فجأة أُنهيت صلاحية الجواز الأمريكي وزج حاملوه في "في اسطبلات الخيول" لسنوات
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
ردا على الغارات الجوية المباغتة على قاعدة الأسطول البحري الأمريكي في بيرل هاربر، صدر في 19 فبراير عام 1942 مرسوم رئاسي أمريكي قضى بوضع الأمريكيين اليابانيين في معسكرات اعتقال.
إقرأ المزيدمباشرة بعد إقرار القانون رقم "9066"، بدأت عمليات الإخلاء القسري لليابانيين من ولايات كاليفورنيا وسان فرانسيسكو وأوريغون وواشنطن، وجرى إبعاد 120 ألف ياباني من الساحل الغربي للولايات المتحدة، وكان 62 بالمئة من هؤلاء يحملون الجنسية الأمريكية حينها.
تقارير بهذا الشأن أفادت بأن نحو نصف عدد من أرسل إلى معسكرات الاعتقال كانوا من الأطفال. استقر اليابانيون المبعدون في ثكنات بنيت لهذا الفرض، وفي الغالب على أراضي المحميات الهندية، وكانت محاطة بالأسلاك الشائكة ويقف في محيطها حراس مسلحون بمدافع رشاشة. تلك الأماكن كانت تسمى رسميا "مراكز إعادة التوطين العسكرية"، وكان يطلق عليها بشكل غير رسمي اسم "معسكرات الاعتقال".
قرار الإبعاد إلى معسكرات الاعتقال شمل حتى أولئك الذين يحملون 1/16 من "الدم الياباني"، بما في ذلك الأطفال الأيتام، وكان لهذه الخطوة طبيعة عرقية صرفة ارتكزت على الشك في ولاء المهاجرين اليابانيين، على الرغم من أن المرسوم الرئاسي الأمريكي لم يذكرهم بالاسم.
بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية اتخذت إجراءات مماثلة وتم اعتقال المهاجرين من أصل ألماني ونمساوي الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاما، وقامت الحكومة البريطانية بالزج بحوالي 25000 رجل ألماني ونمساوي و3000 امرأة إلى في معسكرات معظمها في جزيرة مان في البحر الأيرلندي. علاوة على ذلك جرى في أغسطس 1940 ترحيل حوالي 4000 شخص من هؤلاء إلى كندا، و2000 إلى أستراليا.
صورة تلك المأساة نقلها الممثل الأمريكي من أصل ياباني جورج هوساتو تاكي، وكان قضى في طفولته مع أسرته 3 سنوات في معسكرات الاعتقال.
تاكي روى أن ممثلي السلطات أثناء تنفيذ المرسوم الرئاسي جاؤوا في ذلك الوقت إلى منزل أسرته في لوس أنجلوس ربيع عام 1942، وسمح لهم بحمل ما خف وزنه فقط، كما سمح لهم بأخذ حقيبة واحدة فقط ، واضطر أفراد الأسرة إلى البيع ممتلكاتهم بأبخس الأثمان، وأمهلوا 48 ساعة لحزم أمتعتهم. روى أن أسرته في فترة ما، نقلت إلى معسكر للنوم في إسطبل سابق، وانهم حشروا في أكشاك للخيول، وعلّق تاكي الطفل الصغير في ذلك الوقت قائلا: "سننام حيث تنام الخيول! الأمر ممتع"!
حال والديه في ذلك الموقف كلن مختلفا تماما عما كان عليه الطفل الصغير. الممثل الأمريكي من اصل ياباني ذكر أن الإجراء بالنسبة لهما كان "ضربة مدمرة"، فقد فقدا المنزل الذي اشترياه بشق الأنفس، ووجدا نفسيهما محشورين مع ابنهما الصغير في "اسطبل عفن واحد".
اعتقد جورج هوساتو تاكي الصغير حين أجبر الجميع على ارتداء علامات كي تتم "مراقبتنا مثل الماشية"، أن الأمر عبارة عن تذكرة من قطار إلى آخر، مشيفا أنه رأى أشخاصا يبكون، لكنه لم يستطع معرفة السبب، وأن صبيا من أقرانه أخبره في أحد المعسكرات بأن الأسلاك الشائكة وضعت لحمايتهم من الديناصورات!
الصحافة الأمريكية في ذلك الوقت ساندت مثل هذه الإجراءات القمعية ضد اليابانيين، وعلى سبيل المثال كتبت صحيفة لوس انجلوس تايمز تقول: "الأفعى هي دائما أفعى، بغض النظر عن مكان خروجها من البيضة. وعلى هذا المنوال، الأمريكي من أصل ياباني والمولود لأبوين يابانيين يكبر ليصبح يابانيا وليس أمريكيا"، كما أعرب المزارعون البيض عن سرورهم بالتخلص من المنافسين الآسيويين.
وفي هذا الشأن، صرّح أوستن أنسون، المسؤول التنفيذي في جمعية منتجي وموردي الخضروات في مدينة "ساليناس" بكاليفورنيا قائلا: "إذا تم إبعاد جميع اليابانيين غدا، فلن نفتقدهم في غضون أسبوعين، إذ يمكن للمزارعين البيض زراعة كل شيء مثل اليابانيين"، مضيفا قوله: "لا نريد إعادتهم بعد الحرب".
الممثل الأمريكي من أصل ياباني يقول فيما يستعرض ذكريات طفولته في تلك المحنة، إن والده أوضح له ما يجري بقوله: "إن البلد الديمقراطي يمكن أن يكون عظيما مثل شعبه، لكنه غير معصوم من الخطأ مثل شعبه. وبالتالي، لكي تعمل الديمقراطية، فإنها تحتاج إلى أناس طيبين يؤمنون بمثلها العليا".
بعد مرور 46 عاما على "المبيت في اسطبلات الخيول"، وقع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في عام 1988 قانونا أقره الكونغرس، وصف ترحيل اليابانيين من الساحل الغربي للولايات المتحدة بأنه كان ظالما، واعتذر عنه، وقدم تعويضا لكل متضرر قدره 20 ألف دولار.
القرار كان متأخرا، ولم يصل الاعتذار الرسمي الأمريكي إلى مسامع الكثيرين، ولم تمتد أيديهم لتلقي التعويض المالي لأنهم فارقوا الحياة قبل ذلك.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب العالمية الثانية الأمریکی من فی ذلک من أصل
إقرأ أيضاً:
المخرج فاتح آكين: أخشى الاعتقال إذا ذهبت إلى تركيا
أنقرة (زمان التركية) – أعرب المخرج الألماني من أصل تركي فاتح آكين عن قلقه من احتمال اعتقاله في حال زار تركيا، وذلك في أعقاب اعتقال وكيلته الفنية آيشه باريم ضمن إطار التحقيقات الجارية حول احتجاجات “غيزي بارك” التي تعود إلى عام 2013. وقال آكين، الحائز على جائزة الدب الذهبي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش عرض فيلمه الجديد “أمْرون” في مهرجان كان السينمائي: “من الأفضل ألا أذهب إلى هناك، لا أرغب في تحمل هذه المخاطرة”.
انتقادات لاذعة للنظام القضائي التركي
وصف آكين (51 عامًا) تركيا بأنها “تحكمها المافيا”، معربًا عن صدمته من القيم التي تحكم البلاد حاليًا. وأضاف: “لديهم معايير مختلفة… بعض السياسيين لن يترددوا حتى في إشعال حرب للبقاء في السلطة، و(الرئيس رجب طيب أردوغان) واحد منهم”. وأعرب عن مخاوفه من أن يتهمه المدعون الأتراك بالسعي للإطاحة بأردوغان، رغم دوره في تعريف العالم بالثقافة التركية والمجتمع التركي في الخارج.
قضية وكيلته عائشة باريم
تتهم السلطات التركية باريم، وهي مديرة وكالة مواهب فنية تمثل العديد من الفنانين الأتراك، بـ”المساعدة في محاولة الإطاحة بالحكومة” خلال احتجاجات “غيزي بارك”. وقد نفت باريم هذه التهمة خلال استجوابها، مشيرة إلى أن اتصالاتها بالمحكوم عليه في القضية عثمان كافالا كانت متعلقة بفيلم آكين “كيسيك” (2013) الذي شارك كافالا في تمويله. ومن المقرر أن تظهر باريم، المحتجزة منذ 28 يناير/كانون الثاني، أمام القضاء للمرة الأولى في 7 يوليو/تموز، حيث تواجه عقوبة قد تصل إلى 30 عامًا.
آكين: اتصالات باريم بكافالا كانت لأجل أفلامي
كما رفض آكين الاتهامات الموجهة لباريم، واصفًا إياها بـ”السخيفة”، مؤكدًا أن الـ39 اتصالًا المذكورة في لائحة الاتهام كانت مرتبطة بأعماله السينمائية. وقال: “تحدثوا بسبب فيلمي… أنا نقطة الربط بينهما، والآن كلاهما في السجن”. وكانت باريم قد أوضحت خلال التحقيق أن اتصالاتها بكافالا اقتصرت على ترتيبات عرض فيلم “كيسيك” في مركز “الجزائر” التجاري المملوك له.
يذكر أن آكين، المعروف بأفلامه التي تنتقد القمع وتسلط الضوء على قضايا المهاجرين، حصل على جائزة الغولدن غلوب عن فيلمه “في الجانب الآخر” (2007)، كما نال الدب الذهبي في برلين عن “أنتظر الشمس” (2014). وتأتي تصريحاته الأخيرة في سياق تصاعد انتقادات المجتمع الفني الدولي للسياسات التركية تجاه حرية التعبير.
Tags: اعتقالتركياجيزي باركفاتح أكين