لا يتحدثون بصراحة عن الضفة الغربية
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
لا يتحدثون بصراحة عن #الضفة_الغربية – #ماهر_أبوطير
لا تعرف لماذا لا يتحدث #السياسيون بصراحة، برغم معرفتهم أسرارا كثيرة، اضافة الى تحليلهم للمشهد، وتسمية الاشياء بغير مسمياتها كارثة عربية تقليدية اعتدنا عليها طوال عقود.
لنتحدث هنا بصراحة وبدرجة اعلى حول الضفة الغربية تحديدا التي يفترض ان تكون ارضا للدولة الفلسطينية وفقا لحدود 1967، ولنكرر مجددا استحالة نشوء دولة فلسطينية مكتملة لأن من يحكمون اسرائيل من خلال المؤسسات الامنية والعسكرية والسياسية في الحكومة والكنيست، ومعهم جمهور الاحتلال يعتبرون الضفة الغربية “يهودا والسامرة” بما تعنيه دينيا لإسرائيل.
هل نصدق ان اسرائيل بكل الوانها سوف تسلم الضفة الغربية للفلسطينيين المسلمين والمسيحيين من اجل اقامة دولتهم، ونحن نعرف ان الضفة الغربية بالمفهوم التوراتي تعتبر منطقة دينية مقدسة سواء في القدس حيث استهداف الحرم القدسي والمسجد الاقصى، والخليل حيث الحرم الابراهيمي في الخليل، ونابلس، ومواقع ثانية.
وفقا لمعاهدة اوسلو وملحقاتها تم تقسيم أرض الضفة الغربية إلى 3 مناطق، مع احتفاظ إسرائيل بسيطرتها على الحدود والأمن الخارجي والقدس والمستوطنات ومسؤولية الأمن الشامل للإسرائيليين، والمناطق الثلاث هي مناطق “أ”: تمثل 18 % من مساحة الضفة الغربية، وتخضع أمنيا وإداريا بالكامل للسلطة الفلسطينية، مناطق “ب” وتمثل ايضاً 18 % من مساحة الضفة الغربية، وتخضع إداريا للسلطة الفلسطينية في شؤون الصحة والتعليم وإدارة الاقتصاد، وتتشارك أمنيا مع الاحتلال الاسرائيلي، واخيرا مناطق “ج” وتمثل 60 % من مساحة الضفة الغربية، وقد نص اتفاق أوسلو على تسليمها للسلطة الفلسطينية، ولكن إسرائيل احتفظت بسيطرتها الكاملة عليها، بما في ذلك شؤون الأمن والتخطيط والبناء، فهي تخضع أمنيا وإداريا بالكامل للسيطرة الإسرائيلية، ولم تسلمها إلى السلطة الفلسطينية.
هذا يعني ان تجمعات الفلسطينيين الفعلية تعادل 18 % فقط من كل الضفة التي تعادل 21 % من كل فلسطين التاريخية، وما يراد قوله الآن أن الضفة هذه الايام وهي تتعرض لجرائم اسرائيلية يومية، واعتقالات بالآلاف، ومع تسليح مئات آلاف المستوطنين، في طريقها الى سيناريوهات خطيرة، من ابرزها افلات ميلشيات المستوطنين للهجوم على المدن والقرى القريبة منهم بهدف ازاحتهم داخليا، وتحريكهم على اساس كتل بشرية نحو مناطق ثانية وتحديدا الى منطقة أريحا وغور الأردن، اذا تمكنوا من ذلك نيابة عن الجيش الاسرائيلي.
عدد سكان الضفة الغربية بلغ عام 2023 وفقا لجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني نحو 3 ملايين و257 ألف نسمة، يتوزعون على 11 محافظة محاطة بالمستوطنات والتجمعات الاستيطانية المؤقتة، ولا انسيابية في الحركة داخل الضفة الغربية، بسبب تقطيع المدن، والحواجز واستمرار مصادرة الاراضي، وبناء وحدات استيطانية جديدة، في سياق يقول ان مرحلة الاستيطان بعد اتفاقية اوسلو كانت الاخطر والاغزر من حيث العدد والامتداد.
هذا يعني ان اسرائيل طوال 3 عقود ماضية ومنذ اوسلو لم تتعامل مع ارض الضفة الغربية باعتبارها للفلسطينيين، بل سيطرت عليها وواصلت سرقة الارض والبناء، والسبب بسيط فهي في المفهوم الاسرائيلي تعد ارضا توارتية لا يمكن التنازل عنها للشعب الفلسطيني.
يقال كل هذا الكلام لاولئك الذي يظنون ان هناك احتمالات لقيام دولة فلسطينية في ارض لها تعريفها الخاص اسرائيليا، وهو تعريف لا يجرؤ احد في كيان الاحتلال على تجاوزه.
لقد كانت الكارثة الاكبر التي تعرض لها الفلسطينيون تتمثل باتفاقية اوسلو التي اعترفت باسرائيل ولم تحصد دولة، ومنحت الاحتلال الوقت والامن والسلام لاكمال مشروعه في الضفة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الضفة الغربية السياسيون الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة شملت زوجة أسير
شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم السبت حملة اقتحامات بمناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مداهمة عدة منازل واعتقال نحو 8 فلسطينيين، بينهم سيدة.
وذكرت مصادر محلية أن قوات إسرائيلية اقتحمت بلدة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة، واعتقلت زوجة الأسير بدر عرموش بعد مداهمة منزلها.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي سبق أن اعتقل الأسير عرموش من منزله قبل عدة أيام.
وفي الخليل جنوبي الضفة اعتقلت قوات إسرائيلية 5 فلسطينيين من المنطقة الجنوبية من المدينة وبلدة الشيوخ شمالا.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن قوات الاحتلال اعتقلت 4 مواطنين خلال اقتحامها المنطقة الجنوبية من المدينة، وهم: مهند عادل أبو داود، وبشار زكريا أبو داود، والشقيقان لؤي ومحمود نضال أبو حسين، وفتشت منازلهم وعبثت بمحتوياتها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب علاء أحمد حلايقة من بلدة الشيوخ شمال الخليل، وفي نابلس شمالي الضفة اعتقل الجيش الإسرائيلي الشابين عماد الأغبر ويزيد طبيلة بعد مداهمة منزليهما بالمدينة.
ونصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت حاجزا عسكريا في منطقة "عقبة حسنة" على مدخل الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، وأوقفت المركبات وفتشتها ودققت في هويات المواطنين، مما تسبب في أزمة مرورية في المكان.
إعلانكما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت المدخل الغربي لقرية المغير شمال مدينة رام الله. ومنعت المواطنين من دخول القرية والخروج منها حتى للحالات المرضية.
والمدخل الغربي للمغير هو الوحيد المؤدي من وإلى المغير بعدما كانت قوات الاحتلال قد أغلقت المدخل الشرقي للقرية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 9900 فلسطيني، بينهم قرابة 400 طفل و29 أسيرة، وفق معطيات رسمية فلسطينية، لا تشمل آلاف حالات الإخفاء القسري لمعتقلين من قطاع غزة.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 962 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفق معطيات فلسطينية.
وتواصل إسرائيل حرب إبادة واسعة على فلسطينيي قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.