ليبيا – قال الباحث التركي وأستاذ العلاقات الدولية، سمير صالحة، إن خطوة تركيا إعادة فتح قنصليتها في بنغازي مرتبطة بسياسة تركيا الجديدة، التي تسعى إلى التعامل مع الملف الليبي بطريقة تتماهى مع الخطوات الانفتاحية التي جرت خلال العام المنصرم بين أنقرة والقيادات في الشرق الليبي.

صالحة وفي حديث مع موقع “أصوات مغاربية”، أوضح أن الزيارات المتبادلة، خاصة زيارتين أجراهما، عقيلة صالح، إلى تركيا خلال عام واحد، شجعت كلا الطرفين على تفعيل فتح صفحة جديدة.

وأشار إلى أن هذا المسار الجديد من العلاقات توّج بالقرار المهم بإعادة فتح القنصلية باتجاه تعزيز وترجمة هذا التقارب بشكل ميداني في أبرز مدن الشرق وهي بنغازي.

ورجح أن يكون قرار أنقرة جاء على ضوء التحولات في التعامل مع الملف الليبي، سواء من الناحية الإقليمية، خاصة الانفتاح التركي على الجانب المصري، أو المساعي التركية الجديدة نحو التنسيق مع العديد من العواصم العربية الفاعلة في الملف الليبي.

وبين أن هذا الوضع قابلته أيضا تحركات من عواصم عربية نحو الغرب الليبي، مردفا:”كل هذه العوامل ساهمت برأيي في تفعيل هذا المسار الجديد، لكن هذه الخطوات بحاجة إلى توسيع رقعتها”.

وجوابا عن سؤال إذا كانت هذه الخطوة كافية لإنهاء أسباب الخلاف بين أنقرة والشرق الليبي، استبعد صالحة أن يكون قرار فتح القنصلية كافيا لإنهاء كل أسباب التباعد بين الأطراف المختلفة، بما فيها بين تركيا واللاعبين الإقليميين الداعمين للشرق.

وخلُص صالحة إلى أهمية منح الوقت الإضافي لهذا التقارب، مستدركا بالقول إن “ما يجري الآن برأيي سيساهم بطريقة جدية في تسريع عملية الخروج من الأجواء المشحونة التي طبعت العلاقات بين أنقرة والشرق الليبي في السنوات الأخيرة.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

سفيرة الاحتلال السابقة في تركيا: علينا الحفاظ على خط اتصال مع أنقرة

أكدت السفيرة السابقة للاحتلال الإسرائيلي لدى تركيا ومصر، أميرة أورون، والباحثة الحالية في معهد دراسات الأمن القومي، في مقابلة مع صحيفة "معاريف"، أن العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا شهدت تدهوراً كبيراً بعد حادثة "مافي مرمرة"، مشيرة إلى أن هذه العلاقات انتقلت منذ ذلك الحين إلى مسار متقلب من صعود وهبوط. 

وأوضحت أورون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتمد في أيديولوجيته على "حماية المسلمين أينما كانوا"، وأنه يعتبر الفلسطينيين في موقف مشابه لداود، بينما ترى إسرائيل في نفسها جالوت. 

ولفتت إلى أن الحرب الحالية في غزة قد أدت إلى تصعيد غير مسبوق في التوترات بين البلدين، معتبرة أن هذه الحرب تختلف عن غيرها من الحروب، وأنها "طويلة ودامية" وأن نتائجها ستكون وخيمة ومدمرة.

ورغم توقّع إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن أورون أكدت أن استعادة العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا لن تكون سهلة، حيث قالت إن "استعادة العلاقات ستستغرق سنوات عديدة". 

وأشارت إلى أن القدرة على المناورة ضد أردوغان تظل "محدودة للغاية"، ما لم يتغير الموقف الإسرائيلي بشكل جوهري بشأن الاتفاقات مع الفلسطينيين.

وعن شخصية أردوغان، وصفت أورون الرئيس التركي بأنه "شخص قوي جداً وصارم جداً"، معتبرة إياه مثالاً حياً على الإسلام السياسي. 


وأضافت أن أردوغان نجح في تغيير النظام في تركيا بشكل كامل على مدار 25 عاماً، حيث ألغى مبدأ فصل السلطات، ليحوز على "صلاحيات رئيس فوق الجميع"، وهو أمر تقول أورون إنه يصعب العثور على مثيل له في أي دولة أخرى٬ بحسب إدعائها. 

واعتبرت أورون أن أردوغان يشبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من حيث أن كليهما جاء لتغيير الأسس القائمة، وقاما بحملات انتخابية حادة تميزت بالقوة والتمرد على القواعد السياسية التقليدية.

وفي ظل هذه التوترات، أكدت أورون أن من الأهمية بمكان الحفاظ على قنوات الاتصال مع تركيا، مشيرة إلى ضرورة العمل على "خفض التصعيد" بين البلدين كما حدث مع روسيا في سوريا. 

وتوقعّت أنه لن يكون هناك عودة إلى العلاقات التي كانت قبل عام 2000، لكنها أوضحت أنه إذا حدث تغيير في القيادة في إسرائيل أو تركيا، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقييم جديد للعلاقات. وفي الوقت الراهن، دعت أورون إلى التركيز على التنسيق بين البلدين لتفادي التصعيد والحفاظ على قنوات الاتصال الأساسية.

مقالات مشابهة

  • في تركيا.. شابة تلقي بنفسها من الطابق الرابع بعد إصرار أهلها على العودة لطليقها
  • قيدها ونحرها مع شقيقها.. سقوط مجرم هز تركيا
  • لقاء تاريخي بين رئيسي أركان تركيا ومصر في أنقرة
  • هل ينجح فيدان في كسر الجمود الأوروبي عن عضوية تركيا؟
  • تركيا.. اعتقال 16 متهمًا بالانتماء لتنظيم داعش في إسطنبول
  • السوداني مهتم بطريق التنمية مع تركيا أكثر من ملف شحة المياه في العراق
  • تركيا.. مباحثات ثنائية بين أردوغان والسوداني
  • الاتحاد الأوروبي: طريق تركيا لا يزال بعيدا عن الانضمام إلى التكتل
  • حكومة الدبيبة تنفي وجود أي اتفاق بخصوص المهاجرين.. واشنطن تختبر حدود النفوذ الليبي عبر «بوابة الهجرة»
  • سفيرة الاحتلال السابقة في تركيا: علينا الحفاظ على خط اتصال مع أنقرة