سول "أ.ف.ب ": أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت اليوم الثلاثاء عددًا من صواريخ كروز باتجاه المياه قبالة ساحلها الغربي في ثالث مرة تختبر فيها بيونج يانج هذا النوع من الصواريخ في أقل من أسبوع، في أحدث حلقة من اختبارات لأسلحة يحذر فيها الخبراء من أن بيونج يانج قد ترسلها لروسيا لتستخدمها في حربها في أوكرانيا.

وتدهورت العلاقات بين الكوريتين بشكل حاد في الأشهر الأخيرة حيث تخلّى الجانبان عن اتفاقيات أساسية للحدّ من التوتر وعززا الأمن عند الحدود وأجريا تدريبات بالذخيرة الحية على طول الحدود.

وسرّعت بيونج يانج تجارب الأسلحة في العام الجديد، بما في ذلك اختبارات ما أسمته "نظام الأسلحة النووية تحت الماء" بالإضافة إلى صاروخ بالستي فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب.

في هذه الاثناء، بحث وزير الخارجية الكوري الجنوبي جو تيه-يول مع كبير المبعوثين الأمريكيين إلى سول، اليوم الثلاثاء، سبل تعزيز التحالف الثنائي بين بلديهما والتعاون الثلاثي مع اليابان وسط تزايد تهديدات كوريا الشمالية.

ونقلت وكالة يونهاب للأنباء عن بيان صحفي لوزارة الخارجية الكورية الجنوبية اليوم الثلاثاء، أن جو شدد خلال محادثاته مع السفير فيليب جولدبرج، على أن التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بلغ مستوى غير مسبوق منذ احتفل الحلفاء بالذكرى الـ 70 لتأسيسه العام الماضي وأنهما اقترحا مواصلة تعزيز ذلك التحالف.

وهنأ جولدبرج "جو" على توليه مهام منصبه، مشيرا إلى "الإنجازات التاريخية" التي تحققت بين الحلفاء، ومن بينها اجتماع القمة بين قادة كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان في كامب ديفيد في أغسطس من العام الماضي.

وأعرب المسؤولان عن أسفهما العميق لاستمرار خطاب كوريا الشمالية العدواني واستفزازاتها ورفضها الاشتراك في حوار.

واتفق المسؤولان على ضرورة حث الصين على القيام بـ "دور بناء" في حل قضية كوريا الشمالية، وتعزيز تعاونهما الثلاثي مع اليابان.

من جهتها، قالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان إن سول "رصدت صواريخ كروز عدة غير محددة أطلِقت نحو البحر الغربي لكوريا الشمالية نحو الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي ( العاشرة ليلا بتوقيت جرينتش".

وذكرت الهيئة أن أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية والأميركية تعمل على تحليل عملية الإطلاق هذه بعمق، مضيفة "جيشنا يتعاون على نحو وثيق مع الولايات المتحدة ويعزز في الوقت نفسه المراقبة واليقظة ويراقب كذلك أنشطة كوريا الشمالية من كثب".

ولا تخضع اختبارات صواريخ كروز التي تحلّق في الغلاف الجوي، للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية. وهذا خلافًا للصواريخ البالستية التي تعتمد تكنولوجيا صواريخ الفضاء.

الاثنين، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أشرف على اختبار إطلاق صاروخي كروز من غواصة.

الأسبوع الماضي، أطلقت بيونج يانج أيضًا صواريخ كروز باتجاه البحر الأصفر قائلة إن الأمر يتعلق بجيل جديد من المقذوفات.

ويقول الباحث آهن تشان-إيل الذي يدير المعهد الدولي للدراسات الكورية الشمالية في حديث مع وكالة فرانس برس "يُعتقد أن كوريا الشمالية بدأت إنتاج كميات كبيرة من صواريخ كروز طلبتها روسيا".

واتهمت كلّ من واشنطن وسيول كوريا الشمالية بتزويد موسكو بالأسلحة لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا، رغم مجموعة عقوبات أممية تحظر أي ترتيبات من هذا القبيل.

ويضيف آهن "يبدو أنهم يجرون تجارب لهذه الصواريخ في البحر، ما يخلق ارتباكًا لدى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن كل الصواريخ الموجّهة تحتاج إلى الخضوع لخمسة اختبارات على الأقلّ قبل أن تُنشر في ساحة المعركة.

ويرى المحلل في المعهد الكوري للوحدة الوطنية في سيول هونغ مين أنه لا يمكن "استبعاد احتمال" قيام كوريا الشمالية بإجراء تجارب إطلاق صواريخ كروز مخصصة للتصدير إلى روسيا.

ويقول لوكالة فرانس برس "لعبت صواريخ الكروز خلال الحرب في أوكرانيا دورًا أساسيًا بالنسبة لروسيا في استهداف منشآت استراتيجية في أوكرانيا".

ويشير العميد المتقاعد من الجيش الكوري الجنوبي تشون إين-بوم إلى أن "الأسلحة الكورية الشمالية تبقى معروضة للبيع طالما أن السعر مناسب".

في ديسمبر، أصدرت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية بيانًا توقعت فيه أن تقوم بيونج يانج باستفزازات عسكرية ومعلوماتية في العام 2024 تشمل استهداف الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وأشارت الاستخبارات الكورية الجنوبية إلى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أصدر تعليمات مؤخرًا لمساعديه "للتوصل إلى إجراءات لإحداث ضجة كبيرة في كوريا الجنوبية في مطلع العام المقبل".

في الأسابيع الأخيرة، شدّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على أن الجنوب هو "العدو الرئيسي" لبلاده. وحل الوكالات الحكومية المكرسة لإعادة التوحيد والاتصال مع الجنوب، متوعدا بإعلان الحرب إذا تعدت كوريا الجنوبية على أراضي بلاده ".

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم قال أيضًا إن بيونج يانج لن تعترف بالحدود البحرية القائمة بين البلدين، أي خط الحدود الشمالي، ودعا إلى تغييرات دستورية تسمح لكوريا الشمالية "باحتلال" سيول في الحرب.

ويقول رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية يانغ مو-جين لوكالة فرانس برس "يبدو أن كوريا الشمالية تدعم بشكل غير مباشر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من خلال التأكيد على عيوب كوريا الجنوبية وسياسة (إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن) تجاه كوريا الشمالية من خلال زيادة التوترات في شبه الجزيرة الكورية".

في وقت سابق هذا الشهر، اعتبر الدبلوماسي الكوري الشمالي السابق تاي يونغ-هو الذي انتقل إلى الجنوب أن كيم لا يتطلع على الأرجح إلى إشعال حرب نظرًا إلى أن بيونج يانج تبيع "عددًا كبيرًا" من الأسلحة لروسيا لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.

وقال في مقابلة مع صحيفة "ذا تشوسون إيبو" اليومية في كوريا الجنوبية "إذا كان كيم جونغ أون ينوي بدء حرب هذا العام، فهل يعقل أن يرسل كمية كبيرة من أسلحته إلى روسيا في حاويات؟" وأشار إلى أن كوريا الشمالية تهدف إلى ردع سول وواشنطن من خلال "خلق انطباع بوجود تحرّك كبير وشيك".

وتأتي عملية إطلاق بيونج يانج الأخيرة لصواريخ بعدما أجرت كوريا الجنوبية مناورة تسلل لقوات خاصة استمرت عشرة أيام قبالة الساحل الشرقي للبلد "في ضوء الأوضاع الأمنية الخطيرة" مع الشمال، والتي انتهت في 25 يناير.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الزعیم الکوری الشمالی کیم أن کوریا الشمالیة الکوریة الجنوبیة کیم جونغ أون فی أوکرانیا صواریخ کروز بیونج یانج إلى أن

إقرأ أيضاً:

هدايا إخلاص.. بالونات قمامة من كوريا الشمالية تغضب جارتها الجنوبية

أرسلت كوريا الشمالية أمس الأربعاء مئات البالونات المحملة بالقمامة وفضلات الحيوانات عبر الحدود شديدة التحصين إلى كوريا الجنوبية، مما أثار رد فعل غاضب من سول.

وأظهرت صور نشرها الجيش الكوري الجنوبي بالونات معلقة فيها أكياس بلاستيك، وأظهرت صور أخرى نفايات متناثرة حول البالونات بعد سقوطها، مع كلمة "فضلات" على كيس في إحدى الصور.

وقال الجيش الكوري الجنوبي في بيان إنه اكتشف بحلول عصر الأربعاء أكثر من 260 بالونا وهبط معظمها على الأرض محملة بفضلات حيوانات وقمامة، واصفا العمل بأنه "حقير وخطير".

وقالت كوريا الشمالية إن البالونات كانت ردا على حملة دعائية مستمرة يقوم بها معارضون من كوريا الشمالية ونشطاء في كوريا الجنوبية دأبوا على إرسال بالونات عبر الحدود محملة بمنشورات مناهضة لبيونغ يانغ ومعها طعام وأدوية ومال ووحدات ذاكرة إلكترونية فيها مقاطع موسيقية مصورة لنجوم موسيقى البوب الكوريين وأعمال درامية.

الجيش الكوري الجنوبي اكتشف أكثر من 260 بالونا محملا بالقمامة (وكالة الأنباء الأوروبية)

بدورها، أصدرت كيم يو يونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون -وهي مسؤولة ذات نفوذ كبير في الحزب الحاكم- بيانا عبر وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية انتقدت فيه سول ووصفتها بأنها "مشينة ووقحة" لانتقادها البالونات، في حين أنها تدافع عن حرية مواطنيها في التعبير.

وقالت إن البالونات التي أرسلتها كوريا الشمالية كانت "هدية إخلاص" للكوريين الجنوبيين الذين يبكون من أجل حرية التعبير"، وتعهدت بإرسال عشرات أمثال العدد الذي قالت إن كوريا الجنوبية أرسلته إلى أراضيها.

وقال مسؤول بالمكتب الرئاسي في سول إن الشمال قد يرغب في اختبار رد فعل الجنوب لكنه تعهد بالرد بهدوء.

وتشهد العلاقات بين الكوريتين تدهورا منذ إعلان الزعيم كيم جونغ أون التزامه بتعزيز القوة النووية لبلاده واستئناف التجارب الصاروخية الباليستية المتطورة العابرة للقارات.

مقالات مشابهة

  • "يونهاب": كوريا الشمالية تطلق دفعة جديدة من "بالونات القمامة" نحو جارتها الجنوبية (صور)
  • كوريا الشمالية توجه بالونات إلى جارتها الجنوبية
  • وزير الدفاع الكوري الجنوبي يدين إطلاق كوريا الشمالية بالونات محملة بنفايات باتجاه بلاده
  • كيم جونغ أون يشرف على تدريبات قاذفات مدفعية صاروخية من عيار 600 مليمتر (صور)
  • واشنطن تدين إطلاق بيونج يانج صواريخ باليستية
  • سول وواشنطن وطوكيو تنسق مواقفها بعد إطلاق بيونج يانج صواريخ باليستية
  • كوريا الشمالية تهدي جارتها الجنوبية بالونات قمامة.. ما القصة؟
  • هدايا إخلاص.. بالونات قمامة من كوريا الشمالية تغضب جارتها الجنوبية
  • كوريا الشمالية تطلق وابلا من الصواريخ الباليستية باتجاه مياهها الشرقية
  • ‎كوريا الشمالية تطلق صواريخ باليستية قصيرة المدى