بعد ما يقرب من 10 أشهر من اندلاع الحرب في السودان، لا تزال التقارير عن الجرائم المزعومة في الظهور.

قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إن هناك أسبابا للاعتقاد بأن كلا من القوات المسلحة السودانية وخصومها شبه العسكريين يرتكبون فظائع في منطقة دارفور.

وألقى كريم خان كلمة أمام مجلس الأمن الدولي المجتمعين في نيويورك قادما من العاصمة التشادية.

وتابع كريم:" سيدتي الرئيسة، أصحاب السعادة، بناء على عمل مكتبي، إنها استنتاجاتي الواضحة، وتقييمي الواضح، هناك أسباب للاعتقاد بأن جرائم نظام روما الأساسي ترتكب حاليا في دارفور من قبل كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والجماعات التابعة لها".

أنشأ نظام روما الأساسي المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002 للتحقيق في أسوأ الفظائع في العالم - جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية - وجريمة العدوان.

وكانت دارفور، التي دمرتها إراقة الدماء والفظائع في عام 2003، بؤرة للصراع الحالي، وساحة للعنف العرقي حيث تهاجم القوات شبه العسكرية والميليشيات العربية المتحالفة معها الجماعات العرقية غير العربية.

مقتل ما يصل إلى 15,000 شخص في دارفور

أصبحت مدينة الجنينة في منطقة دارفور الغربية رمزا للمعاناة الرهيبة التي خلقتها الحرب.

وكما ورد في تقريري إلى المجلس، فإن الفظائع المزعومة التي وقعت في الجانينا تشكل خطا مركزيا للتحقيقات التي يتابعها مكتبي في هذه اللحظة،  ويمكنني أن أؤكد للمجلس أننا نجمع مجموعة كبيرة جدا من المواد والمعلومات والأدلة ذات الصلة بتلك الجرائم بالذات".

وقد عممت الصحافة تقريرا عن هذه المسألة أعدته لجنة تابعة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي.

وفي عام 2005 أحال مجلس الأمن الوضع في دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقال المدعي خان إن المحكمة ما زالت تتمتع بتفويض بموجب ذلك القرار للتحقيق في الجرائم المرتكبة في المنطقة الشاسعة.

وسلط خان الضوء على أن "فشل المجتمع الدولي في تنفيذ أوامر الاعتقال التي أصدرها قضاة مستقلون في المحكمة الجنائية الدولية قد نشط مناخ الإفلات من العقاب واندلاع العنف الذي بدأ في أبريل ولا يزال مستمرا حتى اليوم".

لقد زرت والتقيت ب 70 دارفوريا في لندن قبل أسبوعين وهم أيضا نشطون جدا في هذا المجال،  وعند سماع هذه الروايات، تم اقتلاع المجتمع بأسره واستهدافه لسنوات عديدة، وهم قلقون حقا من أن العالم نائم لمعاناتهم، هذا ما يشعرون به،  هذا ما نقلوه،  لقد اعتقدوا أنهم صغار جدا، وغير مرئيين للغاية، وغير مهمين للغاية، وفقراء جدا بحيث لا يشكلون مصدر قلق حقيقي للمحكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولي أيضا".

وحثت قمة عقدت مؤخرا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية القادة المتحاربين البرهان وحمدان دقلو على الموافقة على وقف إطلاق النار وعقد اجتماع وجها لوجه.

وقد أدى القتال إلى نزوح أكثر من 7 ملايين شخص وقتل الآلاف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اندلاع الحرب في السودان نيويورك الإنسانية والإبادة الجماعية روما دارفور المحکمة الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

بدء محاكمة الشيخة حسينة غيابيا في بنغلادش بتهمة استهداف المتظاهرين

اتهم المدعون العامون في محكمة في دكا الأحد، رئيسة الحكومة السابقة الشيخة حسينة في افتتاح محاكمتها غيابيا، بتنظيم « هجوم ممنهج » يرقى إلى « جرائم ضد الإنسانية » في محاولة لسحق حركة الاحتجاج ضد حكومتها في صيف 2024.

قتل حوالى 1400 شخص في الفترة بين تموز/يوليو وآب/اغسطس 2024 عندما أطلقت حكومة حسينة حملتها الأمنية، بحسب الأمم المتحدة.

وغادرت حسينة (77 عاما) البلاد في مروحية وتوج هت إلى الهند، الدولة التي كانت حليفة لها، حين وضعت انتفاضة قادها الطلبة حدا لفترة حكمها التي استمرت 15 عاما. وتحد ت أمرا بتسليمها لدكا.

وتقاضي محكمة الجرائم الدولية في بنغلادش شخصيات رفيعة سابقا على صلة بحكومة حسينة التي تم ت إطاحتها وحزبها المحظور حاليا « رابطة عوامي ».

وقال المدعي العام لدى محكمة الجرائم الدولية محمد تاج الإسلام للمحكمة في مستهل الجلسة « لدى التدقيق في الأدلة، توصلنا إلى استنتاج مفاده أنه كان هجوما منس قا وواسع النطاق وممنهجا ».

وأضاف أن « المتهمة استنفرت كل أجهزة إنفاذ القانون والمسلحين من أعضاء حزبها لسحق الانتفاضة ».

ووجه تاج الإسلام اتهامات لحسينة ومسؤولين اثنين آخرين بـ »التواطؤ والتحريض والتورط وتسهيل والتآمر والفشل في منع عمليات القتل الجماعية أثناء انتفاضة تموز/يوليو ».

ويقول مدعون إن هذه الأعمال ترقى إلى « جرائم ضد الإنسانية ».

رفضت حسينة التي ما زالت تقيم في منفاها الاختياري في الهند الاتهامات باعتبارها مدفوعة سياسيا.

وتشمل القضية ذاتها أيضا قائد الشرطة السابق شودري عبد الله المأمون (وهو موقوف لدى السلطات لكنه لم يمثل أمام المحكمة الأحد) ووزير الداخلية السابق أسد الزمان خان كمال، الفار مثل حسينة.

وتعد ملاحقة شخصيات بارزة في حكومة حسينة في مقدم مطالب العديد من الأحزاب السياسية المتنافسة حاليا على السلطة. وتعه دت الحكومة الموقتة إجراء انتخابات قبل حزيران/يونيو 2026.

وبث تلفزيون بنغلادش الرسمي الجلسة على الهواء مباشرة.

وتعهد المدعي العام تاج الإسلام أن تكون المحاكمة محايدة.

وقال « ما يجري ليس ثأرا بل التزام بمبدأ أنه، في دول ديموقراطية، لا مجال لارتكاب جرائم ضد الإنسانية ».

وجمع المحققون تسجيلات مصورة ومقتطفات صوتية من محادثات حسينة عبر الهاتف وسجلات لتحركات المروحيات والمسيرات وشهادات من ضحايا الحملة الأمنية في إطار التحقيق.

ويشير المدعون إلى أن حسينة أمرت قوات الأمن، عبر توجيهات من وزارة الداخلية والشرطة، بسحق المحتجين.

وقال تاج الإسلام إنهم « ارتكبوا عمليات قتل ومحاولات قتل وتعذيب وغيرها من الأفعال اللاإنسانية بشكل ممنهج ».

ويتهم المدعون أيضا قوات الأمن بإطلاق النار من مروحيات بناء على توجيهات حسينة.

كما يتهمون حسينة بإصدار أوامر بقتل طالب من المتظاهرين يدعى أبو سعيد أ طلقت عليه النار من مسافة قريبة في مدينة رنكبور (شمال) بتاريخ 16 تموز/يوليو.

وكان أول متظاهر من بين الطلبة يقتل في الحملة الأمنية التي نفذتها الشرطة ضد المحتجين، وتم عرض لحظاته الأخيرة مرارا على التلفزيون في بنغلادش بعد سقوط حسينة.

وبدأت محكمة الجرائم الدولية أول محاكمة على صلة بحكومة حسينة في 25 أيار/مايو.

وفي إطار هذه القضية، يواجه ثمانية مسؤولين في الشرطة اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية على خلفية مقتل ستة متظاهرين في الخامس من آب/اغسطس، يوم مغادرة حسينة البلاد.

واعتقل أربعة من هؤلاء في حين يحاكم الأربعة الباقون غيابيا.

أسست حسينة محكمة الجرائم الدولية عام 2009 للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها الجيش الباكستاني أثناء حرب الاستقلال في بنغلادش عام 1971.

وأصدرت المحكمة أحكاما بإعدام عدد من المعارضين السياسيين البارزين وباتت تعد على نطاق واسع أداة لحسينة للقضاء على خصومها.

وفي وقت سابق الأحد، عاودت المحكمة العليا السماح بأنشطة أكبر حزب إسلامي « الجماعة الإسلامية » ما يسمح له بالمشاركة في الانتخابات.

وحظرت حسينة « الجماعة الإسلامية » خلال عهدها ونف ذت حملة أمنية ضد قادتها.

(وكالات)

 

 

كلمات دلالية بنغلاديش حسنية متظاهرين. محاكمة

مقالات مشابهة

  • هجوم الكومة بدارفور في السودان.. تفاصيل القتلى والأضرار بتقرير أممي
  • السودان: الأمم المتحدة تدين مقتل 5 من موظفيها في هجوم على قافلة إنسانية بدارفور
  • ألمانيا: السجن مدى الحياة لسوري بعد إدانته بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"
  • تحالف «صمود» يدين قصف قافلة إنسانية في «الكومة» ويطالب بتحقيق مستقل
  • الأمم المتحدة: فرار أكثر من 4 ملايين لاجئ من السودان بسبب الحرب
  • اعترف بالحقيقة.. مسؤول سابق بإدارة بايدن: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة
  • «المؤتمر السوداني» يدين استهداف الجيش لسوق «الكومة» بدارفور
  • جامعة الحديدة تدين جرائم الاحتلال في غزة بوقفات احتجاجية حاشدة
  • محاكمة الشيخة حسينة غيابيا في بنغلادش بتهمة استهداف المتظاهرين
  • بدء محاكمة الشيخة حسينة غيابيا في بنغلادش بتهمة استهداف المتظاهرين