يقع خور الملح على بعد حوالي 6 كيلومترات في الشريط الساحلي من جنوب ولاية قريات وهو أقرب لبلدة دغمر، ويعد مزارا سياحيا يستقطب السيّاح من داخل سلطنة عمان وخارجها، ومصدرا اقتصاديا وأرضا خصبة لإنتاج ملح الطعام ذي الجودة العالية.

حدثنا جيفر بن جمعة البلوشي من أصحاب مشروع الملح البحري قائلا: «إن استخراج الملح صناعة متوارثة تناقلتها الأجيال عبر السنين في سلطنة عُمان، وتعد ولاية قريات من أشهر الولايات في استخراج «الملح الطبيعي» منذ القدم، ولا يزال الأهالي محافظين على الطرق التقليدية لاستخراجه، والموقع مؤهل لإنتاج الملح بجودة عالية وكميات كبيرة ويستطيع أن يغطي متطلبات دول كثيرة».

موضحا أنه في القدم يتم استخدام الملح كبديل للثلاجات من أجل حفظ الطعام، وذلك من خلال وضع طبقة من الملح على اللحم أو الدجاج أو السمك حتى لا يفسد، واليوم أصبح له فوائد كبيرة ومتعددة كصناعة الصابون، واستخدامه في أغراض التجميل، ويدخل في الجانب الغذائي، وحاجيات شركات التنقيب عن النفط بكميات كبيرة منه.

وأوضح البلوشي أنه يتم استخراج الملح من الأحواض على عمق 20-40 سم، من خلال مياه محتجزة في الأحواض، وهي مياه تنبع من باطن الأرض ولا تحتاج إلى فتح مسارات لمياه البحر، ومن هنا تكمن جودة الملح بولاية قريات ويزداد الطلب عليه من مختلف ولايات سلطنة عمان وأصبح ينال شهرة كبيرة، ويتطلب تجميع الملح من الأحواض مهارة كبيرة وخفة وهي المرحلة الأهم، وبعد تجميعه يتم تجفيفه من المياه المتبقية ثم تعبئته وتخزينه وبيعه.

وأشار البلوشي إلى أبرز العوامل الرئيسة لإنتاج الملح البحري وهي الشمس، حيث تتم عملية التبخر عن طريق الشمس، ويصبح الماء الموجود في الأحواض مركزا وتتشكل بلورات الملح، ويُعد فصل الصيف هو الموسم الأمثل لصناعة الملح، وتبلغ درجات الحرارة ذروتها وتسهم في عملية التبخر، وتستغرق هذه العملية في فصل الصيف من أسبوع إلى أسبوعين لينتج الحوض الواحد حوالي من 5-10 «جواني» بوزن 35 كجم، أما في فصل الشتاء فتحتاج هذه العملية من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وينتج الحوض الواحد من 5-10 «جواني» بوزن ٣٥ كجم.

وعرج البلوشي على أبرز التحديات التي يواجهها أصحاب مشروع الملح المتمثلة في تقلبات الطقس كحدوث أمطار تؤدي إلى نزول الأودية، وارتفاع منسوب البحر الذي يقلل من إنتاجية الملح لعدة أشهر، لذا ترتفع قيمة الملح فيصبح بيع الملح صعبا، إضافة إلى مطالباتهم بضرورة دعم الحكومة بتوفير مخازن قريبة من خور الملح. وقال: «نأمل في المستقبل القريب استخدام الآلات المتطورة والتقنيات الحديثة لاستخراج الملح وتنقيته بنسبة أكبر». مشيرا إلى أن التسويق للملح أصبح أكثر مرونة من خلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

الجدير بالذكر، تقع ولاية قريات جنوب شرق مدينة مسقط وهي إحدى ولايات محافظة مسقط، وتبعد عن مدينة مسقط 83 كيلومترا، وتمتد على الشريط الساحلي لخليج عمان بجهتها الشرقية لمسافة أكثر من 85 كيلومترا، ويحدها من الشمال ولاية مسقط، ومن الجنوب الشرقي ولاية صور، ومن الجنوب الغربي ولاية دماء والطائيين، ومن الجهة الغربية ولاية العامرات.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عودة لاستراتيجيات الحرب الباردة.. روسيا تتجسس على أميركا من دولة قريبة

قال مسؤولون أميركيون وضباط استخبارات سابقون في تصريحات لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، إن أجهزة الاستخبارات الروسية "تعمل على تعزيز وجودها في المكسيك، بغرض القيام بعمليات تجسس تستهدف الولايات المتحدة"، مما يمثل "عودة إلى تكتيكات الحرب الباردة" التي كانت سائدة قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.

وأضافت روسيا عشرات الأفراد إلى طاقم سفارتها في  العاصمة مكسيكو سيتي، في السنوات القليلة الماضية، على الرغم من أن موسكو لديها علاقات تجارية محدودة مع المكسيك، وفق الشبكة.

وأوضح مسؤولون أميركيون، أن هذا الاتجاه "مثير للقلق"، لافتين إلى أن تلك الزيادة في أعداد الموظفين الروس "تهدف إلى تعزيز العمليات الاستخباراتية للكرملين، التي تستهدف الولايات المتحدة، فضلاً عن جهوده الدعائية الرامية إلى تقويض واشنطن وكييف".

وأثارت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، القضية مع الحكومة المكسيكية، وفقًا لمسؤول تحدث إلى "إن بي سي نيوز"، مضيفا: "لقد استثمرت روسيا حقًا في المكسيك، من حيث السعي إلى توسيع وجودها".

ولم ترد السفارة المكسيكية والسفارة الروسية بواشنطن على طلبات للتعليق أرسلتها "إن بي سي نيوز".

هولندا تكشف محاولات جاسوس روسي اختراق المحكمة الجنائية الدولية قالت المخابرات الهولندية، الخميس، إنها كشفت وجود عميل عسكري روسي، استخدم هوية مزورة للتسلل إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، إن وكالته والحكومة الأميركية "تركزان بشدة" على توسع نفوذ موسكو في المكسيك، معتبرا أنه كان ناجما جزئيا عن "طرد الجواسيس الروس من العديد من العواصم الأوروبية" بعد غزو قوات الكرملين لأوكرانيا في أواخر فبراير 2022.

وقال بيرنز خلال وجوده في لندن هذا الشهر، عندما سئل عن التجسس الروسي المشتبه به من المكسيك: "جزء من هذا يرجع إلى حقيقة أن العديد من ضباط الاستخبارات الروس طردوا من أوروبا.. لذا فهم يبحثون عن أماكن للذهاب إليها ويمكنهم العمل فيها".

وأوضح مسؤولون استخباراتيون سابقون، وفق الشبكة الأميركية، أن تصرفات روسيا في المكسيك "تعكس موقفا أكثر عدوانية من جانب أجهزتها الاستخباراتية عبر جبهات متعددة، حيث يسعى الكرملين إلى إسكات المنتقدين في الخارج وتقويض الدعم الدولي لأوكرانيا وإضعاف الديمقراطيات الغربية".

وشمل هذا النهج، "التخريب ومحاولة التخريب في أوروبا، ومخططات اغتيال، وهجمات إلكترونية متواصلة، وحملات تضليل عالمية واسعة النطاق"، حسب مسؤولين أميركيين وأوروبيين.

وفي هذا الصدد، قال بول كولبي، الذي عمل لمدة 25 عامًا كضابط عمليات في وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، في روسيا والبلقان وأماكن أخرى: "إنهم (الروس) على استعداد لتحمل أخطار أعلى بكثير الآن، من تلك التي كان من الممكن أن يتحملوها في فترة ما بعد الحرب الباردة مباشرة".

وفي نفس السياق، كان رئيس القيادة الشمالية الأميركية، الجنرال غلين فان هيرك، قد أخبر لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في مارس 2022، أن جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي "له وجود ضخم في المكسيك".

مسؤول فرنسي سابق يتراجع عن تصريحه بوجود "جاسوس روسي في وزارة الدفاع" تراجع المدير السابق للمديرية العامة الفرنسية للأمن الخارجي، برنار باجوليه، الاثنين، عن تصريح نشر مساء الأحد، ضمن فيلم وثائقي، بدا فيه أنه يؤكد بوضوح أن جاسوسا يعمل لحساب روسيا تواجد في مكتب وزير الدفاع الفرنسي عام 2017.

وبعد تعليقات فان هيرك، التي جاءت عقب وقت قصير من إطلاق موسكو لغزوها لأوكرانيا، واصلت روسيا توسيع وجودها في السفارة في مكسيكو سيتي، وحصلت على اعتماد من السلطات المكسيكية.

وعندما سُئل عن تعليقات فان هيرك في ذلك الوقت، قال الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إنه لا يملك معلومات عنها وإن بلاده "دولة حرة ومستقلة وذات سيادة".

ورغم أن المكسيك بنت علاقات تجارية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة على مدى عقود من الزمان، فإنها حاولت "الابتعاد عن الانحياز الكامل للسياسة الخارجية لأميركا، وحافظت على علاقات ودية مع روسيا وكوبا".

"بيئة مناسبة"

من جانبه، رأى جون سيفر، الذي عمل في الخدمة السرية لـ"سي آي إيه" لمدة 28 عامًا، أن روسيا "كانت دائمًا تخبر الأميركيين الذين يعرضون التجسس لصالح موسكو بالتوجه إلى المكسيك".

وقال سيفر: "لعقود من الزمان، إذا تواصل أميركيون وتطوعوا للتجسس لصالح موسكو، كان يُطلب منهم السفر إلى مكسيكو سيتي، لأن البيئة التي تعمل فيها الاستخبارات الروسية في الولايات المتحدة صعبة".

وعلى عكس الولايات المتحدة، حيث تخضع الاستخبارات الروسية لتدقيق مكثف من مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"، فإن المكسيك "تقدم بيئة ملائمة وأقل خطورة لروسيا، للإشراف على العملاء في الولايات المتحدة وتنفيذ عمليات أخرى"، وفقً ما نقلت "إن بي سي نيوز" عن ضباط استخبارات سابقين.

تركيا.. تفكيك "شبكة تجسس" بين أفرادها "عرب" أفادت وسائل إعلام تركية بأن السلطات تمكنت من تفكيك شبكة "تجسس" مكونة من 15 شخصا تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي داخل الأراضي التركية.

وفي هذا المجال، قال دوغلاس لندن، ضابط العمليات المتقاعد في "سي آي إيه: "هذا منطقي للغاية، وهذا هو سبب وجود الروس هناك بأعداد كبيرة".

وأضاف أن الروس "ربما يرغبون في استخدام قرب المكسيك من الولايات المتحدة، واستغلال عامل الأمان النسبي بعيدًا عن متناول سلطات إنفاذ القانون"، مشيرا إلى أن "العميل الأميركي الذي يعمل لصالح المخابرات الروسية قد يسافر ذهابًا وإيابًا عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ويلتقي بمشغلين روس للحصول على أجره وتقديم المعلومات وتلقي التدريب على أساليب الاتصال أو غيرها من طرق التجسس".

"أعمال تخريب"

وذكر ضباط مخابرات سابقون أن المخابرات الروسية "قد تستغل أيضًا قرب المكسيك لاستهداف أعداء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، السياسيين داخل الولايات المتحدة".

وأوضحوا أن جزءًا من تفويض جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي هو "إعداد عمليات تخريب محتملة في حالة نشوب حرب مع الولايات المتحدة، حيث تكون المكسيك قاعدة عملية لمثل هذه الخطط الطارئة".

وقال كولبي إن "تصور وجود معقل تجسس روسي كبير في المكسيك يفيد روسيا كأداة دعائية، لتضخيم قدراتها".

وذكرت "إن بي سي نيوز" إن المسؤولين الأميركيين "يشعرون بالقلق إزاء جهود روسيا للتلاعب بالمشهد الإعلامي في المكسيك"، حيث وسعت موسكو من انتشار قنواتها هناك وسط حملة دعائية ضخمة.

ولفتت الشبكة إلى أنه في أبريل الماضي، "نشر السفير الروسي في المكسيك تقريرًا كاذبًا لوسائل الإعلام الروسية الرسمية، يزعم فيه أن الولايات المتحدة، كانت تجند أعضاء من عصابات المخدرات من المكسيك وكولومبيا لإرسالهم للقتال في أوكرانيا".

وأوضحت أن بعض المؤسسات الإخبارية المكسيكية سارعت إلى نشر ذلك التقرير، دون أن تتأكد من صحته.

مقالات مشابهة

  • عودة لاستراتيجيات الحرب الباردة.. روسيا تتجسس على أميركا من دولة قريبة
  • بطارية نووية صغيرة تعد بتوفير الطاقة دون انقطاع لعقود
  • استشهاد 5 عاملين بـ«الصحة الفلسطينية» وإصابة آخرين في قصف على مخازن الوزارة
  • 5 شهداء في قصف مخازن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة
  • الملح والفلفل الأسود.. بين التحذيرات الشعبية والحقائق العلمية حول تأثيرهما على الكبد
  • الأمور انقلبت بعد اغتيال «عقيل» والحرب بين حزب الله وإسرائيل قريبة
  • «دمعتها قريبة».. أغنية لـ عبد الباسط حمودة تسببت في بكاء ياسمين عبد العزيز
  • البنتاغون يخشى أن تكون إسرائيل قريبة من شن حرب برية في لبنان
  • طالع هابط : عين الملح في المسيلة .. وكأنك في فيلم لرعاة البقر
  • انفجار بحجم زلزال إثر هجوم أوكرانيا على مخازن أسلحة روسية