قال تقرير لموقع "بوليتيكو" إن  التهديد الذي يطال السفن في البحر الأحمر، جراء هجمات جماعة الحوثي، قد يؤثر سلبا على الاقتصاد الأميركي، و"يأتي  في توقيت غير مناسب للديمقراطيين والرئيس الأميركي جو بايدن".

التقرير ذكر أن اضطراب الملاحة في البحر الأحمر جراء التهديد الحوثي، قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم مرة أخرى قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، المقررة الخريف المقبل.

وأدت الهجمات المستمرة التي يشنها المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر إلى تعطيل أحد طرق الشحن الرئيسية في العالم. 

وفي حين أن أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط هي الأكثر تأثراً  بالاضطرابات التجارية، إلا أنها تشكل أيضا مخاطر على الولايات المتحدة.

يُذكر أن جماعة الحوثي، مصنفة كحركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.

انتخابات مصيرية

يرى التقرير أن من شأن أي تداعيات اقتصادية أن تؤثر أيضًا على مستقبل المرشحين الديمقراطيين الذين حصلوا على أصوات منخفضة في سباقات صعبة أصلا.

وقال الديمقراطي، جون تيستر، من ولاية مونتانا، وهو أحد أعضاء مجلس الشيوخ الحاليين من الذين يواجهون استحقاق إعادة انتخاب، في مقابلة، إن لديه مخاوف "بشأن ما يمكن أن يفعله هذا الوضع بالنسبة للتكاليف وبالنسبة للمستهلكين الأميركيين" مضيفا "لن يكون ذلك جيدا".

وداخل البيت الأبيض، يتابع كبار المستشارين الاقتصاديين لبايدن عن كثب اضطرابات الشحن في الأسابيع الأخيرة على اعتبارها مؤشرات على الضرر المتوقع بالاقتصاد الأميركي. 

ويشعر مسؤولو البيت الأبيض بالقلق من أن الاشتباكات المستمرة في البحر الأحمر والأضرار الاقتصادية الناتجة عنها "قد تتصاعد بسرعة"، خاصة إذا اتسع الصراع المحيط بالحرب بين إسرائيل وحماس، وفقا لمسؤول في البيت الأبيض، الذي لم يكشف الموقع عن  هويته. 

وقد استشهد البيت الأبيض بهذه المخاوف لتبرير الضربات العسكرية الأميركية الأخيرة ضد مواقع الحوثيين في اليمن.

تكلفة باهضة

أدت هجمات الحوثيين إلى قطع وصول العديد من السفن إلى قناة السويس، التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط وتمثل ما يصل إلى 15% من التجارة العالمية. 

وقد أدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف الشحن، حيث ارتفع متوسط السعر العالمي لشحن حاوية بطول 40 قدما إلى أكثر من الضعف في الشهر الماضي، وفقا لبيانات من شركة Drewry Shipping Consultants ومقرها لندن. 

وقالت منظمة التجارة العالمية الأسبوع الماضي إن شحنات القمح عبر قناة السويس انخفضت بنحو 40 بالمئة خلال النصف الأول من يناير، حيث اختارت الشركات تحويل أساطيلها بعيدا عن البحر الأحمر نحو رأس الرجاء الصالح.

ويشير مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون ومتتبعو حركة التجارة العالمية إلى أن التأثيرات الاقتصادية المباشرة على الولايات المتحدة لا تزال محدودة إلى حد ما "ولكن حتى الاضطرابات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة المتقلبة أصلا والتي تؤثر على أسعار الوقود والغذاء لأشهر قادمة".

أسعار النفط

تولي الإدارة الأميركية اهتماما خاصا بتقلبات أسعار النفط، ويرجع ذلك جزئيا إلى القلق بشأن احتمال نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين، تحدثوا لـ"بوليتيكو" دون الكشف عن هويتهم.

ويشعر مسؤولو إدارة بايدن بالقلق من أن تقلبات أسعار النفط قد تُترجم في النهاية إلى سعار في الأسعار، لا سيما في محطات الوقود ومتاجر البقالة والمواد الغذائية.

وقال جو غلوبر، كبير الاقتصاديين السابق في وزارة الزراعة الأميركية "إذا ارتفعت أسعار الطاقة وظلت مرتفعة، فسنشهد استمرار تضخم أسعار الغذاء".

وقال أيضا إن الاضطرابات المحتملة في التدفق العالمي للأسمدة، وهي عنصر رئيسي في إنتاج الغذاء، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الضغوط على المزارعين والمستهلكين الأميركيين، خاصة إذا اتسع نطاق الصراع في البحر الأحمر.

ومن غير المرجح أن تؤدي التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الصراع إلى نفس الارتفاع الكبير في الأسعار الذي شهده الأميركيون خلال وباء كورنا، لكنها قد توقف المكاسب الأخيرة التي تحققت بعد التضخم الذي عرفته أميركا.

ولفت  غلوبر إلى أن الأسعار استغرقت فترة طويلة من الوقت حتى تتراجع منذ ظهور فيروس كورونا في عام 2020، في إشارة إلى أن ارتفاعها مجددا قد يستمر إلى الانتخابات المقبلة.

وقفزت معنويات المستهلك الأميركي بنسبة 13% في يناير وفقا لدراسة حديثة أجرتها جامعة ميشيغان.

وبينما يتراجع تضخم أسعار الغذاء بشكل عام، يشعر مسؤولو البيت الأبيض بالقلق من أن أسعار المواد الغذائية لا تزال مرتفعة للغاية، ما يقلل فكرة أن الاقتصاد الأميركي في تحسن لدى الناخبين .

وفي الوقت الحالي، تقلل الإدارة الأميركية من المخاوف من أن الصراع المستمر مع ميليشيا الحوثي سيؤثر سلبا على الاقتصاد الأميركي المتعافي، وهو ما سيظل أساسيا في سعيها لإعادة انتخاب بايدن لولاية ثانية .

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الاقتصاد الأمیرکی فی البحر الأحمر البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي: خطة السلام اليمنية مرهونة بوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

سرايا - نقلت صحيفة بلومبيرغ عن مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية أن خريطة الطريق الأممية لاتفاق سلام في اليمن لا يمكن أن تستمر إلا إذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر.

وأوضح المسؤول الأميركي -الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الأمر- أن إدارة الرئيس جو بايدن تدعم السلام في اليمن لمعالجة الأزمات الاقتصادية والإنسانية القائمة منذ فترة طويلة في البلاد.

لكنه شدد على أن الاتفاقيات المرتبطة بما تسمى خريطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة لا يمكن أن تستمر إلا إذا أوقف الحوثيون هجمات البحر الأحمر، التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للضغط على إسرائيل لإنهاء حربها في غزة.

وأضاف أن واشنطن أبلغت الأطراف المعنية في اليمن، من بينها السعودية، أن العناصر الرئيسية للخطة التي تقودها الأمم المتحدة والتي تم الالتزام بها في ديسمبر/كانون الأول لا يمكن المضي فيها قدما ما لم تنهِ الجماعة حملتها البحرية على السفن المستمرة منذ نحو 7 أشهر.

وتوضح هذه الخطوة -وفق بلومبيرغ- كيف أن الضربات الجوية الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين منذ أوائل يناير/كانون الثاني لم تفعل الكثير لردع الجماعة، التي أدت هجماتها الصاروخية إلى اضطراب حركة الشحن عبر أحد الشرايين الرئيسية للتجارة العالمية.

و"تضامنا مع غزة" في مواجهة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، باشرت جماعة الحوثي، منذ نوفمبر/تشرين الثاني، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.

وتقول صحيفة بلومبيرغ إن تعليق اتفاق السلام في اليمن يمكن أن يؤدي إلى التراجع عن الهدنة الهشة التي استمرت عامين ويعيد إشعال القتال البري بين الحوثيين والحكومة الشرعية.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال مصدر في الحكومة اليمنية للجزيرة نت إن مفاوضات تمت بين السعودية والحوثيين، وإن المسودة الأولية أُحيلت إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ ليُضفي عليها الصبغة الأممية.

وقال غروندبرغ إن "الحكومة اليمنية والحوثيين التزما باتخاذ خطوات نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، والانخراط في الاستعدادات لاستئناف عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة".

وتشمل تلك الخطوات دفع رواتب موظفي القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة.


مقالات مشابهة

  • هجمات الحوثيين وفبركاتهم في البحر الأحمر.. ما تأثير ذلك على تفضيلات الناخبين في أمريكا؟ (ترجمة خاصة)
  • مظاهرات "الخط الأحمر" تحاصر البيت الأبيض.. ما القصة؟
  • بخط أحمر.. متظاهرون منددون بحرب غزة يحيطون البيت الأبيض
  • الجيش الأميركي يدمّر مسيرات وصواريخ للحوثيين باليمن
  • استنفار أمني في واشنطن استعدادا لخروج مظاهرات مؤيدة لفلسطين
  • القيادة المركزية الأميركية تعلن تدمير 8 مسيّرات أطلقها مليشيات الحوثي في البحر الأحمر
  • الجيش الأميركي يدمر 8 مسيرات تابعة للحوثيين في البحر الأحمر
  • مسؤول أمريكي: خطة السلام اليمنية مرهونة بوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
  • ردع أوروبي يحبط هجوماً حوثياً ضد خطوط الملاحة في البحر الأحمر
  • مسؤول أميركي: خطة السلام اليمنية مرهونة بوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر