بهجت العبيدي: رغم تراجع تحويلات المصريين بالخارج يظل سهمهم الأكبر
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
قال بهجت العبيدي الكاتب المصري المقيم بالنمسا مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج أن المصريين بالخارج يساهمون بشكل فعال في نهضة الاقتصاد المصري، حيث أنهم يمثلون أحد الأرقام الصعبة في تدفقات النقد الأجنبي داخل مصر.
وأضاف بهجت العبيدي أنه على الرغم من انخفاض تحويلات المصريين بالخارج بمقدار عشرة مليارات دولار في العام ٢٠٢٣ حسب ما أعلنت عنه السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج فإن ما يساهم به مصريو الخارج في النقد الأجنبي يظل السهم الأكبر حيث أنه يظل أضعاف ما تدره قناة السويس ويعادل كذلك ضعف دخل السياحة المصرية وهو ما يعكس الأهمية القصوى لدور المصريين بالخارج في دفع عجلة الاقتصاد المصري.
وأكد بهجت العبيدي أن أزمة العملة الأجنبية التي تواجهها مصر في الآونة الأخيرة هي أزمة غير مسبوقة وأن هناك عدة عوامل شاركت في حدوثها حيث لا يمكننا أن نغفل الشلل التام الذي أصاب العالم أثناء جائحة كورونا ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتزيد الطين بلة، أما السياسة النقدية الأمريكية والتي اتخذت من زيادة أسعار الفائدة سبيلا لجمع الأموال الساخنة حول العالم كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير للعديد من الاقتصادات العالمية خاصة الناشئة منها، حيث أن هروب هذه الأموال جعل هناك أزمة في العملة الأجنبية "الدولار" في بعض الدول ومنها مصر، وأخيرا كان للحرب على غزة وكذلك الصعوبات التي تواجهها التجارة العالمية في البحر الأحمر نتيجة للاعتداء على غزة دور هام في تفاقم هذه الأزمة.
وأضاف بهجت العبيدي أنه نتيجة لهذه العوامل حدثت هزة عنيفة لسعر الصرف في مصر، هذا الذي جعل هناك تباينا هائلا بين السعر الرسمي في البنوك وسعر السوق الموازي، هذا الذي دفع جزءا كبيرا من مصريي الخارج في اللجوء للبيع خارج أبواب البنوك وهو ما قلص بشكل كبير حجم تحويلات المصريين بالخارج.
وأكد بهجت العبيدي أن البيع والشراء في السوق الموازي بأسعار عالية للغاية يتم دون رقابة حقيقية فوجدنا الكثير من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تعلن عن البيع والشراء بتلك الأسعار العالية للعملات الأجنبية، وكان هناك وسائل مختلفة منعت وصول العملة الأجنبية لداخل مصر، فعدد كبير للغاية يقوم ببيع العملة الأجنبية في بلاد الإقامة ويقوم هو أو أحد أقاربه باستلام السعر المتفق عليه داخل مصر، هذا الذي يحرم مصر من كم كبير من العملات الأجنبية حتى بتلك الأسعار المعلن عنها في السوق الموازي، وهنا تكون الخسارة مضاعفة: الأولى تم حرمان الاقتصاد المصري من تدفق العملة الأجنبية والثانية تم خفض كبير للجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية.
ويرى بهجت العبيدي أن علاج هذه المشكلة يكون من خلال طريقين متوازيين: الأول هو تقليل تلك الفجوة بين سعر الصرف في البنوك المصرية والسوق الموازي، والثاني هو المراقبة الشديدة والضرب بيد من حديد على حيتان السوق الموازي.
ويذهب مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج إلى أن المبادرات التي تطلقها الدولة للمصريين بالخارج تأتي بثمارها على كل من المصريين المقيمين في الخارج من ناحية وعلى خزينة الدولة المصرية من ناحية ثانية وأن هذه الفائدة المتبادلة تشجع على استمرار هذه المبادرات: مبادرة السيارات والاي حققت نجاحات مشهودة في مدتها الثانية والتي نتوقع أن تستمر هذه النجاحات في المدة الثالثة التي أعلنت عنها السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج. ويطالب العبيدي بفتح مبادرة تسوية الموقف التجنيدي للمصريين بالخارج.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بهجت العبيدي الاتحاد العالمي للمواطن المصري الاقتصاد المصري النقد الأجنبي مصر المصریین بالخارج العملة الأجنبیة السوق الموازی
إقرأ أيضاً:
في يوم التروية.. قلوب مطمئنة وأرواح متلهفة للحج الأكبر
بينما تتوافد أفواج الحجيج على مشعر منى، تتجلّى مشاهد إنسانية نادرة تنطق بالسكينة والرضا. الوجوه تضيئها ابتسامات الرضا، والعيون تلمع بالشوق إلى عرفات، وكأن الأرواح سبقت الأجساد إلى اللهفة والرجاء.
في مشهد مهيب يلامس القلوب، يتجه ضيوف الرحمن إلى مخيماتهم، يخطون أولى خطواتهم في درب الحج، مستشعرين عظمة الركن الخامس من أركان الإسلام، في يومٍ يعرف بـ"يوم التروية"، يحمل من المعاني ما يفوق مجرد الاسم.
لماذا سُمي بيوم التروية؟
يوافق يوم التروية الثامن من شهر ذي الحجة، ويُعد أول محطات مناسك الحج، وتعود تسميته إلى أن الحجاج في القديم كانوا "يتروّون" فيه بالماء، أي يتزودون به من مكة استعدادًا لما بعده من أيام الحج، خاصة يوم عرفة الذي لم تكن فيه مياه في السابق، ولهذا سمي أيضًا بـ"يوم النقلة"، إذ ينتقل فيه الحجاج من مكة إلى منى.
من أعمال يوم التروية
في هذا اليوم، يُحرِم الحاج المتمتع مرة أخرى بالحج من مقر إقامته، ويبدأ في التلبية قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، ثم يتوجه إلى مشعر منى، حيث يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة قصرًا دون جمع، في أجواء يغمرها الخشوع والسكينة.
في هذا اليوم يحرص الحجاج على سنن النبي ﷺ، ومنها الاغتسال والتطيب ولبس الإحرام والتلبية بكثرة، والمبيت في منى قبل التوجه إلى عرفة وهو من السنن المؤكدة، لكن لا حرج على من تجاوزها دون تعمد.
لوحة إيمانية متكاملة في يوم التروية
مشعر منى، الذي لا يُسكن إلا أيام الحج، يتحول في هذا اليوم إلى لوحة إيمانية متكاملة، يلتقي فيها الناس من كل حدب وصوب، موحدين القلوب واللباس والنية.
ووسط جباله التي تحتضن الحجيج، يبدأ القلب بالاستعداد لليوم الأعظم، يوم عرفة، حيث الوقوف والدعاء والانكسار بين يدي الله.
ومع غروب شمس التروية، تزداد القلوب لهفة، والأنفاس تشتد توقًا، فالحج عرفة.. ويوم التروية ما هو إلا بداية الرحلة المباركة إلى المغفرة والتطهير، حيث تُمحى الذنوب وتُرفع الدرجات، في مشهد لا يتكرر إلا مرة في العمر.
صور إنسانية وابتسامات ترتسم على محيا ضيوف الرحمن وهم يتجهون إلى مخيماتهم للمبيت #يوم_التروية
عبر مراسل #الإخبارية محمد الحمادي#الحج_عبر_الإخبارية pic.twitter.com/IsmfPCntA4