بوابة الوفد:
2025-05-15@06:21:47 GMT

الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١٣٠)

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

نستكمل حديثنا اليوم عن ما قاله محامى الجماعة عبدالمنعم عبدالمقصود، أن هيئة الدفاع تعد إجراءات قانونية أمام القضاء العسكرى لإعادة النظر فى الأحكام التى صدرت منه ضد قيادات وأعضاء داخل الجماعة، وكانت محكمة النقض العسكرية قد قبلت فى الطعن بحق أسعد الشيخة، وقررت إعادة محاكمته أمام دائرة أخرى بعد تسليم نفسه إلى السلطات المصرية، محامى الإخوان بما قاله إما أنه كان يكذب وهو لا يعرف أنه يكذب، أو أنه يكذب ويعرف أنه يفعل ذلك، فقرار إسقاط العقوبات عن خيرت الشاطر وحسن مالك صدر عن مكتب المدعى العسكرى فى ١٦ فبراير أى قبل ثلاثة أيام من ادعاء محامى الجماعة أنه سيبدأ فى إجراءات قانونية لإسقاطها، ومؤكد أنه كان يعرف بالقرار، لأن المجلس العسكرى لم يكن ليحتفظ بهذه المفاجأة للإخوان.

. فقد تمت بعلمهم.

بعد ذلك نشرت الصحف الورقية خبرًا يشير إلى أن خطابًا من المكتب الفنى للنائب العام وصل إلى شركة مصر للمقاصة وكل شركات السمسرة فى الأوراق المالية وصناديق الاستثمار وأمناء الحفظ والمحللين، يؤكد قيام المدعى العسكرى بإعفاء كل من خيرت ومالك من كل العقوبات المحكوم بها عليهما فى القضية رقم ٢ لسنة ٢٠٠٧ جنايات عسكرية، والتى تم قيدها برقم ٩٦٣ لسنة ٢٠٠٦ حصر أمن دولة، وصدر فيها قرار بالمنع من التصرف والإدارة رقم ٢ لسنة ٢٠٠٧، وهو ما يستوجب طبقا للخطاب إلغاء التحفظ على أموال الشاطر ومالك وأبنائهما القصر وزوجاتهما، كان هذا يعنى أن موقع الإخوان المعبر الرسمى عن الجماعة يكذب فيما قاله، وزيادة فى التأكيد فالقرار الذى صدر عن المكتب الفنى للنائب العام صدر فى ١٨ فبراير ٢٠١٢ أى بعد يومين فقط من صدور قرار المدعى العسكرى.

نص القرار" نود الإحاطة أنه بناء على الإخطار الوارد إلينا من إدارة المدعى العام العسكرى بتاريخ ١٦ / ٢ / ٢٠١٢، والمتضمن أن السلطة المختصة قد قررت إعفاء كل من محمد خيرت سعد عبدالعزيز الشاطر وحسن عز الدين مالك يوسف مالك من كل العقوبات المحكوم بها عليهما فى القضية رقم ٢ لسنة ٢٠٠٧ حصر أمن دولة والصادر على ذمتها أمر المنع من التصرف والإدارة رقم ٢ لسنة ٢٠٠٧ أوامر تحفظ، وسقوط العقوبات التبعية والآثار الجانبية الأخرى المترتبة على الحكم كافة، الأمر الذى يتعين معه إنهاء أثر أمر المنع المشار إليه الصادر ضد سالفى الذكر وزوجاتهما وأبنائهما القصر دون غيرهم ممن شملهم.. والتوقيع رئيس الاستئناف.. رئيس إدارة الأموال المتحفظ عليها المستشار عادل السعيد، جملة واحدة عزيزى القارئ فى قرار المدعى العام العسكرى جعلت جماعة الإخوان تنفى وتكذب أن يكون هناك إسقاط لعقوبات خيرت الشاطر وحسن مالك، وهى دون غيرهم ممن شملهم.. فهناك من بين قيادات الإخوان الذين صدرت ضدهم أحكام ولا تزال أموالهم مصادرة لم يحصلوا على مثل هذا القرار وإعلانه بهذه الطريقة دون أن يثير حفيظة البعض، وقد أرادت الجماعة أن تخفى الخبر حتى تصل إلى صيغة لإعفاء الآخرين من العقوبات. قرار إسقاط العقوبة عن خيرت الشاطر وحسن مالك بهذه الصورة لم يكن له إلا معنى واحد فقط، وهو أن المشير طنطاوى الذى يرأس المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو الذى أصدر قرار العفو، وهو الذى وقع عليه، وقد يكون هذا هو أول قرار عفو شامل يصدر فى تاريخ الأحكام العسكرية، وهو يعنى أنه طبقا للقانون وقف السير فى إجراءات أى دعوى يمكن أن تكون مرفوعة على من صدر فى حقه العفو ويمحو حكم الإدانة، وهو ما يعنى أن خيرت ومالك أصبحا كيوم ولدتهما أمهما.

خرج خيرت الشاطر من سجنه فى مارس ٢٠١١، قبل أن تنتهى فترة عقوبته، ولأن النظام تغير والقوى تغيرت والموازين أيضا، كان لابد أن يطالب القيادى الإخوانى بأن يحصل على حقوقه كاملة، لم يرض الشاطر بالحصول على إفراج صحى أو عفو جزئى، لأنه يعرف أنه بذلك لن يكون مواطنا طبيعيا، فهو يعرف أن القانون يقول إن كل حكم بعقوبة جنائية يستلزم حتما حرمان المحكوم عليه من حقوق ومزايا عديدة، وللحديث بقية.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإخوان الإرهابية قانونية أمام القضاء خیرت الشاطر یعرف أن

إقرأ أيضاً:

على أبواب المائة عام: الإخوان المسلمون بين الاستهداف والمراجعة المطلوبة

في الثاني والعشرين من آذار/ مارس 1928 تأسست حركة الإخوان المسلمين على يد الإمام حسن البنا وعدد من إخوانه في مدينة الإسماعيلية في مصر، بعد سنوات قليلة من إلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا على يد الزعيم التركي كمال أتاتورك في الرابع من آذار/ مارس 1924، وبعد حوالي الثلاث سنوات تحتفل حركة الإخوان المسلمين على مرور مائة عام على تأسيسها، في حين مرت حوالي مائة عام وعام على إلغاء الخلافة.

وعلى أبواب احتفال حركة الإخوان المسلمين على مرور مائة عام على التأسيس، وهذه الذكرى تحتاج للتحضير من أجل تحويل هذا الاحتفال إلى حدث عالمي كبير، تواجه هذه الحركة الإسلامية عملية استهداف مستمرة إلى اليوم، من خلال زج قياداتها في السجون، أو عبر توجيه الاتهامات لها بالارهاب في عدد من الدول العربية والإسلامية بسبب دعمها للمقاومة في فلسطين، أو عبر شيطنة صورتها من خلال الادعاء بأنها السبب الأكبر لبروز حركات التطرف والتشدد في الواقع الإسلامي، أو أنها وراء العديد من الصراعات الداخلية في عدد من الدول العربية والإسلامية، وصولا لتوجيه البعض لها اتهامات بأنها صنيعة القوى الغربية وأنها تخدم المشاريع الغربية في المنطقة وأن قادتها لديهم علاقات مع الدول الأجنبية.

نحتاج اليوم إلى اعادة قراءة هذه التجربة الإسلامية على ضوء كل التطورات والأحداث التي حصلت طيلة السنوات الماضية، كما تحتاج الحركة إلى إجراء مراجعة شاملة لتجربتها لتحديد الإيجابيات والسلبيات في مسيرتها ووضع رؤية جديدة للمرحلة المقبلة، وعدم انتظار الاحتفال بمرور مائة عام على التأسيس في العام 2028
كل هذه الاتهامات، بغض النظر عن مدى صحتها أو أنها مجرد تجنيات بهدف تشويه صورة الإخوان، تؤكد أن حركة الإخوان المسلمين لا تزال إلى اليوم محور الاهتمام الكبير على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي، وهي الحركة الإسلامية الأوسع انتشارا في العالم رغم بروز العديد من الحركات والتيارات الإسلامية في العالم وقيام جمهوريات وتجارب إسلامية في الحكم بعضها لا يزال مستمرا إلى اليوم، في حين أن البعض الآخر انتهى وترك آثارا سلبية في الواقع العربي والإسلامي.

ونظرا لأهمية هذه الحركة الإسلامية ودورها الكبير طيلة الأعوام المائة الماضية، وبانتظار ما يمكن أن يحصل في الذكرى المئوية لتأسيسها في العام 2028، نحتاج اليوم إلى اعادة قراءة هذه التجربة الإسلامية على ضوء كل التطورات والأحداث التي حصلت طيلة السنوات الماضية، كما تحتاج الحركة إلى إجراء مراجعة شاملة لتجربتها لتحديد الإيجابيات والسلبيات في مسيرتها ووضع رؤية جديدة للمرحلة المقبلة، وعدم انتظار الاحتفال بمرور مائة عام على التأسيس في العام 2028، أي بعد سنتين ونصف تقريبا.

ولا يمكن في مقال واحد إجراء تقييم شامل لهذه الحركة الإسلامية اليوم لأن ذلك يتطلب كتبا ودراسات ومؤتمرات وندوات، ويمكن إذا أحصينا الكتب والدراسات التي صدرت عن فكر الإخوان المسلمين وتجاربها في العالم العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي وعن مؤسساتها المتعددة، وصولا للشخصيات التي ساهمت في تأسيسها ومواكبتها طيلة السنوات المائة؛ لأصبح عندنا مكتبة ضخمة، إضافة لاستعراض الوسائل الإعلامية التي أسستها والمواقع الالكترونية التي تتابع حركاتها ومراكز الدراسات والأبحاث المتخصصة فقط بمتابعة الحركات الإسلامية ودورها في مختلف أنحاء العالم.

كل هذه المعطيات تؤكد أهمية الدور الكبير الذي لعبته حركة الإخوان المسلمين (بمختلف فروعها واتجاهاتها في العالم) على صعيد الحركات الإسلامية والعالم العربي والإسلامي، ونشر الفكر الإسلامي في العالم، وهذا يتطلب اليوم قراءة نقدية شاملة من أجل تقييم هذا الدور وتحديد نقاط القوة والضعف ومن أجل إطلاق رؤية جديدة في المرحلة المقبلة.

المعطيات تؤكد أهمية الدور الكبير الذي لعبته حركة الإخوان المسلمين (بمختلف فروعها واتجاهاتها في العالم) على صعيد الحركات الإسلامية والعالم العربي والإسلامي، ونشر الفكر الإسلامي في العالم، وهذا يتطلب اليوم قراءة نقدية شاملة من أجل تقييم هذا الدور وتحديد نقاط القوة والضعف ومن أجل إطلاق رؤية جديدة في المرحلة المقبلة
وطبعا قد يحتج البعض أن ظروف حركة الإخوان المسلمين اليوم، ولا سيما في الدولة التي تأسست فيها أي مصر، لا تسمح بإجراء هذه المراجعة الشاملة، لأن قادة الحركة في السجون ويواجهون ظروفا صعبة، كذلك تتعرض الحركة اليوم لحملات استهداف كبيرة في دول لعبت فيها أدوارا مهمة طيلة العقود الماضية، كما يجري اليوم في الأردن والامارات العربية المتحدة وتونس والسودان وليبيا واليمن والسعودية على سبيل المثال، لكن ذلك لا يمنع من التقاء قادة ومفكري هذه الحركة المنتشرين في أنحاء العالم من أجل إطلاق حملة مراجعة وتقييم لدورها ومستقبلها، وإطلاق مبادرات مختلفة قادرة على مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها اليوم.

وهناك العديد من الأسئلة التي يمكن طرحها على طاولة النقاش الفكري والتنظيمي والسياسي والمستقبلي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

أولا: ما هي نتائج هذه التجربة الإسلامية بمختلف اتجاهاتها وتنوعاتها بعد مائة عام على التأسيس، واين أخطأت واين أصابت؟

ثانيا: أي مشروع إسلامي ينبغي طرحه اليوم لمواجهة مختلف التحديات؟ وهل لا يزال المشروع الإسلامي الذي طرحه الإمام حسن البنا وقادة ومفكرو الإخوان هو المطلوب اليوم؟

ثالثا: هل الوصول إلى السلطة وإقامة الحكم الإسلامي لا يزال هو الهدف المطلوب، أو قيام حكم العدالة والمواطنة وصولا لإقامة نظام تكاملي أو تعاوني بين الدول العربية والإسلامية؟

رابعا: أين موقع القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني في سلم أولويات الحركة الإسلامية اليوم في ظل التطورات والمتغيرات الكبيرة التي تحصل؟ وهل الوصول إلى السلطة يتقدم على مشروع المقاومة أو العكس؟

خامسا: كيف يمكن التعامل مع كافة التجارب الإسلامية في الحكم اليوم؟ وهل هذه التجارب تمثل أهداف الإخوان المسلمين، وأين نلتقي معها وأين نختلف؟

سادسا: كيف يمكن مواجهة الصراعات والحروب المختلفة وخصوصا الصراعات المذهبية والطائفية وانتشار العنف؟ وهل يمكن وقف هذه الحروب والصراعات؟

سابعا: هل يمكن الخروج من الصراعات مع السلطات القائمة في بعض الدول العربية والإسلامية، والاكتفاء بالعمل الدعوي والتربوي والاجتماعي والابتعاد عن الصراعات السياسية؟

ثامنا: أي مشروع حضاري إسلامي يمكن أن نقدمه للعالم اليوم؟ وما هي تفاصيل هذا المشروع في كافة وجوهه العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية؟

هذه بعض الأسئلة والإشكالات التي يمكن ان تطرح في المرحلة المقبلة وتكون مدخلا لإحياء ذكرى مرور مائة عام على تأسيس حركة الإخوان المسلمين، وكي تتحول هذه الذكرى إلى محطة لإجراء مراجعة شاملة لكل الحركات الإسلامية اليوم.

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • على أبواب المائة عام: الإخوان المسلمون بين الاستهداف والمراجعة المطلوبة
  • تأجيل محاكمة 64 متهم بـ " خلية تهريب أعضاء الجماعة الإرهابية خارج البلاد "
  • تأجيل محاكمة 64 متهما بقضية خلية القاهرة الجديدة لجلسة 14 يوليو
  • خلال ساعات.. نظر محاكمة 64 متهما بقضية خلية القاهرة الجديدة
  • طارق حجي: ذُهلت عندما فاز مرسي في الانتخابات
  • هنا الزاهد.. «مدربة أسود»
  • تقرير سري عن الإخوان يثير جدلا في فرنسا.. اتهامات وانتقادات وردود غاضبة
  • مسؤول بارز سابق في الحكومة يوجه اتهام مباشر لمحافظ عدن بالخيانة
  • “مش” سياسة!
  • مرافعة الدفاع في محاكمة 73 متهما بـ«خلية التجمع الإرهابية»