أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التوتّرات بين إثيوبيا والصومال بشأن الاتفاق المبرم مع المنطقة الانفصالية المعروفة بأرض الصومال ينبغي أن تحلّ بـ “الحوار”.

واشتدّت التوتّرات بين البلدين الجارين في القرن الإفريقي إثر تقرّب أديس أبابا من منطقة أرض الصومال الذي أفضى إلى إبرام “بروتوكول اتفاق” ينصّ على تأجير إثيوبيا 20 كيلومترا من سواحل أرض الصومال في خليج عدن لمدّة 50 عاما.

وفي مقابل هذا المنفذ البحري، ستعترف إثيوبيا رسميا بأرض الصومال لتصبح بذلك أوّل بلد يخطو هذه الخطوة منذ إعلان المنطقة استقلالها عن الصومال بشكل أحادي في العام 1991.

وتعهدّ الصومال الذي استبعد أيّ وساطة مع إثيوبيا قبل انسحاب الأخيرة من الاتفاق بالتصدّي لهذا الصكّ “بكلّ السبل الشرعية”، إذ يرى فيه “اعتداء” إثيوبيا.

وقال غوتيريش الأحد خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأوغندية كمبالا في سياق قمّة مجموعة ال77 والصين التي تضمّ 134 بلدا ناميا “نسترشد دائما بمبادئنا. ومبادئنا تقوم على الوحدة والسيادة وسلامة الأراضي في البلدان، بما في ذلك الصومال”.

وأردف “نأمل أن يشكّل الحوار سبيلا لتجاوز الوضع القائم”.

وإثر اجتماع استثنائي الخميس، دعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد” في الشرق الإفريقي البلدين إلى “خفض التصعيد” وإلى “حوار بنّاء”، مع التشديد على “احترام السيادة والوحدة وسلامة الأراضي” في الصومال.

وشارك الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في هذا الاجتماع الذي لم يحضره أيّ ممثّل إثيوبي.

ودعت بلدان وجهات دولية متعدّدة (على رأسها الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية) إلى احترام سيادة الصومال.

تسعى إثيوبيا، وهي ثاني أكثر البلدان تعدادا للسكان في إفريقيا (120 مليون نسمة) إلى ضمان نفاذ إلى البحر الأحمر، وهي ميزة فقدتها تدريجيا بعد استقلال إيريتريا (1993) التي كانت قد ضمّتها إلى أراضيها في الخمسينات.

وأعلنت صوماليلاند أو أرض الصومال، المستعمرة البريطانية السابقة، استقلالها عن الصومال في 1991 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ومنذ ذلك الحين، بقيت المنطقة البالغ عدد سكانها نحو 4,5 ملايين نسمة فقيرة ومعزولة، لكنّها تمتّعت باستقرار نسبي في وقت يتخبّط الصومال منذ عقود في أتون الحرب الأهلية والتمرّد الجهادي.

ولأرض الصومال حكومة خاصة. وتصدر المنطقة عملتها الخاصة وجوازات سفر، لكنّها تبقى معزولة في غياب اعتراف دولي باستقلالها.

وتتمتّع المنطقة بموقع استراتيجي على الضفة الجنوبية لخليج عدن، أحد طرق التجارة الأكثر نشاطا في العالم، عند مدخل مضيق باب المندب المؤدي إلى البحر الأحمر وقناة السويس.

المصدر أ ف ب الوسومأرض الصومال إثيوبيا الأمم المتحدة الصومال

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: أرض الصومال إثيوبيا الأمم المتحدة الصومال

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يندد بإحالة الحوثيين موظفين أمميين إلى محكمة خاصة ويدعو إلى الإفراج الفوري عنهم

تتهم جماعة أنصار الله "الحوثيين" الموظفين المحتجزين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي اتهامات تنفيها الأمم المتحدة بالكامل.

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن استياء بالغ إزاء قيام جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن بإحالة عدد من موظفي الأمم المتحدة إلى محكمتهم الجنائية الخاصة، في خطوة تزيد من المخاوف بشأن سلامة العاملين الإنسانيين في مناطق سيطرة الجماعة. ويواصل الحوثيون احتجاز 59 موظفا يمنيا من الأمم المتحدة منذ سنوات من دون أي تواصل مع العالم الخارجي.

غوتيريش يطالب بإلغاء الإحالة والإفراج الفوري

الناطق باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك أكد أن غوتيريش "يدين" هذا الإجراء، مشيرا إلى أن الإحالة تشمل عددا غير محدد من الموظفين المحتجزين منذ سنوات. ودعا غوتيريش جماعة أنصار الله "الحوثيين" إلى إلغاء هذه الخطوة والعمل "بحسن نية" للإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة والعاملين في منظمات غير حكومية وأفراد من السلك الدبلوماسي.

Related توسع الانتقالي الجنوبي وتماسك الحوثيين وتراجع "الحكومة".. هل يعود اليمن إلى مشهد ما قبل 1990؟إسرائيل تستهدف صنعاء بواسطة 20 مقاتلة والجيش يتوعد الحوثيين بالمزيد في الأيام المقبلةبعد تصاعد الجدل.. العراق يصحّح "خطأ" إدراج حزب الله والحوثيين على قائمة "الإرهاب" تورك: اتهامات كاذبة بالتجسس

وفي بيان منفصل، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن أحد موظفي مكتبه أُحيل أيضا إلى المحكمة الخاصة التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" بناء على "اتهامات كاذبة بالتجسس". وأكد أن هذا التطور "غير مقبول على الإطلاق ويشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان"، مجددا مطالبته بالإفراج عن جميع الموظفين المحتجزين.

وتتهم جماعة أنصار الله "الحوثيين" الموظفين المحتجزين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي اتهامات تنفيها الأمم المتحدة بالكامل، مشددة على أنه لا يجوز ملاحقة موظفيها على أساس أنشطتهم الرسمية.

اعتقالات أوسع تشمل صحافيين ومعارضين

وتأتي هذه الإحالات في سياق سلسلة طويلة من الاستدعاءات والاعتقالات التي تطال العاملين في منظمات غير حكومية وصحافيين ومعارضين في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله "الحوثيين".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أصدرت محكمة تابعة للجماعة أحكاما بالإعدام رميا بالرصاص بحق 17 شخصا دينوا بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة لهم، من دون الكشف عن أسماء المحكوم عليهم.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • غوتيريش: الأمم المتحدة ستلتقي طرفيّ حرب السودان
  • غوتيريش يتحدث عن اجتماع مرتقب في جنيف سيجمع طرفي النزاع في السودان
  • غوتيريش: الأمم المتحدة ستلتقي طرفي النزاع السوداني في جنيف
  • استقرار أسعار النفط مع ترقب التوترات الجديدة بين واشنطن وكاراكاس
  • الخطيب: تعزيز الحوار الإفريقي المشترك ودعم الأولويات التنموية للقارة في مفاوضات منظمة التجارة العالمية
  • الولايات المتحدة واليابان تنفذان تدريبات جوية مشتركة وسط تصاعد التوترات الإقليمية
  • مراكش تستضيف برنامج الحوار الإسلامي الإفريقي العربي بمشاركة ليبية
  • مصر والصين تبحثان تطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر
  • غوتيريش يندد بإحالة الحوثيين موظفين أمميين إلى محكمة خاصة ويدعو إلى الإفراج الفوري عنهم
  • غوتيريش يعرب عن صدمته إزاء مقتل عشرات الأطفال السودانيين في جنوب كردفان