الأسبوع:
2025-06-24@17:21:26 GMT

الأسباب الاقتصادية للفساد

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

الأسباب الاقتصادية للفساد

الفساد هو السلوك الذي يسلكه الموظف العام أو الخاص، ويؤدي إلى إحداث ضرر عام أو خاص يضر باقتصاديات الدولة ولا يتماشى مع مقتضيات وأخلاق الوظيفة، بقصد تحقيق منفعة شخصية، سواء كانت مادية أو معنوية أو نقدية أو عينية. والفساد ليس ظاهرة جديدة طرأت على المجتمعات الحديثة في الآونة الأخيرة، بل إن المجتمعات القديمة قد عانت منه أيضًا معاناةً شديدةً: فمنذ ما يقرب من 2500 عام أشارت إحدى المخطوطات الهندية إلى أثر الفساد على الإدارة الاقتصادية، وناشد كاتبها الحاكمَ العملَ على محاربة هذه الآفة.

. وفي العصور الوسطى أدرك المفكر الإيطالي دانتي Dante الآثارَ السلبية، ورأى أن المكان الطبيعي للفاسدين والراشين هو الدرك الأسفل من النار.. وفي العصر الحديث جاء النص في الدستور الأمريكي صراحةً على أن الرشوة هي إحدى الجريمتين اللتين تبرران عزل الرئيس الأمريكي من منصبه. كما أن الفساد ليس ظاهرة محلية أيضًا، إنما هو ظاهرة عالمية تختلف حِدَّتُها من بلد لآخر ومن مجتمع لآخر. وأشد أنواع الفساد ضررًا ذلك الذي يقع في الدول النامية، وخاصة الدول التي تفتقر إلى وجود المنظمات غير الحكومية وتلك التي لم تنضج فيها بعدُ مؤسسات المجتمع المدني، فهذه المنظمات والمؤسسات تساعد كثيرًا على كشف الآثار السلبية للفساد كما هو الحال في الدول المتقدمة. ومع ذلك فإن معظم الدراسات التي تناولت ظاهرة الفساد حتى بداية الثمانينيات من القرن الماضي كانت تبحث في الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية وغاب عنها تناول الجانب الاقتصادي لتلك الظاهرة، لذلك يرى تانزي Tanzi أن دراسة اقتصاديات الفساد لم تلقَ الاهتمامَ الكافي من قِبل الاقتصاديين الذين تجاهلوا الآثارَ الاقتصادية المترتبة على الفساد.وتتمثل الأسباب الاقتصادية للفساد في: تدني مستوى المعيشة، ووجود الفقر والبطالة. وقد أثبتتِ الدراسات وجود علاقة قوية بين الفقر وجرائم الفساد، فعدم توفير الأمن الاقتصادي، وسوء الغذاء والرعاية الاجتماعية، وارتفاع تكلفة المعيشة، والسياسة النقدية والمالية غير العادلة والمتمثلة في سياسة التوسع في الإصدار النقدي إلى درجة الإفراط المؤدي إلى التضخم ومن ثم زيادة الأسعار وارتفاعها، وانخفاض الدخول الحقيقية، وتدهور القوة الشرائية للنقود وانعدام دورها في تسوية المدفوعات الآجلة، وتأثير ذلك على المعاملات والديون وعلى أصحاب الدخول الثابتة، كل ذلك وغيره مما يدفع بعضَ العاملين إلى تقوية الدافع لارتكاب صور الفساد كالرشوة والاختلاس والسرقة، نظرًا لصعوبة سدِّ تلك الفجوة بأساليب مشروعة. وصاحب ذلك التوسع المصرفي مع عدم الرقابة الجيدة لتزايد حالات السرقة والاختلاس في قطاع المصارف والمماطلة في سداد القروض: عدم تحقيق العدالة في توزيع الموارد الاقتصادية على السكان، مما يؤدي إلى اختلال توزيع الدخل بين فئات وشرائح المجتمع.. عدم تأهيل كوادر وقيادة أجهرة الدولة ضد احتمالات الانحراف والاستغلال أو إخضاعها للمتابعة والرقابة والمساءلة فتتصرف في المال العام دون رقابة مالية أو محاسبة، وهذا يُعَد ملائمًا لانتشار الفساد والرشوة.. التحول السريع نحو الخصصة، مما يسمح للوسطاء والسماسرة والوكلاء بعقد الصفقات ودفع العمولات لشراء الشركات الحكومية بأقل من قيمتها. كما تؤدي الأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها المجتمعات بسبب الحروب والكوارث إلى قلة المعروض من السلع والخدمات، ومن ثمَّ يزداد الطلب عليها، مما يؤدي إلى ظهور السوق السوداء.. إضافة إلى التحايل والرشوة لتجاوز القوانين والإجراءات التعسفية التي يتم فرضها في الظروف الاستثنائية. ومن آليات مكافحة الفساد: غرس مراقبة الله والخوف منه، وتنمية القيم الإسلامية في أفراد المجتمع.. نشر الوعي العام بين أفراد المجتمع بمخاطر الفساد وضرورة مكافحته.. الحرص على اختيار الكفاءات لشغل الوظائف العامة والخاصة.. العدل في توزيع الرواتب والمستحقات (المساواة بين الأجر والإنتاجية).. تفعيل دور الأجهزة الرقابية والتنظيمية.. الملاحقة التشريعية والقضائية للفساد.. تفعيل دور المؤسسات التعليمية التي ترى أن الفساد جريمة.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

"سبل وآليات مكافحة الفساد في عصر التحول الرقمي" فى ندوة بطب أسنان أسيوط

نظّمت كلية طب الاسنان جامعة أسيوط ندوة توعوية بعنوان سبل وآليات مكافحة الفساد في عصر التحول الرقمي" وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، وفي إطار سلسلة من الندوات المزمع تنظيمها بمختلف كليات الجامعة، بهدف التوعية بدور التحول الرقمي في التصدي للفساد، وتنفيذًا لأهداف الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2023–2030.


وحاضر في الندوة الدكتور مصطفى مرسي، منسق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد عن جامعة أسيوط، ومدير الإدارة العامة لنظم المعلومات والتحول الرقمي.

وأكد الدكتور أحمد المنشاوي أن التحول الرقمي يُعد أداة فعالة في مكافحة الفساد، من خلال ما يتيحه من تعزيز للشفافية، وتحسين لمستوى الكفاءة والمساءلة، والحد من التفاعلات المباشرة بين الأفراد والمسؤولين، بما يقلل من فرص الفساد المالي والإداري، ويُعزز الثقة في مؤسسات الدولة.

وأشار رئيس الجامعة، إلى أن الجامعة تضع على رأس أولوياتها نشر ثقافة النزاهة ومكافحة الفساد، ودعم جهود الدولة المصرية في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية في هذا الصدد، إيمانًا منها بأن مكافحة الفساد ضرورة لضمان استدامة التنمية وبناء مجتمع قائم على الشفافية والمساءلة.

أُقيمت الندوة بإشراف الدكتورة صفاء تهامي، عميد كلية طب الأسنان، وبحضور الدكتور محمد ناهض، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والأستاذ أيمن شحاتة، الأمين المساعد للجامعة، والأستاذ المنتصر حسين، أمين الكلية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس، إلى جانب مشاركة واسعة من العاملين بالكلية.

وخلال كلمته، رحّب الدكتور محمد ناهض بالحضور، مثمّنًا حرص إدارة الجامعة على رفع وعي منتسبيها بآليات مكافحة الفساد، لا سيّما في ظل ما يشهده العصر من تطور رقمي متسارع. كما وجه الشكر للإدارة العامة لنظم المعلومات والتحول الرقمي على جهودها المبذولة.

من جانبه، أوضح الأستاذ أيمن شحاتة أن مكافحة الفساد مسؤولية جماعية، وأن الجامعة لا تدخر جهدًا في ترسيخ ثقافة النزاهة، والتصدي لأي مظاهر سلوك إداري أو أخلاقي غير سليم، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من محاور الندوة في بيئة العمل الجامعي.

واستعرض الدكتور مصطفى مرسي خلال الندوة أبرز السبل المستخدمة في مكافحة الفساد، ومنها الجوانب القانونية، والمؤسسية، والإدارية، والمجتمعية، إلى جانب التعاون الدولي، والسبل التكنولوجية. وأكد أن التحول الرقمي يسهم في تقليص فرص الفساد، عبر الحد من الرشوة والمحسوبية، وتيسير آليات الإبلاغ، واستخدام أدوات رقمية متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي لرصد المعاملات غير السليمة داخل المؤسسات الحكومية.

مقالات مشابهة

  • أستاذة قانون: ضربات ترامب على إيران كانت غير قانونية.. لهذه الأسباب
  • وزير العدل: لا تهاون في مكافحة الفساد
  • العراق ما بعد 2003.. دولة تتعثّر وسياسة تتكرّر
  • حوار.. محمد الفكي: تحالف الفساد والعنف يقود السودان نحو الهاوية
  • النزاهة تُحيل 46 قضية فساد في البلديات إلى القضاء
  • "سبل وآليات مكافحة الفساد في عصر التحول الرقمي" فى ندوة بطب أسنان أسيوط
  • ائتلاف حقوقي يضم 23 جمعية يعلن احتجاجه على تعديلات مشروع المسطرة الجنائية
  • باتنة: البراءة لمير “تيلاطو” من تهمة الفساد والتلاعب في الصفقات العمومية
  • احتجاجات أمام البرلمان بسبب تعديلات حكومية تمس دور المجتمع المدني في محاربة الفساد
  • لهذه الأسباب لم يتدخّل الحزب في الحرب بعد!