منذ أن تقلد بنيامين بن صهيون نتنياهو رئاسة وزراء إسرائيل عام 1996، شهدت عملية السلام التي كانت مرتقبة بين الفلسطينيين والإسرائيليين انتكاسة كبيرة، بعد أن كانت فكرة حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية قابلة للتحقيق، بناء على اتفاقية أوسلو عام 1993، وذلك بعد أن تمكن نتنياهو وحكوماته المتطرفة من إفشال مخطط السلام، وإهدار حق الفلسطينيين، وبناء المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، والعمل علي عدم إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وبسبب تطرف حكومات الليكود الإسرائيلي تمكن نتنياهو من خلق جيل أشد تطرفا ضد الفلسطينيين، وتمكن من العودة للحكم لأكثر من مرة، ليصل إجمالي فترات حكمه إلي أكثر من 15 عاما سخرها للإجرام في حق الشعب الفلسطيني، فقد حاصر وهاجم غزة لأكثر من مرة، وكان داعما أساسيا ومشجعا على إقامة المستوطنات، وتسليح وتشجيع المستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم الاجتماعية والدينية، وهدم المنازل وطرد سكانها، وتهويد الأراضي الفلسطينية، والخروج عن كل الاتفاقات والقوانين المبرمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
والآن وبعد انقضاء ما يقارب خمسة أشهر على اندلاع العدوان الإسرائيلي الغاشم علي قطاع غزة، وتدمير كامل مرافقها وبناها التحتية، وتشريد أبنائها أكثر من مرة من الشمال ثم إلي الوسط ثم إلي الجنوب الآن، وقتل قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من تسعة وعشرين ألف مدني غالبيتهم من النساء والأطفال والمرضي، وإصابة أكثر من سبعين ألف إنسان وتشريد أكثر من مليون وأربعمائة ألف شخص من أبناء غزة إلي رفح جنوب القطاع، وبالرغم التحذيرات الأممية والدولية من إقدام نتنياهو على اجتياح رفح تجنبا لوقوع كارثة إنسانية وذلك بعد جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في حق أبناء الشعب الفلسطيني، لا يزال نتنياهو وكما عهدنا إجرامه مصرًا علي تحدي المجتمع الدولي، واجتياح رفح المكتظة بالسكان، بحجة قضائه نهائيا على حركة المقاومة حماس، وبعد كل هذا الإجرام الذي طال أبناء الشعب الفلسطيني، فإن نتنياهو الكاره للسلام والناكر لحق الغير غير مكتفٍ بكل هذا الدمار والخراب والقتل لأبناء غزة، فبقدر ارتفاع الأصوات المتزايدة والمحذرة لنتنياهو من اجتياح غزة، فإن ذلك يزيد من تجاهله وحكومته لتلك الأصوات، ولربما كان السبب الذي يرنو إليه نتنياهو هو إطالته الحرب لأطول فترة ممكنة من أجل حماية منصبه كرئيس للوزراء، وخشية من تقديمه للمحاكمة العسكرية، واتهامه بفشل حكومته في توقع هجوم السابع من أكتوبر الماضي ٢٠٢٣، واعتباره يمثل أكبر فشل استخباراتي لإسرائيل منذ خمسين عاما، ومن أجل ذلك فإن نتنياهو ومن خلال سجله الإجرامي وعنصريته المفرطة يمكن أن يقتل كل أبناء غزة، فما دامت أمريكا وحلفاؤها الدوليون غاضين الطرف وصامتين عن إجرامه الذي لا يتوقف فإن نتنياهو سيواصل ويزيد من إجرامه في حق الشعب الفلسطيني، وكيف يكون ذلك وهم مَن صنعوه؟!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی أکثر من مرة
إقرأ أيضاً:
مسيرات حاشدة في الجوف استمرارا في اسناد الشعب الفلسطيني مهما كانت النتائج
الثورة نت/سبأ شهدت محافظة الجوف اليوم، مسيرات جماهيرية بكافة المديريات تحت شعار نصرة لغزة.. مسيراتنا مستمرة وعملياتنا متصاعدة”. وأكد أبناء الجوف خلال في المسيرات التي أقيمت بمديريات الحزم وخب الشعب والسيل ورجوزة والغيل والخلق والمصلوب والمطمة والزاهر والحميدات، والمراشي والمتون والعنان ثبات الموقف والاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني مهما كانت التحديات والتضحيات انطلاقا من الثقة بالله ووعده بالنصر لعباده المظلومين. وعبروا عن الاستعداد لمواصلة التحرك ضد قوى الطغيان والإجرام الصهيوني إسناد الشعب الفلسطيني استشعارا للمسؤولية الدينية والإنسانية في نصرة المظلومين في قطاع غزة.. مباركين التصعيد العسكري لقواتنا المسلحة ضد العدو الصهيوني والسفن المتعاملة معه. وأكدوا الثبات في ميادين الجهاد والتضحية بلا وهن ولا فتور مهما كانت النتائج والتهديدات حتى ينصاع العدو ويوقف عدوانه وحصاره عن الأشقاء في غزة. وأوضح بيان صادر عن مسيرات الجوف “أنه واستجابة لله تعالى، وجهاداً في سبيله وابتغاء لمرضاته خرجنا اليوم في مسيراتنا المليونية نصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، ولمواجهة الطغيان والإجرام اليهودي الصهيوني الأمريكي الذي يرتكب أبشع جريمة إبادة جماعية في غزة على مدى واحد وعشرين شهراً”. وعبر عن الحمد لله سبحانه وتعالى على عونه وتأييده لمجاهدي المقاومة الفلسطينية ومجاهدي قواتنا المسلحة.. مباركا تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية وتصاعد عمليات قواتنا المسلحة على عمق العدو الصهيوني، والعمليات البحرية الأخيرة الفعالة التي أجهزت على ما تبقى من أحلام العدو في اختراق قرار الحظر البحري اليمني الناجح وكسر الحصار المفروض على موانئه وفي الوقت الذي يبيد فيه أبناء غزة بجرائمه تقتيلا وحصاراً وتجويعاً وتعطيشاً. وأشار البيان إلى أن العدو قد تلقّى بعون الله صفعات قوية ومدوية ورادعة شاهدها العالم كله بالصوت والصورة.. مباركا التصدي القوي والفعال وغير المسبوق لقواتنا المسلحة في مواجهة العدوان الصهيوني الأخير على بلادنا، سائلا الله سبحانه وتعالى لها مزيداً من البصيرة والتوفيق والتسديد والثبات. وأضاف “إننا ونحن نتابع العمليات القوية للمجاهدين في غزة خلال الأيام الأخيرة والتي أرهقت العدو قتلاً ذريعاً، وكمائن نوعية فتاكة ونتذكر في نفس الوقت معاناة مجاهدي المقاومة ومعهم كل أبناء غزة من شدة المجازر والتجويع والتعطيش والحصار الشديد نزداد عزيمة وثباتاً وثقة ويقيناً بأن هزيمة العدو ممكنة مهما كانت إمكاناته، ومهما كانت المعاناة، وبأن العدو كما أخبرنا الله عنه ضعيف وجبان مهما أظهر من إجرام ووحشية، وأن ثمار الصبر والعمل والثقة بالله حتماً هو النصر للمؤمنين الصابرين، وهزيمة العدو المجرم”. وجدد التأكيد للقيادة الحكيمة ولمجاهدي القوات المسلحة والمجاهدين في غزة بأن الشعب اليمني المسلم المجاهد وبكل إيمان وبصيرة ووعي وقناعة لن يتراجع، ولن يكل ولن يمل، ولن يتخلى عن موقفه هذا، مهما كانت المعاناة والصعوبات، وأنه سيصبر في سبيل الله، ليقينه بأن الصبر والثبات مع الثقة بالله هو الطريق الأوحد للفتح الموعود والفرج القريب وأن كل الخيارات الأخرى قطعاً فيها من المعاناة ما هو أكبر ولكن بدون أي ثمرة ولا نتيجة إلا الخزي والعار والخسارة في الدنيا والآخرة.