عَدَّدَ المحلل الاستراتيجي بول بيلار، الذي عمل لمدة 28 عاما في أجهزة المخابرات الأمريكية، ستة أسباب لضرورة إعادة القوات الأمريكية من العراق وسوريا الآن بعد الهجوم القاتل في 28 يناير/ كانون الثاني الجاري.

تلك القراءة طرحها بيلار، في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخليج الجديد"، في ضوء مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة العشرات في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة في شمال شرقي الأردن قرب الحدود مع سوريا.

وأوضح أن الأسباب الستة هي خطر التصعيد مع إيران والجماعات الحليفة لها التي حمّلتها واشنطن مسؤولية الهجوم، وأن المهمة الرئيسة للقوات الأمريكية أصبحت حماية نفسها، وتكاليف ومخاطر نشرها لا تتناسب مع أي مكاسب يمكن تحقيقها.

وتابع: كما أن تنظيم الدولة ما يزال ضعيفا، والوجود العسكري الأجنبي يحفز الجماعات الإرهابية لشن هجمات، وأخيرا أن إيران عدو للتنظيم، ومن الأفضل تحمليها عبء محاربته مع ما قد يتبعه من أعمال انتقامية.

بيلار استدرك: لكن "من المرجح أن يؤدي الهجوم إلى زيادة التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة بدلا من تقليله.. ويأتي هذا في وقت كانت إدارة (الرئيس جو) بايدن تظهر فيه علامات على التفكير في سحب الـ900 جندي في سوريا والـ2500 في العراق".

واعتبر أنه "من غير الواضح لماذا اختارت الإدارة هذه المرة النظر في انسحاب طال انتظاره، وربما ينطوي الجواب على تصاعد العنف الإقليمي الناجم عن الهجوم الإسرائيلي المدمر على الفلسطينيين في قطاع غزة (منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) وما يرتبط به من غضب ضد الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل".

اقرأ أيضاً

هجوم البرج 22.. لهذا لم تعترض الدفاعات الأمريكية المسيرة المعادية

خطر التصعيد

"ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي، تعرضت المنشآت العسكرية الأمريكية في العراق للهجوم أكثر من 60 مرة، وتلك الموجودة في سوريا أكثر من 90 مرة، ما يؤكد أن تكاليف ومخاطر نشر هذه القوات لا تتناسب كثيرا مع أي مكاسب يمكن تحقيقها"، بحسب بيلار.

وأردف أنه "مهما كانت المهمة الأصلية لوجود هذه القوات، فقد تم تهميشها حتى أصبح حماية وجودها هو الاهتمام الرئيسي، بالإضافة إلى خطر التصعيد إلى صراع أكبر جراء الهجمات المتبادلة".

لكنه رجح أن "الهجوم والرغبة في الانتقام من شأنهما أن يدفعا الإدارة إلى تأجيل أي أفكار لديها بشأن سحب القوات؛ خوفا من إظهار الضعف وسط الانتقادات الحتمية من المعارضين السياسيين المحليين (في عام انتخابي)".

واعتبر بيلار أن "المسار الأفضل هو تفسير الهجوم باعتباره دليلا آخر على أن وجود القوات في سوريا والعراق يمثل نقطة ضعف لا داعي لها ويجب إنهاؤها عاجلا وليس آجلا".

وأضاف أن "الأساس المنطقي الرسمي للوجود الأمريكي في البلدين هو منع صعود تنظيم الدولة. لكن الدوافع كانت تنطوي دائما على أكثر من ذلك".

وبيَّن أن "الوجود في العراق هو إرث من الحرب الأمريكية التي بدأت هناك في عام 2003، ونقلت الشعور بالملكية الذي غالبا ما يتبع تدخلا عسكريا واسع النطاق، كما شكل الهوس بإيران والرغبة في مجاراة الوجود الإيراني ونفوذه في البلدين دافعا آخر".

اقرأ أيضاً

خيارات أمريكية للرد على مقتل جنودها في البرج 22.. بلومبرج تكشف تفاصيلها

تنظيم الدولة

"وبالنسبة لتنظيم الدولة، فرغم أنه أظهر مرونة، إلا أنه لم يقترب مما كان عليه في عام 2014 عندما حكم دويلة صغيرة بحكم الأمر الواقع في معظم أنحاء غرب العراق وشمال شرقي سوريا"، كما زاد بيلار.

وتابع: "وبالنسبة للجماعات الإرهابية عامة فإن الغضب من الوجود العسكري الأجنبي هو أحد الدوافع الرئيسية لشنها هجمات".

وأضاف أن "طهران عدو كبير لتنظيم الدولة، وكانت ضحية لهجمات فتاكة للغاية شنها التنظيم داخل إيران، وأحدثها في مدينة كرمان في وقت سابق من الشهر الجاري؛ مما أودى بحياة نحو 100 إيراني".

وختم بيلار بأن "مكافحة التنظيم مصلحة مشتركة لإيران والولايات المتحدة، وسيكون من مصلحة واشنطن أن تستمر طهران في القيام بالعبء الثقيل في محاربة التنظيم، مع مخاطر احتمال تعرضها لهجمات انتقامية إرهابية".

اقرأ أيضاً

بايدن يواجه ضغوطا بعد هجوم الأردن: مررنا بيوم صعب وسنرد

المصدر | بول بيلار/ ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: هجوم الأردن القوات الأمريكية العراق سوريا إيران

إقرأ أيضاً:

كوبا تدين بشدة استيلاء القوات الأمريكية على سفينة نفط فنزويلية

الثورة نت/وكالات أدان وزير الخارجية الكوبي برونو رودريجيز ، اليوم الخميس ، بشدة استيلاء القوات الأمريكية على سفينة محملة بالنفط الفنزويلي. وقال رودريجيز في تدوينة على “اكس” ، “ندين بشدة التصعيد العدواني الذي تنتهجه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ضد فنزويلا”. وأضاف “وندين بشدة عمل القرصنة الدنيء واستيلاء القوات العسكرية الأمريكية على سفينة محملة بالنفط الفنزويلي، في انتهاك صارخ لقواعد التجارة الحرة وحرية الملاحة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي”. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، مساء الأربعاء ، مصادرة ناقلة نفط ضخمة قبالة سواحل فنزويلا، واصفا السفينة بأنها “الأكبر التي تتم مصادرتها” على الإطلاق. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي: “صادرنا للتو ناقلة نفط كبيرة، كبيرة جدا، قبالة فنزويلا”، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن هوية السفينة أو مالكها أو وجهتها. وأوضح الرئيس الأمريكي أن “الناقلة صودرت لأسباب وجيهة للغاية”، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستحتفظ بشحنتها النفطية.

مقالات مشابهة

  • هجوم مسيّرة على معسكر عارين في شبوة يخلف 9 قتلى وجرحى
  • هبة نيسان.. لماذا الآن؟
  • تصعيد فنزويلي–أمريكي بعد احتجاز ناقلة نفط… وكولومبيا تدخل على الخط وتلوّح بخيارات دبلوماسية
  • محلل رياضي: مواجهة سوريا والمغرب ستكون صعبة.. وخريبين جاهز للمباراة
  • القنوات الناقلة لمباراة المغرب وسوريا.. مشاهدة ربع نهائي كأس العرب 2025
  • السفارة الأمريكية تجدد موقف بلادها الداعم لاستقرار العراق
  • كوبا تدين بشدة استيلاء القوات الأمريكية على سفينة نفط فنزويلية
  • بعد تخفيض الفائدة الأمريكية.. مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025
  • القيادة الوسطى الأمريكية: تعاون متزايد مع الشركاء في سوريا للقضاء على فلول تنظيم الدولة
  • محللون عراقيون لـعربي21: العراق مقبل على تصعيد أمريكي بسبب أنشطة الفصائل المرتبطة بإيران