الزيارة الفرنسية : تحرّك في الوقت الضائع
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
كتب صلاح سلام في" اللواء": زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني اليوم إلى بيروت، لن تختلف كثيراً عن مثيلاتها من زيارات كبار الدبلوماسيين الأوروبيين والأميركيين، والهادفة إلى الطلب من المسؤولين اللبنانيين تبريد جبهة الجنوب، والعمل على تطبيق القرار الأممي ١٧٠١، ومندرجاته القاضية بإنسحاب حزب الله من جنوب الليطاني.
من المستبعد أن يكون الوزير الفرنسي يحمل جديداً في حقيبته الديبلوماسية، كما أنه من المتوقع أن لا يسمع ما يسبر أغواره، لأن الموقف اللبناني الرسمي واضح، وسبق لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن أعلنه في منتدى دافوس، كما في مناسبات أخرى، مؤكداً إستعداد لبنان لتطبيق القرار الدولي، شرط إلتزام الجانب الإسرائيلي وقف خروقاته للسيادة اللبنانية، والإنسحاب الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر اللبنانية، والعودة إلى إتفاقية الهدنة ١٩٤٩، التي حدّدت الخط الحدودي بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويبدو أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين يتصرف بتحفظ سياسي واضح، حيث يربط إستئناف وساطته بإحراز تقدم في الموقف الإسرائيلي، الذي يمتنع حتى الآن عن الخوض في الإنسحابات المطلوبة من الأراضي اللبنانية، خلال هذه الفترة بالذات، لعدم جهوزية الوضع الحكومي، المهزوز أصلاً بسبب إخفاقات الحرب على غزة، للبحث في هذا الملف، حتى لا يُفسر في الداخل الإسرائيلي بمثابة تنازل جديد من تل أبيب تجاه حزب الله.
لذلك فإن قدوم هوكشتاين إلى بيروت ليس مؤكداً حتى كتابة هذه السطور، تاركاً للديبلوماسي الفرنسي الشاب فرصة التحرك في الوقت الضائع، مما يعني بالأمثال اللبنانية: زيارته حركة بلا بركة!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس الحكومة اللبنانية من دبي: نريد بلدًا يمتلك قراره في السلم والحرب
في موقف لافت، شدد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام على ضرورة "تحرير لبنان من ثنائية السلاح ومنطق تعدد القرار"، مؤكداً أن البلاد تتجه اليوم لاستعادة سيادتها عبر بناء دولة مؤسسات، لا دولة ساحة ولا دولة صراعات. اعلان
قال سلام في كلمةٍ له من قمة الإعلام العربي في دبي: "آتيكم من لبنان، البلد الذي أنهكته الحروب والأزمات، وقرر أن يستعيد سيادته وأن يتحرر من ثنائية السلاح".
وأضاف: "نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب، نريد لبنان متجسدًا في الهويتين العربية والعالمية، منفتحًا على الغرب كما على العرب، نريده دولة قرار لا ساحة صراع، نريده متجذرًا في هويته وانتمائه العربي".
وقال رئيس الحكومة إن "تعدد السلاح أنهكنا"، مشيرًا إلى أن لبنان "يعود إلى نفسه بعد أن دمرته الحروب وتعدد الولاءات"، وقال: "لبنان يقول لكم: نحن عائدون إلى دولتنا، إلى عروبتنا، وإلى المستقبل".
وفي سياق حديثه عن الوضع الحدودي، جدّد سلام التزام لبنان بالقرار 1701 ووقف الأعمال العدائية، مشددًا على أن "مواجهتنا لا تزال مستمرة مع احتلال أراضينا من قبل إسرائيل، في ظل خروقات يومية لسيادتنا".
وفي ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية الخليجية، أكد سلام أن الحكومة اللبنانية تعمل على "تأمين التسهيلات التي تضمن عودة أهلنا في الخليج إلى لبنان"، مشيرًا إلى أن "الظروف الأخيرة منعتهم من زيارة بلدهم كما اعتادوا في السابق".
Relatedسلاح حزب الله وشيعة لبنان: أي مكانة يتمتع بها لدى الطائفة وأي مستقبل يُرسم له؟ضغوط لنزع السلاح الفلسطيني في لبنان: ماذا نعرف عن أبرز الفصائل الفاعلة في المخيمات؟عون يعلن عن بدء معالجة السلاح الفلسطيني في 3 مخيمات ببيروتوأضاف: "لبنان يقدّر دعم دول الخليج العربي ومواقفها المساندة له، وخصوصًا دولة الإمارات". وخص بالشكر رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائلاً: "وعد ووفى، وسمح بعودة الإماراتيين إلى لبنان".
وختم سلام كلمته بالتأكيد على دور الإعلام في هذه المرحلة، معتبرًا أن "هذه القمة ليست محطة إعلامية بل حلقة استراتيجية في الدفاع عن الكلمة والحقيقة". وأضاف: "معركتنا هي معركة وعي، والإعلام شريك في ترميم الثقة، وشريك في بناء الوطن".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة