حكم الصيام للمصاب بـ " متلازمة داون "
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يجب على الابن المذكور المصاب بـ"متلازمة داون" أن يصوم شهر رمضان ولو كان يبلغ من العمر ستة وعشرين عامًا، وليس لوالده أن يجبره على الصوم؛ لكونه غير مكلَّف به؛ فقد أجمع العلماء على أن غير العاقل الذي لا يعلم ما رمضان؟ وما الصوم؟ وما حُكمه؟ لا يُكَلَّف بالصيام.
. الإفتاء توضح
أضافت الإفتاء، أنه يستثنى من عدم التكليف بالصوم: من كانت إصابته بـ"متلازمة داون" في أدنى مراحِلِها، بحيث لا تَمنعه مِن إدراك الأحكام التكليفية إدراكًا كاملًا كالبالغ العاقل سواء بسواء، فيَفهم معناها، ويَعي ثوابَها وعقوبتها في الآخرة، فَيَعِي ما رمضانُ؟ وما الصوم؟ وما حُكمُه؟ ونحو ذلك، ويقرر ذلك الأطباءُ المتخصِّصُون في هذا النوع من الأمراض، وحينئذ يكون مكلَّفًا بالصيام شأنه في ذلك شأن كلِّ مسلِمٍ بالغٍ عاقلٍ.
بيان أن العقل هو مناط التكليفأوضحت الإفتاء، أن من المقرر شرعًا أن مما يتميز به الإنسان عن غيره مِن المخلوقات: العقل، فهو مِن أعظَم نِعَمِ الله على الإنسان، وهو مَنَاط التكليف، وَهَبَهُ الله سبحانه وتعالى للإنسان ليميزَ الخبيث مِن الطيِّب، والنافع مِن الضارِّ، وقد يولَد الإنسان مجرَّدًا مِن العقل كَمَن يولد فاقدًا لحاسَّةٍ مِن الحواس، وقد يولَد باضطراب عقلي، وقد يولَد ومعه عقلُه، لكنْ يعترضُه ما يوقِف العقلَ عن سَيْره ونموِّه في أول أطوار حياته.
التعريف بمتلازمة داونقد يولد الطفل: "بمتلازمة داون"، والتي هي عبارة عن اضطراب خِلْقي مركَّب وشائع في الكروموسوم 21 نتيجة اختلال في تقسيم الخلية، وهذه المتلازمة بأنواعها يصاحبها الاختلال العقلي للمصاب، ويشترك معظم المصابين بها في عدد مِن الخصائص الجسمية والإكلينيكية، منها: نَقْص في نمو المخ، وعيوب خِلْقية في القلب، وتأخُّر عقلي أو نَقْص في النمو الإدراكي بين المتوسط والشديد، وتأخُّر في اللغة والكلام، وتأخُّر في النمو الحركي، وصعوبات في التنفس وفي وظائف الرئتين، وصعوبات في التفكير المجرَّد وفي الفهم والاستيعاب، والإدراك اللَّمْسِي والسَّمْعِي؛ كما في "الإعاقات الجسمية والصحية" للدكتور عبد العزيز السرطاوي، والدكتور جميل الصاوي.
وتابعت: وهذه الخصائص الجسدية والإكلينيكية الشائعة لمُصَابِي متلازمة داون تجعل المصاب بها يندرج تحت ما يُعرف في الفقه الإسلامي بـ"الجنون" و"العَتَه" وما بينهما مِن مراحل، وقد اختلف الفقهاء في كونهما حقيقةً واحدةً يندرج تحتها نوعان، أو هما حقيقتان مُتغايِرَتان، وهذا الخلاف بين مَن فرَّق الجنون عن العَتَه ومَن اعتَبَرَهُما نوعًا واحدًا هو خلاف لَفْظِي لا تتغير به الأحكام؛ لأنَّ كِلَا الوَصْفَيْن مِن عوارض الأهلية، فيكون حال مصاب متلازمة داون مترددًا بين الجنون والعته على قَدْر الخلل الذي أصاب عَقله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: متلازمة داون الإفتاء التكليف رمضان متلازمة داون
إقرأ أيضاً:
هل يجوز صوم يوم عاشوراء فقط دون تاسوعاء؟.. الإفتاء توضح
هل يجوز صوم يوم عاشوراء فقط دون تاسوعاء؟.. سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجاب ممدوح قائلًا إن صيام يوم عاشوراء ليس فرضا بل هو سنة ويسن معه صيام اليوم التاسع ويمكن أن تصومه فقط أو أن تصوم اليومين ومن يفعل له أجر ومن لم يستطع فلا شيء عليه.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا دون صيام يوم قبله أو بعده، منوهة بأن صيام تاسوعاء مستحب وكذلك يوم عاشوراء وليس فرضًا، منبهة على أنه لا مانع شرعا من صيام يوم عاشوراء منفردا.
وأوضحت الإفتاء، أن يوم تاسوعاء يوافق يوم الجمعة غدا الموافق 4 يوليو الجاري، فيما يوافق يوم عاشوراء يوم السبت 5 يوليو، مستشهدة بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في "صحيحه".
الحكمة من صيام يوم تاسوعاءوقالت دار الإفتاء إن تقديم صيام يوم تاسوعاء على يوم عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها: أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على يوم عاشوراء، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع خطأ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
فضل صيام عاشوراءونوهت إلى أن فضل صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله، مستشهدة بما روي عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".
واستطردت: "ولكن يستحب صيام تاسوعاءمع يوم عاشوراء؛ فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في "صحيحه".
صيام يوم تاسوعاء
ونقلت قول الإمام النووي في "المجموع" (6/ 383، ط. دار الفكر): [وَاتَّفَقَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ عَلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِ عَاشُورَاءَ وَتَاسُوعَاءَ].
وعرضت قول الإمام البهوتي الحنبلي في "الكشاف القناع عن متن الإقناع" (2/ 339): [وَلَا يُكْرَهُ إفْرَادُ الْعَاشِرِ بِالصَّوْمِ، قَالَ فِي "الْمُبْدِعِ": وَهُوَ الْمَذْهَبُ].
صيام يوم عاشوراء منفردا عند المذهب الحنفي
ولفتت إلى أن الحنفية ذهبوا إلى أن إفراد يوم عاشوراء بالصيام مكروهٌ كراهة تنزيه؛ جاء في "حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح" (ص: 640): [(وأما) القسم السادس وهو المكروه فهو قسمان: مكروه تنزيهًا، ومكروه تحريمًا، الأول الذي كُره تنزيهًا كصوم يوم عاشوراء منفردًا عن التاسع أو الحادي عشر].
سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسمذكرت كُتب المعاجم اللغوية أن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم أن عاشوراء يشار بها إلى اليوم العاشر من الشهر، وفي يوم عاشوراء أصبح المستخدم هو يوم عشوراء بإزالة الألف التي تلحق حرف العين، وذلك لسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين وهو مختلف تمامًا عن عاشوراء الخاص باليهود.