بالفيديو: الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل محاولته إغراق أنفاق غزة بالمياه
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
أكد الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الثلاثاء 30 يناير 2024 ، محاولته إغراق أنفاق حركة حماس في قطاع غزة بواسطة ضخ المياه عالية التدفق فيها.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صحفي إن "عدة وحدات في الجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن، طوّرت عددا من الأدوات لضخّ المياه عالية التدفُّق في أنفاق حماس في قطاع غزة، كجزء من مجموعة متنوعة من الأدوات التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي للتعامل مع الأنفاق".
وذكر البيان أن العملية "تشمل تركيب المضخّات والأنابيب، في الوقت ذاته الذي يتمّ فيه إنضاج القدرة على المستوى الهندسيّ، والنشاط لتحديد فوّهات الأنفاق المناسبة للمهمة".
وزعم الجيش الإسرائيلي أن "عملا مهنيًّا وشاملا سبَق تفعيل القُدرة، شمل تحليل خصائص التربة ونظام المياه في المنطقة... للتأكد من عدم إمكانية الإضرار بالمياه الجوفية في المنطقة".
وقال إنه "يتم توجيه تدفُّق المياه فقط في الاتجاهات والأماكن التي تبيّن أنها مناسبة لذلك، واختيار النوع وطريقة التشغيل المناسبة في كل حالة".
وذكر الجيش الإسرائيلي أن "هذا المشروع يُعدّ أداة واحدة من إجماليّ أدوات الجيش والنظام الأمني الذي تم تطويره في السنوات الأخيرة، للتعامُل مع البنية التحتية لحماس في ’غزة السُّفلى’".
وأضاف أن ما وصفها بـ"سلة الأدوات"؛ "تتضمن هجمات جوية ومناورات تحت الأرض وعمليات خاصة بالوسائل التكنولوجية".
وعَدّ الجيش الإسرائيلي أن "هذه الأداة، طفرة هندسية وتكنولوجية كبيرة في التعامل مع التحدي تحت الأرض، وقد تمّ تطويرها بالعمل المشترَك بين مختلف الهيئات في جهاز الأمن".
وبحسب تصريحات أدلى بها مسؤولون أمنيون إسرائيليون لصحيفة "نيويورك تايمز" في السادس عشر من الشهر الجاري، تشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أن طول شبكة الأنفاق الإجمالي في قطاع غزة، قد يتجاوز 700 كيلومتر، وإلى وجود نحو 5 آلاف و700 فتحة منفصلة تؤدّي إلى الأنفاق.
وتحدثت الصحيفة حينها مع مسؤولين وجنود إسرائيليين، زاروا الأنفاق، بالإضافة إلى مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، على معرفة بالمنطقة. وذكر مسؤولون إسرائيليون وأميركيون للصحيفة أن نطاق وعمق ونوعية الأنفاق التي أنشأتها حماس أذهلتهم، مشيرين إلى أن بعض الآلات التي استخدمتها حماس لبناء الأنفاق، والتي شوهدت في مقاطع الفيديو التي التُقِطَت، فاجأت الجيش الإسرائيلي كذلك.
وكانت إسرائيل قد رفضت مؤخرا، التعليق رسميا على التقارير التي تحدثت عن ضخّ مياه البحر في الأنفاق التابعة لحركة حماس في غزة، وذلك بذريعة "عدم مشاركة تفاصيل عملياتية (عسكرية)".
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه "يعمل منذ سنوات على خيارات تكتيكية بخصوص الأنفاق، وأن لديه أساليب عديدة لتحييدها"، علما بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، قال مؤخرا إنه يعتقد "أن ضخ المياه في الأنفاق فكرة جيدة".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الشهر الماضي، أن عملية ضخ المياه إلى الأنفاق ستستغرق على الأرجح أسابيع. وذكرت سبكة "إيه بي سي نيوز" أن الغمر يبدو محدودا، إذ تعكف إسرائيل على تقييم فاعليته الإستراتيجية.
وبحسب الصحيفة، فإن بعض مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن يقولون، إن العملية قد تساعد في تدمير الأنفاق التي تعتقد إسرائيل أن "حماس" تخفي رهائن ومقاتلين وذخائر بداخلها.
وأشارت إلى أن عملية إغراق الأنفاق بمياه البحر "تتم عبر 7 أنظمة ضخ مختلفة، ومن المتوقع أن تستمر أسابيع". وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت رصدها قرابة 800 نفق في غزة، مؤكدة أن شبكة الأنفاق الموجودة أكبر بكثير مما هو معلوم.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، قد كشفت الشهر الماضي كذلك، نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن إسرائيل أقامت نظاما كبيرا من المضخات، قد يُستخدم لغمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس أسفل قطاع غزة في محاولة لإخراج مقاتليها، ولفتت إلى أن تل أبيب أطلعت واشنطن على هذه المخططات في الشهر الماضي.
وأفاد التقرير أنه في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أكمل الجيش الإسرائيلي وضع ما لا يقل عن خمس مضخات على بعد ميل تقريبا إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين، يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة، وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قطاع غزة حماس فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري إسرائيلي: حماس تتعافى في غزة وتعيد بناء قوتها سريعا
تحدث خبير عسكري إسرائيلي، عن الأوضاع الميدانية في قطاع غزة بعد 21 شهرا من الحرب الإسرائيلية، مؤكدا أن حركة حماس تتعافى وتعيد بناء قوتها سريعاً.
وقال الخبير العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية رون بن يشاي، إنّ "الجنود يستلقون على الرمال الساخنة، محاولين عدم الوقوف في الأفق، لأنّ تحتهم مباشرة تقع المنازل الشرقية من أحياء الشجاعية والدرج التفاح، أو بالأحرى ما تبقى منها، فيما تُوفر أمواج الأنقاض غطاءً مثالياً لقناصة حماس الذين قد يكونون ما زالوا مختبئين في المنطقة، وأي حركة غير ضرورية للأمام خارج الجدار الترابي المحيط بالموقع قد تكون مكلفة، رغم أن درجة الحرارة في القطاع تجاوزت 35 درجة مئوية".
وأضاف بن يشاي في تقرير ميداني من غزة، ترجمته "عربي21" أن "سلسلة التلال المرتفعة 70 متراً عن سطح البحر، تشكل حاجزاً طبيعياً بين شمال ووسط القطاع ومستوطنات الغلاف المحيطة، الواقعة على بعد كيلومترين شرقاً، ومن يسيطر على هذه التلال يتحكم في المراقبة وإطلاق النار في كلا الاتجاهين، ولذلك، كانت إحدى الخطوات الأولى التي اتخذها الجيش هي إقامة سبع نقاط على طول الحدود، تشكل حاليا خط الدفاع الأمامي في عملية التطويق، إضافة للمواقع المتقدمة المقامة في محيط الأمن قرب الحدود، وتُشكّل خط الدفاع الثاني".
وأوضح أنه "عندما اقتحمت قوات الجيش القطاع بعد ثلاثة أسابيع من هجوم الطوفان، عبرت السلسلة الجبلية، واستمرت في موجة من المناورات التي هدفت لتفكيك تشكيلات حماس من خلال الغارات المتكررة، دون البقاء في المنطقة، والنتيجة أن الحركة تمكنت من العمل مرة أخرى كقوة حرب عصابات لامركزية، ولذلك، في الموجة الثانية من المناورات التي بدأت قبل بضعة أشهر، تقرر في القيادة الجنوبية الاحتفاظ بالأراضي التي تم سيطرت عليها".
وكشف أن "حماس لم تكتفَ بإطلاق النار من داخل القطاع على المستوطنات المحيطة به، بل قامت أيضاً بحفر كيلومترات من الأنفاق تحت الأرض، وفي حرب 2014، اختطفت جثة الجندي من لواء غولاني أورون شاؤول، وتشهد المواقع الجديدة التي أنشأتها القيادة الجنوبية بتوجيهات من قائدها يانيف آسور، وموافقة رئيس الأركان أيال زامير نشاطا مستمرا".
وشرح قائلا أن "جنود الكوماندوز يقومون بتشغيل طائرات بدون طيار من جميع الأنواع: المراقبة، والانتحارية، والهجوم، حتى بدا المكان يشبه مطارًا مصغرًا، حيث تقلع المُسيّرات وتهبط بلا توقف، وتندمج مع القوات الجوية والمدفعية، وتدمر الأهداف من الجو أو عن طريق الاستخبارات".
ونقل عن أحد الضباط أن "حماس تشعر بأن الحرب على وشك الانتهاء، وتحشد قواتها في محاولة أخيرة لانتزاع الخسائر من الجيش، الذي يسيطر من الناحية العملياتية على 65% من القطاع، وهي المناطق التي يتم فيها الحفاظ على المراقبة والسيطرة على إطلاق النار، بجانب حرية العمل النسبية والتدمير المنهجي للأنفاق، كما يسيطر على شريط أمني بعرض كيلومتر واحد على طول الحدود، وفي جيبين كبيرين: الأول جنوبا بين خان يونس ورفح؛ والثاني شمالاً مقابل سديروت وقرب نتيفوت".
خسائر الجيش الفادحة
وكشف أن "القطاع تعمل فيه خمس فرق عسكرية من الجنوب إلى الشمال، وهي: 143، 36، 98، 162، و99، ويؤدي الاحتكاك على الأرض لتعطيل أي تخطيط مسبق، والسبب أن الجيش لا يستخدم سوى ألوية نظامية تقريباً، مع عدد قليل من الاحتياط، لتقليل الاستنزاف في صفوفه، حيث يتم نشرها بشكل رئيسي في الضفة الغربية وعلى الحدود، لكن الجنود النظاميين هم أيضا استنزاف، حيث كان العديد منهم في قتال مستمر لأكثر من عام ونصف".
ونقل عن أحد الضباط، وهو قائد سرية احتياط، أن "أكثر ما يُحبِطني هو عودتي للمنزل، وسماعي أصدقائي يقولون إننا نتخبّط في غزة، لكنهم لا يفهمون أنه إذا توقفنا، فسوف تتعافى حماس، لأنه على الأرض، يستمر القتال، وتسمع أصوات المدافع الرشاشة والانفجارات من الأحياء، وسط اعتراف قادة كبار في الجيش بأن العملية تتقدم ببطء لسببين رئيسيين: الحماية الصارمة لحياة الرهائن، مما يتطلب التحرك الحذر والتراكم المستمر للمعلومات الاستخباراتية؛ والحاجة لتجنّب الخسائر الفادحة، بعد مقتل 22 جندياً في شهر يونيو لوحده".
وأشار أن "الجهد البري الذي يبذله الجيش يتضمن مزيجًا من التقنيات الفريدة: شحنات متفجرة ضخمة تستخدم لتعطيل الكاميرات والمتفجرات، الحفر لتحديد الأنفاق وتدميرها، وطرق أخرى بعضها لا يزال سرياً، وفي بعض الحالات، تمتنع القوات عن تدمير النفق خوفاً من وجود الرهائن، ويؤدي هذا القيد، بجانب الحاجة لتجنب إيذائهم، لاتخاذ إجراءات بطيئة ودقيقة، حتى على حساب ضرب الأهداف العملياتية على الفور".
ونقل عن قائد المنطقة الجنوبية، يانيف آسور، أنه "حتى اليوم تم حلّ لواءين ونصف من أصل خمسة ألوية لحماس، وإذا تم توقيع اتفاق جديد للرهائن وانسحب الجيش، فإنها ستتعافى، وتتوزع قواتها في المناطق السكنية الإنسانية، وتعود إلى جباليا وبيت حانون والشجاعية، وستجد مرة أخرى مخزون الأسلحة الذي ينتظرها، مثل عبوات ناسفة، وقاذفات آر بي جي، وسترات واقية، وكاميرات، وأكوام من المعدات العسكرية، أي أنها تتعافى من تحت الأنقاض، لأن السرعة التي استعادت بها وجودها بعد الهدنة الثانية تثير قلقنا إلى حد كبير".
التحذير من وهم القضاء على حما
وأضاف أن "الحركة عيّنت قادة جدداً بدلاً من تم اغتيالهم، وتم استبدال القادة الميدانيين، رغم أن افتقار البدلاء للخبرة لا يشكل بالضرورة عيبًا، حيث لا توجد في حرب العصابات حاجة لمعرفة عسكرية عميقة، لأنهم يستمدون ميزتهم الرئيسية من نظام الأنفاق، الذي بقي معظمه سليما بعد الموجة الأولى من المناورات".
وأكد أنه "رغم تدمير الأنفاق الاستراتيجية وأنفاق الاختراق، لكن الأنفاق القتالية الصغيرة والأعمدة التي تربطها بالأرض بقيت على قيد الحياة، وهكذا يواصل أعضاء حماس العيش في إحدى المناطق مع عائلاتهم، وعندما يُعطى لهم الأمر، يذهبون تحت الأرض، ويخرجون لمناطق القتال، ويهاجمون ويعودون إلى روتينهم اليومي".
وختم تقريره بالقول إنه "بعد جولة طويلة في القطاع، ومحادثات مع كبار قادة الجيش، أصبح الشعور واضحا وهو أن حماس في أدنى مستوياتها العسكرية والحكومية منذ إنشائها، لم تعد تعمل كقوة قتالية منظمة، بل كمنظمة حرب عصابات ذات قبضة جزئية على الأرض، وفي الوقت نفسه، لا مجال للأوهام، فإذا لم يتم نزع سلاحها بشكل كامل، وتفكيك بنيتها التحتية، فقد تعود للظهور، وتشكل تهديداً كبيراً مرة أخرى في غضون سنوات قليلة".