يمانيون – متابعات
يترقب العالم أن يصوت مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء المقبل، على مشروع قرار جزائري يحث المجلس على وقف إطلاق النار بقطاع غزة وسط تهديد أمريكي مجددا بعرقلته.. فيما تستعد محكمة العدل الدولية بدء جلسات استماع حول شرعية العدو الصهيوني لاحتلال فلسطين.

وعلى إثر القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في نهاية يناير المنصرم ودعت فيه كيان العدو الصهيوني إلى منع أي عمل محتمل من أعمال “الإبادة” في غزة، أطلقت الجزائر مشاورات في مجلس الأمن حول مشروع قرار جديد يدعو لإرساء هدنة في القطاع.

وطالبت الجزائر بأن يصوت مجلس الأمن يوم الثلاثاء المقبل على النص بصيغته الراهنة، فيما هددت واشنطن باستخدام حق النقض (الفيتو) كما حدث خلال عمليات تصويت سابقة في منتصف أكتوبر وأوائل ديسمبر على الرغم من الضغوط المتزايدة التي يمارسها المجتمع الدولي في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة.

ويرفض مشروع القرار “التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين” ويدعو إلى وضع حدا لهذا “الانتهاك للقانون الدولي” وكذلك إلى إطلاق سراح كل الرهائن من الطرفين.

وأصدرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد السبت بيانا نددت فيه بقرار الجزائر إحالة نص المشروع على التصويت.. معتبرة أن الخطوة الجزائرية تهدد بتقويض المفاوضات الجارية بين كيان العدو الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” لإرساء هدنة جديدة تشمل إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة وأسرى فلسطينيين في سجوم العدو.

هذا وقد جرت خلال هذا الأسبوع في القاهرة مفاوضات شارك فيها وسطاء من مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل رهائن صهاينة وأسرى فلسطينيين.

من جهتها، هددت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بتعليق مشاركتها في المفاوضات إذا لم يتم تسليم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في شمال قطاع غزة.

وجدد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية السبت، تأكيده على أن حركته متمسكة بوقف إطلاق النار وانسحاب قوات العدو الصهيوني من غزة.

لكن العدو الصهيوني رفض المطلبين مرارا، وواصل جيشه قصف القطاع المحاصر ودمر أحياء بكاملها، وتسبب بنزوح 1,7 مليون من أصل 2,4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية.. بحسب الأمم المتحدة.

من جهة أخرى تستعد محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، لبدء جلسات استماع تاريخية يوم غد الإثنين حول شرعية احتلال العدو الصهيوني المستمر منذ 75 عاما للأراضي الفلسطينية.. ما يعيد القضاة الدوليين الـ15 إلى قلب الصراع الصهيوني– الفلسطيني المستمر منذ عقود.

ومن المقرر عقد جلسات استماع لمدة ستة أيام في محكمة العدل الدولية، والتي سيشارك خلالها عدد غير مسبوق من الدول، في حين تواصل قوات العدو الصهيوني هجومها المدمر على قطاع غزة.

وعلى الرغم من أن النظر في القضية يتم على خلفية الحرب بين العدو الصهيوني وحركة “حماس”، إلا أنها تركز عوضا عن ذلك على احتلال العدو المستمر للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة.

ويشدد الممثلون الفلسطينيون في المحكمة، والذين سيتحدثون أولا يوم الإثنين، على أن الاحتلال الصهيوني غير قانوني لأنه ينتهك ثلاثة مبادئ رئيسية للقانون الدولي، حسبما صرح الفريق القانوني الفلسطيني للصحفيين الأربعاء.

ويقول الممثلون الفلسطينيون إن قوات العدو الصهيوني انتهكت الحظر المفروض على غزو الأراضي من خلال ضم مساحات كبيرة من الأراضي المحتلة، كما انتهكت حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وفرضت نظام التمييز والفصل العنصري.

ويقول مساعد وزير الخارجية الفلسطينية لشؤون الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، عمر عوض الله: إنهم يريدون أن يسمعوا كلمات جديدة من المحكمة.

ويضيف عوض الله: إنه كان يتعين على المحكمة أن تأخذ في الاعتبار كلمة “إبادة جماعية” في قضية جنوب إفريقيا، في إشارة إلى قضية منفصلة معروضة على المحكمة.

وتابع قائلا: الآن نريدهم أن يفكروا في الفصل العنصري.

في السياق ذاته، قال عوض الله: إن الرأي الاستشاري للمحكمة سيمنحهم الكثير من الأدوات، باستخدام أساليب وأدوات القانون الدولي السلمي، لمواجهة مخالفات الاحتلال.

هذا ومن المرجح أن تستغرق المحكمة أشهرا للحكم.. لكن خبراء يقولون إن القرار – رغم أنه غير ملزم قانونا – يمكن أن يؤثر بشكل عميق على الوضع القانوني الدولي للعدو الصهيوني والمساعدات الدولية للعدو والرأي العام.

ووصلت القضية إلى المحكمة بعد أن صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة في ديسمبر 2022 على مطالبة المحكمة العالمية بإصدار رأي استشاري غير ملزم بشأن أحد أطول النزاعات الشائكة في العالم.

وقد روج الفلسطينيون لهذا الطلب وعارضته سلطات العدو الصهيوني بشدة.. وامتنعت 50 دولة عن التصويت.

ويذكر أنه بعد أن يقدم الفلسطينيون حججهم، ستتحدث 51 دولة وثلاث منظمات –جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي-، أمام لجنة القضاة في قاعة العدل الكبرى.

واحتلت قوات العدو الصهيوني الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة في حرب الشرق الأوسط عام 1967..

ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة على المناطق الثلاث.. فيما تعتبر قوات العدو الضفة الغربية منطقة متنازع عليها وينبغي تحديد مستقبلها من خلال المفاوضات.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة قوات العدو الصهیونی مجلس الأمن فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تؤكد تسلمها مقترح ويتكوف الجديد بشأن غزة.. نتنياهو يعلن موافقته وواشنطن تعلق

أكدت حركة حماس، الخميس، أنها استلمت مقترحا جديدا قدمه المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أنها ستعمل على درساته والرد بشأنه.

وقالت الحركة في بيان، إن "قيادة حركة حماس استلمت من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد، وتقوم بدراسة هذا المقترح بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع".

من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات المحتجزين بقبول اقتراح وقف إطلاق النار الجديد في غزة والذي قدمه مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وكانت حركة حماس، أعلنت أنها تبذل جهودا كبيرة لوقف العدوان على قطاع غزة، وكان آخرها التوصل إلى اتفاق مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف على إطار عام يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفق المساعدات، وتولي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.

من جانبه قال البيت الأبيض، إن المبعوث ستيف ويتكوف والرئيس ترامب أرسلا مقترح وقف إطلاق النار لحماس بعد موافقة الاحتلال عليه.

وأضاف البيت الأبيض: "إسرائيل وافقت على مقترح، ويتكوف وحماس لم ترد بعد".

وشدد البيت الأبيض، على أن المحادثات لا تزال مستمرة بشأن وقف إطلاق النار ولا علم لنا بموافقة حماس عليه.

وتابع: "نأمل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة حتى يعود جميع الرهائن".


وقالت حماس في تصريح صحفي، الأربعاء، إن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين وعددا من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وذلك بضمان الوسطاء، وتنتظر الحركة الرد النهائي على هذا الإطار.

والثلاثاء، أعلن عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم، الموافقة على المقترح الذي قدمه ويتكوف، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة. 

وأوضح نعيم في تصريحات صحفية، أن المقترح يشمل وقفا شاملا لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.

وأشار إلى أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال، وأن حماس تنتظر ردا رسميا من جانب الاحتلال بشأن المبادرة. 


علام ينص مقترح ويتكوف؟
وكانت تقارير أشارت إلى أن الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما كمرحلة أولى، تتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين على دفعتين، إضافة إلى تبادل جثث مقابل أسرى فلسطينيين. 

ووفقا للمصادر، سيتم الإفراج عن 5 أسرى للاحتلال في اليوم الأول من الاتفاق، على أن يتم الإفراج عن الخمسة الآخرين في اليوم الستين، فيما سيبدأ انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من قطاع غزة استنادا إلى اتفاق تم التوصل إليه في كانون ثاني/ يناير الماضي. 

كما كشفت المصادر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب سيكون الضامن لتنفيذ الاتفاق خلال فترة الستين يوما، على أن تتولى الوساطات الدولية ضمان استمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء المدة المحددة، ضمن رؤية سياسية طويلة الأمد لإنهاء الحرب.

مقالات مشابهة

  • حماس ترد على المقترح الأمريكي بتثبيت وقف إطلاق النار.. وواشنطن تصطف إلى جانب العدو
  • إصابة شابين فلسطينيين باعتداء جنود العدو الصهيوني شرق أريحا
  • بري: حزب الله جمع سلاحه وملتزم بوقف إطلاق النار
  • عاجل. برشلونة تقطع جميع العلاقات مع إسرائيل وتطالب بوقف إطلاق النار وتؤكد: غزة للفلسطينيين
  • وزير الخارجية التركي: روسيا وأوكرانيا ترغبان بوقف إطلاق النار
  • العدو الصهيوني يخلي الأطباء والمرضى قسرياً من مستشفى العودة شمال غزة
  • حماس تؤكد تسلمها مقترح ويتكوف الجديد بشأن غزة.. نتنياهو يعلن موافقته وواشنطن تعلق
  • تفويض تفتيش السفن قبالة ليبيا أمام تصويت مجلس الأمن اليوم
  • البابا لاوون يطالب بوقف إطلاق النار في غزة ويؤكد: الحرب ليست حتمية
  • مندوب الجزائر يضع مأساة آلاء النجار والطفلة وردة أمام أنظار العالم في مجلس الأمن (فيديو)