المخيم.

وأظهرت مقاطع مصورة اعتقال عدد كبير من الشبان في أحد شوارع المخيم واقتيادهم معصوبي الأعين إلى نقطة التحقيق الميداني.

أسلوب الإغراء

من جهته، أفاد أبو أحمد -وهو أحد المفرج عنهم- بأن قوات الاحتلال حاولت استخدام أسلوب الإغراء بتسهيل الحصول على عمل وتحسين الحياة للشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و20 عاما "حاولوا من خلال التحقيق إقناع الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما بتوفير تصاريح عمل لهم، وتسهيل دخولهم إلى أراضي الـ48 للعمل وتقديم المساعدات لهم في حال تعاونوا مع الاحتلال وقدموا معلومات عن المقاومين".

وأضاف "كان نصيب أصحاب الأعمار الأكبر من سن 20 عاما الضرب الوحشي والإهانات الكبيرة، حيث كان جنود الاحتلال يعتدون علينا بالضرب بأعقاب البنادق والأرجل، وفي بعض الأحيان قام الجنود بالبصاق على وجه المعتقلين، وقبل الإفراج عنا قام الجنود برشنا بمسيل الدموع، ثم أخبرونا أنه لا يمكننا العودة إلى المخيم قبل انسحاب آليات الاحتلال منه".

ووصف أبو أحمد ساعات الاعتقال الطويلة بالصعبة، حيث تعرض جميع المعتقلين لتعصيب الأعين لفترة طويلة، فيما بقيت أيديهم مقيدة، ومنعوا من الشرب أو حتى دخول الحمام، واستمر احتجاز عدد كبير من الشبان لمدة تقارب الـ48 ساعة قبل الإفراج عنهم والاشتراط عليهم بعدم العودة إلى منازلهم في مخيم طولكرم حتى صباح الجمعة.

وتركز التحقيق مع الأهالي على أماكن وجود المقاومين وانتشارهم وأماكن زرع العبوات الناسفة في الشوارع.

وكانت قوات كبيرة من جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي مصحوبة بالجرافات العسكرية اقتحمت مخيم طولكرم فجر أول أمس الأربعاء في عملية عسكرية واسعة استمرت يومين قصفت خلالها طائرة مسيرة إسرائيلية 4 شبان فلسطينيين في عمق المخيم فاستشهدوا، وقتل قناص إسرائيلي شابا آخر ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إليه، وبعد تأكد الجنود من استشهاده تم ربطه بحبل والتنكيل بجثمانه.

ودمرت جرافات الاحتلال شوارع المخيم وأحدثت دمارا كبيرا في البنية التحتية والمباني والمنازل، قبل أن يعلن عن انسحابها فجر اليوم الجمعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الاحتلال جنود الاحتلال مخیم طولکرم من جنود

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يطالب بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الجنود الأمميين بالسودان

أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة الهجوم الجوي الذي استهدف منشأة تابعة للمنظمة الدولية في مدينة كادوقلي بجنوب السودان، وأسفر عن مقتل 6 من قوات حفظ السلام وإصابة 8 آخرين.

وحذر غوتيريش من أن الهجوم قد يرقى إلى "جريمة حرب" بموجب القانون الدولي، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عن "الهجوم غير المبرر".

واستهدف قصف بطائرة مسيرة، أمس السبت، قاعدة لوجستية تابعة لقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا) في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.

وأكدت المنظمة أن جميع الضحايا من الجنسية البنغلاديشية.

وقال غوتيريش، في بيان له السبت، "إن الهجمات التي تستهدف أفراد قوات حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة غير مبررة، وقد تشكل جرائم حرب وفقا للقانون الدولي".

وشدد الأمين العام على ضرورة إجراء تحقيق عاجل ومحاسبة الجناة، مجددا دعوته لكافة الأطراف السودانية إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية، والعودة إلى طاولة المفاوضات لضمان وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة".

إجلاء طارئ

ميدانيا، كشف مصدر في بعثة الأمم المتحدة المؤقتة للأمن في أبيي "يونيسفا" أنه تم إجلاء القتلى والجرحى من معسكر كادوقلي إلى منطقة أبيي المتنازع عليها.

وأشار المصدر -في تصريحات للجزيرة- إلى أن البعثة تدرس إجلاء كاملا للجنود والعاملين من القاعدة اللوجستية المستهدفة.

وأصدرت وحدة الأمن والسلامة بالبعثة توجيهات لموظفيها بتجنب المنطقة، مع التوصية بتسريع إعادة التوطين المؤقت لأكثر من 30 عاملا.

وفي السياق، حمّل الجيش السوداني "قوات الدعم السريع" المسؤولية عن الهجوم، قائلا في بيان إن الضربة "تكشف بوضوح النهج التخريبي للميليشيا المتمردة ومن يقف وراءها"، في حين نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الاستهداف.

ويعد هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يستهدف بشكل مباشر بعثة "يونيسفا" منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023.

إعلان

وتعيش مدينة كادوقلي وضعا أمنيا هشا تحت حصار تفرضه قوات الدعم السريع وفصائل مسلحة أخرى، وسط اشتباكات متكررة وقصف متبادل.

وتأسست بعثة "يونيسفا" عام 2011 لحفظ الأمن في منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث تصعيدا عسكريا واسعا خلال الأسابيع الأخيرة، أسفر عن نزوح عشرات الآلاف، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في السودان، حيث أدت الحرب المستمرة إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يطالب بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الجنود الأمميين بالسودان
  • العدو الإسرائيلي يشن حملة مداهمات واعتقالات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية
  • سقوط شهداء وجرحى برصاص الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة
  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم الفارعة جنوبي طوباس
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة عنبتا شرق طولكرم
  • اقتحام إسرائيلي لبلدة عنبتا شرق طولكرم بالضفة الغربية
  • الاحتلال يعتقل عضو الهيئة التنظيمية في مخيم قلنديا
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين من طولكرم والخليل
  • اعتقال شابين من طولكرم
  • إصابتان برصاص الاحتلال في مخيم الأمعري