ردا على الغارات الجوية المباغتة على قاعدة الأسطول البحري الأمريكي في بيرل هاربر، صدر في 19 فبراير عام 1942 مرسوم رئاسي أمريكي قضى بوضع الأمريكيين اليابانيين في معسكرات اعتقال.

إقرأ المزيد الشبح الأمريكية تدمر "الفردوس" بضربة فائقة الدقة

مباشرة بعد إقرار القانون رقم "9066"، بدأت عمليات الإخلاء القسري لليابانيين من ولايات كاليفورنيا وسان فرانسيسكو وأوريغون وواشنطن، وجرى إبعاد 120 ألف ياباني من الساحل الغربي للولايات المتحدة، وكان 62 بالمئة من هؤلاء يحملون الجنسية الأمريكية حينها.

تقارير بهذا الشأن أفادت بأن نحو نصف عدد من أرسل إلى معسكرات الاعتقال كانوا من الأطفال. استقر اليابانيون المبعدون في ثكنات بنيت لهذا الفرض، وفي الغالب على أراضي المحميات الهندية، وكانت محاطة بالأسلاك الشائكة ويقف في محيطها حراس مسلحون بمدافع رشاشة. تلك الأماكن كانت تسمى رسميا "مراكز إعادة التوطين العسكرية"، وكان يطلق عليها بشكل غير رسمي اسم "معسكرات الاعتقال".

قرار الإبعاد إلى معسكرات الاعتقال شمل حتى أولئك الذين يحملون 1/16 من "الدم الياباني"، بما في ذلك الأطفال الأيتام، وكان لهذه الخطوة طبيعة عرقية صرفة ارتكزت على الشك في ولاء المهاجرين اليابانيين، على الرغم من أن المرسوم الرئاسي الأمريكي لم يذكرهم بالاسم.

بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية اتخذت إجراءات مماثلة وتم اعتقال المهاجرين من أصل ألماني ونمساوي الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاما، وقامت الحكومة البريطانية بالزج بحوالي 25000 رجل ألماني ونمساوي و3000 امرأة إلى في معسكرات معظمها في جزيرة مان في البحر الأيرلندي. علاوة على ذلك جرى في أغسطس 1940 ترحيل حوالي 4000 شخص من هؤلاء إلى كندا، و2000 إلى أستراليا.

صورة تلك المأساة نقلها الممثل الأمريكي من أصل ياباني جورج هوساتو تاكي، وكان قضى في طفولته مع أسرته 3 سنوات في معسكرات الاعتقال.

تاكي روى أن ممثلي السلطات أثناء تنفيذ المرسوم الرئاسي جاؤوا  في ذلك الوقت إلى منزل أسرته في لوس أنجلوس ربيع عام 1942، وسمح لهم بحمل ما خف وزنه فقط، كما سمح لهم بأخذ حقيبة واحدة فقط ، واضطر أفراد الأسرة إلى البيع ممتلكاتهم بأبخس الأثمان، وأمهلوا 48 ساعة لحزم أمتعتهم. روى أن أسرته في فترة ما، نقلت إلى معسكر للنوم في إسطبل سابق، وانهم حشروا في أكشاك للخيول، وعلّق تاكي الطفل الصغير في ذلك الوقت قائلا: "سننام حيث تنام الخيول! الأمر ممتع"!

حال والديه في ذلك الموقف كلن مختلفا تماما عما كان عليه الطفل الصغير. الممثل الأمريكي من اصل ياباني ذكر أن الإجراء بالنسبة لهما كان "ضربة مدمرة"، فقد فقدا المنزل الذي اشترياه بشق الأنفس، ووجدا نفسيهما محشورين مع ابنهما الصغير في "اسطبل عفن واحد".

اعتقد جورج هوساتو تاكي الصغير حين أجبر الجميع على ارتداء علامات كي تتم "مراقبتنا مثل الماشية"،  أن الأمر عبارة عن تذكرة من قطار إلى آخر، مشيفا أنه رأى أشخاصا يبكون، لكنه لم يستطع معرفة السبب، وأن صبيا من أقرانه أخبره في أحد المعسكرات بأن الأسلاك الشائكة وضعت لحمايتهم من الديناصورات!

الصحافة الأمريكية في ذلك الوقت ساندت مثل هذه الإجراءات القمعية ضد اليابانيين، وعلى سبيل المثال كتبت صحيفة لوس انجلوس تايمز تقول: "الأفعى هي دائما أفعى، بغض النظر عن مكان خروجها من البيضة. وعلى هذا المنوال، الأمريكي من أصل ياباني والمولود لأبوين يابانيين يكبر ليصبح يابانيا وليس أمريكيا"، كما أعرب المزارعون البيض عن سرورهم بالتخلص من المنافسين الآسيويين.

وفي هذا الشأن، صرّح أوستن أنسون، المسؤول التنفيذي في جمعية منتجي وموردي الخضروات في مدينة "ساليناس" بكاليفورنيا  قائلا: "إذا تم إبعاد جميع اليابانيين غدا، فلن نفتقدهم في غضون أسبوعين، إذ يمكن للمزارعين البيض زراعة كل شيء مثل اليابانيين"، مضيفا قوله: "لا نريد إعادتهم بعد الحرب".

الممثل الأمريكي من أصل ياباني يقول فيما يستعرض ذكريات طفولته في تلك المحنة، إن والده أوضح له ما يجري بقوله: "إن البلد الديمقراطي يمكن أن يكون عظيما مثل شعبه، لكنه غير معصوم من الخطأ مثل شعبه. وبالتالي، لكي تعمل الديمقراطية، فإنها تحتاج إلى أناس طيبين يؤمنون بمثلها العليا".

بعد مرور 46 عاما على "المبيت في اسطبلات الخيول"، وقع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في عام 1988 قانونا أقره الكونغرس، وصف ترحيل اليابانيين من الساحل الغربي للولايات المتحدة بأنه كان ظالما، واعتذر عنه، وقدم تعويضا لكل متضرر قدره 20 ألف دولار.

القرار كان متأخرا، ولم يصل الاعتذار الرسمي الأمريكي إلى مسامع الكثيرين، ولم تمتد أيديهم لتلقي التعويض المالي لأنهم فارقوا الحياة قبل ذلك.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الحرب العالمية الثانية الأمریکی من فی ذلک من أصل

إقرأ أيضاً:

اعتقال وزير دفاع السابق وسط غموض سياسي

ولم تكشف السلطات حتى الآن عن أسباب الاعتقال أو ظروفه، ما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والشعبية.

وأكدت مصادر شرطية لوكالة الأنباء الفرنسية خبر التوقيف، لكنها امتنعت عن تقديم أي تفاصيل بشأن دوافع العملية أو مكان احتجاز أزاناي.

كما أكد أحد المقربين من المعارض الخبر، مشيرا إلى أنه لا يملك أي معلومات إضافية حول وضعه الحالي.

ويأتي الاعتقال في سياق سياسي متوتر، إذ شهدت البلاد في السابع من ديسمبر/كانون الأول محاولة انقلابية أحبطها الجيش.

وعلى الرغم من أن أزاناي أدان المحاولة في بيان نشره على صفحته في فيسبوك في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، فإنه اتهم السلطات في الوقت نفسه بمحاولة "استغلال الأحداث" لتبرير التضييق على الأصوات المعارضة والانتقادات السياسية.

من الحليف إلى الخصم ويعد كانديد أزاناي شخصية مؤثرة في المشهد السياسي البنيني. فقد دعم وصول باتريس تالون إلى السلطة عام 2016، قبل أن ينقلب عليه وينضم إلى صفوف المعارضة.

ومنذ ذلك الحين، أصبح من أبرز الأصوات المنتقدة لسياسات الرئيس، الذي يشيد أنصاره بإنجازاته الاقتصادية، في حين يتهمه خصومه بانتهاج أسلوب سلطوي في بلد كان يعتبر نموذجا ديمقراطيا في غرب أفريقيا.

ويأتي هذا التطور بينما يستعد الرئيس تالون لمغادرة منصبه في أبريل/نيسان المقبل، مع انتهاء ولايته الثانية والأخيرة وفق الدستور. ويثير اعتقال أزاناي مخاوف من أن تشهد البلاد مزيدا من التوترات السياسية في مرحلة حساسة من تاريخها

مقالات مشابهة

  • مراكز بحثية تطلق إنذاراً من القاهرة: الحوثيون يجندون المهاجرين الأفارقة في معسكرات حدودية.. الهجرة غير الشرعية ومخاطرها
  • رئيس بلدية حلبا: وجود ميدان لسباق الخيول في عكار يُشكّل ضرورة أساسية للشباب
  • وفد ياباني في زيارة لمستشفى أبو الريش الجامعي
  • اعتقال وزير دفاع السابق وسط غموض سياسي
  • شاهد.. طقوس غريبة للاعب ياباني قبل مباراة بالدوري الأوروبي
  • عمرو يوسف: الجواز أكتر قرار غير حياتي .. والغباء والاستهتار بيعصبوني
  • اختتام برنامج تدريبي متخصص في فن التعامل مع الخيول والحذو في العقبة
  • الاحتلال يحكم بسجن أسير ويُجدد الاعتقال الإداري لآخرين
  • الاحتلال يصدر ويُجدد الاعتقال الإداري بحق 41 معتقلًا
  • هدم أجزاء من منزل في الأغوار الشمالية بعد انهياره فجأة