مسقط - العُمانية
أكد عددٌ من أصحاب السُّمو والمعالي الوزراء على أن مصفاة الدقم تعدّ أكبر استثمار من نوعه بين دولتين خليجيتين ممثَّلتين بأوكيو – المجموعة العالمية المتكاملة للطاقة - وشركة البترول الكويتية العالمية ونموذجًا مثاليًّا على تلاقي المصالح الاقتصادية .

وقال معالي عبد السلام المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العُماني، إن تشريف حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ وأخيه صاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير دولة الكويت بافتتاح مصفاة الدقم أكبر المشروعات الاستثمارية المشتركة بين البلدين يجسد الدعم اللامحدود من جلالتِه وسُموّه /أيّدهُما الله/ للاستثمار والشراكة الاقتصادية بين البلدين الشقيقين التي نفخر بنجاحها والمستوى الذي وصلت إليه وما يمثله ذلك من حافز لشراكات استثمارية أخرى.

وأضاف معاليه في تصريح وكالة الأنباء العمانية أن مصفاة الدقم بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تعد أكبر استثمار مشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قطاع المصافي والبتروكيماويات تُتوِّج العلاقات الثنائية بين البلدين وتجسّد عمق العلاقات الاقتصادية بينهما، وتربط المصالح المشتركة بالمزيد من الاستثمارات المشتركة.

وعبر معالي عبد السلام المرشدي عن تطلّعه أن تفتح مصفاة الدقم آفاقا أوسع أمام المستثمرين من الدول الشقيقة والصديقة للاستثمار في سلطنة عُمان خصوصا في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم التي أصبحت تمتلك بنية أساسية متكاملة للاستثمار فضلا عن دورها كمركز وممكّن صناعي واعد تقام حولها فرص واعدة في صناعات الشق السفلي والبتروكيماويات واللوجستيات الأمر الذي يعكس قيمة إضافية للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

من جانبه قال صاحبُ السُّمو الشيخ نواف سعود الصباح، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية إن المصفاة تعتبر نموذجًا مثاليًّا على تلاقي المصالح الاقتصادية بين البلدين لاسيما وأن دولة الكويت وسلطنة عُمان الشقيقة تمتلكان تاريخًا وإرثًا مشتركًا.

ولفت سُموه إلى أن نجاح هذا المشروع الاستراتيجي من شأنه أن يعزز آفاق مستقبل التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مشروعات تنموية واقتصادية تسهم في استقرار إمدادات الطاقة للعالم، وتوفر ضمانات آمنة نظرا للموقع الاستراتيجي لسلطنة عُمان الذي يسهل انسيابية تخزين المنتجات النفطية وتصديرها للعالم.

ووضح معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040" أن افتتاح مصفاة الدقم يأتي لتحقيق مجموعة من أهداف الأولويات الوطنية لرؤية "عُمان 2040"، لاسيما في محور الاقتصاد والتنمية، حيث يعد من أكبر المشاريع التي ستجعل الدقم من أضخم المراكز الصناعية والاقتصادية في المنطقة، وأحد أبرز روافد التنمية في سلطنة عُمان بما توفره من فرص تنموية وتطويرية لمشروعات لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بالمصفاة.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن أولوية القطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي إحدى أولويات الرؤية التي سيسهم المشروع في تحقيق مستهدفاتها، فهو مشروع مشترك بين مجموعة أوكيو العُمانية وشركة البترول الكويتية العالمية، وأكبر مشروع استثماري بين دولتين خليجيتين في قطاع المصافي والبتروكيماويات يُسهم في تنمية عدد كبير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية عن طريق إسناد عقود توريد السلع والخدمات إليها.

وقال معاليه إن المصفاة توفر عدداً كبيراً من الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة، والفرص التدريبية المقرونة بالتشغيل، مما ينعكس إيجاباً على مستهدفات أولوية سوق العمل والتشغيل، ويسهم في بناء القدرات الوطنية الممكَّنة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: مصفاة الدقم بین البلدین

إقرأ أيضاً:

هل يستطيع الشرع استثمار التحولات العالمية في تحسين الوضع بسوريا؟

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريراً أعده باتريك وينتور، قال فيه إنه منذ توليه رئاسة سوريا رسميًا في 29 كانون الثاني/يناير 2025، قام الزعيم السابق لهيئة تحرير الشام بـ 21 زيارة دولية عامة إلى 13 دولة، وشملت زيارة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومؤتمر تغير المناخ في البرازيل، والعديد من القمم العربية، متسائلًا فيما لو كان الانتشار الواسع والمصافحات هما المعيارين الوحيدين للنجاح، لكان أحمد الشرع دبلوماسي العام.

وفي أحدث مؤشر على حسن النية تجاه إعادة إحياء سوريا، زار مبعوثون من جميع الدول الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي دمشق الأسبوع الماضي لإحياء ذكرى سقوط بشار الأسد، وكان إظهار الوحدة لحظة بارزة: فمنذ عام 2011، لم تُفرّق أي قضية مجلس الأمن أكثر من سوريا، وكانت الزيارة أيضا اعترافًا بالدور الذي يُمكن أن تلعبه سوريا وشتاتها في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

ولكن في نهاية المطاف، يكمن الاختبار في مدى قدرة الشرع على تَرْجَمَة هذا الفضول وحسن النية إلى شيء ملموس للشعب السوري من حيث رفع العقوبات، والاستقرار الداخلي، والتحرر من التدخل الخارجي، سواء من قِبل إسرائيل أو إيران أو تركيا، الشريك الأيديولوجي المُحتمل للشرع.

وعلى صعيد الاستثمار، تتوالى التعهدات الخارجية. فقد وعدت المملكة العربية السعودية باستثمارات تزيد قيمتها عن 6 مليارات دولار. وتُساعد قطر في إنعاش صناعة النفط والغاز، ومن المُرجّح رفع المجموعة الأخيرة من العقوبات الأمريكية في تصويت جرى مؤخرا، ولكن في ظلّ هذه الفوضى، يُقرّ البنك المركزي السوري بأنه لا يعرف الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد.


ويعتمد تدفق الاستثمارات الخليجية على استمرار الشرع في مسار المصالحة الداخلية وبناء الثقة، بعيدًا عن تهديد التطرف، في الوقت نفسه، عليه أن يُظهر أن بلاده التي لا تزال تعاني من تداعيات الأزمة لا تُستخدم كقاعدة يُمكِّن الإسلاميين في الجنوب من تهديد إسرائيل، أو يُمكِّن الأكراد في الشمال من تهديد تركيا.

وفي هذه المهمة، حظي بدعم غير متوقع من دونالد ترامب، الذي وعد بزيارة دمشق قريبًا، وقد التقى الشرع بترامب ثلاث مرات، بما في ذلك اجتماع حاسم في تشرين الثاني/ نوفمبر في البيت الأبيض، ليصبح بذلك أول رئيس سوري يزور المكتب البيضاوي منذ عام 1948، قال ترامب حينها بانفعال عند لقائهما: "إنه قادم من بيئة صعبة للغاية، وهو رجل قوي. أنا معجب به".

وبنفسه المعهودة، تابع ترامب: "سنبذل قُصَارَى جهدنا لإنجاح سوريا، لأنها جزء من الشرق الأوسط. لدينا سلام الآن في الشرق الأوسط - وهي المرة الأولى التي يتذكر فيها أحد حدوث ذلك على الإطلاق"، كما تجاهل ترامب تاريخ الشرع المثير للجدل. قال: "لقد مررنا جميعا بماض عصيب"، وكأن نزاعات عقود العقارات في نيويورك تُضاهي حرب الشرع العسكرية في الرقة مع زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، والتي خسر فيها الشرع 1200 مقاتل.

ولعل أبرز لقاءات الشرع العديدة كانت على خشبة المسرح في نيويورك في أيلول/ سبتمبر عندما أجرى مقابلة مع الجنرال ديفيد بترايوس، مدير وكالة المخابرات المركزية السابق والجنرال المتقاعد الذي قاد القوات الأمريكية في العراق بينما كان الشرع مسجونًا هناك مع أعضاء آخرين في تنظيم القاعدة.

وأبدى بترايوس قلقه على سلامة الزعيم السوري الشخصية، وسأله عما إذا كان ينام قسطا كافيًا، وأضاف أن سجينه السابق لديه "معجبون كثر" وأنه كان واحدًا منهم، رد الشرع مبتسمًا عندما سُئل عن ماضيهما المشترك، قائلًا: "في وقت ما، كنا في قتال والآن ننتقل إلى الحوار"، وقال الرئيس السوري: "لا يمكننا الحكم على الماضي بقواعد اليوم، ولا يمكننا الحكم على اليوم بقواعد الماضي".

ويتجلى هذا الاستعداد لرفض قواعد الماضي في العمليات الاستخباراتية المشتركة المتميزة التي نفذتها وزارة الداخلية السورية بالتعاون مع الولايات المتحدة الشهر الماضي، والتي أسفرت عن تحديد موقع 15 مخبأ لأسلحة داعش في جنوب سوريا، ويكمن القلق في أن الضغوط الخارجية تعيق الشرع في مهمته الشاقة المتمثلة في الحفاظ على وحدة البلاد.

ففي الجنوب، لا تزال إسرائيل مقتنعة بأن الإسلاميين يعدون لهجمات إرهابية، بينما في الشمال، تتوق تركيا إلى رؤية قوات سوريا الديمقراطية الكردية القوية إما منزوعة السلاح أو مندمجة بالكامل في الجيش السوري، وفي كلتا الحالتين، يحث البيت الأبيض الجهات الخارجية على التحلي بالصبر. أما في حالة إسرائيل، فإن مخاوف دمشق تكمن في أنها عازمة على إضعاف سوريا إلى درجة تفتيتها، مع وجود دولة صغيرة يهيمن عليها الدروز في الجنوب، وفي المجمل، تعرضت سوريا لما يقرب من 1000 غارة جوية إسرائيلية، بما في ذلك على العاصمة، وواجهت أكثر من 600 توغل بري.

لم تكن سوريا في وضع عسكري يسمح لها بفعل أي شيء سوى الاحتجاج. وهناك الآن دلائل على أن ترامب بدأ يفقد صبره إزاء ما يعتبره استيلاءًا عكسيًا على الأراضي، يمنع سوريا من استعادة سيادتها، حيث حذّر الرئيس الأمريكي إسرائيل من تجاوز الحدود، قائلًا على قناة "تروث سوشيال": "من المهم جدا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألا يحدث أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة".

وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مدركًا استياء ترامب، إن التوصل إلى اتفاق أمني مع سوريا ممكن طالما أن الشرع أنشأ منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد من دمشق إلى جبل الشيخ. لكن قد يجادل ترامب بأن إسرائيل، بإضعافها الشرع، لا تفعل سوى تأجيج حالة عدم الاستقرار التي يزدهر فيها التطرف.

وفي شمال سوريا، تعثرت جهود الشرع لدمج المقاتلين الأكراد السوريين، ومعظمهم من قوات سوريا الديمقراطية، في جيش وطني سوري، والمقرر اكتماله بحلول كانون الأول/ ديسمبر. لسنوات، كانت السياسة التركية مدفوعة بالعداء تجاه قوات سوريا الديمقراطية، ذات الأغلبية الكردية، والتي تُساويها بحزب العمال الكردستاني (PKK)، وهي جماعة تعتبرها أنقرة "إرهابية" تعمل داخل تركيا.

وتزعم قوات سوريا الديمقراطية أن لديها حوالي 70 ألف رجل وامرأة في صفوفها، وأنها تلقت سنوات من التدريب الأمريكي كجزء من الجهود المستمرة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقضاء على جميع فلول داعش، وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على 25 بالمئة من الأراضي السورية، فيما تخشى هذه القوات أن يؤدي نزع سلاحها إلى تعريض مقاتليها لهجمات الجماعات الإسلامية المتحالفة مع الشرع.

وافقت قوات سوريا الديمقراطية في آذار/ مارس على الاندماج مع الجيش السوري، ولكن بشرط أن تتمتع قواتها بدرجة من الاستقلالية،  لكن منذ ذلك الحين، كثّفت تركيا محادثاتها بشأن اتفاق سلام محتمل مع زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، المسجون في جزيرة إمرالي.


وفي مقابلة حديثة مع المونيتور، جادل الزعيم الكردي السوري ألدار خليل بأن حل مسألة دمج قوات سوريا الديمقراطية يكمن داخل تركيا. وقال خليل: "مع كل خطوة تتخذها تركيا لحل القضية الكردية داخل تركيا، لا يمكن إلا أن تنمو قدرتنا على أن نصبح حلفاء. علاوة على ذلك، إذا كان هناك حل للمشكلة الكردية في تركيا، فإن جهود تركيا لمنع الشرع من منح الأكراد حقوقهم ستتوقف أيضا.

ويختتم الكاتب قائلا: "أعتقد أن ما يحدث في تركيا سيحدد ما سيحدث هنا، ومن الواضح أنه بعد أن كانت ساحة لعب للجهات الفاعلة الخارجية بدءًا من روسيا والولايات المتحدة وصولا إلى إيران وتركيا، لا تزال سوريا تواجه طريقًا محفوفًا بالمخاطر للعودة إلى السيادة".

مقالات مشابهة

  • الأول من نوعه من "طلبات".. عُمان تتصدر تقرير "رد الجميل"
  • الموافقة لسكك حديد مصر على استثمار 15 قطعة أرض في المحافظات
  • النائب أيمن أبو هنية: الموازنة الحالية تحتاج إلى نهج اقتصادي جديد
  • الأول من نوعه عالميا.. أستراليا تبدأ حظر استخدام الأطفال لوسائل التواصل.. وميتا تعلق
  • إنفستكورب تستهدف استثمار 6 مليارات دولار خلال سنتها الحالية
  • جيران السودان ما عدا دولتين هما أسوا جيران جٌبلوا على الغدر ونقض المواثيق
  • ملايين المراهقين في أستراليا يفقدون حساباتهم مع بدء أول حظر من نوعه لمنصات التواصل الاجتماعي
  • استثمار تكنولوجى
  • "بيئة" تتولى إدارة النفايات الصناعية الناتجة عن السفن في "ميناء الدقم"
  • هل يستطيع الشرع استثمار التحولات العالمية في تحسين الوضع بسوريا؟