«ذى إيكونوميست»: تصاعد الخلاف بين زيلينسكي وقائد الجيش الأوكراني يهز الساحة السياسية
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
فى ظل استمرار واشتداد المعارك بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية، فى الحرب الطاحنة التى تدور رحاها بين الطرفين منذ أواخر فبراير من العام قبل الماضي، وسعى كل من الطرفين إلى إظهار تفوقه على الطرف الآخر.
وانتشرت شائعات فى العاصمة كييف فى ٢٩ يناير تفيد بأن الرئيس فولوديمير زيلينسكى كان على وشك إقالة قائد القوات المسلحة، الجنرال فاليرى زالوزني، بعد فترة من التوترات بينهما.
ذكرت المجلة، يوم الأربعاء، أن إطاحة واحدة من أكثر الشخصيات شعبية فى أوكرانيا ستكون مثيرة للجدل إلى حد كبير، وستمثل لحظة محورية فى صراع أوكرانيا مع روسيا.
وحتى الآن، لم يعلن زيلينسكى عن استبدال الجنرال، لكن هذا لا يعنى أن وظيفة الجنرال زالوزنى آمنة، بحسب المجلة. وأضافت أن "ربما يكون السبب ببساطة هو أن بديله لم يتم تعيينه بعد". وأكدت مصادر فى هيئة الأركان العامة ومقربة من الجنرال زالوزني، بحسب المجلة، أن "هناك تغييرًا يجرى العمل عليه".
وتمكّنت "الإيكونوميست"، من تأكيد عقد اجتماع فى وقت مبكر من المساء أبلغ فيه الرئيس جنراله بأنه قرر إقالته. كما عُرض على زالوزني، دور آخر وهو "أمين مجلس الأمن القومى ولكنه رفض".
وجاء فى حديث المجلة البريطانية أنه "سرعانًا ما تسربت أخبار الخطة إلى وسائل الإعلام المحلية، ونفت وزارة الدفاع والقصر الرئاسى إقالة الجنرال، وهذا صحيح من الناحية الفنية".
وأضافت المجلة البريطانية، أن المشكلة تكمن فى العلاقة المختلة بين الرئيس وجنراله، والشكوك فى مكتب الرئيس بأن الجنرال لديه طموحات سياسية لم تختف. ويبدو أن الرجلين قد تضررا بسبب الخلاف. وأشارت أن الخلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية فى أوكرانيا تثير قلق حلفاء كييف الرئيسيين.
ووصفت المجلة البريطانية، الواقع الأوكرانى فى ظل هذه الخلافات، قائلةً إن الشائعات تأتى فى وقت حرج.
وأضافت أن الهجوم المضاد الذى شنته أوكرانيا فى الصيف قد فشل، وتواجه أوكرانيا حالة من عدم اليقين بشأن درجة الدعم الأجنبى الذى يمكن أن تتوقعه.
ومن غير المرجح أن تؤدى المعركة حول مستقبل الجنرال زالوزنى إلى زيادة احتمالات تجديد التمويل، إذ إن القائد يحظى بتقدير كبير فى الغرب.
وفى تصريحات لـ زالوزني لـ"ذى إيكونوميست" فى نوفمبر الماضي، أعبر فيها عن اعتقاده بأن الوضع الحالى فى النزاع قد وصل إلى مرحلة "الجمود". ودعا زالوجنى فى هذه التصريحات الغرب إلى تقديم دعم إضافى لبلاده.
ومع ذلك، نفى الرئيس زيلينسكى لاحقًا صحة هذه التصريحات، مؤكدًا أن الوضع لم يصل إلى حالة الجمود وأنه يتعين على المجتمع الدولى البقاء ملتزمًا بتقديم الدعم اللازم.
وقالت إن القوات الأوكرانية الموجودة على خط المواجهة تشكو بالفعل من نقص الذخيرة، مضيفةً أن زيلينسكى ليس الشخص الوحيد الذى لاحظ شعبية جنراله.
وبدأت شخصيات المعارضة البارزة، التى تم تهميشها حتى الآن بسبب الحاجة إلى الوحدة الوطنية، فى الانضمام إلى الجنرال زالوزني.
وأكدت فى تقريرها أن هذه العملية تسارعت فى الأسابيع الأخيرة مع تزايد الشائعات حول إطاحة لجنرال.
وأشارت المجلة البريطانية، إلى أن يحق للرئيس تغيير القائد الذى لم يعد يثق به، قائلةً إن إخضاع القيادة العسكرية للمدنية هو حجر الزاوية فى الديمقراطية.
وأضافت أنه إذا تم تعيين بديل الجنرال زالوزنى فسوف يخدم بلا شك بفعالية، مضيفةً أن "إزاحة رجل يتمتع بشعبية كبيرة بين جنوده وعامة الناس مثل زالوزنى يحمل فى طياته مخاطر سياسية وعسكرية".
وتم ذكر جنرالين كمتنافسين على منصب زالوزني، وهما "أولكسندر سيرسكي"، ٥٨ عامًا؛ "وكيريلو بودانوف" (٣٨ عامًا). ويعتبر كلاهما من المقربين من الفريق الرئاسي.
كان الجنرال سيرسكي، أحد أكثر ضباط الجيش خبرة، هو العقل العملياتى وراء اثنين من أبرز انتصارات أوكرانيا ضد روسيا فى عام ٢٠٢٢: حول كييف وفى منطقة خاركيف. لكن أسلوبه القاسى فى القتال جعله لا يحظى بشعبية فى أجزاء من الجيش.
وفى العام الماضي، ضحى بقادة متمرسين فى القتال فى دفاع لا طائل منه عن بلدة باخموت الصغيرة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القوات الروسية زيلينسكي القوات الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: التهديدات اليمنية قد تُغرق الكيان الصهيوني في شلل اقتصادي شامل
يمانيون../
حذّرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية من تداعيات قرار الكيان الصهيوني بمواصلة عدوانه على غزة، مؤكدة أن التهديدات القادمة من اليمن بقيادة صنعاء تمثل عاملًا استراتيجيًا قد يُحدث شللًا اقتصاديًا واسع النطاق في “إسرائيل”، ويقودها إلى حافة الانهيار.
وأكدت المجلة، في تقرير تحليلي بعنوان “بنيامين نتنياهو يخاطر بالانهيار الاقتصادي من أجل غزوه لغزة”، أن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، المُحاصر داخليًا، يدفع “إسرائيل” نحو هاوية اقتصادية غير مسبوقة، نتيجة سياساته العسكرية الفاشلة وتجاهله المتعمد للمتغيرات الإقليمية الجديدة، وعلى رأسها صعود صنعاء كلاعب مؤثر في معادلة الردع.
وأشار التقرير إلى أن استمرار العدوان الصهيوني على غزة، رغم عجزه عن تحقيق أهدافه العسكرية، يدفع “إسرائيل” إلى مواجهة مباشرة مع الرد اليمني المتصاعد، والذي بات يمثل تهديدًا حقيقيًا للبنية التحتية الاقتصادية للكيان، من الجو والبحر.
ونقلت المجلة أن الهجوم اليمني الأخير بصاروخ من طراز يُعتقد أنه “فلسطين-2″، والذي اقترب من مطار “بن غوريون”، حمل رسالة ردع استراتيجية مفادها أن المجال الجوي للاحتلال لم يعد آمناً، مذكّرة بأن صنعاء أعلنت بوضوح استعدادها لفرض “حصار جوي” كامل على الكيان في حال استمر العدوان على غزة.
وأضاف التقرير أن الاقتصاد الصهيوني، القائم على السياحة والطيران، مهدد بالشلل مع استمرار هجمات القوات المسلحة اليمنية على مطارات الكيان، لا سيما مطار “بن غوريون”، ما يدفع شركات الطيران العالمية إلى وقف رحلاتها، ويجمّد شريانًا حيويًا من الاقتصاد.
كما لفتت المجلة إلى التهديدات اليمنية المتزايدة ضد ميناء حيفا، الذي يتعامل مع أكثر من 36% من حركة البضائع في الكيان، مشيرة إلى أن صنعاء سبق وأن فرضت عمليًا حصارًا بحريًا على ميناء “إيلات” العام الماضي، أدى إلى إعلان إفلاسه، رغم أن “إيلات” يمثل فقط 5% من حجم التجارة مقارنة بحيفا.
وأكد التقرير أن التهديد اليمني لا يقوم على استخدام القنابل، بل يعتمد على استراتيجية ذكية تقوم على “خلق حالة من عدم اليقين” في قطاعات الشحن والنقل والتجارة، ما يؤدي إلى انهيار تدريجي في الاقتصاد، ويُجبر الكيان على الانكفاء، دون الحاجة إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
وتابعت المجلة أن نتنياهو، المتشبث بصورته المتآكلة، تجاهل مؤشرات الردع القادمة من اليمن، وانطلق في مغامرة عسكرية مكلفة، والنتيجة أن صنعاء، كما وعدت، صعدت من عملياتها وبدأت بتهديد منشآت استراتيجية حيوية، قد تُطيح بالاقتصاد الصهيوني برمّته.
ولفت التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أبدى تفهّمه لصعوبة كسر اليمن عسكريًا، مشيرًا إلى أنه رغم دعمه لـ”إسرائيل”، إلا أنه أقرّ ضمنيًا بأن البحرية الأمريكية لا تستطيع حسم المعركة مع اليمن في فترة وجيزة، ودعا لإعطاء المسار الدبلوماسي فرصة، بما يشمل مفاوضات مع طهران.
وفي ختام التقرير، حذّرت المجلة من أن “إسرائيل” تقف فعليًا على حافة الهاوية، مشيرة إلى أن أي زعيم يمتلك الحد الأدنى من العقلانية كان سيتراجع لإعادة تقييم الموقف، لكن نتنياهو يواصل المضي في خيار الانتحار السياسي والعسكري، ويجرّ كيانه نحو كارثة اقتصادية شاملة، قد تكون صنعاء مفتاحها الحاسم.
ويعكس هذا التقرير حجم التحول في موازين الردع الإقليمي، حيث باتت صنعاء اليوم لاعبًا أساسيًا في صياغة مستقبل المنطقة، ومصدر تهديد مباشر لمصالح الكيان الصهيوني، بما يثبت مجددًا أن اليمن، رغم سنوات العدوان والحصار، قد نجح في ترسيخ مكانته كقوة لا يُستهان بها في معادلة الصراع.