"البحوث الإسلامية": المجتمع في حاجة إلى قدوات نافعة في ظل غياب للقيم والأخلاقيات
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد على تقدير الأزهر الشريف لدولة إندونيسيا حكومة وشعبًا وطلابًا.
وأضاف الأمين العام أن المؤسسة الأزهرية تتميز بالمحافظة على هدفها وعلى وجهتها، حيث تؤكد بهذه المحافظة على مقولة أن الأزهر مشيئة إلهية وإرادة ربانية؛ واستطاعت أن تنقل الإسلام بمبادئه وتعاليمه نقلة حضارية أسهمت في بسطه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، معتمدة في ذلك على منهجها الذي يتميز بالوسيطة والاعتدال والموضوعية .
جاء ذلك خلال مشاركته في افتتاح فعاليات الدورة التدريبية للأئمة والوعاظ وأساتذة المعاهد الإسلامية الإندونيسية؛
أشار الأمين العام الى ان الدورة التدريبية تأتي في إطار التعاون المشترك بين الأزهر الشريف بجميع قطاعاته بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، والمؤسسات العلمية والتعليمية بدولة إندونيسيا
نشر رسالة الإسلام السمحة.
أكد الأمين العام على دور الهيئات والمؤسسات العاملة في المجال الخيري والدعوي مثل مؤسسة السلام في العالمين الإندونيسية والتي تعمل على خدمة طلاب العلم والعلماء ونشر رسالة الإسلام السمحة.
منهجية واضحة في تحري الحق والتزام الموضوعية واحترام العلم والعلماء
وأوضح الأمين العام أن الأئمة والدعاة يجب عليهم أن يؤدوا حق الإسلام من خلال القيام بدورهم في تعريف الإسلام ونقله عمليًا من خلال السلوك الحقيقي للمسلم، مع أهمية أن يكون لهم منهجية واضحة في تحري الحق والتزام الموضوعية واحترام العلم والعلماء، والتمسك بسلوك وأخلاق أهل العلم، ما يجعلهم من القادرين على المساهمة في نقل الحضارة الإسلامية وتراثها القويم.
قدوات نافعة من الرجال والنساء،
مؤكدا أن المجتمع في حاجة إلى قدوات نافعة له سواء من الرجال أم من النساء، خاصة في ظل هذه الظروف التي يعاني منها المجتمع من غياب للقيم والأخلاقيات والتي تحتاج إلى بذل مزيد من الجهود الممكنة.
حضر الدورة د. سلامة جمعة داود رئيس جامعة الأزهر، ود. حسن صلاح الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العلمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، ود. نهلة الصعيدي مستشار فضيلة الإمام الأكبر لشئون الوافدين، وممثلين عن سفارة إندونيسيا بالقاهرة، ومؤسسة السلام في العالمين الإندونيسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمين العام البحوث الإسلامية المؤسسة الأزهرية إندونيسيا الوسطية والإعتدال الأمین العام
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: لبيك اللهم لبيك نداء يتجاوز حدود المكان والزمان
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، ودار موضوعها حول "معاني لبيك اللهم لبيك"، مؤكدًا أنها تتجاوز كونها مجرد كلمات تُردد، بل هي إقرارٌ راسخٌ بوحدانية الله وطاعته المطلقة، وتعبيرٌ خالصٌ عن المحبة والإخلاص التام لله -سبحانه وتعالى-، ففي هذه الأيام المباركة، تتجه قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بشوقٍ جارفٍ نحو بيت الله الحرام، حتى وإن حالت دونهم الأسباب عن الوصول بأجسادهم، عليهم أن يرددوا هذه التلبية العظيمة التي تمثل استجابةً لنداء الخليل إبراهيم عليه السلام بالحج، لتصل أصداؤها إلى كل مكان بإذن الله تعالى.
شيخ الأزهر الشريف ورئيسة القومي للمرأة يبحثان التعاون المشترك
إطلاق برامج ومبادرات مشتركة بين القومي للمرأة والأزهر
متى يكون وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟.. الأزهر يجيب
شيخ الأزهر لوفد الإعلاميين العرب: الكلمة أمانة ودوركم مهمٌّ في رفع الوعي بقضايا الأمَّة
أمين البحوث الإسلامية يتابع جهود وعَّاظ الأزهر وواعظاته في توعية الحُجَّاج بمطار القاهرة
الأزهر: من السنة تطييب البدن قبل الإحرام ولا حرج فى بقائه بعد نية الدخول بالنسك
وأوضح الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن التلبية تحمل في طياتها معاني عظيمة، تبدأ بالإقرار بوحدانية الله؛ فالمسلم يعترف بأن الله هو الغني، القوي، الكريم، وأنه لا شريك له في ألوهيته، وهو المبدأ الذي دعت إليه جميع الرسل والأنبياء -عليهم السلام- على مر العصور، إنها دعوة للتوحيد الخالص الذي قامت عليه السماوات والأرض، كما أن التلبية هي شعار الطاعة والانقياد؛ فهي تعبير عن الطاعة الكاملة لله -سبحانه وتعالى- ولأوامره ولتوجيهاته، دون تردد أو بحث عن الأسباب والعلل، وهذا يتجلى في أداء المناسك حيث يلتزم الحاج بالأوامر الإلهية بكل خضوع وتسليم.
خطيب الأزهر: "لبيك اللهم لبيك" استجابة لدعوة إبراهيموبين الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن التلبية ليست مجرد نداء، بل هي استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام؛ استجابةٌ خالدةٌ لنداء الخليل إبراهيم الذي أذن في الناس بالحج، فوصل صوته إلى كل مكان بإذن الله -سبحانه وتعالى- " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"، كما تتضمن التلبية أيضًا حقيقة العبودية لله؛ فهي ليست طاعة مجردة، بل تتجاوز ذلك لتشمل كمال الطاعة مع كمال المحبة، فهي إقامةٌ على طاعة الله بحب وإخلاص، رغم مشقتها وبذل الكثير من الجهد والمال في سبيلها، ولكن الالتزام والتسليم لله -سبحانه وتعالى-جعل الإنسان يقوم بكل هذا وهو فرح مسرور وقلبه متشوق لفعله، وأخيرًا هي تعبير عن الإخلاص لله؛ فكما أن "اللب" هو خلاصة الشيء وجوهره، فالتلبية تعني إخلاص العبادة لله وحده، وتصفية النية له في كل عمل.
وتوقف الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية عند تحليل معاني التلبية الشريفة: "لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ"، موضحًا أن استخدام أداة التعريف "ال" التي تفيد الاستغراق في كلمات "الحمد، النعمة، الملك" يدل على أن جميع المحامد والنعم والملك هي لله وحده لا شريك له، فالله -سبحانه وتعالى- هو المستحق للحمد لذاته، وهو مصدر كل نعمة لا تُحصى، والملك كله له دون سواه، فالبشر عاجزون عن إحصاء نعم الله أو الوفاء بحمده، ولذا تولى الله سبحانه وتعالى حمد نفسه، ليعلم الخلق أنهم لا يحيطون بحمده كاملاً. فالملك الحقيقي هو لله، بينما ملك البشر زائل ومحدود، وهو ما يوضحه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».
وفي ختام الخطبة دعا الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، المسلمين إلى أن تكون تلبيتهم صادقة من القلب، وأن تعكس تعلقهم بالله وحده وثقتهم به ورجاءهم فيه، وليس بغيره من الخلق، كما توجه إلى الحق -سبحانه وتعالى- بالدعاء لنصرة المستضعفين في كل مكان والفرج العاجل لإخواننا في فلسطين، وأن يثبتهم، وأن يزيل الله بقدرته ملك الظالمين.