شبكة اخبار العراق:
2025-05-13@07:00:35 GMT

كوابيس الشعوب وكواليس السياسة

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

كوابيس الشعوب وكواليس السياسة

آخر تحديث: 31 يناير 2024 - 9:54 صبقلم:فاروق يوسف صار معروفا أن جزءا مما يقال علنا عن اللقاءات التي تجري في الخفاء لا يمت إلى الحقيقة بصلة. فما يقال داخل صالات مغلقة يظل حبيس تلك الصالات. وإن غضب رئيس حكومة على وزرائه فلا أحد يجرؤ على نقل الكلمات التي تفوه بها. أما التسريبات فلها شأن آخر. يسخر مسؤول من معارضيه بطريقة مشينة ليفاجأ بأن كل كلمة كان قد قالها وجدت طريقها إلى آذان الناس.

ولأن السياسيين هم من معدن مختلف عن معدن البشر فإنهم لا يضيقون ذرعا بما يحدث. لديهم قدرة استثنائية على التعايش مع الفضائح التي قد تسقطهم أو تجرهم إلى المحاكم بعض الأحيان. السياسة تعني بشكل أساس القيام بتصريف شؤون الشعب. ولكن الأمر مقلوب في العالم العربي. الشعب هو الذي يقوم بتصريف شؤونه بشكل روتيني. أما السياسيون فلهم مهمات أخرى لا تُرى، وليس من حق أحد أن يطلع عليها. وكل حديث عن الشفافية هو مقلب فيه الكثير من المزاح الثقيل. لا يجد السياسي العربي ضرورة في أن يعرف الشعب ما الذي يقوم به وما الذي يفعله كما لو أن حياته الشخصية قد استولت على كل المساحة التي يتحرك فيها. قليلة تلك الحالات التي قدم فيها سياسي عربي استقالته بسبب كارثة يقع جزء منها على مسؤوليته. تنهار بنايات وتتصادم قطارات وتقع حرائق في مبان عامة ويتم الإعلان عن عمليات سرقة للمال العام ولا يحمّل سياسي واحد نفسه المسؤولية. ما جرى عام 2020 في لبنان حين انفجر مرفأ بيروت ليدمر نصف المدينة التاريخي هو أكثر المواقف التي تدل على أن العلاقة بين السياسي ووظيفته إنما تقيم في مكان يقع خارج المسؤولية. يقول بول بريمر، إنه كان يهين أفراد الطبقة السياسية الذين اختارتهم الولايات المتحدة لحكم العراق أثناء سنته التي قضاها حاكما مدنيا في سلطة الاحتلال الأميركي. حين صدرت مذكرات بريمر لم يُكذب سياسي عراقي واحد ممن صاروا حكاما مطلقي السلطة سطرا واحدا من تلك المذكرات. كانوا يتلقون إهانات المندوب السامي الأميركي برضا ومن غير سخط. أولا لأنهم يدركون أن النعمة التي هبطت عليهم هي ثمن وضاعتهم وخيانتهم وتدني منسوب الإنسانية في نفوسهم. وثانيا لأنهم يعرفون أن بريمر ذاهب وهم باقون. لذلك قرروا أن يحنوا رؤوسهم للعاصفة في انتظار أن يقفوا يوما ما ليصرحوا من غير خجل بأنهم قاوموا المحتل الأميركي وأنهم هددوه بأن يزلزلوا الأرض تحت قدميه إن لم تغادر قواته. قال نوري المالكي ذلك في لقاء تلفزيوني. والمالكي هو الذي حكم العراق في ظل الحماية العسكرية الأميركية ولم يغادر الحكم إلا بعد هزيمة القوات العراقية في الموصل في معركة لم تقع ضد مئات من مقاتلي “داعش” الذين دخلوا من الحدود مع سوريا بأسلحة خفيفة وسيارات مدنية. غير أن الأهم أن المالكي نفسه هو الذي وقّع مع الأميركان اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي تسمح لهم ببناء قواعد عسكرية على الأراضي العراقية. ما الذي قاله المالكي للرئيس الأميركي جورج بوش قبل أن يسعى إلى أن يبعد حذائي منتظر الزيدي عن وجهه ليقنعه بالإبقاء على جزء من قواته وذلك من أجل حماية النظام؟ في مقابل ذلك الحدث التاريخي الذي لم تُعرف تفاصيله تكون كل تصريحات المالكي عن المقاومة مجرد هراء رخيص لا يمكن النظر إليه بطريقة جادة. وفي مكان آخر وإن كان متصلا يمكننا تخيل الصدمات التي تحدثها إسرائيل لو أنها كشفت عما قدمته لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” من خدمات لتتمكن تلك الحركة من فصل غزة عن فلسطين وإضعاف السلطة الفلسطينية. لن تقوم إسرائيل بذلك لأن الفضيحة ستضمها إلى جانب “حماس” طرفي تخادم ونزاع في الوقت نفسه. هناك أطراف عربية كانت لها يد في كل ما جرى تمهيدا للوصول إلى كابوس غزة الذي صار يُقلق العالم خوفا على حياة الأبرياء الذين صاروا ضحايا لما كان يجري في الكواليس.“ولكنه ضحك كالبكاء” قال المتنبي. ما جرى في كواليس السياسة وما يجري هو الأساس الذي تُقام عليه المعادلات السياسية في عالمنا العربي، وكلها معادلات كارثية. تضرب الفجائع فيها الشعوب فيما ينجو السياسيون كما لو أنهم لم يفعلوا شيئا. غير أن الأكثر مدعاة للضحك الذي يشبه البكاء أن تلك الشعوب المنكوبة لا يزال في إمكانها أن تصنع من سياسييها أبطالا. وليس لنا إلا العزاء.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

هل يطغى الاقتصاد على السياسة في جولة ترامب الخليجية؟

واشنطن/دبي"رويترز":عندما يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض اليوم سيجد في انتظاره مراسم استقبال فخمة في قصور فاخرة وفرصا استثمارية بقيمة تريليون دولار.

لكن الحرب المستعرة في قطاع غزة حرمته من هدف لطالما سعى إليه وهو تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

وقال مصدران خليجيان مقربان من الدوائر الرسمية ومسؤول أمريكي إن المسؤولين الأمريكيين يمارسون في هدوء ضغوطا خلف الكواليس على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وهو أحد الشروط المسبقة التي وضعتها المملكة لأي استئناف لمحادثات التطبيع.

وقال ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن هذا الأسبوع إنه يتوقع قريبا إحراز تقدم في توسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم، وهي مجموعة من اتفاقيات التطبيع توسط فيها ترامب خلال ولايته الأولى بين إسرائيل ودول عربية .

وأضاف ويتكوف، الذي من المتوقع أن يرافق ترامب في جولته بالشرق الأوسط، في مقطع مصور لكلمته "نعتقد أنه سيكون لدينا قريبا جدا بعض الإعلانات أو الكثير منها والتي نأمل أن تحرز تقدما بحلول العام المقبل".

وقال مصدران إن معارضة نتنياهو لوقف دائم للحرب أو إقامة دولة فلسطينية تجعل التقدم في محادثات مماثلة مع الرياض غير مرجح.

ولا تعترف السعودية بشرعية دولة إسرائيل، مما يعني أن أكثر اقتصادين وقوتين عسكريتين تقدما في الشرق الأوسط لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية. ويقول مؤيدو تطبيع العلاقات إنه سيجلب الاستقرار والازدهار إلى المنطقة، مع مواجهة نفوذ إيران.

وتتخطى قضية إقامة علاقات مع إسرائيل كونها مجرد حدث دبلوماسي بارز إلى قضية أمن قومي حساسة جدا.

وقال مصدران سعوديان مطلعان إنه حتى إذا كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مستعدا للتطبيع، فإن التوقيت شديد الحساسية سياسيا.

ومن دون إنهاء حرب غزة ووضع خارطة طريق معقولة لإقامة دولة فلسطينية، فإن التطبيع يهدد بإذكاء الغضب الشعبي وتعزيز جرأة جماعات مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وجماعة الحوثي التي اتخذت من قبل من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مسوغا لشن هجمات في أنحاء من المنطقة. وكانت القضية محورية في المحادثات الثنائية خلال ولاية ترامب الأولى. وقالت ستة مصادر أخرى تحدثت معها رويترز لإعداد هذا التقرير بمن فيهم مسؤولان سعوديان ومسؤولان أمريكيان إن القضية فُصلت فعليا عن المسائل الاقتصادية وغيرها من المسائل الأمنية بين واشنطن والرياض. وطلب جميع هؤلاء الأشخاص عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المحادثات الدبلوماسية.

وقال دنيس روس المبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، يحتاج إلى انتهاء حرب غزة وتحديد مسار موثوق لإقامة دولة فلسطينية "قبل أن يعاود الانخراط في مسألة التطبيع".

وقالت المصادر الستة إن واشنطن والرياض ستركزان بشدة على الشراكة الاقتصادية وقضايا إقليمية أخرى أثناء زيارة ترامب. وأكد مسؤولون من الجانبين أن من المرجح الاتفاق على استثمارات مربحة، مثل صفقات أسلحة كبرى ومشروعات ضخمة والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأضافوا أن هذا النهج تأكد خلال محادثات دبلوماسية بين مسؤولين سعوديين وأمريكيين قبيل أول زيارة رسمية يقوم بها ترامب منذ عودته للبيت الأبيض في يناير كانون الثاني.

وهدف ترامب المعلن هو الحصول على استثمارات سعودية بقيمة تريليون دولار في الشركات الأمريكية، بعدما عبر ولي العهد عن رغبة المملكة في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة في الأربع سنوات المقبلة بمبلغ 600 مليار دولار.

وتدرك السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، قواعد اللعبة جيدا بداية بإبهار الضيف لضمان الحصول على مرادها. وقالت المصادر لرويترز إن الهدف هو تجنب الألغام الدبلوماسية، وربما، وفقا لأحد المصادر، الحصول على تنازلات من ترامب بشأن حرب غزة وتداعياتها.

وقال روبرت موجيلنيكي كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية وهو مركز أبحاث في واشنطن "تريد إدارة ترامب أن تكون هذه الرحلة حدثا مهما. وهذا يعني الكثير من الإعلانات المبهرة عن صفقات وعلاقات تعاون يمكن تسويقها على أنها مفيدة لأمريكا".وأضاف "تطبيع العلاقات مع إسرائيل مسألة أعقد بكثير من مجرد بسط السجادة الحمراء للرئيس ترامب والإعلان عن صفقات استثمارية".وأحجم متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق على أي تفاهم جرى التوصل إليه قبل الزيارة، قائلا إن ترامب "سيسعى إلى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وشركائنا في الخليج خلال الزيارات".

ولم يرد مركز التواصل الحكومي السعودي على طلب للتعليق.و

وقبل أن تشن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجماتها على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023،، كان ولي العهد يقترب من إبرام معاهدة دفاعية تاريخية مع واشنطن .

لكن حجم العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 52 ألف شخص وتشريد 1.9 مليون من سكان غزة، تسبب في تعليق المحادثات. واتهم الأمير محمد إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.

وقال المصدران الخليجيان إن ترامب، الذي يشعر بالإحباط من تأثير أزمة غزة على جهود التطبيع، قد يستغل زيارته للكشف عن إطار عمل أمريكي لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 شهرا.

وأضافا أن الخطة قد تتضمن تشكيل حكومة انتقالية وترتيبات أمنية جديدة لغزة بعد الحرب، مما قد يعيد تشكيل الدبلوماسية الإقليمية ويمهد الطريق لمحادثات التطبيع مستقبلا.

وفي إطار الجهود الدبلوماسية الجارية، التقى ترامب على انفراد بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر يوم الخميس لمناقشة الحرب في غزة والمحادثات النووية مع إيران وفقا لموقع أكسيوس.ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية بعد على أسئلة حول مناقشات ترامب بشأن غزة.

ومن الملفت للنظر أن ترامب لم يعلن عن زيارته إسرائيل ضمن جولته في المنطقة. وأشار دبلوماسيان إلى أن الرئيس الأمريكي امتنع مؤخرا عن الحديث عن خطة "ريفييرا غزة" التي أثارت غضب العالم العربي باقتراحه تهجير جميع سكان غزة وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع الساحلي.

وقبيل الزيارة، اتخذت واشنطن عددا من الإجراءات الإيجابية حيال المملكة. فالاتفاق على وقف القصف الأمريكي ل"أنصار الله" في اليمن يتماشى مع وقف إطلاق النار السعودي هناك. كما فصلت واشنطن محادثات التعاون النووي المدني عن مسألة التطبيع.

وأُعيد إحياء اتفاقية الدفاع السعودية الأمريكية المتعثرة، التي كان يتوقع في البداية أن تكون معاهدة رسمية، في هيئة اتفاق مصغر من الضمانات الأمنية في أواخر فترة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لتفادي معارضة الكونجرس.

وقالت ثلاثة مصادر إن إدارة ترامب استأنفت الآن تلك المحادثات، إلى جانب المناقشات بشأن اتفاقية نووية مدنية، مع تحذيرها من أن وضع شروط سيستغرق وقتا لحلها.

* نفوذ الصين

زيارة ترامب إلى السعودية أول زيارة رسمية وثاني رحلة خارجية له منذ إعادة انتخابه، بعد حضوره جنازة البابا في روما. وتشمل جولته في الخليج أيضا قطر والإمارات.

يقول دبلوماسيون إن وراء هذه الزيارات، يكمن جهد أمريكي مدروس لإعادة تأكيد النفوذ وإعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية في منطقة وسعت فيها بكين، المنافس الاقتصادي الرئيسي لواشنطن، نفوذها بثبات في قلب نظام البترودولار.

وبدأت أول جولة خارجية لترامب في عام 2017 أيضا من الرياض، حيث كشف عن استثمارات سعودية بقيمة 350 مليار دولار.

ويحظى ترامب بثقة كبيرة لدى القيادة السعودية نابعة من علاقاته الوثيقة مع ولي العهد خلال ولايته الأولى، وهي الفترة التي اتسمت بصفقات أسلحة ضخمة ودعم أمريكي راسخ للأمير محمد، حتى وسط الغضب العالمي إزاء مقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في إسطنبول.

وقالت خمسة مصادر في قطاع الطاقة إن السعودية وحلفاءها الخليجيين يعتزمون أيضا حث ترامب على تخفيف القيود التنظيمية الأمريكية التي أعاقت الاستثمار الأجنبي بشكل متزايد، لا سيما في القطاعات التي تعتبر جزءا من "البنية التحتية الوطنية الحيوية" للولايات المتحدة.

وأوضحت المصادر أن الوزراء السعوديين سيدعون في اجتماعاتهم مع المسؤولين الأمريكيين إلى تعزيز الظروف المواتية للأعمال التجارية، على أساس أن المغالاة في القيود التنظيمية تثبط عزيمة المستثمرين في الأمد الطويل، لا سيما في وقت تسعى فيه الصين جاهدة لاستقطاب رأس المال الخليجي.

وتتصدر مواجهة الصعود الاقتصادي للصين قائمة أولويات السياسات الخارجية لترامب، لكن هذا لن يكون سهلا في السعودية. فمنذ إطلاق رؤية 2030، أصبحت الصين جزءا لا يتجزأ من خطط المملكة، إذ هيمنت على قطاعات مختلفة من الطاقة والبنية التحتية إلى الطاقة المتجددة.

مقالات مشابهة

  • صالح عبد النبي يكشف أسرار وكواليس مشاركته بمسلسل كامل العدد.. فيديو
  • من السلاح إلى السياسة | تعرف على الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني
  • من السلاح إلى السياسة | تعرف إلى الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني
  • هل يطغى الاقتصاد على السياسة في جولة ترامب الخليجية؟
  • من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟
  • حزب بارزاني:حل حزب الـpkk بداية لنيل حقوق الشعوب الكردية
  • هل ستملي دول الخليج على ترامب شكل السياسة الخارجية؟
  • المالكي:زعل إطاري على لقاء السوداني بالشرع
  • المقاطعة تتقدّم وإسرائيل تُعزل في عقر دار داعميها
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم