دمشق-سانا

صاغت أعمال المعرض الثنائي للفنانين التشكيليين ميسر كامل وسيماف حسين مساء اليوم حواراً فنياً بصرياً بين اللوحة والمنحوتة، لم يخل من الدراما الحياتية التي لعبت فيها المرأة الدور الأبرز.

المعرض الذي تستضيفه صالة عشتار ضم 29 عملاً فنياً، انقسمت إلى 11 لوحة للفنان ميسر، بأحجام متوسطة وبأسلوب تعبيري وتقنية ألوان الإكريليك، و18 منحوتة للنحاتة سيماف بأحجام صغيرة ومتوسطة وأسلوب تعبيري، وجاء معظمها حول المرأة، وبخامات خشب السرو والكينا والتوت.

وحول المعرض قال الفنان التشكيلي ميسر في تصريح لمراسل سانا: “المعرض بالنسبة لي هو إنجاز وتحقيق لطموح اشتغلت عليه ليتم في صالة عريقة، والأعمال المعروضة هي نتاج عام 2023″، مشيراً إلى أن النحاتة سيماف فنانة مجتهدة وهناك تلاق بينهما في المعالجة الفنية لموضوع المرأة، ما ساعد على إقامة المعرض بشكل غني بصرياً من خلال اللوحات والمنحوتات جنباً إلى جنب.

بدورها النحاتة سيماف أوضحت أن فكرة أعمالها تمحورت حول الكمال والنقص ومعالجة فكرة تتجسد في سؤال كيف نعالج نقصنا ونتعامل مع ضعفنا لنسعى للكمال البشري، مستخدمة خامة الخشب التي تعتبرها مطواعة وتساعدها على إظهار المرأة بطريقة دافئة ولينة.

ولفتت إلى أن الفنان ميسر يمتلك أسلوبه الفني الخاص إلى جانب طرحه المرأة في لوحته بشكل مميز وأنيق ومنضبط، وهذا ولد تقارباً بين أسلوبيهما ووجهتي النظر الفنيتين في المعرض حول الموضوع المقدم.

ورأى الفنان التشكيلي عصام درويش مدير صالة عشتار أن أعمال الفنان ميسر جاءت مبرزة للإنسان في تكوينات تركز على عناصر متقشفة بمروحة لونية منضبطة، اعتمد فيها على خط خارجي يحدد الشكل الإنساني ويركز على اليدين كعنصر مؤثر في إظهار رهافة الشخوص، وعلى ألوان هادئة تعزز حضور بطل العمل وتبرز عالمه الداخلي.

ولفت درويش إلى أن النحاتة سيماف اعتمدت على خامة الخشب بأنواع متعددة لتصوير حالات إنسانية متنوعة، مركزة على حركة الأشكال في الفراغ ودراسة التأثير الذي يتركه حضور الكتلة بحركتها المتوازنة في محيطها، إلى جانب تأثير الخامات المتنوعة للخشب على حضور الشكل.

والفنان التشكيلي ميسر كامل من مواليد عام 1964، وهو خريج كلية الطب البشري في جامعة دمشق عام 1988، وعضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وله عدة مشاركات في معارض وملتقيات فنية جماعية ومعرض ثنائي بالمركز الثقافي في أبو رمانة، وأعماله مقتناة في سورية ودول أخرى.

والنحاتة سيماف حسين خريجة المعهد التقاني للفنون التطبيقية قسم النحت عام 2013، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، ولديها معرض فردي وعدة مشاركات في الكثير من المعارض الجماعية.

محمد سمير طحان

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة

اختتمت وزارة الثقافة مساء الجمعة فعاليات الدورة الـ34 من معرض الدوحة الدولي للكتاب، التي أقيمت في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات خلال الفترة من 8 إلى 17 مايو/أيار الجاري، تحت شعار: "من النقش إلى الكتابة". وقد سجل المعرض في نسخته الحالية حضورًا جماهيريًا كثيفًا، ومشاركة بلغت نحو 522 دار نشر وجهة من 42 دولة، بينها ولأول مرة 11 ناشرًا من دولة فلسطين، إلى جانب مكتبات شارع الحلبوني الشهيرة من سوريا، ودور نشر من الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقد بلغ عدد العناوين المدرجة في دليل إصدارات المعرض نحو 166 ألف عنوان، مما يعكس الزخم الكبير في تنوع وتعدد المحتوى المعرفي المشارك. كما شهد المعرض حضورًا فاعلًا لمؤسسات رسمية وخاصة، ووزارات وهيئات دبلوماسية معتمدة في قطر، وكانت دولة فلسطين ضيف شرف هذه الدورة.

من جانبه، عبّر مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب جاسم أحمد البوعينين، عن سعادته الكبيرة بما حققته الدورة من إشادة ومشاركة واسعة، مؤكدًا أن أعداد الزوار "فاقت التوقعات وتجاوزت أضعاف أعداد الدورة الماضية، مع تزايد ملحوظ بشكل يومي، لا سيما في الأيام الأخيرة".

وأشار البوعينين إلى أن المعرض هذا العام شهد إطلاق جائزة معرض الدوحة الدولي للكتاب، والإعلان عن الفائزين بفئاتها المختلفة، منها جائزة أفضل جناح في منطقة الطفل، التي حظيت بتفاعل كبير من العائلات لما قدمته من برامج إبداعية عززت حب القراءة لدى الناشئة.

إعلان

كما أشار إلى أن من أبرز مخرجات المعرض، نجاح مبادرة الترجمة التي أطلقتها وزارة الثقافة بالتزامن مع الافتتاح، حيث تم توقيع نحو 100 اتفاقية بين دور نشر قطرية ومؤسسات دولية لترجمة عدد من الكتب القطرية إلى لغات أخرى.

في #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب34
كل كتاب باب، وكل صفحة رحلة، وكل قارئ مسافر نحو ذاته#من_النقش_إلى_الكتابة#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/jtiHX9FCju

— وزارة الثقافة (@MOCQatar) May 12, 2025

من النقش إلى الكتابة

أوضح البوعينين أن البرنامج الثقافي المصاحب جاء منسجمًا مع شعار المعرض، وقد أثرى حضور فلسطين كضيف شرف البعد الثقافي والإنساني من خلال جناح متميز وبرنامج نوعي يعكس تنوع الثقافة الفلسطينية وعمقها التاريخي.

وشهدت أروقة المعرض تنظيم عدد كبير من الندوات الفكرية، واللقاءات الأدبية، والأمسيات الشعرية، والورش المتنوعة، التي استهدفت تطوير المهارات وتحفيز الإبداع لدى الزوار من مختلف الأعمار.

وفيما يتعلق بمشاركة الأطفال، فقد تحوّلت المساحة المخصصة لهم إلى واحة تفاعلية تجمع بين التعليم والترفيه، وعززت حضور العائلات في أجواء ثقافية دافئة. كما نوّه البوعينين بالدعم اللوجستي الكبير الذي قدمته اللجنة المنظمة للناشرين، بما يشمل الشحن، والتخليص الجمركي، والنقل، وتوفير الخدمات كافة.

وقال البوعينين "المعرض لم يعد مجرد منصة لعرض الكتب، بل مشروع ثقافي متكامل يعكس رؤية دولة قطر في ترسيخ ثقافة القراءة وتعزيز المعرفة، ونحن فخورون بما تحقق، ونتطلع إلى البناء عليه في النسخ المقبلة".

تعبير الأطفال عن فرحتهم بزيارة #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب34 ومشاركتهم بالفعاليات والأنشطة العديدة والمتنوعة #من_النقش_إلى_الكتابة #وزارة_الثقافة pic.twitter.com/Id5hTGVNLg

— وزارة الثقافة (@MOCQatar) May 17, 2025

فعاليات ومعارض للأطفال

وتزامنًا مع المعرض، أطلقت وزارة الثقافة جائزة معرض الدوحة الدولي للكتاب التي ضمت عدة فئات: الناشر المتميز (محلي ودولي)، الناشر المتميز في كتب الأطفال (محلي ودولي)، فئة الإبداع للكاتب، فئة الكاتب الشاب القطري، بهدف دعم حركة النشر وتشجيع التأليف والإبداع.

إعلان

كما خصصت مساحة كبيرة لإصدارات الأطفال والناشئة، بمشاركة بارزة لدور النشر المعنية بأدب الطفل، ونُظمت مجموعة غنية من الأنشطة التفاعلية التي استهدفت تنمية مواهب الأطفال، وتشجيعهم على حب القراءة والاستكشاف.

وعلى المسرح الرئيس للمعرض أقيمت ندوات فكرية، ومحاضرات ثقافية، وأمسيات شعرية، وعروض مسرحية، بالإضافة إلى ورش متنوعة ثقافيًا واجتماعيًا ومهنيًا، شارك فيها عدد من الأدباء والمفكرين والفنانين والباحثين من داخل وخارج قطر.

وقد حرصت اللجنة المنظمة للمعرض على تقديم تصاميم جديدة لمساحات العرض، حيث توسطت "المنطقة المركزية" الفعالية، فيما عرض جناح وزارة الثقافة إصدارات متميزة للمؤلفين القطريين إلى جانب كتب الوزارة، كما تم تدشين طابعة رقمية لطباعة الكتب مباشرة أمام الجمهور.

ويؤكد هذا المعرض -وفق بيان وزارة الثقافة- سعي الدولة الدؤوب إلى دعم صناعة النشر، وتوسيع دائرة التأثير الثقافي، وتوفير منصات إبداعية تسلط الضوء على الإنتاج المعرفي الوطني والعربي والدولي.

أُعلن عن الفائزين في مسابقة "قصتي والذكاء الاصطناعي"، بالتعاون بين #وزارة_الثقافة وجامعة لوسيل، وذلك ضمن فعاليات #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب34، بهدف تشجيع الطلاب على ممارسة الكتابة وتنمية مهاراتهم الإبداعية.#من_النقش_إلى_الكتابة pic.twitter.com/lEwHwoZ6P8

— وزارة الثقافة (@MOCQatar) May 17, 2025

قصتي والذكاء الاصطناعي

 أعلن ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، التابع لوزارة الثقافة، أسماء الفائزين في مسابقة "قصتي والذكاء الاصطناعي"، التي نُظّمت بالتعاون مع جامعة لوسيل، احتفاءً باليوم العالمي للكتاب، وتشجيعًا للأقلام الشابة على التجريب والإبداع في فضاء القصة القصيرة.

وبهذه المناسبة، قال السيد جاسم أحمد البوعينين، مدير ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، إن المسابقة تمثل مبادرة ملهمة تنبع من إيمان وزارة الثقافة بأهمية دعم الإبداع الأدبي في أوساط الشباب، وتندرج ضمن توجهاتها لتمكين الطلبة من التعبير عن ذواتهم بأساليب حديثة تتماشى مع تحولات العصر.

إعلان

وأوضح أن إطلاق المسابقة جاء في إطار اليوم العالمي للكتاب، لتكون جسرًا بين الخيال الأدبي والتقنيات المعاصرة، وتعكس جهود الوزارة المستمرة في تعزيز الإنتاج الأدبي الوطني، خاصة من فئة الشباب، وتمكينهم من توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في إثراء كتاباتهم بأساليب أصيلة ومبتكرة.

من جانبه، وصف الدكتور محمد الشريدة، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة لوسيل، المسابقة بأنها نموذج فريد لدمج الأدب بالتقنية والخيال، وأكد أن ما قدمه الطلبة من نصوص جسّد وعيًا إبداعيًا عاليًا، وقدرة على التعبير النقدي والوجداني باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن المبادرة لا تهدف إلى استبدال الإبداع البشري بالتكنولوجيا، وإنما تعزيز التكامل بين العقل والآلة، وتدريب الأجيال الجديدة على استخدام الوسائل الحديثة بشكل واعٍ ومسؤول في خدمة الكتابة والتعبير الثقافي.

وختم الشريدة بالإشادة بالمستوى الفني والتقني للقصص الفائزة، التي أظهرت أن الذكاء الاصطناعي، حين يُستخدم بذكاء بشري، يمكن أن يصبح أداة قوية لتوسيع أفق الخيال، وتجديد أساليب الحكي، وتحفيز التعبير الإنساني في زمن سريع التحوّل.

وتأتي هذه المسابقة ضمن جهود وزارة الثقافة لإشراك المجتمع الأكاديمي في المشاريع الأدبية والثقافية، وتحفيز جيل جديد من الكتّاب الشباب، يجمعون بين الإبداع الكلاسيكي وروح العصر الرقمي.

مقالات مشابهة

  • محمود حسين يسافر إلى المغرب لإقناع كامل أبو علي بالعدول عن استقالته
  • الشاعر حسين جلعاد يوقّع كتابه الجديد شرفة آدم في معرض الدوحة للكتاب
  • معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة
  • الرئيس الفلسطيني يمنح الفنان محمد حسين عبد الرحيم وسام التألق
  • التوعية بمناسك الحج في معرض بصلالة
  • برعاية أمانة المرأة بـ «مستقبل وطن».. معرض خيري بقفط لدعم الأيتام والعرائس والأرامل والمطلقات
  • “كرة القدم”.. معرض فوتوغرافي في أسبوع القاهرة للصورة يحتفي بجوهر اللعبة
  • معرض "نسك هدايا الحاج" يسجل حضورًا لافتًا من الزوار في مكة المكرمة
  • ختام ناجح لمشاركة عُمان في معرض "سعودي فود شو"
  • تامرأمين: لا أهتم بتهنئة الفنانين بأعياد ميلادهم سوى الفنان عادل إمام