معرض القاهرة للكتاب يكرّم الكاتب النرويجي هنريك إبسن ويعرض سيرته
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
معرض القاهرة للكتاب .. استضافت القاعة الدولية، في إطار الاحتفال والترحيب بضيف الشرف للمعرض هذا العام "دولة النرويج"، أعمال "هنريك يوهان إبسن"، الذي وُلِد في 20 مارس 1828 وتوفي في 23 مايو 1906.
"هنريك إبسن" كان كاتبًا مسرحيًا نرويجيًا بارزًا، وقام بدور كبير في تطوير الدراما الواقعية المعاصرة، ويُعرف بلقب "أبو المسرح الحديث"، وقد كتب 26 مسرحية، مما جعله من بين أهم كتَّاب المسرح عبر التاريخ.
في بداية الفعالية، قدمت الدكتورة "نينا ماري إيفينسن" محاضرة حول الأعمال البارزة لـ إبسن، حيث ركزت على سيرته الذاتية. أوضحت أن من بين أشهر أعماله "بيت الدمية"، والتي تمت ترجمتها إلى الإنجليزية، وقد كُتبت حوالي 35 ألف دراسة نقدية ومقالة بـ 48 لغة مختلفة تتناول الناحية المهنية والسيرة الذاتية لإبسن على مستوى العالم. أكدت على الشهرة العالمية التي حققها إبسن، خاصة في مصر والدول العربية، والتي تشكل فخرًا، خاصة أن لغته ليست منتشرة بشكل واسع في العالم.
وأضافت: إن الشهرة الباهرة التي حققها إبسن، خاصة في مصر، تستحق الاعتزاز، وقد حقق نجاحًا كبيرًا في الدول العربية، وخاصة من خلال مصر، حيث يمكن إعادة كتابة "بيت الدمية" بالألمانية ليتم تفسيره بطريقة جديدة. وأكدت أن لغة إبسن، التي تعد أقل انتشارًا في العالم، تسهم في عدم وجود تداخل بين الأفكار المختلفة، ويمكن إعادة صياغة الرواية بطريقة جديدة.
وأكملت: يمكن تصوُّر حجم الشهرة التي حققها إبسن، خاصة في مصر، حيث استمرت أعماله في جذب الاهتمام، وخاصة "بيت الدمية" التي لا تزال موجودة حتى اليوم في مختلف دور النشر. وأشارت إلى أن فترة الخمسينيات كانت الفترة الذهبية لإبسن في مصر.
وتابعت: "قد لفت انتباهنا إلى وجود إبسن بشكل مختلف، حيث يرى بعض النقاد أن أعماله تحافظ على استقرار الأسرة وتقدم رؤية جديدة. كما تم تناول بعض أعماله بشكل رسوم متحركة للأطفال، وكان له تأثير كبير على المسرح العربي والعالمي".
كما تنولت الكاتبة "نينا ماري إيفينسن" في سردها رحلة أعمال "إبسن" المسرحية في مصر خلال السنوات الأخيرة، حيث تشير إلى سعادة المبدعين المصريين بالاهتمام بأعمال إبسن. تتحدث عن زيارة إبسن لمصر واستمتاعه بزيارة المواقع الأثرية، مشيرة إلى قصر النيل ورحلته التي تمثلت في زيارة المتحف الوطني بالنرويج، حيث تُحفظ هذه الرحلة بعناية. وتفاخر بوجود أعمال إبسن القوية في مصر، خاصة تلك التي عُرضت في الأهرامات وأمام أبو الهول، وتستعرض الصور التي تم التقاطها خلال هذا العرض الذي تم عرضه في عام 2000.
وأوضحت "إيفينسن" خلال المحاضرة أن "النرويج" تستعد للاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لميلاد إبسن في عام 1928، ودعت الناس لزيارة منزله والمشاركة في هذا الاحتفال. كما قامت بتقديم ترجمة جديدة ورائعة لـ12 قصة بعدة لغات، وشددت على أن الترجمة الألمانية كانت وراء هذه المبادرة.
وفي الجزء الثاني من الندوة، دار حوار بين مترجمة أعمال "إبسن"، الدكتورة "شيرين عبد الوهاب"، وبين الكاتبة النرويجية "نينا ماري إيفينسن". قدّمت الدكتورة "شيرين" العديد من ترجمات القصص النرويجية للكبار والأطفال.
رحّبت "نينا ماري إيفينسن" بـ"شيرين"، موجهةً لها تحية محبة بسبب اهتمامها الكبير بالترجمة من النرويجية. أكدت "شيرين" أنها، بالتعاون مع 8 مترجمين آخرين، تمكنت من مواجهة تحديات الترجمة المباشرة من النرويجية إلى العربية، حيث تم ترجمة 12 عملاً، واستفادت كثيرًا من هذه التجربة.
وأشارت "شيرين" إلى أهمية الترجمة مباشرة من اللغة الأصلية، حيث أن الترجمة من لغة وسيطة قد تغفل عن الخلفيات الثقافية المؤثرة على سياق النصوص. أكدت على ضرورة وجود مناقشات ودراسات عميقة عند ترجمة أعمال "إبسن"، نظرًا لتعدد الصور الرمزية في أعماله.
وردّت "شيرين" على سؤال حول الفرق بين اللغة العربية الفصحى والعامية، حيث أكدت أن هناك فارقًا كبيرًا بينهما. أوضحت أن اللغة الفصحى هي لغة معقدة أكثر من أي لغة أخرى، وأشارت إلى أهمية استخدام العامية المصرية إلى جانب الفصحى في الترجمة لتعم الفهم في معظم الدول العربية.
واختمت "شيرين" حديثها بتعبير عن أمنياتها للمشاركة في الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لميلاد "إبسن" في عام 2028. وأعربت عن رغبتها في تنظيم مزيد من ورش العمل لترجمة أعماله، وتمنت للأجيال القادمة أن تكتشف أعماله وتقرأها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب النرويج فی مصر
إقرأ أيضاً:
مناقشة كتاب "قياس الرأي العام.. بصيرة المجتمعات" على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم السبت، ندوة لمناقشة كتاب "قياس الرأي العام.. بصيرة المجتمعات" للدكتور ماجد عثمان، وزير الاتصالات الأسبق ومدير المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة).
وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.
وشارك في الندوة الدكتور ماجد عثمان، مؤلف الكتاب ومدير مركز "بصيرة"، والدكتورة حنان جرجس، نائب الرئيس التنفيذي للمركز، وأدار النقاش الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة.
وقال سعيد المصري إن قياس الرأي العام يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمناخ الديمقراطي، مؤكدًا أن الشعوب التي تولي اهتمامًا لقياس الرأي العام هي شعوب تسير في طريق الديمقراطية.
وأشاد المصري بأسلوب مؤلف كتاب قياس الرأي العام، موضحًا أن الأسلوب يتميز بالوضوح والإيجاز واللغة المباشرة، كما أن الكتاب موجه لجميع فئات المجتمع دون استثناء.
وأضاف: أن الكتاب ينحاز إلى العلم، ويحمل رسالة توعوية بأهمية الرأي العام في دعم مسارات التحول الديمقراطي.
ومن جانبه، قال الدكتور ماجد عثمان: إن الكتاب يتناول المنهجيات الإحصائية المرتبطة بقياس الرأي العام، بأسلوب مبسط يبتعد قدر الإمكان عن الإحصائيات المعقد، بهدف إتاحته لشريحة أوسع من القراء.
وأوضح عثمان أن الرأي العام يُعبّر عن الاتجاهات ووجهات النظر التي يُبديها الجمهور تجاه القضايا العامة، مشيرًا إلى أن الانتخابات الأمريكية كانت السبب الرئيسي في نشأة قياس الرأي العام، حيث ظهرت أولى الاستطلاعات عام 1936، ثم تطورت بشكل كبير في الستينيات.
وأضاف أن الاهتمام بقياس الرأي امتد إلى أوروبا في عام 1945، حيث حققت مؤسسة "جالوب" سبقًا مهمًا بتوقعها فوز حزب العمال في انتخابات المملكة المتحدة عام 1945، وهو ما أكد دقة هذا العلم وفاعليته في قراءة المزاج العام.
وأكد عثمان أن من أبرز أهداف قياس الرأي العام وهى استكشاف اتجاهات التصويت في الانتخابات، ودعم متخذي القرار بالمعلومات، والتخطيط ومتابعة وتقييم السياسات، وقياس مدى تقبّل المجتمع للتغيرات، وتعزيز الوعي الجماهيري.
وقال إن مجالات تطبيق هذا القياس متعددة، منها استطلاعات ما قبل التصويت، وقياس الرضا عن الرؤساء، وقياس الرضا عن الحكومات، وبالإضافة إلى تقييم رضا المواطنين عن الخدمات، والرضا عن الملفات المختلفة، والتعامل مع الأزمات السياسية، والتعرف على المشكلات الداخلية، والتعرف على القيم السائدة في المجتمعات ورصد تطويرها، ومتابعة تنفيذ الاستراتيجية المختلفة، وقياس آثر التدخلات، وقياس رضا العاملين وتقييم الضرر في الأزمات.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان قياس الرأي العام يمكن أن يُستخدم للتنبؤ بالأحداث، أوضح الدكتور ماجد عثمان أن الاستطلاعات يمكن أن تُستخدم في التنبؤ، ولكن بشروط محددة ودقة منهجية عالية، ومؤكدًا أن الاستخدام الأمثل لقياس الرأي العام يكمن في تفسير الفروق والاختلافات بين الفئات المختلفة داخل المجتمع، وفهم اتجاهاتها وسلوكياتها بشكل أكثر عمقًا.
وبدورها، تحدثت الدكتورة حنان جرجس عن أساليب قياس الرأي العام، مشيرة إلى أنها تشمل المقابلات الشخصية، واستخدام الحاسوب، والاستمارات الورقية، والأجهزة الإلكترونية.
وأضافت: أن أبرز مميزات استطلاعات الرأي تكمن في التفاعل المباشر بين الباحث والمستجيب، مما يخلق حالة من الألفة تُسهم في الحصول على إجابات دقيقة، بينما تتمثل أبرز التحديات في ارتفاع التكلفة، وطول مدة التنفيذ، وصعوبة الوصول إلى المناطق النائية.
وأشارت: إلى أن نشر نتائج قياس الرأي العام يُعد من أبرز المراحل في عملية الاستطلاع، لما له من دور محوري في توصيل المعلومات إلى الجمهور وصنّاع القرار.
وشددت جرجس على ضرورة مراعاة عدة اعتبارات في أساليب النشر، من بينها إعداد تقرير تفصيلي بنتائج الاستطلاع، وتقديم تقارير مخصصة لمتخذي القرار، وإصدار بيانات صحفية مبسطة، وإعداد تقرير موجّه للرأي العام، واستخدام الإنفوجراف والوسائط البصرية لتبسيط المعلومات وتعزيز وصولها.
كما تحدثت جرجس عن الاعتبارات القانونية المرتبطة بقياس الرأي العام، مؤكدة على أهمية ضمان خصوصية المستجيبين، والالتزام بـمعايير الإفصاح، إلى جانب الحرص في التعامل مع استطلاعات ما بعد التصويت، لما تتطلبه من دقة عالية والتزام بالقوانين والمعايير المهنية.
ردًا على سؤال حول إمكانية الاعتماد على السوشيال ميديا في استطلاعات قياس الرأي العام، أجابت أنه من الصعب الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي في قياس الرأي العام، مشيرة إلى أنها تُعد أداة تكميلية يمكن الاستفادة منها بجانب الأساليب العلمية والمنهجية المعتمدة، لكنها لا تُغني عنها ولا تُعبر بالضرورة عن آراء جميع فئات المجتمع.
ويُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية، بالتوازي مع فعاليات في كل من "بيت السناري" بالسيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.
ويشهد المعرض مشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، تقدم أحدث إصداراتها بخصومات مميزة لزوار المعرض، إلى جانب تنظيم أكثر من 215 فعالية ثقافية، تشمل ندوات، وأمسيات شعرية، وورش عمل، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث من مختلف التخصصات.