بوابة الوفد:
2025-07-07@17:25:52 GMT

لماذا تصر إسرائيل على الاستمرار؟

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

من الممكن تجنب المزيد من الرعب فى رفح إذا تدخلت الولايات المتحدة. خاصة أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكرى الأمريكى، ولا يمكنها مواصلة الحرب لفترة طويلة بدون هذا الدعم. وهذا يثير سؤالين أساسيين: لماذا تصر إسرائيل على الاستمرار فى العملية العسكرية التى من شأنها أن تؤدى إلى خسائر مروعة فى صفوف المدنيين؟ ولماذا لن يسحب جو بايدن دعمه؟
الأول هو أسهل إلى حد ما للإجابة.

لقد هز هجوم حماس فى 7 أكتوبر المجتمع الإسرائيلى حتى النخاع، كما كان المقصود منه أن يحدث. بعد الانتفاضة الثانية بين عامى 2000 و2005، اعتقدت إسرائيل حقاً أنها تسيطر بشكل كامل على أمنها. ولكن فى 7 أكتوبر، أخطأت قوات الدفاع الإسرائيلية والشرطة ووكالات الاستخبارات جميعها بشكل فادح.
وكانت قيادة حماس شبه العسكرية قد خططت للهجوم على مدى عدة أشهر وتوقعت رد فعل إسرائيلياً واسع النطاق. وهذا ما حصلت عليه، ما أدى إلى الإضرار بالمحاولات الإسرائيلية للعمل مع الأنظمة الخليجية ودعم هائل للقضية الفلسطينية فى جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.
ومن ناحية أخرى، تتمتع إسرائيل بالحكومة الأكثر تشدداً منذ 75 عاماً، حيث يعتمد ائتلافها غير المستقر على ثلاثة أحزاب أصولية. ولكن إذا ظلت حماس نشطة، فمن المرجح أن تسحب أحزاب اليمين المتطرف دعمها، ولن يتمكن بنيامين نتنياهو من البقاء. إن رغبة رئيس الوزراء فى الاستمرار فى منصبه كافية لضمان استمرار الهجوم الإسرائيلى.
وللجيش الإسرائيلى أيضاً مصلحة فى مواصلة هذه الحرب. لقد أدت إخفاقاته العسكرية إلى تراجع مكانته فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتعلم قيادته أن أفضل طريقة لاستعادته هى تحقيق نوع ما من النصر. المشكلة بالنسبة إلى قادة الجيش الإسرائيلى ونتنياهو هى أن الحرب ما زالت غير مخطط لها. 
وحتى الآن، تقوم حماس بإعادة تشكيل وحدات شبه عسكرية فى شمال غزة، والتى ادعى الجيش الإسرائيلى منذ أشهر أنه يسيطر عليها.. قد تكون هذه الهجمات أصغر بكثير مما كانت عليه فى بداية الحرب، لكنها تظهر أن حماس أكثر مرونة كثيراً مما كان متوقعاً. 
أما السؤال الآخر: موقف إدارة بايدن؟ ربما تكون هناك رسائل قوية بشكل متزايد موجهة إلى نتنياهو للحد من الخسائر الفلسطينية، لكن دون جدوى. يبدو الأمر كما لو أن الإسرائيليين يعرفون أن بإمكانهم تجاهل بايدن دون عواقب.
من المؤكد أن اللوبى الإسرائيلى قوى جداً فى واشنطن، كما أن علاقات البنتاجون مع إسرائيل عميقة. وقد تم تعزيزها بشكل كبير عندما تم طلب المشورة الإسرائيلية عندما سارت حرب العراق بشكل خاطئ فى عام 2003، وحتى الآن تتمركز القوات الأمريكية بشكل دائم فى إسرائيل، وتدير منشأة رئيسية للإنذار المبكر بالرادار X-BAND. وساعدت الولايات المتحدة لاحقاً فى بناء بلدية، وهى «مدينة» عربية دائمة للتدريب العسكرى. إن تدفق الأجهزة عبر إسرائيل فى الوقت الحاضر هائل ومربح للغاية للآلة الصناعية العسكرية الأمريكية.
تعتبر مجموعة الضغط الإسرائيلية الرئيسية، لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، فعالة للغاية، لكن هناك أيضاً منظمات يهودية أمريكية، مثل مجموعة جى ستريت فى واشنطن، غير راضية تماماً عن اتجاه الحرب. ما يبقى مفقوداً من فهم موقف بايدن هو الفائدة التى تجنيها إسرائيل من دعم الصهاينة المسيحيين فى الولايات المتحدة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الجيش الإسرائيلي إسرائيل د مصطفى محمود

إقرأ أيضاً:

لماذا يواصل الاحتلال عدوانه على غزة رغم وقف الحرب مع إيران؟

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا تناولت فيه وصفة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة لوقف الحرب في غزة، وقالت إن السلام يبدو بالنسبة له سهلا، كما بدا في إعلانه على منصات التواصل الإجتماعي في الأول من تموز/يوليو، وهو أن الاحتلال الإسرائيلي وافق على "الشروط الضرورية" لوقف إطلاق النار في غزة.

ومع ذلك، فقد ثبت مرارا وتكرارا أن إنهاء الحرب في غزة ليس بالأمر السهل. كانت هناك هدنتان مؤقتتان خلال 21 شهرا من الصراع، ولكن لم يكن هناك سلام دائم. يواصل الاحتلال الإسرائيلي قتل العشرات من الفلسطينيين كل يوم، بحسب التقرير.

وتقدم المجلة مقارنة غريبة لساعة الحرب الإسرائيلية، فقد استمرت حرب إسرائيل في إيران 12 يوما؛ واستغرق حربها على حزب الله، ثمانية أسابيع على الأرض. لكن في غزة، لا تستطيع الحكومة الإسرائيلية حتى تحديد شكل نهاية الحرب. ربما تكون مجرد حلقة أخرى في صراع بين اليهود والفلسطينيين عمره أكثر من قرن ولن ينتهي بوقف إطلاق النار، كما تقول.

وربما تكون هذه المرة مختلفة، ويقول مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "متفائل".

ويزعم قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه حقق تقريبا أهدافه من الحرب في غزة.  ومع ذلك يعارض حلفاء رئيس الوزراء من اليمين المتطرف بشدة إنهاء الحرب، لكن زعيم المعارضة، يائير لابيد، وعد بدعم وقف إطلاق النار.

وسيتوجه نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء دونالد ترامب، الذي أوضح أنه يتوقع انتهاء الحرب التي تتواصل على الأرض.

ويسيطر الجيش الإسرائيلي على معظم القطاع وأصدر أوامر أخلاء لسكان مدينة غزة تحضيرا لهجمات جديدة، ويرتفع عدد الشهداء بدون توقف، فقد قتلأ كثر من 500 فلسطينيا أثناء محاولتهم جمع الطعام من مراكز المساعدات المثيرة للجدل التي أنشأها الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتحمل قواتها مسؤولية معظم الوفيات.

وتساءلت الصحيفة عن سبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي القتال في غزة، في حين أنها تمكنت من إنهاء حروبها ضد إيران وحزب الله بسرعة؟ وتجيب أن هذين العدوين شكلا  تحديات فريدة.

فقد امتلكت إيران آلاف الصواريخ الباليستية القادرة على ضرب إسرائيل. وامتلك حزب الله أسلحة زودته بها إيران ودرب مقاتلين، وسيطر على جزء كبير من لبنان وأجزاء من سوريا.


لكن الحكومة الإسرائيلية كانت لديها أهداف واضحة وقابلة للتحقيق في إيران ولبنان. فقد سعت إلى سحق الطموحات النووية للجمهورية الإسلامية، وإنهاء الوجود العسكري لحزب الله على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.

وباستخدام الذخائر الموجهة والمعلومات الاستخباراتية التي قدمها جواسيس في مواقع جيدة، تمكنت إسرائيل من تحقيق أهدافها في حملات قصيرة نسبيا.

وعندمت شن الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، كانت لديه أيضا أهداف واضحة: إنهاء حكم حماس وتدمير قدراتها العسكرية وإنقاذ 250 أسيرا، ومنذ ذلك الحين دمّر القطاع، وقتل أكثر من 55 ألف فلسطيني، لكن في المقابل يشير الوضع الحالي إلى أن "حماس" تسيطر على أجزاء من القطاع، ولدى جناحها العسكري كتائب القسام، شباب مستعدون للقتال.

وبحسب التقرير، فإن قلة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أنه يمكن تحقيق المزيد في غزة بالوسائل العسكرية. فقد نشر الاحتلال خمس فرق عسكرية هناك.

يقول أحد الضباط: "نحن ننتظر بشكل أساسي لمعرفة ما إذا كان هناك وقف لإطلاق النار"  و"لا يوجد أي تقدم على الأرض تقريبا".

ويريد معظم الإسرائيليين وقف إطلاق النار. فقط أقلية فقط تعتقد أن القضاء على حماس، بإخلاء غزة من سكانها وترك القوات الإسرائيلية فيها، أمر قابل للتطبيق أو مرغوب فيه. لكن من الذين يحافظون على منصب نتنياهو هم من يعتقدون بتحقيق هذه الأهداف.

ومقارنة مع حزب الله وإيران، فقرار إسرائيل مواصلة قصف غزة، يتجاوز التكتيكات العسكرية والحسابات السياسية.

وتقول أور رابينوفيتش من الجامعة العبرية: "لأكثر من نصف قرن، عجزت إسرائيل عن تحديد استراتيجية وطنية.

هل تسعى في نهاية المطاف إلى اتفاقيات دبلوماسية أم أنها تسعى إلى تحقيق هدفها المسياني المتمثل في أرض إسرائيل الكبرى؟"، وتضيف أن حروب إسرائيل مع إيران وحزب الله كانت "حملات تقليدية لمكافحة انتشار الأسلحة"، "حيث يكون الهدف هو إضعاف قدرات عدوك وإجباره على قبول معاهدة للحد من التسلح من خلال الدبلوماسية"، أما في غزة، يخوض رئيس الوزراء وحلفاؤه المتدينون المتشددون "حربا مسيانية تتجاوز أي استراتيجية براغماتية".

ويقول المؤرخ توم سيغيف إن إسرائيل تمكنت من إبرام معاهدات سلام مع مصر والأردن لأن تلك الخلافات كانت مسألة اتفاق على ترسيم الحدود، وربما يكون هذا السلام ممكنا مع إيران: "لكن مع الفلسطينيين، تواجه إسرائيل صراعا يتعلق بجذور الهوية الوطنية لكل جانب".


مقالات مشابهة

  • رغبة لتجنب نموذج حزب الله في غزّة.. ما هي خطة إسرائيل لـما بعد الحرب؟
  • محللون: إسرائيل أمام خيارين بشأن غزة وحماس لن تتنازل عن 3 نقاط
  • ماذا تقول التحليلات الإسرائيلية للخطة الأميركية واحتمالات استئناف الحرب؟
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: إسرائيل تدرس إقامة "منطقة إنسانية" جنوبي قطاع غزة لتجميع السكان و"تمكين حكم مدني منزوع السلاح" بعيدا عن حماس
  • إسرائيل تتجه نحو هدنة في غزة لكنها تتجاهل الحديث عن وقف الحرب
  • إيكونوميست: لماذا لم تغير الحرب الإسرائيلية- الإيرانية الشرق الأوسط
  • الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات ضد إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في غزة
  • لماذا يواصل الاحتلال عدوانه على غزة رغم وقف الحرب مع إيران؟
  • الحكومة الإسرائيلية تبحث اليوم رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار
  • إسرائيل تستعد لجولة تفاوضية جديدة مع حماس وقرب وقف إطلاق النار