هل بدأ النقاش السعودي- الإيراني حول الملف اللبناني؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
كتب ابراهيم ناصر الدين في" الديار":بانتظار ان تتبلور التسويات الكبرى، فان الانعكاسات الاولية على الجبهة اللبنانية ستكون مباشرة، فالتصعيد سيكون سيد الموقف اذا اجهضت الهدنة المرتقبة، والتهدئة في غزة ستشمل جبهة الجنوب حكما كما حصل في المرة السابقة، وهذا سيتيح إعادة فتح ملف الحدود البرية، وترتيبات "اليوم التالي" لوقف الحرب.
ووفقا لمصادر مطلعة، اجرى المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين اتصالات بعيدا عن الاضواء لبلورة صيغة التسوية المقبلة. والاعلان الرسمي والعلني من قبل وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب عن الاستعداد لاجراء مفاوضات غير مباشرة مع "اسرائيل"، يعتبر "رسالة" واضحة حيال القبول بفتح باب النقاش الجدي، لكن بعد اعلان وقف العمليات العسكرية في غزة، وهو امر يوافق عليه حزب الله، وكان اصلا شرطه الاساسي قبل اي نقاش. واليوم يبحث "الاسرائيليون" عن صيغة اولية تعيد معظم سكان الشمال إلى بيوتهم، في ظل قناعة لدى دوائر القرار بعدم القدرة على التوصل الى اتفاق يبعد المقاومة عن الجدار الحدودي، ولهذا ثمة صيغ اميركية لمنحها "شرعية" البدء بمعركة عسكرية واسعة ضد حزب الله في المستقبل ،اذا كان امكانية الوصول الى حل متعذر راهنا؟!
في هذا الوقت، وفيما تصر قيادة حزب الله على فصل الاستحقاقات الداخلية عن مسار التطورات الاقليمية، الا ان "خصوم" حزب الله يشعرون بالقلق ازاء صعود الدور الايراني "والهرولة" الخليجية – الاميركية، لايجاد تفاهمات مع طهران حول مستقبل المنطقة، ويخشون بحسب مصادر سياسية بارزة ان تكون على حسابهم، خصوصا ان الحراك الديبلوماسي النشط للسفير السعودي في بيروت الوليد البخاري بات يثير الكثير من علامات الاستفهام، فهو التقى نظيره الايراني، ويسعى لايجاد استقلالية واضحة في اتصالاته بعيدا عن سطوة نظيرته الاميركية، وبدأ يعطي مؤشرات واضحة برزت في لقائه الاخير مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بان الرياض تحولت إلى شريكة جدية في الحوار مع طهران حول الملف اللبناني، وأنها ستكون مستعدة لتليين مواقفها في ما يتعلق بحزب الله من خلال العمل على خطين: التوصل لتسوية رئاسية وتشكيل حكومة جديدة، وكذلك ايجاد تسوية لملف الحدود لابعاد خطر المواجهة الواسعة.
في الخلاصة، يبدو ان "خصوم" حزب الله خارج المعادلة، وتبدو الولايات المتحدة بدون "خارطة طريق"، ويبدو ان طهران نجحت عبر الهجمات التكتيكية لحلفائها في خلق واقع سياسي جديد في المنطقة لن تكون الساحة اللبنانية بعيدة عنه، ويبقى الامل الوحيد لديهم لتجنب الكارثة السياسية، نجاح اليمين المتطرف في "اسرائيل" في "قلب الطاولة" وتفجير التسوية!
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
اجتماع أوروبي إيراني مرتقب في جنيف لبحث الملف النووي
يعتزم وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عقد محادثات نووية مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة المقبلة، في مدينة جنيف السويسرية، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي غربي، وذلك في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تصعيداً عسكرياً واسع النطاق بين إسرائيل وإيران.
وأوضح المصدر أن وزراء الدول الأوروبية الثلاث سيلتقون أولًا بمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، داخل القنصلية الألمانية بجنيف، على أن يعقب ذلك اجتماع مشترك مع الوزير الإيراني، في خطوة تهدف إلى محاولة تهدئة الأوضاع والعودة إلى مسار دبلوماسي متوازن بشأن الملف النووي الإيراني.
وأشار المصدر إلى أن الترتيبات تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، في ظل تنامي القلق الدولي من انزلاق الوضع نحو حرب شاملة في الشرق الأوسط.
قرار دولي جديد ضد طهرانوكانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قد قدمت الأسبوع الماضي مشروع قرار لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تم التصويت لصالحه، وأكد أن إيران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في ظل تقدمها المثير للقلق في تخصيب اليورانيوم.
يأتي هذا الحراك السياسي في ظل تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، حيث شنت تل أبيب، فجر الجمعة، هجومًا مباغتًا استهدف منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، امتدت من المناطق الحدودية مع العراق إلى طهران ومشهد شرقًا.
وردت إيران بسلسلة ضربات صاروخية واسعة استهدفت مدنًا ومنشآت استراتيجية في الداخل الإسرائيلي، ما فتح الباب أمام مخاوف إقليمية ودولية من اتساع رقعة المواجهة، وتعطيل أي مسار دبلوماسي محتمل.
ويُعد اللقاء المرتقب في جنيف محاولة أوروبية أخيرة لاحتواء الموقف، والحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى حرب مباشرة، مع التأكيد على ضرورة عودة طهران إلى التزاماتها النووية.