عرض فني يمني في مهرجان دولي بالسعودية
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
شاركت فرقة البراعة اليافعية اليمنية، في مهرجان قمم الدولي للفنون الادائية الجبلية في نسخته الثالثة بمنطقة عسير بالمملكة العربية السعودية، بمشاركة 45 فرقة سعودية ودولية، تُؤدي 40 لونًا جبليًّا سعوديًّا وعالميًّا، تضم فسيفساء ثقافية عالمية، تعكس تنوع النسيج الاجتماعي وأهمية تقارب الشعوب.
وقدمت الفرقة اليافعية فعاليات من الفنون الجبلية الشهيرة التي تمثل إرثاً وموروثاً عريقاً باليمن، وتحمل عبق الماضي، ونكهة وذكريات الآباء والأجداد من خلال "فن السمرة" اليافعية، وفن "جبال العود".
ويتميز فن "السمرة اليافعية" بطابعٍ خاص، يبدأ بالمخموس ثم يتسارع الأداء، ولها حركاتها الجميلة التي تتميز بالسرعة البديهية والخفة، وينتشر هذا الأداء في الأفراح اليافعية اليمنية، التي يساندها الزامل والشعر، وأيضاً الطبل اليافعي والقصبة (المزمار)، ولها عدة أشكال وأصناف ويؤديها الرجال والنساء، ويصاحبها في بعض الأوقات إيقاع زخرفي من التصفيق.
ويتميز "فن جبال العود" اليمني على الأداء المتناسق بين شخصين يحمل كل منهما جنبية، ويقفان بجوار بعضهما، ويتحركان تزامنًا مع عزف المزمار جيئةً وذهابًا، ومن ثم ينزلان نحو الأرض بنسقٍ سريع ليقفا مرة أخرى، ولا يشترط في هذا الأداء الفني لباساً معينا، وإنما الجنبية التي يحملانها للأعلى دائما.
يذكر أن مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية الثالث، أطلق فعالياته بمسيرة كرنفالية شاركت فيها 45 فرقة أدائية جبلية في خميس مشيط، فضلاً عن جملة من الفعاليات المصاحبة في ثمانية مواقع أخرى بمنطقة عسير، وتهدف من خلاله هيئة المسرح والفنون الادائية السعودية إلى تعريف المجتمع المحلي والسيّاح بعراقةِ الفنون الأدائية الجبلية محليًا ودوليًا، ورفع مستوى الوعي بقطاع المسرح والفنون الأدائية باعتبارهِ أحد القطاعات الثقافية الحيوية.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
63 يوما في الظلام… كيف أعاد رجل واحد تعريف الزمن داخل كهف جبال الألب؟
في صيف عام 1962، دخل الجيولوجي الفرنسي الشاب ميشيل سيفر كهفاً جليدياً في جبال الألب الفرنسية بهدف إجراء تجربة قصيرة لا تتجاوز أسبوعين.
لم يكن يعلم أن رحلته إلى عمق 130 متراً تحت الأرض ستصبح واحدة من أهم التجارب العلمية في تاريخ دراسة الزمن والساعة البيولوجية.
خرج سيفر بعد 63 يوما مرهقاً ومضطرباً، غير قادر على تحديد اليوم أو الشهر أو حتى عدد الأيام التي قضاها في الظلام الدامس.
حياة بدائية في أعماق الأرضدخل سيفر إلى كهف سكاراسون بلا ساعة، بلا تقويم، وبلا أي وسيلة لمعرفة الوقت.
كانت الظروف قاسية:
ظلام تام
رطوبة تقارب 98%
برد شديد
انقطاع كامل عن العالم الخارجي
كل ما امتلكه كان جهاز راديو أحادي الاتجاه لإرسال رسائل قصيرة، دون استقبال أي معلومة قد تساعده في تقدير الزمن.
ورغم ذلك، بدأ يسجل بدقة فترات نومه واستيقاظه ومزاجه وقدرته على العد هذه اليوميات ستتحول لاحقاً إلى حجر الأساس لثورة علمية كاملة.
انهيار الإيقاع اليومي وظهور الساعة الداخليةأظهرت التجربة أن الإنسان يفقد القدرة على تقدير الوقت عند فصله عن أي إشارات خارجية فقد تباطأ إدراك سيفر للوقت بشكل ملحوظ:
أصبح العد إلى 120 يستغرق خمس دقائق بدلاً من دقيقتين.
تمدد “يومه الداخلي” إلى 24.5 ساعة ثم خرج تماماً عن نطاق 24 ساعة.
عاش دورات غريبة: 36 ساعة من اليقظة تليها 12 ساعة من النوم دون أن يلاحظ أي خلل.
هذا الاكتشاف كان الدليل الأول على أن الساعة البيولوجية لا تعتمد على تعاقب الليل والنهار، بل تعمل بشكل مستقل وتعيد ضبط نفسها حتى في عزلة مطلقة.
من السخرية العلمية إلى اهتمام ناساعندما أعلن سيفر نتائجه، سخر منه كثيرون بزعم أن تجربته “غير علمية”.
لكن سرعان ما أدركت مؤسسات كبرى أهمية ما فعله — خصوصاً في سياق الحرب الباردة، حيث كان فهم تأثير العزلة على الإنسان أساسياً لبرامج الفضاء والغواصات النووية.
ناسا مولت تحليل بياناته بأساليب رياضية متقدمة و علماء البيولوجيا الزمنية اعتمدوا نتائجه لتأسيس علم الإيقاع الحيوي (Chronobiology).
أصبحت بيانات سيفر مرجعاً أساسياً في فهم:
اضطرابات النوم
العمل بنظام المناوبات
اضطراب الرحلات الطويلة (Jet Lag)
أداء الإنسان في البيئات القاسية
توقيت العلاج الطبي
وهكذا تحول رجل عاش شهرين في كهف إلى أحد مؤسسي علم زمني جديد.
تجارب لاحقة تكشف “زمن الإنسان الخاص”بعد نجاح تجربته الأولى، تبعه متطوعون آخرون إلى كهوف مشابهة أحدهم نام 33 ساعة متواصلة و آخر عاش “نهاراً” من 25 ساعة و“ليلاً” من 12 ساعة بعضهم فقد إحساسه بالوقت لدرجة أن الباحثين ظنوا أنهم فقدوا الاتصال معهم.
كانت النتائج تؤكد مرة تلو الأخرى أن الإنسان قادر على خلق زمن داخلي مستقل عن العالم الخارجي.
كيف غير الكهف فهم الإنسان للزمن؟قادت عزلة سيفر إلى اكتشاف ثوري أن الجسم يمتلك ساعة بيولوجية مستقلة تماماً عن الزمن الخارجي و لا يحتاج إلى ضوء الشمس، ولا إلى ساعات، ولا إلى أي إشارة زمنية ليواصل عمله لكنه يخلق “زمنه الخاص”، الذي قد يمتد لليوم الواحد إلى 30 أو 40 ساعة دون أن يشعر صاحبه بأن هناك خطأ.
اليوم، تعتمد قطاعات الطب والفضاء والنوم على ما كشفته هذه التجربة التي بدأت بمغامرة فردية وانتهت بتغيير فهم البشر للوقت نفسه.
كلمة سيفر التي لخصت كل شيءرغم قسوة التجربة، ظل سيفر مؤمناً بأن الكهوف ما زالت تحمل أسراراً للبشرية وقال:“الكهوف مصدر أمل… نذهب إليها بحثاً عن المعادن والكنوز، لكنها ما تزال تخفي أسراراً يمكن اكتشافها.”