الذكاء الاصطناعي في 2030.. هل سيتنبأ بالمستقبل ويتحدث للحيوان؟
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
منذ أكثر من عقد من الزمان، صرح شين ليج المؤسس المشارك لمختبر الذكاء الاصطناعي ديب مايند التابع حاليا لشركة غوغل: أن احتمال وصول الذكاء الاصطناعي إلى مستوى الذكاء البشري بحلول عام 2028 يبلغ 50%.
ويبدو أن شين ليج لا يزال متمسكا بهذا التوقع حتى الآن، ففي مقابلة له مع المذيع المتخصص بالبرامج التقنية دواركيش باتيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قال إنه لا يزال يعتقد أن لدى الباحثين فرصة 50% لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام بحلول 2028.
وليس بعيدا عن ذلك ما يراه عالم الحاسوب والمفكر المستقبلي الأميركي ريموند كرزويل، الذي توقع أن يجتاز الذكاء الاصطناعي اختبار تورنغ عام 2029 ويصل بذلك إلى مستوى الذكاء البشري العام.
مستويات الذكاء الخمسةالجديد هو تبني شركة غوغل ديب مايند في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تعريفا للذكاء الاصطناعي العام يتكون من مستويات خمسة هي:
1) الذكاء الاصطناعي الناشئ مثل شات جي بي تي. 2) الذكاء الاصطناعي الكفء. 3) الذكاء الاصطناعي الخبير. 4) الذكاء الاصطناعي الموهوب. 5) الذكاء الاصطناعي الخارق الذي سيتمكن من القيام بمجموعة واسعة من المهام، وبشكل أفضل من البشر، بما في ذلك المهام التي يعجز البشر عن القيام بها حاليا، مثل التنبؤ بالأحداث المستقبلية، والتحدث مع الحيوانات، وفك رموز أفكار البشر.وأشار فريق ديب مايند إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يتجاوز مستوى الذكاء الاصطناعي العام الناشئ حتى الآن.
ويرى ابن خلدون قبل 650 عاما أن "المستقبل يمكن التنبؤ به على أُسس علمية"، فهل سنتمكن من الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الخارق، وهل سيتمكن هذا الذكاء من تحقيق التنبؤات المشار إليها سابقا بحلول عام 2030 أو ما قبل؟
يتطلب التنبؤ بطقس الأيام القادمة تحليل مئات الملايين من القراءات الواردة من جميع أنحاء العالم يوميا، وتأتي هذه القراءات من مجموعة كبيرة من المصادر، بما في ذلك محطات الأرصاد الجوية، والأقمار الصناعية، والبالونات المحلقة في الغلاف الجوي، والعوامات في المحيط، وحتى القراءات التي تلتقطها أجهزة الاستشعار الموجودة على أنوف الطائرات النفاثة التجارية.
وتُغذى هذه الكمية الكبيرة من البيانات لحاسوب فائق القوة ليعالجها بواسطة برامج يمكنها إجراء ألف تريليون عملية حسابية في الثانية على الأقل.
وتُستخدم هذه المعادلات المعقدة لتكوين توأم رقمي يحاكي ما يحدث في الغلاف الجوي للأرض، وهو ما يسمح بالتنبؤ بكيفية تغير الطقس وتطوره مع مرور الوقت.
لكن دقة التنبؤات لا تزال محددة بسرعة المعالجة القصوى التي توفرها الحواسيب العملاقة حاليا والبالغة أكثر بقليل من إكسافلوب واحد (10 مرفوعة إلى الأس 18 عملية في الثانية).
ومن المعروف علميا، أنه كلما زادت سرعة المعالجة -وفق طرق التنبؤ الحالية- تطلب الأمر زيادة كبيرة في طاقة المعالجة، وهو ما يحد من تحسين التنبؤ.
وتعمل عدة شركات حاليا -أبرزها ديب مايند التابعة لغوغل- على تصميم أدوات خاصة للتنبؤ بالطقس تعتمد على الذكاء الاصطناعي الذي يتم تدريبه على البيانات الهائلة المتراكمة، مما يسمح بابتكار طرق جديدة تؤدي إلى توفير كبير في طاقة المعالجة المطلوبة للتنبؤ متوسط المدى.
وتتفوق أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة المسماة غراف كاست التي أنشأتها شركة ديب مايند لهذا الغرض، على أحد أفضل نماذج التنبؤ بالطقس، وهو النموذج الأوروبي، في أكثر من 90٪ من العوامل المؤثرة على الطقس، وفقا لورقة بحثية لديب مايند نشرت في مجلة ساينس.
وتنتج غراف كاست توقعاتها في أقل من دقيقة، وباستخدام جزء صغير من القوة الحاسوبية التي تستهلكها طرق التنبؤ التقليدية، لأنها تتبع نهجا مختلفا تماما يمكّن العلماء من إجراء عمليات محاكاة أكثر دقة للمناخ والانشطار النووي والاضطرابات الطبيعية، وغير ذلك كثير.
التخاطب مع الحيوانوإذا طُور الذكاء الاصطناعي العام بقدرات متقدمة على معالجة اللغات الطبيعية وفهمها (وهذا متوقع قريبا)، فقد يكون لديه القدرة على التواصل مع الحيوانات باستخدام شكل من أشكال اللغة أو طريقة الاتصال.
يستخدم العلماء حاليا مستشعرات عالية التقنية لتسجيل كمية كبيرة من الأصوات والحركات التي تصدرها بعض أنواع الحيوانات (الكلاب مثلا) والأفعال المرتبطة بها، ومن ثم استخدام برمجيات الذكاء الاصطناعي لفك رموز هذه الأصوات وترجمتها إلى عبارات بشرية مكتوبة وناطقة، ووضع البرنامج الناجم عن ذلك ضمن شريحة إلكترونية وزرعها ضمن الحيوان.
وهكذا، عندما يصدر الكلب صوتا مثلا أو حركة تُمثل إحساسا أو حاجة معينة، تترجمها الشريحة الإلكترونية إلى صوت بشري يقول مثلا: أنا بحاجة للتبول، أو أنا جائع، أو أنا أحبك وهكذا.
وبالعكس يترجم البرنامج الذكي كلامك إلى أصوات أو إشارات يقابلها لدى الكلب فيفهم ما تريد، ويبدو أن اليوم الذي سيصبح فيه الحديث أو التواصل مع بعض أنواع الحيوان (وربما النبات) أمرا متاحا، ليس بالبعيد.
تمكن العلماء من إعادة إنشاء أغنية بينك فلويد "طوبة أخرى في الجدار" (Another Brick in the Wall) المسجلة في قشرة دماغ مجموعة تستمع للأغنية، وذلك من خلال قراءة إشارات الدماغ المصاحبة لذلك، ومن ثم فك شيفرتها باستخدام الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن الصوت الناتج للأغنية جاء مشوشا، فإنه كان مفهوما لمن سبق له الاستماع إلى الأغنية. واعتُبر ذلك خطوة أولى نحو قراءة الأفكار.
وجرت وتجري تجارب عديدة لمسح دماغ الإنسان وفك تشفير الإشارات المسجلة عليه، وتحويلها إلى نص أو أشكال أخرى مسموعة أو مرئية.
وتركز العديد من هذه التجارب على الجمع بين مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي، وتسجيل الرموز الموجودة عليه، واستخدام نموذج لغوي ذكي مشابه لنموذج جي بي تي لمطابقة الرموز والتنبؤ بالكلمات والأفكار التي تمثلها، حيث يقوم جهاز فك التشفير بتصنيف احتمالية ظهور الكلمات التي تلي الكلمة السابقة.
ثم استخدمت أنماط نشاط الدماغ للمساعدة في اختيار الكلمة الأكثر احتمالاً، وكان معدل الخطأ في ترجمة الكلمة التي سمعها الشخص الخاضع للاختبار والكلمة الصادرة بعد مسح الدماغ وفك التشفير؛ مرتفعاً جداً، إذ بلغ نحو 94%، لكن نسبة التطابق مع الأفكار كانت أعلى كثيراً.
فمثلاً فسر جهاز فك التشفير عبارة "ليس لدي رخصة قيادة حالياً" التي قرأها أحد المشاركين في الاختبار، بـ"إنها لم تبدأ حتى في تعلم القيادة بعد". وتدل هذه التجارب على أن أجهزة فك تشفير الأفكار المدعومة بالمستوى الراهن للذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها الأولى، لكن التجارب تحقق تقدماً مستمراً، ومن المتوقع أن تصل إلى مرحلة النضج خلال سنوات قليلة، على الرغم من أن التداعيات المرافقة لهذه التكنولوجيا تثير القلق كونها تهدد بنهاية الخصوصية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الاصطناعی العام
إقرأ أيضاً:
آبل تدرس إدماج محركات بحث الذكاء الاصطناعي في متصفح سفاري
في خطوة وصفت بأنها ضربة قوية لـ جوجل، كشفت تقارير عن خطط شركة آبل لإضافة مزودي بحث مدعومين بالذكاء الاصطناعي إلى متصفح سفاري، ما قد يحدث تحولا جذريا في مجال البحث الإلكتروني ويهدد مصدر الدخل الرئيسي لـ جوجل.
أشار التقرير الذي نقلته وكالة "رويترز"، إلى أن نائب رئيس آبل للخدمات، إيدي كيو، أدلى بشهادته خلال جلسة استماع ضمن قضية مكافحة الاحتكار ضد هيمنة جوجل على سوق البحث.
قال “كيو”، إن عدد عمليات البحث في سفاري تراجع الشهر الماضي للمرة الأولى على الإطلاق، وعزا ذلك إلى توجه المستخدمين المتزايد نحو أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وPerplexity وGemini.
تراجع أسهم جوجل وخسارة 150 مليار دولار من قيمتها السوقيةعلى وقع هذا الإعلان، انهارت أسهم شركة ألفابت، الشركة الأم لـ جوجل، بنسبة 7.3% يوم الأربعاء الماضي، ما أدى إلى خسارة نحو 150 مليار دولار من قيمتها السوقية، أما سهم آبل، فقد انخفض بنسبة أقل بلغت 1.1%.
ويشير التقرير إلى أن جوجل تدفع لـ آبل حوالي 20 مليار دولار سنويا لضمان أن تظل محرك البحث الافتراضي على سفاري، ما يشكل حوالي 36% من عائداتها الإعلانية على أجهزة آبل، حسب تقديرات المحللين.
ويعتبر هذا الاتفاق محورا رئيسيا في دعاوى الاحتكار التي رفعتها وزارة العدل الأمريكية، والتي قد تقترح منع جوجل من إبرام مثل هذه الصفقات الحصرية مستقبلا.
منافسة شرسة من الذكاء الاصطناعيفي مواجهة هذا التحدي، تسعى جوجل إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد أطلقت في وقت سابق من هذا العام وضع البحث بالذكاء الاصطناعي في محركها.
كما أضافت ميزة "الملخصات الذكية" AI Overviews إلى نتائج البحث في أكثر من 100 دولة، كما بدأت بعرض إعلانات ضمن هذه الملخصات لتعزيز إيرادات الإعلانات.
وكان سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لـ جوجل، قد أعلن مؤخرا عن محادثات لإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي Gemini في أجهزة آبل خلال هذا العام، في محاولة للتمسك بالمستخدمين.
مستقبل غير مضمون لجوجل في البحثلكن رغم هذه التحركات، يرى محللون أن فقدان جوجل لمكانتها كمحرك البحث الافتراضي على أجهزة آبل سيكون مكلفا للغاية، قال المحلل جيل لوريا من D.A. Davidson، : حتى دون فرض قيود أخرى، فإن خسارة الحصرية لدى آبل سيكون لها أثر بالغ على جوجل".
وأضاف: "كثير من المعلنين يعتمدون بشكل كامل على جوجل بسبب هيمنتها شبه الكاملة على السوق، لكن وجود بدائل واقعية مثل ChatGPT وPerplexity قد يدفعهم إلى تحويل ميزانيات الإعلانات إلى جهات أخرى".
وتشير الأرقام إلى أن ChatGPT شهد في أبريل أكثر من مليار عملية بحث أسبوعية، ويملك أكثر من 400 مليون مستخدم نشط أسبوعيا، ما يعكس مدى المنافسة المتصاعدة.