عرضت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا تحت عنوان «الرصاصة الأولى في الصراع السوداني».

وقالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، خلال تقديمها برنامج «الضفة الأخرى»، المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، إنه بعد أن شاهدنا دور الإخوان في تأجيج الصراع وإطلاق الرصاصة الأولى التي أشعلت هذه الحرب؛ هناك دعوات حالية لتسليح المواطنين في السودان والانتظام فيما سمي بـ"المقاومة الشعبية" وفتح المجال أمام الأفراد لشراء السلاح تلك الدعوات أثارت مخاوف كبيرة من أن تنزلق البلاد نحو المزيد من الفوضى، لا سيما وأن هذه الدعوات قد توفر حاضنة مواتية للجماعات الإرهابية العالمية؛ كما حدث في تسعينيات القرن الماضي؛ مما أدى إلى وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب لنحو 20 عاما قبل أن يتم شطبه منها في ديسمبر 2020.

وأوضحت أن تلك المخاوف تستند إلى حقيقة أن سياسات التجييش الشعبي المماثلة التي انتهجها نظام الإخوان في تسعينيات القرن الماضي إلى بروز مجموعات ذات ارتباطات بتنظيمات إرهابية تنشط في الخارج مثل تنظيمي "القاعدة" و"داعش".

وتابعت: “هناك توقعات كبيرة بمشاركة الكتائب الإخوانية في القتال الحالي؛ خصوصا و أنها كانت واحدة من الأسباب التي عززت خلال الأعوام الثلاثين الماضية من الاعتقاد العالمي بارتباط السودان بمجموعات إرهابية خارجية”، معقبة: “تلك الإشكالية التي ستظهر لاحقًا حينما يسعى التيار السياسي الذي تنتمي إليه تلك الكتائب إلى إحكام قبضته والقفز لإعادة ترتيب المشهد إلى مثل ما كان عليه الحال قبل سقوط النظام السابق”.

ولفتت إلى أنه في ظل تزايد انتشار الجماعات الإرهابية في دول غرب وشرق إفريقيا، التي يرتبط بعضها بحدود مباشرة مع السودان يبدو البعد الإقليمي حاضرا بقوة، ولا شك أن عمليات التجييش الشعبي الحالية تنذر بميلاد المزيد من المليشيات القبلية، التي يمكن أن يكون لها تأثيرات إقليمية خطيرة بحكم وجود روابط إثنية قوية مع دول الجوار، فالسماح بتملك السلاح وشراءه سيؤدي إلى المزيد من التدفقات العابرة للحدود والتي ستشجع الجماعات الإرهابية في دول الجوار الإقليمي وغيرها على توسيع أنشطتها والبحث عن موطأ قدم بالاستفادة من حالة السيولة الأمنية للعمل في تجارة السلاح والمخدرات وتجارة البشر ونهب الموارد واستمرار الحرب التي تزيد من مأساة الشعب السوداني.

ونوهت بأن حركة الإخوان في السودان هي من عبأت أجواء الحرب الحالية بعد ثورة ديسمبر عام 2019؛ حيث ذهب التنظيم إلى قلب الطاولة بهدف العودة إلى المشهد السياسي من جديد، وتنظيم الإخوان كان ومازال حاضرًا في الحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وميلشيا الدعم السريع، حيث أطلقت الجماعة الرصاصة الأولى في هذه الحرب، كما أنهم بمثابة وقودها المتجدد بعد أن قارب عامها الأول بعد أقل من شهرين.

ولفتت إلى أن جماعة الإخوان في السودان قفزت على السلطة قبل أكثر من ثلاثين عامًا، ثم حاولت القفز على الرفض الشعبي لها قبل 4 سنوات حتى نجحت في إشعال الصراع الدائر حاليًا من خلال دعمها لميليشيا الدعم السريع، وخدمت الجماعة مصالحها السياسية من خلال هذا الانحياز أثناء المرحلة الانتقالية وتدشين مجلس السيادة بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وهو أحد أسباب الخلاف بين المؤسسة العسكرية في السودان والمجموعات المتمردة والتي لاقت دعمًا من الإخوان.

وتابعت: “وهنا يبدو انحياز الإخوان وبعض التيارات الدينية المتطرفة لميلشيا الدعم السريع من باب النكاية في المؤسسة العسكرية التي انحازت لإرادة السودانيين وبالتالي كانت سببًا في الحكم على تجربة التنظيم في السلطة، والأمر الثاني مرتبط بمحاولة افشالها للمرحلة الانتقالية”، موضحة أن محاولات إفشال الإخوان للمرحلة الانتقالية يعود إلى بحثهم عن إيجاد مبرر للدفاع عن تجربتهم الفاشلة في الحكم، فضلًا على الثورة عليهم، وهو ما دفعهم لإعاقة هذه المرحلة وبالتالي تفكيك بنية المجتمع بصراع كانوا ومازال داعمين له.

وأكدت أن استهداف القوات المسلحة السودانية كان من خلال إعاقة المرحلة الانتقالية وبث الفرقة وتهيئة أجواء الصراع والحرب ثم نشر الشائعات بهدف تشويه المؤسسة العسكرية، ولكن مازال الجيش يقف لهم بالمرصاد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم الاخوان القاعدة داعش الرصاصة الأولى الإخوان فی فی السودان

إقرأ أيضاً:

بت اقرب الان لقول المسؤولة الأمريكية التي قالت قبل أشهر ان السودان فاشل في عرض قضيته

#محير
الحديث بشأن معروضات ومضبوطات أسلحة العدو وتجهيزاته في المناطق المطهرة. وتكرار تلك الملاحظات صار من الأمور التي تصيبني بحالة من الإستياء والحيرة تجاه تعامل غريب لا تفسير له من السلطات . مضبوطات صالحة مثلا كان ينبغي التعامل معها عبر نهج يجعلها قصة أولى وبتوضيحات كاملة حول تصنيف تلك الأسلحة وميزاتها وظروف التشغيل وبالضرورة تأكيدات انها كانت تدار عبر شبكات مرتزقة أجانب قطعا لهم أثار بالمكان مهما بلغت درجات حرصهم لان ترك هذه المعدات بهذا الشكل يشير الى أنهم خرجوا تحت إلحاح إجلاء عاجل . وهذه المعروضات لو توفرت في بلد فيه نزاع لجعلها حديث الساعة والدقيقة !

ذات الإهمال حدث مع قصة الجثث التي وجدت بمستودعات في الجامعة الإسلامية وقبلها تفاصيل مسيرات مدينة بورت سودان .إذ تفأجأ الإعلام المحلي وربما الخارجي بان نوعها من أحدث طراز وتحديدا مسيرات أمريكية الصنع تنتشر بالبحر الأحمر وتقول الرواية أنها ارسلت من سفن وقواعد وتمت تسمية نوع المسيرة وصنفها ! هذا ورد في تقرير او خطاب روتيني لمندوب السودان بالأمم المتحدة .أذاعها ضمن تفاصيل أخرى كثيرة اضاعت الاهم !

بت اقرب الان لقول المسؤولة الأمريكية التي قالت قبل أشهر ان السودان فاشل في عرض قضيته .

محمد حامد جمعة نوار

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • دبلوماسيون وخبراء يكشفون للجزيرة نت تحديات رئيس الوزراء السوداني الجديد
  • بعد صدور تقرير رسمي عن "خطر جماعة الإخوان".. تحذيرات من تداعياته على مسلمي فرنسا
  • بت اقرب الان لقول المسؤولة الأمريكية التي قالت قبل أشهر ان السودان فاشل في عرض قضيته
  • فرنسا: تقرير رسمي يحذّر من تأثير جماعة الإخوان المسلمين على "التماسك الوطني" في البلاد
  • ماكرون يرأس اجتماعا لمجلس الدفاع لمناقشة تقرير حول جماعة الإخوان في فرنسا
  • تقرير حكومي فرنسي: جماعة الإخوان متغلغلة في مفاصل الدولة
  • رئيس الوزراء السوداني الجديد في مهمة صعبة.. كيف يواجه أصدقاء البرهان؟
  • رئيس تايوان يبدي استعداده للتباحث مع الصين بشأن الصراع حول سيادة الأرخبيل
  • في ذكرى ميلادها.. زينات علوي “راقصة الهوانم” التي جمعت بين الأناقة والفن(تقرير)
  • تقرير أمريكي: الصراع في سقطرى يهدد بقاء "شجرة دم الأخوين" النادرة في العالم (ترجمة خاصة)