تأمل الولايات المتحدة وأربعة من حلفائها الأوروبيين في الإعلان خلال الأسابيع القليلة المقبلة عن سلسلة من الالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل وحزب الله لنزع فتيل التوتر وإعادة الهدوء إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع على هذه القضية.

وكان منع نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله هدفا رئيسيا لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في جهودها لمنع القتال في غزة من التوسع إلى صراع إقليمي أوسع بكثير.

وتزايدت مخاوف الولايات المتحدة بشأن حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله الشهر الماضي بعد تصاعد المناوشات على طول الحدود في أعقاب اغتيال إسرائيل لمسؤول كبير في حماس في غارة في بيروت.

البناية التي قتل فيها القيادي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية في بيروت

وفي حين أن التوتر قد انخفض قليلا في الأيام الأخيرة، لا تزال الولايات المتحدة تريد التوصل إلى تفاهمات بين الأطراف لضمان توقف القتال.

والتقى، عاموس هوكستين، أحد أقرب مستشاري الرئيس بايدن وأكثرهم ثقة، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، في إسرائيل، الأحد، وناقش اقتراحه لتفاهمات جديدة بشأن الحدود.

غارة جوية إسرائيلية على مشارف عيتا اللبنانية الحدودية لبنانية مع إسرائيل في جنوب لبنان.

ويستند الاقتراح إلى نموذج تفاهمات "عناقيد الغضب" لعام 1996 بين إسرائيل وحزب الله التي أعلنتها الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان في ذلك الوقت.

وقالت المصادر إن التفاهمات الجديدة لن يتم توقيعها رسميا من قبل الأطراف، لكن الولايات المتحدة وأربعة حلفاء أوروبيين هم، المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، سيصدرون بيانا يوضح بالتفصيل الالتزامات التي وافق كل جانب على تقديمها.

اشتباكات شبه يومية بين حزب الله وإسرائيل منذ اندلاع الحرب "أرشيف"

وقالت المصادر إن القوى الغربية الخمس ستعلن أيضا عن مزايا اقتصادية لتعزيز الاقتصاد اللبناني لتعزيز الصفقة ودفع حزب الله لقبولها.

ومن المتوقع أن تركز التفاهمات على التنفيذ الجزئي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية في عام 2006.

وستشمل التزاما من كلا الطرفين بوقف المناوشات على الحدود التي وقعت منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وقالت المصادر إنه من غير المتوقع أن تتطلب التفاهمات من حزب الله تحريك جميع قواته شمال نهر الليطاني كما يتطلب القرار 1701، ولكن فقط على بعد ثمانية إلى 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية.

وبسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، قام حزب الله بالفعل بنقل معظم قوات الرضوان النخبوية التابعة له على بعد سبعة إلى 10 كيلومترات من الخط الأزرق في جميع المناطق تقريبا على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

ووفقا للمصادر، فإن التفاهمات ستستند إلى مبدأ "التجميد": لن يضطر حزب الله إلى سحب قواته، بل سيلتزم فقط بعدم إعادتها إلى المناطق الواقعة على طول الحدود حيث كانت متمركزة قبل 7 أكتوبر.

وبدلا من ذلك، سيرسل الجيش اللبناني ما بين 10,000 و12,000 جندي إلى المنطقة الواقعة على طول الحدود مع إسرائيل، بحسب المصادر.

وسيتعين على إسرائيل أيضا اتخاذ خطوات لنزع فتيل التوتر. وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل وقف التحليق الذي تقوم به طائراتها المقاتلة في المجال الجوي اللبناني، وفقا للمصادر. ولم ترفض إسرائيل هذا الطلب، وفق ما نقل أكسيوس.

وبموجب الاقتراح، ستلتزم إسرائيل أيضا بسحب بعض القوات، معظمها من جنود الاحتياط، التي حشدتها على طول الحدود في الأشهر الأربعة الماضية، بحسب المصادر.

وامتنع البيت الأبيض عن التعليق للموقع لكن مسؤولا أميركيا قال، وفق أكسيوس، إن "إعادة المواطنين الإسرائيليين واللبنانيين إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن أمر في غاية الأهمية".

الجيش الإسرائيلي أخلى القرى والبلدات الحدودية شمال اسرائيل بسبب تصعيد حزب الله

وأضاف قوله: "نواصل استكشاف واستنفاد جميع الخيارات الدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف"، وأضاف المسؤول أن بعض التفاصيل التي وصفتها المصادر غير صحيحة، لكنه لم يذكر أي تفاصيل.

وقال مسؤولون أميركيون، قلقون من تصعيد الشهر الماضي، لإسرائيل إن الإدارة لا تقلل من قدرة إسرائيل على إلحاق ضرر كبير بلبنان، لكنها تعتقد أنه سيكون من الخطأ الاستراتيجي شن عملية عسكرية كبيرة ضد حزب الله.

وفي الوقت نفسه، حذرت إسرائيل علنا من أن الوضع على طول الحدود يجب أن يتغير من خلال حل دبلوماسي أو عمل عسكري قبل أن تسمح لعشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى ديارهم بالقرب من الحدود.

وقال المسؤولان الإسرائيليان لموقع أكسيوس إن إسرائيل لا تريد شن حرب في لبنان في يناير، لكنهما قلقان من أن حزب الله يخطط لهجوم واسع النطاق.

الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية

وقال مصدر مطلع على القضية للموقع إن الولايات المتحدة تعتقد أن حزب الله يقلل من خطورة الوضع على الحدود.

وقال المصدر إن زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بعث برسائل إلى الولايات المتحدة عبر وسطاء مفادها أنه يعرف أن الولايات المتحدة تسيطر على إسرائيل، وبالتالي ستمنعها من خوض الحرب ضد لبنان.

وأوضحت الولايات المتحدة للمسؤولين اللبنانيين أن الأمر ليس كذلك وحذرت من ارتكاب حسابات خاطئة، وفقا للمصدر الذي تحدث لموقع أكسيوس.

وقالت المصادر إن الولايات المتحدة تأمل في أن يؤدي اتفاق رهائن محتمل ووقف القتال بين إسرائيل وحماس في غزة إلى تسهيل تهدئة الوضع على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، لكنها تستعد للإعلان عن التفاهمات حتى لو لم يحدث ذلك.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحدود الإسرائیلیة إسرائیل وحزب الله الولایات المتحدة على طول الحدود بین إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

هيئة البث: إسرائيل أعدت خطة لهجوم واسع على حزب الله

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية -مساء الخميس- إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استكمل إعداد خطة خلال الأسابيع الأخيرة لشن هجوم واسع ضد مواقع تابعة لحزب الله، إذا فشلت الحكومة والجيش في لبنان بتنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاح الحزب قبل نهاية عام 2025.

ونقلت هيئة البث عن مصادر أمنية إسرائيلية -لم تسمها- أن الخطة أعدتها قيادة الجيش بمشاركة قيادة المنطقة الشمالية وشعبتي الاستخبارات والعمليات، في إطار الاستعداد لاحتمال انهيار المساعي السياسية التي تقودها بيروت لتجريد حزب الله من سلاحه.

وأشارت المصادر ذاتها -وفق الهيئة- إلى أن سلاح الجو أجرى في الأيام الماضية تدريبات واسعة في الأجواء الداخلية وفوق البحر المتوسط، شاركت فيها مقاتلات، بهدف رفع الجاهزية لاحتمال تنفيذ العملية العسكرية في جنوب لبنان.

ونقلت الهيئة عن مسؤول أمني كبير قوله إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله، إذا لم يتم ذلك بشكل فعّال، حتى لو أدى الأمر إلى أيام من القتال أو إلى تجدد المواجهات على الجبهة الشمالية.

وأضاف المسؤول أن واشنطن نقلت التحذير الإسرائيلي إلى الجانب اللبناني، غير أن بيروت أوضحت أن العملية معقدة وتتطلب وقتًا إضافيًا لتحقيق المتطلبات التي وُضعت.

وهذه ثاني مرة خلال أسبوعين يتحدث فيها الإعلام الإسرائيلي عن خطة لتوسيع العمليات ضد حزب الله.

ففي 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت القناة الـ13 إن الجيش الإسرائيلي قدّم خطة عملياتية لتوسيع الهجمات ضد حزب الله، وذلك خلال اجتماع خاص عُقد مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين.

ويأتي ذلك رغم أن إسرائيل تنتهك بوتيرة شبه يومية اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع حزب الله منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص إلى جانب دمار مادي هائل.

إعلان حزب الله يعترض

ويأتي حديث هيئة البث الإسرائيلية عن الخطة بعد ساعات من اعتبار كتلة الوفاء للمقاومة -الممثلة لحزب الله في البرلمان- أن "السلطة اللبنانية ارتكبت سقطة أخرى بتسميتها مدنيا للمشاركة في لجنة الميكانيزم"، التي تشرف على اتفاق وقف الأعمال العدائية.

ورأت الكتلة -في بيان- أن "هذه الخطوة مخالفة حتى للمواقف الرسمية السابقة التي ربطت مشاركة المدنيين بوقف الأعمال العدائية‎"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.

وأنشئت لجنة الميكانيزم بموجب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وتقوم بمراقبة تنفيذه، وتضم كلا من لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

وفي الخامس من أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح -ومن بينه ما يملكه حزب الله- بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية 2025.

لكن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قال -في أكثر من مناسبة- إن الحزب يرفض ذلك، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.

موقف بريطاني

وفي السياق، أعرب وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المملكة المتحدة هاميش فالكونر -الخميس- استعداد بلاده لمساعدة لبنان في الحيلولة دون تنفيذ إسرائيل تهديداتها التصعيدية ضده.

وأعرب الوزير البريطاني عن "استعداد بلاده لدعم الجيش اللبناني ليتمكن من تنفيذ قرار الحكومة اللبنانية في بسط سيادتها على كامل أراضيها وحصر السلاح بيد قواها الشرعية".

وكان يُفترص أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ منذ نحو عام، عدوانا شنته إسرائيل على لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل وما يزيد على 17 ألف جريح.

وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.

مقالات مشابهة

  • لبنان يتلقى تحذيرات بأن إسرائيل تستعدّ لشنّ هجوم واسع ضدّه
  • الولايات المتحدة ترحب بإعادة بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل
  • إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله في لبنان
  • إعلام عبري: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالتحرك لنزع سلاح حزب الله
  • هيئة البث: إسرائيل أعدت خطة لهجوم واسع على حزب الله
  • الولايات المتحدة تطالب إسرائيل بإزالة الأنقاض من غزة
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
  • غراهام: لا مستقبل للبنان طالما انه يتسامح مع حزب الله
  • لا ضمانات اميركية للبنان