لا حرب أو هجمات.. هل تُضعف أمريكا إيران من الطريق الثالث؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
بدلا من توجيه ضربة مباشرة لإيران ربما تنزلق إلى حرب تنذر بخسائر عسكرية أمريكية متزايدة، يمكن لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية إشعال احتجاجات شعبية ضد النظام الحاكم وإحياء نزعات الحكم الذاتي بين الأقليات العرقية، بحسب ليونارد واينبرج في تحليل بموقع "فير أوبزرفر" الأمريكي (Fair Observer) ترجمه "الخليج الجديد".
واينبرج قال إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس خيارات الرد على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 47 آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار استهداف "البرج 22"، وهي قاعدة عسكرية في شمال شرقي الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا.
وأضاف أن الهجوم نفذته "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي مجموعة مليشيات شيعية عراقية مدعومة من إيران، وذلك ضمن هجمات شنتها أيضا مجموعات أخرى على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتابع أن "الصقور يدعون الآن إلى توجيه ضربة مباشرة لإيران. لكن لتجنب الانزلاق إلى الحرب، تستطيع الولايات المتحدة بدلا من ذلك أن تركز على استغلال نقاط الضعف السياسية الداخلية في إيران".
اقرأ أيضاً
المثلث الحدودي للعراق وسوريا والأردن.. برميل بارود لمواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران
الطريق الثالث
و"البدائل التي تمت مناقشتها علنا حتى الآن هي إما ردود فعل متبادلة مستمرة على الهجمات التي تشنها المليشيات التي ترعاها إيران في سوريا والعراق"، بحسب واينبرج.
وأردف: "وكذلك اتخاذ تدابير مباشرة ضد إيران، مع خطر الانزلاق إلى حرب إقليمية، ما ينذر بعدد متزايد من الخسائر العسكرية الأمريكية، والتي لابد من استيعابها في عام الانتخابات الرئاسية". يسعى بايدن إلى إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
واستدرك:" لكن يوجد طريق ثالث يستحق أن يدرسه صناع السياسات، فإيران خصم هائل، وأظهر قادتها السياسيون والعسكريون، من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس الحرس الثوري حسين سلامي وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، أنهم قساة وبارعون في الحفاظ على قبضتهم على السلطة".
وزاد بأنه "لتحقيق ذلك، يحصلون على المساعدة من الحرس الثوري، الذي يضم حوالي 150 ألف إلى 190 ألف مقاتل، وينقسم إلى فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية، والباسيج المكرس للحفاظ على الأمن الداخلي بكل الوسائل الضرورية".
اقرأ أيضاً
هآرتس: دول خليجية وعربية تمنع أمريكا من معاقبة إيران.. واستراتيجة طهران أرهقت واشنطن
احتجاجات وأقليات
واعتبر واينبرج أنه "على الرغم من الثقافة السياسية القائمة على القمع والدولة البوليسية الحديثة، فإن إيران ليست منيعة".
وأضاف أن "النظام لا يحظى بشعبية كبيرة، خاصة بين الطبقات المتوسطة المتعلمة في العاصمة طهران والمدن الكبرى الأخرى، وقد اكتسب سمعة الفساد، خاصة بين قادة الحرس الثوري".
وتابع: "يقترب تعداد سكان إيران من 88 مليون نسمة، ونسبة كبيرة منهم من الشباب تحت سن العشرين. ووفقا لآخر إحصاء، بلغ معدل البطالة نحو 10% من قوة العمل".
وزاد بأن "الاحتجاجات العامة ضد النظام ليست مستبعدة، وكانت أبرز هذه المظاهر حتى الآن هي الاحتجاجات التي نظمتها النساء في العامين الماضيين إثر وفاة الشابة مهسا أميني في حجز الشرطة بسبب عدم ارتدائها الحجاب بشكل مناسب، وقد تم نشر قوات القمع في معظم أنحاء البلاد".
ومتحدثا عما اعتبرها نقطة ضعف أخرى، قال واينبرج إن "الشعب الإيراني أقل تجانسا، فإلى جانب الأغلبية العرقية الفارسية، يوجد الأذريون والأكراد والبلوش والعرب. وفي العقود الماضية، سعى زعماء هذه العرقيات إلى تحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي عن طهران، وأحيانا عبر استخدام العنف".
ورأى أن "هذا المزيج من الخصائص الديموجرافية والسياسية يشير إلى بعض نقاط الضعف التي تعاني منها إيران، وهي نقاط يمكن أن تستغلها الولايات المتحدة على المدى الطويل".
"ويبدو أن التخريب وسيلة معقولة لإضعاف نظام آيات الله، لاسيما وأن وكالة المخابرات المركزية تمتلك خبرة واسعة في إضعاف أنظمة عديدة معادية في أمريكا اللاتينية ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، ناهيك عن الانقلاب الناجح الذي قامت به في إيران عام 1953 ضد نظام محمد مصدق القومي، والذي أعاد الشاه (محمد رضا بهلوي) إلى السلطة"، كما ختم واينبرج.
اقرأ أيضاً
أين سترد أمريكا على إيران؟.. مسؤول سابق بالمخابرات الإسرائيلية يجيب
المصدر | ليونارد واينبرج / فير أوبزرفر- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران أمريكا البرج 22 احتجاجات أقليات نظام حاكم
إقرأ أيضاً:
إيران ترد على ترامب بنصر دفاعي جديد وتنفي تلقي أي مقترحات أمريكية مكتوبة
مع تصاعد التوترات الإقليمية والدولية حول الملف النووي الإيراني، تتجدد الأجواء المشحونة بين طهران وواشنطن، حيث تتداخل التصريحات السياسية الحادة مع تطورات ميدانية ودبلوماسية متسارعة، في هذا السياق، أعلن اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، عن تحقيق إنجاز دفاعي جديد مهم، في رسالة تؤكد قدرة إيران على تعزيز موقفها العسكري وسط الضغوط الأميركية والعقوبات المستمرة.
وأعلن اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، خلال كلمته في مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لشهداء الخدمة بساحة الإمام الحسين في طهران، عن تحقيق “إنجاز كبير” في مجال تكنولوجيا الدفاع خلال الأسابيع الماضية، مشيرًا إلى أنه سيتم الكشف عنه عمليًا في وقت لاحق.
وفي خطاب ناري، وجّه سلامي انتقادات حادة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واتهمه بشن “عملية نفسية” ضد الشعب الإيراني عبر نشر الإحباط واليأس، مؤكدًا أن الإيرانيين يعتبرونه “قاتل الشهيد قاسم سليماني” وأن صورة الولايات المتحدة لديهم “سلبية للغاية”.
كما سخر سلامي من تصريحات سابقة لترامب وصف فيها الشعب الإيراني بالإرهابي، متسائلًا: “كيف يدّعي اليوم صداقته لهذا الشعب؟”، مؤكدًا أن الإيرانيين يميزون بين الأصدقاء والأعداء، ويضعون واشنطن في مقدمة خصومهم بسبب العقوبات الاقتصادية ومنع استيراد الأدوية.
وأضاف القائد الإيراني أن تاريخ السياسات الأمريكية تجاه طهران مليء بالتدخلات، من انقلاب 1953 إلى محاولات الهيمنة الثقافية والاقتصادية بعد الثورة، مؤكدًا أن الشعب الإيراني واجه تلك السياسات “وهزمها في كل ميدان”.
وجاءت تصريحات سلامي ردًا مباشرًا على خطاب ترامب الأخير في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض، والذي وصف فيه إيران بأنها “أكثر القوى تدميرًا في الشرق الأوسط”، ملمحًا إلى قرب التوصل لاتفاق نووي جديد، لكنه حذر من “مسار عنيف” إذا رفضت طهران عروض الحوار.
إيران تنفي تلقيها مقترحات مكتوبة من أمريكا
في خضم الجهود الدبلوماسية المتواصلة للتوصل إلى حل شامل للملف النووي الإيراني، استمرت الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في سلطنة عمان يوم الأحد الماضي، وسط آمال متجددة وحذر واضح من الطرفين.
ورغم تصريحات متباينة، نفت إيران تلقي أي مقترحات مكتوبة رسمية من الجانب الأمريكي حتى الآن، مؤكدة تمسكها بحقوقها النووية، خاصة في مجال التخصيب، ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
في المقابل، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق، مشددًا على ضرورة أن تكون إيران دولة كبرى دون امتلاكها للسلاح النووي، ومشيرًا إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه دولة قطر في تسهيل هذه المفاوضات الحساسة.
وتأتي هذه المباحثات وسط سجل طويل من التوترات والاتهامات المتبادلة، لكنها تمثل محاولة لإعادة تفعيل قنوات الحوار في ظل مخاوف دولية من تصاعد الأزمة.