مشاركة مغربية للنسيان في كأس امم افريقيا 2023
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
كان منتخب المغرب أقرب أكثر من أي وقت مضى للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في كوت ديفوار، عطفًا على إنجازه في مونديال قطر عندما بلغ نصف النهائي، لكنه خيَّب الآمال بالخروج من ثمن النهائي.
مشاركة مغربية للنسيان في كأس امم افريقيا 2023لم يكن أشد المتشائمين يتوقع خروج المغرب مبكرًا كونه دخل النهائيات بأغلب عناصره التي أبلت البلاء الحسن في المونديال، بفوزها على عمالقة القارة العجوز بلجيكا وإسبانيا والبرتغال ووقفوا ندا أمام فرنسا بطلة نسخة 2018 في نصف النهائي.
قاده آنذاك مدربه الشاب وليد الركراكي الذي اكتسب شهرة عالمية بنتائجه المونديالية وفوزه التاريخي على البرازيل وديًا، لكن العرس القاري أعاد أسوده إلى أرض واقع مرير يعانون منه منذ سنوات كثيرة.
وحذَّر الركراكي قبل نسخة كوت ديفوار من أن الأمر لن يكون سهلًا في ظل الظروف المناخية الصعبة وكون منتخب بلاده مستهدفا من جميع المنتخبات للإطاحة به.
بدا ذلك جليًا منذ المباراة الأولى التي وإن فاز بها بثلاثية نظيفة على تنزانيا، لكنه عانى من إهدار مهاجميه للكثير من الفرص السهلة.
ولعل المدرب كان أحد الأسباب الأساسية التي أدت إلى خروج الفريق خالي الوفاض من نسخة كان يعقد عليها آمالا كبيرة لرفع الكأس للمرة الأولى منذ 48 عامًا، وشحن معنويات لاعبيه على آمل الظفر بلقب ثان تواليا عندما يستضيف النسخة المقبلة في 2025.
تكرر المشهد ضد الكونغو الديمقراطية حيث أنه رغم افتتاح منتخب المغرب للتسجيل مبكرا فشل في التعزيز ما سمح لمنافسه بالعودة في النتيجة وفرض التعادل 1-1، ثم حقق فوزا بشق النفس على تنزانيا 1-0 في الثالثة.
دفع الثمن غاليًا في ثمن النهائي أمام جنوب إفريقيا التي عكّرت صفو نجاحاته للمرة الثانية تواليًا، بعدما كانت المنتخب الأول والأخير الذي تغلب عليه عقب الإنجاز المونديالي في تصفيات النسخة الحالية (2-1).
كان ذلك لسان حال الركراكي عقب اللقاء: "أعتقد أننا حصلنا على فرص لقتل المباراة في الشوط الأول ولم نفعل، وحصلنا على ركلة جزاء كان من الممكن أن تغير المجريات لكن للأسف أهدرها أشرف حكيمي" قبل خمس دقائق من نهاية الوقت.
وأضاف: "في هذا المستوى من المنافسة الفعالية أمام المرمى مهمة جدا. هذه المجموعة ستتعلّم. عانينا من الكثير من الغيابات والإصابات وخصوصا سفيان بوفال وحكيم زياش. أنا لا أختبئ، الفشل اليوم هو للمدرب وليس للاعبين أتحمل مسؤوليتي".
وتابع: "كنت مخطئا في بعض الاختيارات" في إشارة إلى الدفع بظهير بايرن ميونخ الألماني، نوصير مزراوي العائد للتو من الإصابة والذي كان أحد نقاط ضعف أسود الأطلس في المباراة.
أخطاء في اختيار التشكيلة ركَّز عليها لاعب الوسط الدولي السابق يوسف شيبو في تحليله لقنوات "بي إن سبورتس" بقوله "مزراوي لاعب كبير لكنه لم يلعب منذ أكثر من شهر وبالتالي لم يكن جاهزا، كان الأجدر إشراك يحيى عطية الله الجاهز والمعتاد على مواجهة جنوب إفريقيا التي أغلب لاعبيها يمثلون صن داونز الذين واجههم كثيرا مع فريقه الوداد البيضاوي".
وأضاف "يجب إعادة النظر في الدفع ببعض اللاعبين في التشكيلة، يجب إشراك لاعبينا الشباب الذين توجوا بلقب أمم إفريقيا تحت 23 عاما في المغرب، من أجل بث روح جديدة وتطوير الشق الهجومي للمنتخب".
"سنعود بقوة"
تحدث الركراكي عن مستقبله على رأس الإدارة الفنية لأسود الأطلس وهو الذي صرح عقب المونديال القطري أنه سيستقيل من منصبه في حال عدم بلوغ نصف النهائي: "لا يمكن أن أقرر بخصوص مستقبلي الآن وعقب هذا الخروج القاسي، سنعود إلى المغرب ونجلس مع الرئيس (فوزي لقجع) ونرى الأفضل للمنتخب. وأنا لا زلت عند كلمتي مثلما تعرفونني".
وأضاف: "لدينا الوقت الكافي من أجل اتخاذ القرار المناسب لمصلحة المنتخب".
وتوجه الركراكي إلى الصحفيين قائلا: "الخروج ليس نهاية العالم سواء أردتم ذلك أم لا، حصل ذلك مع العديد من المنتخبات المرشحة، سنعود بقوة رغم أننا ننتظر التتويج منذ فترة طويلة، هذه المجموعة تضم العديد من اللاعبين الشباب وأنا متأكد من أنهم سيتوجون باللقب في المستقبل".
حارس المرمى البديل منير المحمدي الذي كان أحد اللاعبين القلائل الذين تحدثوا إلى وسائل الإعلام عقب المباراة حيث التزم الباقون الصمت والاستياء واضح على محياهم، قال: "لم يكتب لنا أن نواصل مشوارنا حتى النهاية والتتويج باللقب الذي تنتظره الجماهير المغربية. يجب أن نواصل العمل حتى نتمكن في المستقبل من رفع الكأس".
أما القائد رومان سايس فقال: "هناك محاور يجب تطويرها ويجب أن نعمل ونتوقف عن ارتكاب أخطاء الماضي إذا كنا نأمل الذهاب بعيدا".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المغرب امم افريقيا بطولة أمم أفريقيا كان 2023 الأمم الأفريقية
إقرأ أيضاً:
كأس أمم إفريقيا 2025.. زامبيا تعود إلى الواجهة القارية بطموحات استعادة أمجاد 2012
يستعد المنتخب الزامبي لكرة القدم لتسجيل حضور جديد في سجل مشاركاته القارية، عندما يخوض غمار النسخة الـ35 من بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي تستضيفها المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر وحتى 18 يناير، في ظهوره التاسع عشر بتاريخ البطولة.
ويدخل منتخب زامبيا المنافسات بطموحات واضحة، أبرزها تقديم مستوى أفضل مقارنة بالنسخة الماضية التي ودعها مبكرًا من دور المجموعات، إلى جانب السعي لاستعادة أمجاده القارية التي بلغ ذروتها عام 2012، حين تُوِّج باللقب الأفريقي للمرة الأولى والأخيرة في تاريخه.
وجاء تأهل المنتخب الزامبي إلى البطولة الحالية بعد تصدره المجموعة السابعة في التصفيات، والتي ضمت منتخبات قوية مثل كوت ديفوار وسيراليون وتشاد.ونجح الفريق في جمع 13 نقطة، بواقع أربعة انتصارات وتعادل واحد مقابل خسارة واحدة، ليؤكد جاهزيته للمنافسة رغم تواضع تصنيفه العالمي.
وتبلغ القيمة التسويقية لمنتخب زامبيا نحو 22.48 مليون يورو، ويقع في المجموعة الأولى رفقة منتخبات المغرب ومالي وجزر القمر، في مجموعة تبدو متوازنة وصعبة في الوقت ذاته.
ويفتتح “الرصاصات النحاسية” مشوارهم بمواجهة منتخب مالي يوم 22 ديسمبر على ملعب المركب الرياضي محمد الخامس، ثم يلتقون منتخب جزر القمر يوم 26 من الشهر نفسه على الملعب ذاته، قبل أن يختتموا مباريات دور المجموعات بمواجهة قوية أمام منتخب المغرب صاحب الأرض والجمهور يوم 29 ديسمبر.
ويعوّل المدير الفني ويدسون نييريندا على مجموعة من العناصر البارزة، يتقدمهم باتسون داكا، صاحب أعلى قيمة تسويقية في الفريق (8 ملايين يورو)، إلى جانب لاميك باندا، فاشيون ساكالا، وقائد المنتخب لوبامبو موسوندا، في محاولة لبلوغ الأدوار الإقصائية والذهاب لأبعد نقطة ممكنة.
ويمتلك المنتخب الزامبي تاريخًا حافلًا في البطولة، حيث سبق له التتويج باللقب عام 2012، كما حل وصيفًا في نسختي 1974 و1994، واحتل المركز الثالث ثلاث مرات أعوام 1982 و1990 و1996. وخاض الفريق 66 مباراة في أمم أفريقيا، حقق خلالها 27 فوزًا، مقابل 23 خسارة و19 تعادلًا، مسجلًا 83 هدفًا واستقبلت شباكه 70 هدفًا.
ورغم هذا التاريخ القاري، لم ينجح المنتخب الزامبي في بلوغ نهائيات كأس العالم عبر تاريخه، الذي شهد واحدة من أعظم المآسي في كرة القدم الأفريقية، إثر حادث تحطم الطائرة العسكرية عام 1993، الذي أودى بحياة 18 لاعبًا وعدد من أفراد الجهاز الفني.
وعلى صعيد الأرقام الفردية، يُعد كينيدي مويني أكثر لاعبي زامبيا مشاركة دوليًا بـ122 مباراة، بينما يتربع الراحل جودفري شيتالو على صدارة الهدافين التاريخيين للمنتخب برصيد 79 هدفًا.
ويحتل منتخب زامبيا حاليًا المركز 87 عالميًا في تصنيف “فيفا”، والمركز 18 أفريقيًا، بعدما سبق له الوصول إلى أفضل تصنيف في تاريخه بالمركز الـ15 عالميًا عام 1996، فيما كان أسوأ مركز له هو الـ102 في عام 2011، ليبقى حضوره في “كان المغرب” فرصة جديدة لإعادة كتابة فصول من تاريخه القاري.