حذّر البنك الدولي من أن تؤدّي القيود على سعة الشحن إلى حدوث أزمة في سلاسل الإمداد مثل تلك التي حدثت في 2021 و2022، إذا استمرّت الهجمات التي يشنّها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر في شهري مارس وأبريل.

وقال تقرير أعدّه كبير خبراء اقتصاد النقل في الممارسات العالمية للتجارة والقدرة التنافسية لمجموعة البنك الدولي جان فرانسوا أرفيس والخبيرة الاقتصادية الأولى في قطاع النقل كوردولا راستوجي والاستشارية في البنك الدولي داريا أوليبينا، إن مصدر إجهاد سلاسل الإمداد يختلف اليوم، لكن النتيجة قد تكون مماثلة، إذ علّقت شركات الشحن الكبرى، ومنها "ميرسك" و"هاباغ لويد"، عملياتها عبر قناة السويس لتجنّب طريق البحر الأحمر وتقوم بإعادة توجيه السفن حول طريق رأس الرجاء الصالح، وهو ما يضيف 3000 إلى 3500 ميل بحري (5500 إلى 6500 كم) وسبعة إلى 10 أيام إبحار لرحلة معتادة بين أوروبا وآسيا.

ويمكن أن تستوعب المسافة الإضافية ما بين 700 ألف إلى 1.9 مليون حاوية قياسية مكافئة (وحدات شحن تعادل عشرين قدماً) من سعة الشحن حسب التقديرات.

ويماثل الرقم الأعلى سعة الشحن المعطّلة عام 2021 في ذروة الأزمة المرتبطة بجائحة كورونا، وفقاً لقياس مؤشّر البنك الدولي لإجهاد سلاسل الإمداد العالمية.

وهذا المؤشّر عبارة عن تقدير للسعة المقيّدة عند ملاحظة حالات تأخير طويلة خلال المهل الزمنية من ميناء إلى ميناء. ويرتبط المؤشّر بشكل وثيق بأسعار الشحن، والتي تتأثّر بالتغيّرات قصيرة الأجل في العرض والطلب.

وعلى المدى القريب، رجّح التقرير أن تستوعب صناعة شحن الحاويات العالمية الصدمة التي أصابت سعة الشحن بسبب الهجمات على السفن في البحر الأحمر نظراً لضعف الطلب بشكل عام في شهري يناير وفبراير.
وتنعكس التكاليف الإضافية للرحلة حول رأس الرجاء الصالح والتي تشمل ما يصل إلى مليون دولار من الوقود لكل رحلة ذهاباً وإياباً في ارتفاع أسعار الشحن.

وتضيف "ميرسك" رسوماً إضافية لتعطّل العبور بقيمة 200 دولار لكل حاوية مكافئة إلى دفاترها (عقود الشحن العادي والشحن الفوري) للرحلات بين شرق آسيا وشمال أوروبا والبحر الأبيض المتوسّط والساحل الشرقي للولايات المتحدة. هذا بالإضافة إلى رسوم إضافية في موسم الذروة بقيمة 300 دولار و1000 دولار لكل حاوية مكافئة.

كما أعلنت شركة البحر الأبيض المتوسّط للملاحة، وهي شركة عالمية أخرى لشحن الحاويات، إنها ستفرض رسوم تعديل طارئة بقيمة 500 دولار لكل حاوية مكافئة على الشحنات من أوروبا إلى آسيا والشرق الأوسط.

ووفقاً لتقرير البنك الدولي فقد ارتفعت أسعار الشحن الفوري بصورة أكبر، حيث قفز سعر الرحلة من آسيا إلى أوروبا إلى أكثر من 3000 دولار لكل حاوية سعة 40 قدماً، بزيادة ثلاثة أمثال عن أدنى معدّل تم تسجيله في عام 2023 (نحو 1000 دولار). وقد يعني هذا أن المصدّرين في آسيا يتنافسون مرة أخرى على مساحات الشحن المتاحة تحسّباً لاضطّرابات كبيرة في سلاسل الإمداد.

ويعتبر شهري يناير وفبراير من الأشهر الهادئة موسمياً بالنسبة للشحن، لذلك قد تكون السعة الحالية كافية للتعامل مع الطريق الأطول في الأسابيع القادمة، لكن إذا استمرّت الهجمات البحرية حتى مارس فيمكن أن يكون لها تأثير كبير على التجارة العالمية وسلاسل القيمة العالمية مرة أخرى.

وأشار التقرير إلى أن الأزمة السابقة حدثت عندما لم يتمكّن الشحن بالحاويات من دعم انتعاش التجارة الدولية بدءاً من أواخر عام 2020.

وأدّت عمليات إغلاق الموانئ، بسبب تفشّي جائحة كورونا ونقص عدد الموظّفين والعاملين فيها، إلى استمرار انتظار السفن أياماً أو أسابيع لتفريغ حمولتها، ما أدّى إلى انخفاض عدد السفن المتاحة لنقل البضائع.

وأدّت المنافسة على مساحات الشحن المتاحة على السفن إلى ارتفاع حاد في أسعار الشحن الفوري، وبلغت الزيادة ثمانية أضعافها على طرق الملاحة بين آسيا وأوروبا أو أمريكا الشمالية مقارنةً بأسعارها في عام 2019.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: سلاسل الإمداد البحر الأحمر البنک الدولی سعة الشحن

إقرأ أيضاً:

لجنة فلسطين النيابية تحذر من التصعيد الإسرائيلي وتؤكد دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

صراحة نيوز- قالت لجنة فلسطين النيابية إنها تتابع باهتمام بالغ مجريات الأحداث والتطورات المتسارعة في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، وما يرافقها من تصعيد خطير وانتهاكات متواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت اللجنة أن استمرار هذه الممارسات من شأنه تأجيج التوترات ودفع المنطقة نحو مزيد من العنف وعدم الاستقرار، مشددة على أن تحقيق السلام العادل والشامل، القائم على احترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، يمثل السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار دائمين في المنطقة.

وأشارت اللجنة في بيان صحفي صادر اليوم الأحد، إلى أن القرار الإسرائيلي القاضي بإقامة وشرعنة 19 مستوطنة استعمارية غير قانونية في الضفة الغربية المحتلة، يشكل خطوة عدوانية خطيرة تجسد جوهر المشروع الاستيطاني، وانتهاكا صارخا ومتعمدًا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعديا سافرا على قرارات الشرعية الدولية، وتقويضا ممنهجا لأي أفق سياسي قائم على حل الدولتين.

وبينت أن السياسات الاستيطانية تمثل جريمة سياسية وقانونية مكتملة الأركان، تهدف إلى فرض وقائع استعمارية على الأرض وتفريغها من مضمونها الوطني، في اعتداء مباشر على الحقوق التاريخية والثابتة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، مؤكدة أن حل القضية الفلسطينية يشكل المدخل الأساسي لحل أزمات الشرق الأوسط.

وأكدت لجنة فلسطين النيابية دعمها لما ورد في البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية كل من الأردن، والإمارات العربية المتحدة، وإندونيسيا، وباكستان، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، وجمهورية مصر العربية، والذي أدان اقتحام القوات الإسرائيلية مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، واعتبره انتهاكا صارخا لحرمة المؤسسات الأممية.

كما شددت اللجنة على أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتمديد ولاية وكالة الأونروا لمدة ثلاثة أعوام إضافية، باعتباره قرارا محوريا يكرس المسؤولية الدولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، ويضمن استمرار الدور الإنساني والخدماتي الحيوي الذي تضطلع به الوكالة.

ودعت اللجنة البرلمانات العربية والدولية إلى إدانة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما اقتحامات المسجد الأقصى وسياسات الاستيطان، لما تشكله من انتهاك للقانون الدولي وتهديد للأمن الإقليمي، مؤكدة في الوقت ذاته ضرورة استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتعزيز التنسيق مع لجان فلسطين في البرلمانات المختلفة للدفاع عن الحقوق الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • النائب محمد رزق: التصعيد بين تايلاند وكمبوديا يهدد استقرار جنوب شرقي آسيا
  • بالأرقام.. قائمة جوائز مهرجان البحر الأحمر السينمائي
  • لجنة فلسطين النيابية تحذر من التصعيد الإسرائيلي وتؤكد دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
  • انطلاق فعاليات النسخة السابعة لمؤتمر سلاسل الإمداد بالرياض غداً
  • ليلي زاهر تكشف حقيقة حملها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
  • أردوغان يعلق على دور مجلس السلام بشأن غزة والهجمات على السفن في البحر الأسود
  • تحذيرات دولية: إسطنبول على أعتاب زلزال مدمر
  • صاروخ روسي يضرب سفينة تركية في أوديسا بالتزامن مع لقاء أردوغان وبوتين!
  • جائزتان لفيلم يونان بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
  • ترامب يحذر: استمرار التصعيد في أوكرانيا قد يؤدي لـ«حرب عالمية ثالثة»