فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية يؤكد أهمية الوعي الفكري لمواجهة التضليل الرقمي
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
شهدت جامعة بنها، في ثالث أيام فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية الثاني عشر» الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع الجامعة، ندوة علمية بعنوان «تحديات الإيمان في العصر الرقمي»، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبمشاركة نخبة من علماء الأزهر وعدد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب كلية التربية النوعية.
استهدفت الندوة توضيح خطورة «الحرب على المفاهيم الدينية» عبر الفضاء الرقمي، وكشف أساليب «التضليل المغلف بالعلم» الذي يسعى لزعزعة الثقة في الوحي والسنة وتشويه القدوات الإسلامية، من خلال تقديم أدوات فكرية ومعرفية تمكّن الشباب من بناء مناعة فكرية تحميهم من حملات التشكيك المنتشرة عبر المنصات الرقمية.
في كلمته الافتتاحية، رحّب الأستاذ الدكتور هاني شحته، عميد كلية التربية النوعية، بعلماء الأزهر المشاركين، مؤكدًا أن هذا اللقاء يمثل فرصة حقيقية لتحصين عقول الشباب من الأفكار الهدامة، ودعمهم في تكوين رؤية نقدية متزنة تقوم على الحوار والمعرفة، مشيرًا إلى أن التواصل المباشر مع علماء الأزهر يسهم في ترسيخ الفهم الوسطي للدين ويحمي الطلاب من الانجراف وراء أي تيار فكري سطحي أو مشوه.
من جانبه، أوضح فضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الهجوم على المفاهيم الدينية عبر الإنترنت يجري بأساليب دقيقة تستهدف تفكيك الهوية الإسلامية، من خلال تشويه مفاهيم العرض والشرف والحشمة، وربطها بالرجعية، وتقديم التحلل الأخلاقي تحت شعار الحرية المطلقة.
وبين أن مواجهة هذه الحملات تتطلب وعيًا عميقًا بالفرق بين الحرية المسؤولة والفوضى الفكرية التي يروّج لها التضليل الرقمي.
وأضاف العواري أن «التضليل المغلف بالعلم» يمثل أحد أخطر أشكال الغزو الفكري المعاصر، حيث تُقدَّم الشبهات في صورة أبحاث أو محتوى رقمي يفتقر إلى الأسس المنهجية، بهدف إضعاف الثقة في النصوص الشرعية والتاريخ الإسلامي، وإسقاط المرجعيات الدينية والأخلاقية التي يقوم عليها المجتمع.
وأشار إلى أن من أبرز أساليب هذه الحرب الفكرية «تشويه القدوات» وإسقاط الرموز الإسلامية في محاولة لإفراغ المجتمع من شخصياته المرجعية، مقابل الترويج لرموز زائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تستنزف طاقات الشباب في التفاهة واللهو، مما يؤدي إلى فراغ قيمي يسهل ملؤه بالأفكار الهدامة.
وأكد العواري أن المنهج الإسلامي في التربية قائم على «إعمال العقل» والبحث عن الحقيقة من مصادر موثوقة، بما يتيح للفرد التمييز بين الصواب والشبهة، ويؤسس لوعي فكري ناضج يحمي المجتمع من التضليل.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور حسن يحيى، أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، أن الأسابيع الدعوية التي ينظمها مجمع البحوث الإسلامية في الجامعات تمثل استجابة واقعية لتحديات العصر الرقمي، وتهدف إلى مد جسور التواصل الفكري والمعرفي مع الشباب لترسيخ أسس وعي ديني ووطني مستنير، مؤكّدًا أن الإيمان ليس مجرد فكرة بل هو قوة فاعلة ومنهج حياة متكامل.
وتحدث يحيى عن استهداف الهجمات الإلكترونية لمنظومة القيم الأسرية، عبر الترويج لأفكار تشجع على التمرد على الآباء وإلغاء أدوارهم تحت شعارات الحرية الزائفة، محذرًا من خطورة تجاوز الحدود الأخلاقية في العلاقات الاجتماعية داخل الأوساط الطلابية، لما لذلك من آثار سلبية على استقرار الفرد والمجتمع.
وفي ختام الندوة، دعا أمين اللجنة العليا للدعوة الشباب إلى الاقتداء بالأنبياء والصحابة والعلماء وآبائهم وأمهاتهم الذين يمثلون القدوة العملية في التضحية والقيم، مؤكدًا أن استلهام تجارب هؤلاء هو السبيل لتكوين وعي ناضج يميز بين القدوة الحقيقية والزائفة.
يذكر أن فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية الثاني عشر» الذي بدأ الأحد ١٢ أكتوبر وتستمر حتى الخميس ١٦ أكتوبر، تتضمن سلسلة من الندوات الحوارية حول موضوعات مثل «الإيمان والهوية»، و«تحديات الإيمان في العصر الرقمي»، و«الإيمان والحياة»، و«الإيمان وتحقيق الأهداف».
ويأتي هذا البرنامج في إطار حرص الأزهر الشريف على التواصل مع شباب الجامعات وترسيخ القيم الدينية والوطنية لديهم، وبناء جيل واعٍ ومستنير يحمل رسالة الوسطية والاعتدال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة بنها أسبوع الدعوة الإسلامية الإمام الأكبر شيخ الأزهر مجمع البحوث الإسلامية أسبوع الدعوة الإسلامیة البحوث الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
أمين العليا للدعوة: الأزهر حريص على مد جسور التواصل الفكري والمعرفي مع الشباب
واصلت اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية الثاني عشر»، بالتعاون مع جامعة بنها، تحت عنوان: «لماذا الإيمان أولًا؟».
جاء ذلك برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث عُقد اللقاء الثالث بكلية التربية النوعية جامعة بنها، تحت عنوان: «تحديات الإيمان في العصر الرقمي»، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر، وبحضور عدد من قيادات وأعضاء هيئة التدريس بالكلية، وقد استهدفت الندوة توضيح "الحرب على المفاهيم" الدينية وتشويهها رقميًا، وكشف "التضليل المغلف بالعلم" لزعزعة اليقين في الوحي، والتصدي لـ "تشويه القدوات" الإسلامية الكبرى، من خلال تزويد الشباب بالأدوات المنهجية والمعرفية اللازمة لبناء مناعة فكرية أمام موجات التشكيك الرقمية.
في بداية الندوة رحب الأستاذ الدكتور هاني شحته، عميد الكلية، بعلماء الأزهر الشريف الأجلاء، معتبرا هذا اللقاء يمثل فرصة ذهبية لـتحصين الشباب من الأفكار الهدامة وتعزيز فهمهم الوسطي للدين، لأن الحوار مع علماء الأزهر هو ضرورة معرفية تضمن للطلاب بناء عقلية نقدية متوازنة، وتوجههم نحو اليقين والمعرفة العميقة بدلاً من الانجراف وراء أي تيار سطحي أو مشوه.
وفي كلمته ذكر الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الحرب على "المفاهيم الدينية" في الفضاء الرقمي تتم بآلية متقنة، وهذه الحرب تتجاوز مجرد النقد إلى حملات ممنهجة تهدف إلى تفكيك المفاهيم التي تشكل الهوية الإسلامية، مثل مفاهيم العرض والشرف والحشمة، حيث تتم تشويهها رقميًا عبر وسمها بالرجعية أو التخلف، وتقديم التحلل الأخلاقي باسم "الحرية المطلقة" كبديل عصري وجذاب، مما يتطلب من الشباب وعيًا عميقًا بالفرق بين الحرية المسؤولة والفوضى الأخلاقية التي يروج لها التضليل الرقمي.
وبين العواري أن ظاهرة "التضليل المغلف بالعلم" بأسلوب منهجي دقيق، هي ضمن منظومة الغزو الفكري الحديث، والتي تتم باستخدام التكنولوجيا لتقديم الشبهات ضد العقيدة والتاريخ الإسلامي في هيئة أبحاث مزيفة أو مقاطع فيديو سطحية تفتقر إلى الأصول المنهجية، بهدف زرع الشكوك، وزعزعة اليقين في الوحي والسنة النبوية الشريفة، وبالتالي نسف الثوابت الإسلامية واستبدالها بأفكار تسقط كل مرجعية دينية أو أخلاقية، في مسعى واضح لضرب أسس الثقافة والقيم التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي.
وأشار فضيلته، إلى أن أعداء المجتمعات الإسلامية، يعتمدون على استراتيجية "تشويه القدوات" الإسلامية الكبرى وإسقاط الرمزية في المجتمع، وليس هذا انتقادًا عابرًا بل محاولة لإفقاد المجتمع قيمه الرمزية، إضافة إلى أن هناك جهودًا منظمة لبناء "قدرات زائفة" على منصات التواصل الاجتماعي، وهذه النماذج سطحية، حيث تصرف طاقات الشباب نحو التفاهة واللهو بدلاً من الاقتداء بالمفكرين والقادة الحقيقيين، مما يؤدي إلى إحداث فراغ قيمي ومعرفي هائل يسهل ملؤه بأي محتوى هدام.
وأكد على أن "الأدوات المنهجية والمعرفية" هي التي تمكن الشباب من بناء مناعة فكرية، لهذا نجد المنهج الإسلامي في التربية يقوم على بناء الشخصية على أعمال العقل من خلال الاعتماد على الحقائق والبحث عن المصادر الموثوقة، التي تمكن الفرد من التمييز بين الحقيقة والشبهة الزائفة.
من جانبه سلط الدكتور حسن يحيى، أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، الضوء على الدور الذي تلعبه "الأسابيع الدعوية لمجمع البحوث الإسلامية" في تعميق الوعي لدى طلاب الجامعات، كما أن مثل هذه اللقاءات هي استجابة عملية وحتمية للتحديات التي يفرضها العصر، حيث يحرص الأزهر على مد جسور التواصل الفكري والمعرفي المباشر مع الشباب لترسيخ أسس وعي ديني ووطني مستنير وقوي، مضيفا أنه يتم إعداد البرامج الدعوية في الأزهر لتلامس التساؤلات الوجودية والعملية للشباب، لأن الإيمان ليس كفكرة مجردة بل كقوة دافعة ومنهج متكامل لحياة ناجحة ومثمرة.
وأكد يحيى، أن الهجمات الإلكترونية، تستهدف بشكل خاص مفاهيم مثل: العلاقة بين الشباب، وعلاقة الآباء والأبناء، حيث يتم الترويج لأفكار تدعو إلى التمرد على السلطة الأبوية وإلغاء أدوار الوالدين الأساسية تحت شعارات الحرية المطلقة والاستقلال المفرط، مما يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية، موضحا أهمية الالتزام بالحدود الصحية في علاقة الزملاء، لضمان عدم تجاوزها إلى ما يهدد الأخلاق أو يحرض على إفشاء الأسرار الشخصية على الملأ، لأن الحفاظ على هذه المفاهيم هو الأساس لاستقرار الشباب نفسيًا واجتماعيًا.
وفي ختام كلمته حث أمين اللجنة العليا للدعوة الشباب إلى البحث عن قداوتهم في الأنبياء، والصحابة، والعلماء، بل وفي آبائهم وأمهاتهم الذين يمثلون النموذج العملي للتضحية والقيم، لأن الوعي بمسيرة هؤلاء القدوات والاستفادة من تجاربهم، يجعل الشباب يفرق بين من يمثل القيم الحقيقية ومن يمثل التفاهة.
يذكر أن فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية الثاني عشر» الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع «جامعة بنها» بدأ يوم الأحد ١٢ أكتوبر ويستمر حتى يوم الخميس ١٦ أكتوبر، يتضمن سلسلة من الندوات التي تهم الشباب مثل: «الإيمان والهوية»، و«تحديات الإيمان في العصر الرقمي»، و«الإيمان والحياة»، و«الإيمان وتحقيق الأهداف».
ويأتي تنفيذ هذه الأسابيع في إطار حرص الأزهر الشريف على مد جسور التواصل مع شباب الجامعات، وترسيخ وعيهم بالقيم الدينية والوطنية، وتحصينهم من الأفكار المنحرفة والمتطرفة، بما يسهم في بناء جيلٍ واع ومستنير يحمل رسالة الوسطية والاعتدال.