لقاء ثقافي روسي بحريني في المنامة يؤكد على دور الموسيقى في تقارب الشعوب
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
في حفل كامل العدد قدّم المؤلف الموسيقي البحريني وحيد الخان مجموعة من ألبومه "العودة إلى الحياة" بمشاركة أوركسترا بطرسبورغ الكلاسيكي، وأكد على دور الفن في تقارب الثقافات والشعوب.
يأتي ذلك في إطار مهرجان ربيع الثقافة في نسخته الثامنة عشرة (المقام في الفترة من يناير وحتى مارس 2024)، والذي تتلاقى فيه الثقافات والفنون المختلفة بمكان واحد، في تجسيد منطقي لموقع مملكة البحرين الجغرافي الاستراتيجي كملتقى لثقافات الشرق والغرب، وكذلك لهويتها المتنوعة الكوزموبوليتانية (الكوكبية) الجامعة لكثير من الجنسيات على أرض الجزيرة.
وقد أقيم حفل مؤلفات وحيد الخان في المسرح الوطني للبحرين الخميس 1 فبراير، بدعم من هيئة البحرين للثقافة والآثار برئاسة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، وبمشاركة أوركسترا بطرسبورغ الكلاسيكي من مدينة بطرسبورغ الروسية بقيادة قائدة الأوركسترا الشابة فيكتوريا دوبروفسكايا، التي أشارت في كلمتها للجمهور البحريني إلى دور الموسيقى في تقارب الشعوب والثقافات.
وقالت دوبروفسكايا: "إن الموسيقى هي لغة الروح، وهي المكان الذي يلتقي فيه وجدان الشعوب. ومن هذا المنطلق فهي لغة لا حاجة لها إلى مترجمين، يفهمها ويتداولها الجميع".
إقرأ المزيدوتوجهت قائدة الأوركسترا الروسية الشابة بالشكر لهيئة الثقافة والآثار في البحرين لاستضافة الأوركسترا، وأعربت عن امتنانها للمؤلف الموسيقي وحيد الخان لدعوته لها، مؤكدة على أن العمل مع المؤلف ساده جو من التفاهم والتناغم بين الموسيقيين من البحرين والدول العربية والموسيقيين الروس، ليخرج الحفل بالصورة التي أبهرت وأمتعت الجمهور البحريني، الذي تفاعل مع كل المقطوعات بحماس شديد.
بدوره شكر الخان الموسيقيين من بطرسبورغ وأعرب عن سعادته بمشاركة فنانين من مختلف البلدان (من البحرين وروسيا ومصر ولبنان)، وأكد على أنه، وبرغم الصعاب التي أحاطت بتنظيم الحفل نظرا للحصار المفروض على روسيا، إلا أن دفء التفاعل والتناغم بين الموسيقيين أكد ويؤكد "على رغبة الشعوب في السلام والمحبة في ظل عالم متوتر يمتلئ بالصراعات والحروب من كل حدب وصوب" على حد تعبير الخان. وأكد أيضا على أن الموسيقى لغة عالمية تسهم في تقارب البشر من جميع أنحاء العالم.
وكان الخان قد قدم حفلا ناجحا في سوتشي الروسية، أغسطس الماضي، بثته قنوات روسية على الهواء مباشرة، وقامت بتغطيته القناة الأولى الروسية بمنطقة كراسنودار.
ودرس وحيد الخان في كونسيرفاتوار القاهرة عازفا لآلة الأوبوا، لدى خبير روسي يدعى سوكولوف، وأكد في تصريحات خاصة لـ RT سابقا أنه استفاد منه كثيرا، حيث قال إن أستاذه الروسي كان بمثابة "نافذة على الثقافة الروسية الواسعة، سواء في مجال الموسيقى أو في مجال الأدب الروسي المترجم أو الفنون التشكيلية وغيرها من الفنون الرفيعة التي أثرت بها روسيا الثقافة البشرية.
إقرأ المزيديأتي ذلك في ظل تأكيد روسي بحريني رسمي على عمق العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين، وآفاق التعاون على كافة المسارات، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والبرلمانية، وكذلك الثقافية والفنية، من أجل تعزيز التعايش السلمي والحوار بين الثقافات.
وإلى جانب وحيد الخان، يتضمن مهرجان ربيع الثقافة في نسخته الثامنة عشرة حفلات لأحمد الجميري وبرنامج "فن الصوت" مع فرقة البحرين للموسيقى بقيادة زياد زيمان، وعازف العود عبادي الجوهر، وخالد الشيخ وهدى عبد الله، كما يستضيف مسرح الدانة قصة أم كلثوم في عرض مسرحي (الأول من نوعه باللغة الإنجليزية)، وكذلك باليه ألف حكاية، وعازف الكمان أندريه ريو مع أوركسترا يوهان شتراوس.
إلى جانب ذلك يقدم مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث مسرحية "غزل عكا" للكاتبة رائدة طه، والتي تحكي فصولا من حياة الروائي والصحفي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني.
كذلك تقام الدورة الخمسين لمعرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية احتفالا باليوبيل الذهبي ولتكريم إنجازات الفنانين البحرينيين السابقين والحاليين. كما يستضيف مركز الفنون معرضا يابانيا بعنوان "أنا أحب السوشي"، ويستضيف معرض البارح للفنون معرضا بعنوان "أربع قصص" للفنانين دعاء آل خليفة، هالة آل خليفة، لولوة آل خليفة ومروه آل خليفة، اللاتي يشاركن رواياتهم الفريدة وتعبيراتهم الفنية.
كما يعرض ربيع الثقافة هذا العام مجموعة مختارة من العروض الموسيقية المتنوعة من بينها "كورال روح الشرق" من مصر، والمطربة الفلسطينية الأردنية لين الفقيه، وثنائي الأكورديون الحائز على جوائز France2Face.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الثقافة الروسية الثقافة العالمية فنانون مشاهير موسيقى وحید الخان فی تقارب آل خلیفة
إقرأ أيضاً:
انتهت سريعا بإنجاز وحيد.. ما وراء تعثر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا
كييف – بعد طول انتظار وأيام من الإعداد والترقب حبست أنفاس العالم، شهدت مدينة إسطنبول يوم الجمعة 16 مايو/أيار مفاوضات أوكرانية روسية مباشرة، لكنها انتهت سريعا ومن دون أي نتائج تذكر.
وبحسب وسائل إعلام محلية وغربية، لم تستغرق المفاوضات أكثر من ساعتين فقط، ومخرجاتها لم تتطرق إلى أي شيء يتعلق بإنهاء الحرب وإحلال السلام، أو حتى وقف مؤقت لإطلاق النار.
تبادل الأسرى
ولعل الإنجاز العملي الوحيد الذي اتفق عليه الفرقاء هو تبادل جديد للأسرى، يشمل ألف أسير من كل جانب بين جنود ومدنيين وحتى أطفال، وهو أكبر رقم يسجل في إطار عمليات التبادل منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.
إنجاز أشبه بذرّ للرماد في العيون، إذ لم يكن في حقيقته نتيجة توافق بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، بل استجابة لمقترح تركي بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، بحسب الإعلام الأوكراني أيضا.
وفي حديث مع الجزيرة نت، قال ميلان ليليتش نائب رئيس تحرير موقع "آر بي كا" الأوكراني "قد يقول البعض إنه لو كانت نتيجة الاجتماع الوحيدة هي إطلاق سراح ألف أوكراني، فإن الأمر يستحق ذلك. لكن هذا لا يلغي حقيقة أن المفاوضات فشلت بتحقيق أي نتيجة تتعلق بأي من الأهداف الرئيسة التي أقيمت من أجلها".
إعلان تبادل الشتائمأما تبادل الشتائم والاتهامات اللاذعة والتشكيك بالنوايا والصلاحيات، فكان السمة الأبرز لما سبق أن تخلل وتلا هذه المفاوضات، وفيه تفسير تعثرها وسرعة انتهائها.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي انتظر بلا جدوى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول وصف مستوى الوفد الروسي "بالمهين"، لترد عليه المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وتصفه "بالمهرج الفاشل".
وبدورها، صعّدت أوكرانيا نبرة الخطاب، واعتبر المتحدث باسم خارجيتها هيورهي تيخي أن دور الخارجية الروسية هو "النباح من موسكو".
وفي ما يتعلق بمضمون المفاوضات نفسها، فقد وصفه وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها "بالهراء الروسي".
وعن تفاصيل ما طالبت به موسكو، قال النائب البرلماني أوليكسي هونتشارينكو للجزيرة نت "باختصار، وضع الروس مجددا على الطاولة ما يحتاجونه لتسلم أوكرانيا بالأمر الواقع، وتستسلم".
وأضاف موضحا "يريدون عودة البلاد إلى الحياد، وعدم وجود قوات أجنبية على أراضيها. ويريدون ألا نطالبهم بتعويضات عن أضرار حربهم، وأن نحفظ حقوق الناطقين بالروسية".
والأخطر من كل هذا، حسب هونتشارينكو، "إصرار موسكو اليوم على اعتراف أوكرانيا بسيطرة روسيا الشرعية والقانونية على 5 مقاطعات (لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون وشبه جزيرة القرم)، والانسحاب من كامل أراضي تلك المقاطعات كشرط لوقف إطلاق النار".
سلاح الضغط وخداع ترامببمجرد أن انتهى اللقاء التاريخي القصير، عاد وزير الخارجية سيبيها للتلويح بعصا العقوبات الغربية على روسيا، مؤكدا أن نتائج الاجتماع دليل على ضرورة تشديدها، وأن "استفزازات موسكو وخطط بوتين لم تمر".
ودعا إلى استمرار الضغط على روسيا، ودفع بوتين إلى اللقاء مع زيلينسكي وجها لوجه، لأن "الوفد الروسي لا يتمتع بالصلاحيات الكافية، خاصة في ما يتعلق بمبادرة وقف إطلاق النار".
إعلانولم يكتف الأوكرانيون بتوجيه اتهامات لروسيا تتعلق بصدق النوايا تجاه عملية السلام ومحاولة كسب الوقت والرغبة باستمرار الحرب، بل ألقوا بلوم كبير على الوسيط و"القاضي" الأميركي أيضا.
وقال الكاتب والصحفي ليليتش "يعتقد البعض أن موسكو في الأسابيع الأخيرة لم تعد طرفا مفضلا لدى القاضي ترامب الذي عين نفسه للبت في قضية الحرب الروسية الأوكرانية، لكني أعتقد أنه لم يصبح قاضيا نزيها يستوجب عبارات الإشادة والمديح التي تكررها السلطات الأوكرانية".
وأضاف "لا يزال ميّالا لمصلحة الروس. ولإقناعه أننا نريد السلام كان علينا تقديم تنازلات حقيقية، والتوقيع على اتفاقية باطن الأرض. وبالمقابل، قال إن روسيا تريد السلام، بمجرد الإشارة إلى أنها ذاهبة للمفاوضات".
"هدف الروس كان مجرد الحضور، وسقف مطالبهم تجاوز كثيرا ما طالبوا به في 2022″، حسب ليليتش الذي رأى أن "إدارة ترامب تتحمل جزءا كبيرا من أسباب فشل مفاوضات إسطنبول، لأنها تعاملت بسذاجة مع خداع الروس لترامب، ولم تمارس ضدهم ما يدفع إلى مفاوضات جادة".
نتائج المفاوضات أعادت التشاؤم سريعا إلى الشارع الأوكراني، بعد أن أحيت الأيام السابقة أملهم بنهاية قريبة للحرب، أو اتفاق يوقف إطلاق النار.
وبحسب استطلاع للرأي أجرته مجموعة "ريتينج"، فإن 25% من الأوكرانيين يرون أن المفاوضات مع الروس ستقرّب السلام فعلا، بينما اعتبر 54% منهم أن "بوتين لا يريد إنهاء الحرب".
وفي محاولة لجمع آراء العامة، تحدثت الجزيرة نت إلى عدد من سكان العاصمة كييف، ومنهم أنتون الذي قال إن "بوتين يماطل. يخدعنا ويخدع الأميركيين والعالم المتحضر. نحن بحاجة إلى المفاوضات لوقف الحرب، لكننا لن نتنازل عن بلادنا وحريتنا. نحن مع مفاوضات موضوعية عادلة، ونريد أن يلتقي زيلينسكي ببوتين وجها لوجه، ليقول له كل شيء، ويصلا معا إلى حل وسط".
إعلانوتقول الشابة كسينيا "لا أؤمن بإمكانية الوصول إلى نتائج عبر المفاوضات. أعتقد أن روسيا ستستمر بقصف المدن وقتل المدنيين. بوتين قاتل في عيون الأوكرانيين. الحرب قد تتحول إلى البرود، لكنها لن تتوقف".
أما الشاب فيكتور فيعتقد أن "الروس يتلاعبون لكسب الوقت لا أكثر. قواتهم تتحرك بلا توقف والتعبئة في بلادنا كذلك. ما من أفق واضح لنهاية الحرب. آمل أن أكون مخطئا. انتهاؤها حلم بكل بساطة، لكنه بعيد المنال كما نرى".