إسرائيل تخسر في غزة.. أهداف أصبحت بعيدة المنال فهل حان وقت الاستسلام؟
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
يتحدث المشهد المروع لشمال غزة عن الفعالية المميتة لحملة القصف الإسرائيلية لتدمير المباني وجعل الأرض غير صالحة للعيش للفلسطينيين، ويصعب تمييز ما إذا كان كل هذا الدمار الهائل والخسائر في الأرواح لنحو أكثر من 24000 فلسطيني كافيا لما يفعله جراء المدنيين وتحقيق أهداف الحرب المعلنة أو جعلها أقرب إلى هدفها الاستراتيجي المتمثل في هزيمة الفصائل الفلسطينية بحسب قناة «سي بي سي نيوز» الكندية.
ومع استمرار القتال دون أي علامة على نهاية، يقول المحللون الذين تحدثوا إلى «سي بي سي نيوز» إنه حتى الانتصارات المتواضعة كانت بعيدة المنال، وهي 3 أهداف حددها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وهي «القضاء على الفصائل الفلسطينية وأنفاقها، تحرير المحتجزين بالقوة، غزة منزوعة السلاح».
1- القضاء على الفصائل وأنفاقهاقال نتنياهو في مؤتمر صحفي حينها «القضاء على الفصائل وعودة جميع المحتجزين وضمان ألا تشكل غزة مرة أخرى تهديدا للاحتلال الإسرائيلي هو أهم أهدافنا».
فبدأ الهدف الأول «القضاء على الفصائل الفلسطينية» بإعلان الحرب في اليوم التالي لهجوم الفصائل 7 أكتوبر على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 1200 شخص، وبعد عشرين يومًا، من القصف الجوي المكثف، عبرت ثلاثة فرق إسرائيلية تعتمد على أكثر من 300 ألف جندي احتياطي إلى غزة، في محاولة للسيطرة على مدينة غزة في الشمال وقطع الأرض إلى النصف، انضمت فرقة رابعة في وقت لاحق إلى القتال.
ويزعم جيش الدفاع الإسرائيلي منذ ذلك الحين أنه قتل أكثر من 9000 من نشطاء ومقاتل الفصائل، وهو رقم يضم ما يقرب من 1800 مسلح عبروا الحدود إلى الاحتلال في إطار هجمات 7 أكتوبر.
حتى يوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن 194 جنديًا إسرائيليًا قتلوا منذ بداية الغزو البري.
وتقدر وزارة الصحة في غزة أن 24927 شهيدا و62388 مصابا، ولكن نتيجة تدهور الأوضاع جعل من الصعب تتبعها مع تقدم الحرب.
أشاد نتنياهو بالنجاحات العسكرية لبلاده، مدعيا أن قوة الفصائل القتالية قد انخفضت بما يصل إلى الثلثين، معززا أن الخطة كانت للمضي قدما في الحرب حتى تحقيق «نصر كامل».
والقوة الدقيقة لقوات الفصائل قبل هجمات أكتوبر غير معروفة لكن بعض التقديرات تشير إلى أنهم ما يقرب من 30 ألف مقاتل.
تصاعد قوة الفصائل الفلسطينية بخسائر الاحتلال الإسرائيليوفي حين تشير الأرقام الإسرائيلية إلى أن قدرة الفصائل القتالية قد خفضت بشكل كبير بسبب الحرب، فإن هيكل قيادة الجماعة لا يزال سليمًا إلى حد كبير، وكذلك قدرتها على مقاومة القوات الإسرائيلية لا تزال كما هي بل أصبحت أفضل نتيجة لخسائر الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى جانب آخر، قال نور عرفة في مركز كارنيجي للشرق الأوسط «الفصائل تكبدت خسائر لكنها لا تزال قوة عسكرية فعالة، وأيضًا من الواضح أن الفصائل تسيطر على العديد من الأنفاق ولا يزال بإمكانها مفاجأة الجنود الإسرائيليين بالهجمات».
كما تواصل الفصائل إطلاق صواريخ من شمال غزة وهي منطقة ادعت قوات الاحتلال مرارًا وتكرارًا أنها تسيطر عليها، وأظهرت قوات الفصائل أنها لا تزال قادرة على نصب كمين للجنود الإسرائيليين في نفس المنطقة.
2- تحرير المحتجزينإعادة المحتجزين هو هدف نتنياهو الثاني والذي يتكرر في كثير من الأحيان ولكنه لم يتحقق إلا جزئيًا منه وكان عن طريق صفقات تبادل المحتجزين وهدنة دامت نحو أسبوع، لكن باستخدام القوة لم تستطع حتى الآن إسرائيل بتحرير محتجز واحد من قبضة الفصائل.
ورفض كبار القادة الإسرائيليين باستمرار الدعوات إلى وقف إطلاق النار، زاعمين أن الفصائل لن تفرج عن المحتجزين ما لم تضطر إلى ذلك من خلال الضغط العسكري المستمر.
هناك خلاف كبير حول هذه النقطة، بما في ذلك من داخل المجتمع الإسرائيلي، فعائلات المحتجزين المتبقين من بين أشد منتقدي نتنياهو، بحجة أن عودتهم الآمنة يجب أن تأتي قبل متابعة الحرب ضد الفصائل.
وقال الباحث في كارنيجي: «إسرائيل فشلت فشلا ذريعا في إطلاق سراح المحتجزين، ولم تفشل فقط في إطلاق سراح جميع المحتجزين، بل قتلت أيضًا ثلاثة عندما حاولوا تسليم أنفسهم».
3- غزة منزوعة السلاحهدف نتنياهو الحربي الثالث ضمان أن تكون غزة منزوعة السلاح بحيث لإنها لن تشكل تهديدًا للاحتلال الإسرائيلي مرة أخرى، كما يشمل قتل قادة الفصائل الفلسطينية الرئيسيين الذين خططوا ليوم 7 أكتوبر وعلى رأسهم يحيى السنوار.
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن العقل المدبر المزعوم لهجمات 7 أكتوبر، يحيى السنوار، لا يزال على قيد الحياة ويفترض أنه يختبئ في مكان ما في غزة.
عرفة قال: «أعتقد أن إسرائيل تحاول تحقيق أي نصر رمزي ويعتقدون أن قتل كبار قادة الفصائل سيمنحهم بعض مظاهر النصر، بالنظر إلى الإخفاقات على الأرض والفشل الاستراتيجي والاستخباراتي الهائل في السابع من أكتوبر».
وأشار جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن إيقاع الحرب في غزة سيتباطأ مع سحب أحد الانقسامات الأصلية التي تقاتل في غزة، وسيسمح ذلك بتناوب آلاف الجنود وعودة جنود الاحتياط إلى عائلاتهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السنوار الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل قوات الاحتلال الإسرائيلي غزة قطاع غزة فلسطين الفصائل الفلسطينية الاحتلال الإسرائیلی الفصائل الفلسطینیة القضاء على الفصائل فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير بالشأن الإسرائيلي: ترامب قادر على لجم نتنياهو وفرض التهدئة بغزة والمنطقة
أكد الدكتور سهيل دياب، خبير الشئون الإسرائيلية من الناصرة، أن إسرائيل ستنصاع لما تريده الولايات المتحدة، وأنها ستُصغي إلى المطالب الأمريكية بشأن التهدئة، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحاول إقناع واشنطن بأن مصالح الغرب وإسرائيل تتطلب المواجهة مع كل من يرفع رأسه في الشرق الأوسط.
خبير بالشأن الإسرائيلي: نتنياهو سيخضع لترامب.. وأمريكا تضغط لفرض التهدئة في الشرق الأوسط
وأوضح "دياب"، خلال مداخلة عبر الإنترنت مع الإعلامية هند الضاوي، ببرنامج "حديث القاهرة"، عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن أن الولايات المتحدة ترغب في التهدئة لثلاثة أسباب رئيسية؛ أولها أنها مقبلة على انتخابات نصفية في عام 2026 وتحتاج إلى أجواء أكثر استقرارًا، خاصة أن القضية الفلسطينية تعتبر محورًا مؤثرًا في المعركة الانتخابية، والرئيس ترامب لا يريد تكرار ما حدث في نيويورك، مضيفًا: "أما السبب الثاني فهو أن ترامب يدرك أن مصالح الغرب وإسرائيل تعتمد على منع التغلغل الاقتصادي الصيني في الشرق الأوسط، بينما السبب الثالث هو أن استمرار التصعيد سيعزز التحالفات بين القوى المختلفة في المنطقة، مثل التقارب التركي المصري، والسعودي الإيراني".
وشدد على أن الممارسات الإسرائيلية في الشرق الأوسط تدفع الدول إلى التقارب أكثر مع الصين بدلًا من الولايات المتحدة، مضيفًا أن ترامب يعلم أنه إذا كان حازمًا سيجبر نتنياهو على الانصياع، موضحًا أن الرئيس الأمريكي قادر على "لجم" نتنياهو ودفعه للاستمرار في الخطة، قائلًا إن نتنياهو سينصاع إذا أراد ترامب ذلك.
وتابع: "ترامب قادر على فرض رؤيته على نتنياهو فيما يتعلق بضرورة التهدئة في الشرق الأوسط وقطاع غزة".