إيمرس فاي صانع معجزات الكوت ديفوار في كأس أفريقيا 2023
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
يستحق إيمرس فاي المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار، لقب صانع المعجزات، بعد أن قاد فريق "الأفيال"، للوصول إلى المباراة النهائية في بطولة كأس أمم أفريقيا لعام 2023.
وتعرض المنتخب الإيفواري لبداية صعبة، في مرحلة المجموعات لبطولة كأس أمم أفريقيا، التي تستضيفها منذ 13 يناير وحتى الأحد المقبل.
وانطلق منتخب كوت ديفوار مشواره بالفوز 2-0 على غينيا بيساو، لكنه سرعان ما تراجع بخسارتين بنتيجة 0-1 أمام نيجيريا، و0-4 أمام غينيا الاستوائية.
تسببت الهزيمة الصادمة في مباراة غينيا الاستوائية، في إقالة المدرب الفرنسي جيان لويس من منصبه، وتعيين مساعده فاي ليحل محله.
إيمرس فايصدفة عيد الميلاد
جاء موعد تعين إيمرس فاي كمدرب للمنتخب الإيفواري، في يوم ميلاده الأربعين في 24 من يناير، ليكون هذا التاريخ رمز للحظ لمنتخب "الأفيال".
وتأهلت الكوت ديفوار إلى دور الـ16 في يوم 24 يناير، بعد انتهاء مرحلة المجموعات، حيث حصدوا 3 نقاط فقط كأحد أفضل الثوالث.
بدأت رحلة المدرب الجديد بفوز غير متوقع على منتخب السنغال، حامل اللقب في الدور الـ 16، بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بنتيجة التعادل الإيجابي 1-1، حيث سجل فرانك كيسي هدفًا قاتلًا قبل 4 دقائق من نهاية المباراة.
واستمرت سلسلة الانتصارات عندما تعادل منتخب كوت ديفوار في ربع النهائي 1-1، مع مالي في الدقيقة 90، من خلال سيمون أدينجرا، ثم فاز في الوقت الإضافي الثاني بهدف عمر دياكيتيه.
وسجل سباستيان هالير، مهاجم فريق بروسيا دورتموند الألماني، هدفًا في الدقيقة 65 الدور النصف النهائي أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، ليضمن تأهل "الأفيال" للمباراة النهائية.
من هو إيمرس فاي
يُعد فاي أحد أبناء الجيل التاريخي لكوت ديفوار، وهو ينتمي إلى الجيل الذي قاده ديديه روجبا، المهاجم السابق لفريق تشيلسي الإنجليزي، وخسر في نهائي كأس أمم أفريقيا عام 2006 ضد منتخب مصر.
وقد شارك المدرب الإيفواري، في منتخب فرنسا الشباب من سن 17 إلى 21 عامًا، وحقق الفوز مع فريق "الديوك" بكأس العالم تحت 17 سنة، في نسخة 2001.
لكنه في عام 2005 مثل بلده الأصلي الكوت ديفوار، وشارك في جميع مبارياته في كأس أفريقيا 2006، وشارك أيضًا في كأس العالم 2006، لكنه غاب عن نسخة 2010.
إيمرس فايمشوار فاي في التدريبفيما يتعلق بالتدريب، بدأت رحلة فاي في الموسم 2012-2013، عندما انضم إلى مركز ناديه السابق في نيس، للحصول على ترخيص تدريب، وبعد ثلاث سنوات قاد فريق الشباب تحت 17 سنة، ثم تحت 19 عامًا.
تَولَى أيضًا تدريب رديف كليرمونت الفرنسي في عام 2021، وبعد ذلك قدم له عرض لتدريب منتخب كوت ديفوار الأولمبي في عام 2022، بالإضافة إلى ذلك، عمل كمساعد للمدرب جيان لويس، وذلك حتى تم تعيينه كمدرب للمنتخب الأول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فاي كوت ديفوار كأس أمم أفريقيا أمم افريقيا جيان لويس منتخب کوت دیفوار
إقرأ أيضاً:
أرامل من غزة للجزيرة نت: أطفالنا يبكون جوعا ولا مؤسسات تكفلهم
غزة- في خيمة مهترئة غربي مدينة غزة، كانت سوسن أبو كاشف تهدهد صغيرها يامن (عامان) على وسادة، وظلّت تحرك جسده الصغير يمنة ويسرة أكثر من ساعة، على أمل أن يهدأ ويتوقف عن البكاء وطلب الطعام، وينام. وأخيرا، أغمض الطفل عينيه، ونام، لكن وبعد دقائق، استيقظ باكيا يريد طعاما.
وببكاء أشد ردَّت الأم سوسن وتمنَّت لو كانت هي من استشهد في الحرب، وليس زوجها، فهو الأقدر على توفير الطعام لطفليه، بينما تظل هي امرأة عاجزة عن فعل أي شيء.
ويعيش سكان غزة عزلة خانقة منذ 5 أشهر، مع إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والمساعدات، جعلت أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تجويعا قاسيا، ولا يجدون ما يأكلونه.
عجز وقلق
وقبل الحرب، لم تكن حياة الأرامل في غزة وردية، لكنها على الأقل كانت مدعومة بشبكة من المؤسسات الخيرية، المحلية والدولية، التي تتولى كفالة الأطفال الأيتام، وتقدم لهم مبالغ شهرية، تُمكّن الأمهات من شراء الطعام والدواء والاحتياجات الأساسية. أما اليوم، فقد انهارت هذه المنظومة بالكامل.
ومع تجاوز أعداد الشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين ثاني 2023 حاجز الـ60 ألفا، تتحدث الأرقام عن عشرات الآلاف من النساء الثكالى، ومثلهن من الأطفال الذين أصبحوا أيتاما بين ليلة وضحاها، وهذا العدد الضخم فاق قدرة المؤسسات الخيرية.
سوسن، واحدة من آلاف الأرامل اللواتي تُركن لمواجهة التجويع وحدهن، فقدت زوجها في مجزرة دامية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين قُصِف منزل عائلته المكوّن من خمسة طوابق في مشروع بين لاهيا شمال القطاع، باستهداف أدى لاستشهاد 250 شخصا من العائلة، منهم زوجها وأغلب أقاربه.
وتقول الأم الأرملة سوسن للجزيرة نت، "منذ استشهاده، لم يسأل عنا أحد، لا مؤسسات ولا جمعيات ولا كفالات، أعيش مع طفليّ، حبيبة (3 سنوات ونصف) ويامن، وأعتمد فقط على دعم عائلتي، وأعمام أولادي، لكن هذا لا يكفي طعام يومنا".
إعلانوتسجل سوسن في روابط إلكترونية خاصة بمؤسسات كفالة الأيتام، لكنها تقول إنها لم تتلق شيئا. وتضيف: "طفلاي يجوعان يوميا، وأنا عاجزة، لا خبز ولا حليب، وكل ما أستطيع توفيره هو القليل من العدس دون خبز من التكية، وهذا لا يشبعهما".
وتكمل بحرقة "أشعر أنني أعيش فقط لأسمع بكاء طفليّ، وأخبئ دموعي عنهما، لكنني أبكي باستمرار، وأتمنى لو كنت مكان والدهما، فهو كرجل، كان سيجد حلا، أما أنا فلا أملك شيئا".
أما إلهام رجب، أرملة أخرى من شمال غزة، استشهد زوجها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لتجد نفسها مسؤولة عن 4 أطفال، أكبرهم عمره 15 عاما.
تقول للجزيرة نت، "بعد استشهاد زوجي، وهَدْم منزلنا في بيت لاهيا، نزحنا إلى غرب غزة، لا مأوى سوى هذه الخيمة، ولا مصدر دخل أو مؤسسة تهتم بنا، وأولادي يكبرون وهم جوعى، بلا دراسة، ولا أمل".
وتعتمد العائلة على "التكية"، وهي مطابخ خيرية توزع وجبات أساسية، لكن حتى هذه الوجبات، لا تتوفر يوميا.
وتضيف إلهام "أمس أكلنا عدساً بلا خبز، واليوم كذلك، وأطفالي ينامون جوعى معظم الأيام، ولا أستطيع منعهم من المغامرة، فابني رغم أنه طفل (15 عاما) يذهب إلى مناطق خطِرة مثل نتساريم (جنوب غزة) لانتظار المساعدات والحصول على كيس طحين أو بعض الخبز، معرضا حياته للخطر. كيف أمنعه؟ نحن جائعون".
واستشهد أكثر من 1100 فلسطيني برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات في عدة مناطق من قطاع غزة، بحسب إحصائية حصلت عليها الجزيرة نت من وزارة الصحة بغزة.
وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة.
وتروي الأم إلهام لحظات الانهيار اليومية، "كل مشاكلي مع أطفالي تدور حول الطعام. يقولون لي: نريد أن نأكل، وأنا لا أجد شيئا، أظل أبكي، وأدعو الله أن يناموا ليهدؤوا، لا مدارس، ولا تعليم، ولا أمان، فقط الجوع والحزن.
ديانا القصاص، من حي الدرج وسط غزة، استشهد زوجها في ديسمبر/كانون الأول 2023 ولا يزال جسده تحت الأنقاض، منذ قصف منزل العائلة.
تقول للجزيرة نت، "كل أهل زوجي استشهدوا معه، ولم يخرج أحد منهم حيا، بقيت وحدي مع طفلي سلامة (6 سنوات) وسند (3 سنوات) نعيش في خيمة صغيرة، دون أي كفالة أو دخل".
ويقع على عاتق ديانا كل شيء من المهام الصعبة، كما توضح، فهي تطبخ، وتعبئ الماء، وتقف في طوابير الطعام إن وُجد، وتحاول التخفيف من صدمة الحرب والجوع عن أطفالها.
وتضيف "طفلاي لا يعرفان لماذا لا يأكلان مثل غيرهم، ويسألانني عن الفواكه، والحليب، والخبز، أمس وزعوا الطحين على المخيم، فخبزت لهما خبزا ناشفا، ورغم ذلك أكلاه بفرح".
وأكثر ما يؤلم الأم الثكلى ديانا -تواصل قائلة- إنهم "فقدوا كل شيء، الأب، والمنزل، والأمان، وحتى الطعام، وحين يرى ولداي أطفالا آخرين يملكون ألعابا أو بقايا طعام، يبكون ويطلبون مثله، ولا أستطيع أن أقدم لهم شيئا".
إعلان