صور جوية تظهر عمليات هدم قد ترسم معالم منطقة عازلة في غزة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
كشف تقرير لوكالة أسوشيتد برس، أن الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل شهدت عمليات هدم جديدة على عمق نحو كيلومتر واحد، وذلك اعتمادا على صور للأقمار الاصطناعية.
ويأتي هذا الهدم في الوقت الذي قالت إسرائيل إنها تريد إنشاء منطقة عازلة هناك، رغم الاعتراضات الدولية "ما يزيد من تقليص مساحة الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها" وفق ذات الوكالة.
يذكر أن مسؤولين إسرائيليين، أشاروا في عدة مناسبات، إلى رغبتهم في إنشاء منطقة عازلة كإجراء دفاعي "قد يمنع تكرار هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس وأدى إلى إشعال الحرب المستمرة منذ قرابة أربعة أشهر".
"إجراءات حتمية"الوكالة ذكّرت في السياق بالتحذيرات الأميركية بعدم تقليص مساحة قطاع غزة، وقالت إن الجيش الإسرائيلي، "رفض الإجابة" عن سؤال لها حول ما إذا كان بصدد إنشاء منطقة عازلة، واكتفى بالقول إنه "يتخذ العديد من الإجراءات الحتمية اللازمة لتنفيذ خطة دفاعية من شأنها توفير أمن أفضل في جنوب إسرائيل".
"لكنه، اعترف بأنه هدم المباني في جميع أنحاء المنطقة" وفق تعبير الوكالة.
وقال مسؤول حكومي إسرائيلي، تحدث للوكالة دون الكشف عن هويته إن "منطقة أمنية عازلة مؤقتة" قيد الإنشاء.
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
ونطاق عمليات الهدم يثير تساؤلات حول المدى الزمني الذي يمكن أن تستمر فيه هذه المنطقة العازلة المحتملة.
أين تقع المنطقة العازلة المقترحة؟تبلغ حدود قطاع غزة مع إسرائيل حوالي 60 كيلومترا، مع وجود حدود بحرية للقطاع، لذلك فإن إنشاء هذه المنطقة العازلة سيأخذ نحو 60 كيلومترا مربعا داخل حدود غزة والتي تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 360 كيلومترا مربعا فقط.
ومعظم الأراضي بالجزء الجنوبي من قطاع غزة، حيث المنطقة العازلة المحتملة "هي أراض زراعية تتاخم الجدار الحدودي الضخم الذي تم تشييده على الأراضي الإسرائيلية التي تفصلها عن القطاع".
وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية من Planet Labs PBC التي حللّتها وكالة أسوشييتد برس مساحة كبيرة من المباني المهدمة في منطقة تبلغ مساحتها حوالي 6 كيلومترات مربعة.
وعلى بعد ما يزيد قليلا عن 4 كيلومترات شمالا، تم تحويل الأراضي الزراعية إلى منطقة "قاحلة".
وإلى الشمال تقع منطقة في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، حيث قُتل جنود احتياط إسرائيليون كانوا يعدون متفجرات لهدم مبنيين بالقرب من الحدود الإسرائيلية في يناير الماضي عندما أطلق أحد المسلحين قذيفة صاروخية على دبابة قريبة.
وقد أدى الانفجار إلى انهيار المبنيين المكونين من طابقين على الجنود، مما أسفر عن مقتل 21 منهم.
ويوجد عدد كبير من المباني المهدمة جنوب شرق مدينة غزة أيضا، والتي تدخل في نطاق المنطقة العازلة المحتملة كذلك.
وتقول أسوشيتد برس إن تحليلها لصور الأقمار الاصطناعية يتوافق مع بيانات خبراء يدرسون صور الأقمار الاصطناعية لفهم أضرار الحرب.
قام مدير مركز نظام المعلومات الجغرافية بالجامعة العبرية في القدس، آدي بين-نون، بمسح الأضرار على طول المنطقة العازلة المحتملة حتى 17 يناير.
وقال إنه من بين حوالي 2850 مبنى يمكن أن تواجه الهدم، تضرر 1100 مبنى بالفعل.
وفي مختلف أنحاء قطاع غزة، هناك تقديرات تفيد بأن 80 ألف مبنى قد تضررت خلال الحرب.
وقدر كوري شير من "سيتي يونيفرسيتي"، في نيويورك وجامون فان دان هوك، من جامعة ولاية أوريغون أضرارا أخرى بدرجة أكبر.
ويقدر كل منهما بأن ما لا يقل عن نصف المباني في غزة، أي حوالي 143,900 مبنى، قد تضررت أو هدمت خلال الحرب.
ووقعت الأضرار الأكثر شدة حول مدينة غزة –المدينة الأولى التي تم استهدافها في الهجوم البري– على الرغم من تزايد الأضرار في مدينة خان يونس الجنوبية أيضا.
وفي الضاحية التي ستكون فيها المنطقة العازلة المحتملة التي يبلغ طولها كيلومترا واحدا، تعرّض ما لا يقل عن 1329 مبنى لأضرار أو هدم بالكامل منذ بدء الحرب، حسبما قال محللون أميركيون للوكالة.
وتوجد بالفعل على حدود غزة مع مصر منطقة عازلة ضيقة تعرف باسم محور فيلادلفيا، والذي تم إنشاؤه كجزء من اتفاق السلام الذي أبرمته مصر مع إسرائيل عام 1979.
في ديسمبر الماضي، أبلغت إسرائيل حلفاءها الغربيين وبعض الدول العربية بخططها لإنشاء منطقة عازلة بينها وبين قطاع غزة، حسبما قال دبلوماسيون مصريون وغربيون لوكالة أسوشييتد برس، لكن لم تتضمن المناقشات تفاصيل محددة.
وأثارت أنباء المنطقة العازلة مخاوف المجتمع الدولي بشأن تآكل الأراضي الفلسطينية بشكل أكبر، وخاصة في الولايات المتحدة.
وحذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في 25 يناير الماضي قائلا "نحن لا نؤيد أي تقليص لأراضي غزة".
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية على أسئلة وكالة أسوشييتد برس حول عمليات الهدم "في المنطقة العازلة المحتملة" وفق تعبيرها، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، قال للصحفيين، الأربعاء، إن المسؤولين "أثاروا المسألة مع إسرائيل".
وأضاف "أوضحنا لهم نفس الشيء الذي قلناه علنا، وهو أننا نعارض أي تقليص لمساحة أراضي غزة".
موقف الفلسطينيين؟تقول أسوشيتد برس إن النمو المستمر للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في ظل حكومة بنيامين نتانياهو، تزيد من تقويض احتمالات قيام دولة فلسطينية، في إطار حل الدولتين، الذي طال انتظاره لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، المستمر منذ عقود.
ويريد الفلسطينيون، ضم كل من الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، في دولتهم المستقبلية.
وقالت وزارة الخارجية، التابعة للسلطة الفلسطينية التي تشرف على الضفة الغربية، في بيان لها، إن "إسرائيل تواصل تنفيذ مشاريعها الاحتلالية والاستعمارية في قطاع غزة، ويتجلى ذلك في شروعها مؤخرا في إنشاء ما تُسميه "المناطق العازلة على طول الحدود مع قطاع غزة".
وفي رده على سؤال حول الخطط الإسرائيلية المحتملة لإنشاء منطقة عازلة قال باسم نعيم، وهو مسؤول في حماس، إن الحركة -التي تحكم قطاع غزة-، "مصممة على عدم السماح بحدوث ذلك" لكنه لم يخض في التفاصيل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إنشاء منطقة عازلة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل وحربها الممنهجة
على الرغم من ظهور إسرائيل كوحش كاسر فإن الغرب، وفى صدارته الولايات المتحدة الأمريكية، يقوم باحتضانها، ويشمل الصهاينة برعايته، وهو ما شجعها على السطو وارتكاب الجرائم والمذابح ضد الفلسطينيين. ويجرى كل ذلك أمام العالم دون أن تساءل أو تحاسب أو تعاقب. واليوم وبعد دخول حربها فى غزة الشهر الثامن عشر تستمر فى ارتكاب القتل الممنهج ضد أبناء الشعب الفلسطينى الأبرياء من أطفال ونساء ليصل أعداد الشهداء إلى نحو 54 ألفا، وتتجاوز أعداد المصابين والمفقودين المائة ألف. هذا فضلا عن حملة التدمير وهدم البيوت على رؤوس قاطنيها، ومهاجمة المستشفيات بالاضافة إلى فرضها حصارًا تجويعا على الفلسطينيين.
برغم كل هذا لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا، وعلى العكس وقف الغرب داعما لها، وتصدرت الولايات المتحدة الأمريكية منح الدعم للكيان الغاصب ماديا وعسكريا ومعنويا. أكثر من ذلك قامت بالتشويش على ما يرتكبه الكيان من جرائم، والعمل على مد طوق النجاة له فى المسرح الدولى ويجرى هذا دون أن يتم كبح جماح هذا الكيان الغاصب.وساير الغرب الموقف الأمريكى، لا سيما أنه قد اعتاد منذ 1957 ــ وهو العام الذي دشن بداية الصعود الأمريكي، وتراجع الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية ـــ أن يكون تابعا للموقف الأمريكى حيال الأحداث الجارية فى الشرق الأوسط.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية هنا هى الأكبر بامتلاكها حق النقض ( الفيتو)، الذى يرفع عن إسرائيل مغبة الوقوع فى مجال المحاسبة والمساءلة، فضلا عن كونه يبرئها من أى عقاب. وعوضا عن هذا هناك الدعم الأمريكى المالى الذى تحصل عليه إسرائيل والذى تجاوز 168 مليار دولار، ويظفر الدعم العسكرى بالجزء الأكبر إذ تبلغ نسبته نحو 78%، كما يتم مد إسرائيل بأسلحة متطورة لا تمنح لغيرها من دول المنطقة. وهناك الدعم الاقتصادى الذى يبلغ نحو 35 مليار دولار على مدار التاريخ الأمريكى لإسرائيل. الجدير بالذكر أنه منذ عملية السابع من أكتوبر جرى تخصيص أكثر من 14 مليار دولار كدعم عسكرى للكيان الصهيوني، وتم تحريك مجموعتين من حاملات الطائرات مزودتين بـ 150 طائرة حربية، كما تم تحريك غواصة نووية، وبالإضافة إلى ذلك جرى دعم سياسي كبير وصل إلى حد أن رأينا الرئيس الفرنسى " ماكرون" يبادر ويعلن عن استعداده لتشكيل تحالف دولي ضد حماس، على غرار التحالف الذى تم تشكيله من قبل ضد تنظيم داعش الإرهابى، وسارع رئيس وزراء بريطانيا "ريش سوناك" فأعلن تأييده ودعمه للاسرائيليين.
ونتساءل علام هذا الدعم الكبير لإسرائيل؟ وما الأسباب وراءه لا سيما أن إسرائيل من خلاله تبدو بوصفها الدولة الاستثناء التي يغمرها الغرب بكل ما تحتاجه، ويضفى عليها ولاء منقطع النظير، ولاء قد يصل إلى درجة القداسة؟ واليوم نقول فى معرض الرد على التساؤل:إذا عُرف السبب بطل العجب، وسيكون الجواب حاضرا، بل وسيكون التكالب على إرضاء إسرائيل مبررا عندئذٍ، إذ إن المحرك وراء ذلك هو مصلحة الغرب فى المنطقة، وإسرائيل هي النبتة الخبيثة التى تم زرعها فى المنطقة قسرا كى تكون أداة لتحقيق هذه المصلحة. وعليه فإن الحب والوله بالكيان الصهيونى لم ينبعا من فراغ، وإنما تحركهما المصالح المادية الكبيرة للغرب فى منطقة الشرق الأوسط.