أوروبا تتحمل العبء الأكبر.. التوتر في البحر الأحمر يعرقل الشحن
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
يضعف التوتر في البحر الأحمر التجارة في أوروبا وبات يؤثر سلبا على الشحن إليها ما قد يهدد بتوسيع الفجوة بين القارة العجوز والولايات المتحدة على المستوى الاقتصادي، وفق تحليل نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وتقول الصحيفة إنه للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، يهدد الصراع في الجوار الأوروبي بإضعاف الاقتصاد المتعثر بالفعل بينما تراقب الولايات المتحدة الأكثر قوة من مسافة أكثر أمانا.
ودفعت الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون في اليمن والتي استهدفت السفن في البحر الأحمر شركات الشحن إلى اختيار رحلات أكثر أمانا ولكن أطول وأكثر تكلفة حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح.
وترفع هذه الطرق الالتفافية تكاليف الشحن وتدفع تجار التجزئة إلى القلق بشأن نفاد المخزون.
وقد علّقت بعض المصانع العمل في غياب قطع الغيار اللازمة. وإذا استمر التهديد، يعتقد خبراء الاقتصاد أن الانخفاض في التضخم الذي شهدته أوروبا العام الماضي قد يتباطأ، مما يؤدي إلى تأجيل خفض محتمل في أسعار الفائدة الرئيسية، وفق الصحيفة.
وتدرس شركات الشحن، التي لديها سفن راسية في قناة السويس أو بالقرب منها، اتخاذ طرق أخرى حول أفريقيا. خاصة طريق رأس الرجاء الصالح، وهو طريق أطول بكثير ويستهلك المزيد من الوقود، مما يجعله أقل شعبية من خيار قناة السويس.
وقد يؤدي التصعيد الجيوسياسي الأخير إلى تعزيز عدم التوازن الاقتصادي بين أوروبا والولايات المتحدة.
وكمنتج كبير للطاقة، خرجت الولايات المتحدة أقوى من الأزمة التي أثارتها حرب أوكرانيا. وبينما تمر بعض وارداتها عبر قناة السويس، فإن حصتها صغيرة نسبيا، ويوفر المحيط الهادئ طريقا بديلا للبضائع خارج آسيا.
وتشكل أكبر حرب تشهدها أوروبا منذ ثمانية عقود في أوكرانيا، وتصعيد الصراع الذي بدأ بهجوم شنته حماس على إسرائيل من قبل حماس في أوائل أكتوبر، تذكيرا بأن آفاق الاقتصاد العالمي تتشكل بشكل متزايد من خلال التطورات البعيدة عن متناول صانعي السياسات الاقتصادية.
وتحمل السفن التي تسافر عبر البحر الأحمر حوالي 40 في المئة من البضائع التي يتم تداولها بين أوروبا وآسيا.
وادعى الحوثيون في البداية أنهم استهدفوا السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئها، لكن من الناحية العملية، كانت هجماتهم عشوائية. وقد دفع ذلك المزيد من المشغّلين إلى تحويل حركة المرور إلى رأس الرجاء الصالح.
وفي الأسبوع الماضي، قالت شركة "تسلا"، المتخصصة في تصنيع السيارات والبطاريات الكهربائية، إن التأخير في تسليم منتجاتها الناجم عن تغيير مسار السفن سيجبرها على تعليق الإنتاج في مصنعها الكبير الوحيد في أوروبا، وهو "مصنع غيغافاكتوري برلين براندربيرغ" خارج العاصمة الألمانية. وقالت "فولفو"، شركة صناعة السيارات الصينية السويدية، إن علب المكونات اللازمة لإنتاج السيارات في مصنع في بلجيكا تأخرت، مما أجبر الشركة على وقف الإنتاج لمدة ثلاثة أيام.
وقالت فولكس فاجن، أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا من حيث المبيعات، إن مصانعها لم تتأثر، لكنها تواصل مراقبة الوضع وعلى اتصال وثيق مع مورّديها، مضيفة أنها غيرت مسار الشحنات وهو ما تسبب في بعض التأخير.
وتقدر "أكسفورد إيكونوميكس" أن السفينة التي تسافر من تايوان إلى هولندا عبر البحر الأحمر وقناة السويس لحوالي 25 يوما ونصف لإكمال الرحلة، قد يتطلب منها الأمر حوالي 34 يوما إذ غيرت الطريق.
ووفقا لمؤشر "Freightos Baltic Index"، تضاعف متوسط تكلفة نقل البضائع في الحاويات في جميع أنحاء العالم، بين 22 ديسمبر و12 يناير.
وبالنسبة لأوروبا، فإن تأثير الأزمة سيعتمد إلى حد كبير على مدى ومدة الاضطراب. ويقدّر الاقتصاديون أن مضاعفة تكاليف الشحن لأكثر من ثلاثة أشهر يمكن أن يدفع معدل التضخم في منطقة اليورو إلى الارتفاع بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية ويقلّل النمو الاقتصادي بنحو نقطة مئوية.
وشن الحوثيون عشرات الهجمات في الأسابيع الماضية على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، دعما لقطاع غزة حيث تدور حرب بين حركة حماس والدول العبرية منذ السابع من أكتوبر.
وردت واشنطن بضربات استهدفت مواقع تابعة للحوثيين، كما أعادت تصنيف الجماعة على قائمة الإرهاب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
واشنطن تهدد الحوثيين برد حاسم حال مهاجمة الملاحة
أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةحذرت الولايات المتحدة من استئناف عملياتها العسكرية ضد مليشيا الحوثي في اليمن، إذا استأنفت هجماتها على السفن الأميركية، أو تلك المارة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي كلمة ألقتها خلال جلسة مجلس الأمن حول الأمن البحري، أمس، قالت دوروثي شيا، القائمة بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة: «إن الولايات المتحدة نفذت عمليات ردع لحماية حرية الملاحة ضد تهديدات الحوثيين، الذين تراجعوا عن مهاجمة السفن الأميركية تحت الضغط العسكري، لكن أي عودة لهجماتهم ستُقابل برد عسكري حاسم».
وأشارت شيا إلى أن الحوثيين شكلوا تهديداً متواصلاً للملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن على مدار سنوات، من خلال استهداف سفن تجارية، وقتل بحارة، واختطاف سفينة «غالاكسي ليدر»، مما أثر سلباً على نحو 30% من حركة التجارة العالمية.
كما دعت شيا إلى تقديم الدعم المالي لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش، التي أثبتت فعاليتها مؤخراً بضبط أربع حاويات تحمل مواد غير قانونية متجهة إلى موانئ تسيطر عليها مليشيا الحوثي؛ مشيرة إلى أن هذا الدعم سيعوق وصول الأسلحة إلى الحوثيين عبر البحر، مما يعزز الأمن البحري.
إلى ذلك، شدد محللون يمنيون على خطورة تحالف قائم بين جماعة الحوثي وتنظيم «القاعدة»، مما يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط وأمن الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدين أن هناك تعاوناً ميدانياً وتنسيقاً استخباراتياً يجمع بين التنظيم الإرهابي والمليشيات الحوثية.
وكان مركز تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال باليمن، كشف في تقرير حديث، عن وجود تحالف سري طويل الأمد بين «الحوثي» و«القاعدة».
وكشف المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، عن أن مليشيا الحوثي أنشأت غرفة عمليات مشتركة مع تنظيم القاعدة بهدف زعزعة الأمن في البحر الأحمر والمناطق الخاضعة للحكومة اليمنية الشرعية، موضحاً أن التحذيرات من خطورة هذا التحالف المشبوه بدأت منذ عام 2018.
وأوضح الطاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مليشيات الحوثي قدمت دعماً لتنظيم القاعدة في اليمن، لتنفيذ عمليات إرهابية، كما أقامت علاقات تعاون مع تنظيمات تابعة للقاعدة بالمنطقة، أبرزها حركة الشباب في الصومال.
وأكد الطاهر أن تداعيات التحالف تتجاوز اليمن، حيث تهدد استقرار المنطقة بأكملها أمن الملاحة في البحر الأحمر، وربما تؤدي إلى تنفيذ عمليات إرهابية عابرة للحدود بمشاركة الطرفين.
من جانبه، أوضح رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، عادل الأحمدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك تقارباً كبيراً في الأفكار المتطرفة بين الحوثيين والقاعدة، فضلاً عن مصالح مشتركة لتنفيذ أجنداتهم الخاصة، عبر تنفيذ عمليات إرهابية، والقيام بأعمال قتل واختطاف وتعذيب بحق المدنيين، إلى جانب نشر خطاب الكراهية والعنف.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، سهلت دخول عناصر تنظيم القاعدة، ومنحتهم هويات رسمية تتيح لهم التنقل بحرية داخل اليمن وخارجه.
ولفت الأحمدي إلى أن الحوثيين، عقب سيطرتهم على المدن الرئيسية عام 2014، أطلقوا سراح عدد كبير من السجناء المتهمين في قضايا إرهابية من سجون الأمن القومي والسجن المركزي، حيث أُفرج عن نحو 252 من عناصر القاعدة، محذراً من احتمال تنفيذ عمليات تكتيكية مشتركة بين الطرفين في مناطق تابعة للحكومة الشرعية.