يعول كثير من مستخدمي الإنترنت ووسائل التواصل الحديثة على الذكاء الاصطناعي باعتباره أحد أفضل الخدمات التي سيجرى تقديمها للمواطنين على مستوى العالم، غير أن خاصيات الذكاء الاصطناعي لن تغير بيئة الأعمال بين عشية وضحاها كما يظن البعض.

خبير متخصص في الذكاء الاصطناعي: لن يتم دخول الذكاء الاصطناعي بالسرعة التي يطلبها البعض

ويقول رافين جيسوثاسان، القائد العالمي بمجال خدمات التحول بشركة الاستشارات العملاقة Mercer، إن الذكاء الاصطناعي لن يحقق ما يرجوه البعض في فترة قصيرة، بينما أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي لمكاسب بالإنتاجية، غير أنه قال إن الأمر لا يتعلق بالاستمرار في تلك التكنولوجيا، وعبر طريقة سحرية فيصبح الناس أكثر إنتاجية، لكن الأمر ليس بتلك السهولة.

وأوضح «جيسوثاسان»، خلال حواره مع موقع «Business Insider» العالمي، أن مسؤولية دمج التكنولوجيا سيتطلب كثيرا من الجهد والعمل من أجل إعادة تصميم العمل بكل ما يحيطه من أجل تحقيق المكاسب، حيث أنه من المفترض أن نشهد قدرًا من التغييرات فيما يتعلق بالشركات التي ستستطيع الريادة بمجال التكنولوجيا، مع تطويعها وتطويرها وإدخالها إلى الخدمة، وبالمقابل فإن تلك التغيرات بالنسبة للمديرين التنفيذيين والعاملين، كان مجرد وعودا كبيرة في إحداث الطفرة بالذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاجية.

وأضاف المتخصص بمجال خدمات التحول بشركة استشارات كبرى، أن قادة الأعمال قد سارعوا لتبني إمكانية التكنولوجيات في تحقيق مكاسب بالإنتاجية مع خفض تكاليف العمال، حتى ولو جاء ذلك على حساب العمال؛ لكن وفي الوقت نفسه فقد اكتشف الموظفون العديد من طرقًا لاستخدام التكنولوجيا لاختراق حياتهم اليومية سواءً بإذن أو بدونه، يستخدم العمال منذ فترة طويلة أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT لمتابعة العمل أو تنفيذ المزيد منه.

وأكد «جيسوثاسان» أن التكنولوجيا يمكنها تكون طفرة ثورية للقوى العاملة، حال قام القادة بدمجها بشكل صحيح، لكن لا يمتلك القادة حتى الآن القوة العقلية الصحيحة لإعادة تصميم العمل بشكل إنساني بدلا من البحث عن فرصة لتحقيق الربح.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تطوير مكاسب إنتاجية تعزيز الإنتاجية الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟

مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.

حدود الثقة

رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.


 

اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك

الخطوة الأخيرة

رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.

سباق الشركات نحو تجاوز العجز

تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت  Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.

أخبار ذات صلة Perplexity تطلق نماذج ذكاء اصطناعي متطورة للمشتركين مليار مستخدم لأداة «ميتا» الذكية

أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.


 

 

ثورة سطحية


رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.

 

الطموح يصطدم بالواقع


تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.

 

 

الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل


في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.



إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • خبير ينصح بشرط لاستخدام الذكاء الاصطناعي  
  • لا للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأحكام الشرعية بماليزيا
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • ما أسباب التصعيد بين روسيا وأوكرانيا؟.. خبير عسكري يجيب
  • فيلم «الرمز 8».. الذكاء الاصطناعي يشعل الصراع بين ذوي القدرات الخارقة
  • هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي لا يهدد الوظائف
  • هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
  • «أدنوك» تساهم في تطوير مهارات طلاب الإمارات بمجال الذكاء الاصطناعي
  • أخبار التكنولوجيا|غرامة ضخمة تهدد سامسونج بسبب براءات الاختراع.. هونر تطوير روبوت على شكل إنسان كجزء من جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي