الأسبوع:
2025-12-12@20:25:57 GMT

الأسباب الاقتصادية للفساد

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

الأسباب الاقتصادية للفساد

الفساد هو السلوك الذي يسلكه الموظف العام أو الخاص، ويؤدي إلى إحداث ضرر عام أو خاص يضر باقتصاديات الدولة ولا يتماشى مع مقتضيات وأخلاق الوظيفة، بقصد تحقيق منفعة شخصية، سواء كانت مادية أو معنوية أو نقدية أو عينية. والفساد ليس ظاهرة جديدة طرأت على المجتمعات الحديثة في الآونة الأخيرة، بل إن المجتمعات القديمة قد عانت منه أيضًا معاناةً شديدةً: فمنذ ما يقرب من 2500 عام أشارت إحدى المخطوطات الهندية إلى أثر الفساد على الإدارة الاقتصادية، وناشد كاتبها الحاكمَ العملَ على محاربة هذه الآفة.

. وفي العصور الوسطى أدرك المفكر الإيطالي دانتي Dante الآثارَ السلبية، ورأى أن المكان الطبيعي للفاسدين والراشين هو الدرك الأسفل من النار.. وفي العصر الحديث جاء النص في الدستور الأمريكي صراحةً على أن الرشوة هي إحدى الجريمتين اللتين تبرران عزل الرئيس الأمريكي من منصبه. كما أن الفساد ليس ظاهرة محلية أيضًا، إنما هو ظاهرة عالمية تختلف حِدَّتُها من بلد لآخر ومن مجتمع لآخر. وأشد أنواع الفساد ضررًا ذلك الذي يقع في الدول النامية، وخاصة الدول التي تفتقر إلى وجود المنظمات غير الحكومية وتلك التي لم تنضج فيها بعدُ مؤسسات المجتمع المدني، فهذه المنظمات والمؤسسات تساعد كثيرًا على كشف الآثار السلبية للفساد كما هو الحال في الدول المتقدمة. ومع ذلك فإن معظم الدراسات التي تناولت ظاهرة الفساد حتى بداية الثمانينيات من القرن الماضي كانت تبحث في الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية وغاب عنها تناول الجانب الاقتصادي لتلك الظاهرة، لذلك يرى تانزي Tanzi أن دراسة اقتصاديات الفساد لم تلقَ الاهتمامَ الكافي من قِبل الاقتصاديين الذين تجاهلوا الآثارَ الاقتصادية المترتبة على الفساد.وتتمثل الأسباب الاقتصادية للفساد في: تدني مستوى المعيشة، ووجود الفقر والبطالة. وقد أثبتتِ الدراسات وجود علاقة قوية بين الفقر وجرائم الفساد، فعدم توفير الأمن الاقتصادي، وسوء الغذاء والرعاية الاجتماعية، وارتفاع تكلفة المعيشة، والسياسة النقدية والمالية غير العادلة والمتمثلة في سياسة التوسع في الإصدار النقدي إلى درجة الإفراط المؤدي إلى التضخم ومن ثم زيادة الأسعار وارتفاعها، وانخفاض الدخول الحقيقية، وتدهور القوة الشرائية للنقود وانعدام دورها في تسوية المدفوعات الآجلة، وتأثير ذلك على المعاملات والديون وعلى أصحاب الدخول الثابتة، كل ذلك وغيره مما يدفع بعضَ العاملين إلى تقوية الدافع لارتكاب صور الفساد كالرشوة والاختلاس والسرقة، نظرًا لصعوبة سدِّ تلك الفجوة بأساليب مشروعة. وصاحب ذلك التوسع المصرفي مع عدم الرقابة الجيدة لتزايد حالات السرقة والاختلاس في قطاع المصارف والمماطلة في سداد القروض: عدم تحقيق العدالة في توزيع الموارد الاقتصادية على السكان، مما يؤدي إلى اختلال توزيع الدخل بين فئات وشرائح المجتمع.. عدم تأهيل كوادر وقيادة أجهرة الدولة ضد احتمالات الانحراف والاستغلال أو إخضاعها للمتابعة والرقابة والمساءلة فتتصرف في المال العام دون رقابة مالية أو محاسبة، وهذا يُعَد ملائمًا لانتشار الفساد والرشوة.. التحول السريع نحو الخصصة، مما يسمح للوسطاء والسماسرة والوكلاء بعقد الصفقات ودفع العمولات لشراء الشركات الحكومية بأقل من قيمتها. كما تؤدي الأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها المجتمعات بسبب الحروب والكوارث إلى قلة المعروض من السلع والخدمات، ومن ثمَّ يزداد الطلب عليها، مما يؤدي إلى ظهور السوق السوداء.. إضافة إلى التحايل والرشوة لتجاوز القوانين والإجراءات التعسفية التي يتم فرضها في الظروف الاستثنائية. ومن آليات مكافحة الفساد: غرس مراقبة الله والخوف منه، وتنمية القيم الإسلامية في أفراد المجتمع.. نشر الوعي العام بين أفراد المجتمع بمخاطر الفساد وضرورة مكافحته.. الحرص على اختيار الكفاءات لشغل الوظائف العامة والخاصة.. العدل في توزيع الرواتب والمستحقات (المساواة بين الأجر والإنتاجية).. تفعيل دور الأجهزة الرقابية والتنظيمية.. الملاحقة التشريعية والقضائية للفساد.. تفعيل دور المؤسسات التعليمية التي ترى أن الفساد جريمة.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

ظاهرة هروب عاملات المنازل في مذكرة للنائب أبو رمان

صراحة نيوز- وجه النائب معتز أبو رمان سؤال نيابي إلى وزير العمل تضمن 17 بند حول ظاهرة هروب عاملات المنازل وما تحمله من تبعات قانونية وأمنية واقتصادية فيما ركز بشكل خاص على تزايد حالات زواج شباب أردنيين من عاملات منازل آسيويات هاربات محذراً من تحولها إلى مسار يستغل الثغرات القانونية ويغذي نشاط وسطاء وسوق سوداء آخذة بالاتساع.

وطلب أبو رمان تزويده بإحصاءات دقيقة لحالات الهروب خلال السنوات الخمس الماضية موزعة حسب الجنسية والفئة العمرية ونوع تصريح العمل، إلى جانب أعداد العاملات اللواتي تم ضبطهن مقابل المتواريات عن الأنظار ونسب التزايد السنوية. كما طالب ببيان عدد الشكاوى المقدمة من أصحاب العمل ونسبتها من إجمالي العمالة المنزلية، إضافة إلى عدد القضايا الأمنية المسجلة خلال الفترة ذاتها.

وشكّل ملف زواج الأردنيين من عاملات المنازل الهاربات محورا رئيسيا في السؤال حيث استفسر أبو رمان عن عدد هذه الحالات خلال السنوات الخمس الماضية، وهل ارتبط بعضها ببلاغات هروب أو بإقامات غير قانونية. كما طلب الكشف عن جنسيات العاملات، أعمارهن، ومدد إقامتهن قبل الزواج، بهدف التحقق مما إذا كانت هذه الزيجات تُستخدم كوسيلة للتحايل على وضع العاملة القانوني أو لتسوية مخالفات قائمة.

كما تساءل النائب عن معلومات أو شكاوى واردة بشأن وجود وسطاء أو شبكات تعمل على تسهيل هروب العاملات من منازل أصحاب العمل بغرض تشغيلهن بشكل غير قانوني أو تزويجهن، مطالباً الوزارة بالكشف عن أي قضايا أو مخالفات مرتبطة بهذه الأنشطة.

وتناول السؤال تفاصيل إجراءات تسجيل بلاغ الهروب، وآليات الإشعار الإلكتروني، وتوقيت التعميم الأمني، وتأثير البلاغ على إقامة العاملة، إلى جانب آلية التعامل عند ضبط العاملـة الهاربة بما في ذلك إجراءات التسليم والغرامات ورسوم الإيواء.
كما طالب أبو رمان الوزارة بتوضيح خططها لحماية العاملات الهاربات من الاستغلال داخل السوق غير المنظم، والإجراءات أو التشريعات قيد الدراسة لضبط الظاهرة، بما يشمل الربط الإلكتروني مع الجهات الأمنية وتشديد العقوبات وتنظيم أتعاب مكاتب الاستقدام. وسأل كذلك عن عدد مخالفات مكاتب الاستقدام خلال السنوات الخمس الماضية، وما إذا كانت الوزارة قد أوقفت أو شطبت تراخيص مكاتب ثبت تورطها في تسهيل الهروب أو التشغيل غير القانوني.

وختم أبو رمان بسؤال الوزارة عن تقديراتها للخسائر المالية التي يتكبدها أصحاب العمل سنوياً بسبب الهروب، ومدى اتساع السوق السوداء للعمالة المنزلية، مؤكداً ضرورة تزويده بكل الجداول الإحصائية والتعليمات والقرارات الناظمة، إضافة إلى بيان رسمي حول وجود استراتيجية وطنية أو خطة عمل واضحة لمعالجة الظاهرة خلال عام 2026.

مقالات مشابهة

  • غاري نيفيل: لولا هذه الأسباب لطرد ليفربول محمد صلاح في نفس يوم تصريحاته
  • المحكمة عن سوزي الأردنية: خطر على الشباب وتروج للفساد والرذيلة
  • ندوة بآداب عين شمس تناقش ظاهرة أطفال الشوارع وطرق المواجهة
  • ندوة بآداب عين شمس تناقش "ظاهرة أطفال الشوارع"
  • ضبط متسولين بأسوان وتحويلهم إلى النيابة
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • ظاهرة هروب عاملات المنازل في مذكرة للنائب أبو رمان
  • الذهب والنفط يتراجعان لهذه الأسباب
  • غرق النجف.. لجنة الخدمات تكسر صمتها وتحدد الأسباب
  • استقالة سفيرة كندا لدى الولايات المتحدة.. فما الأسباب؟